الراية - الأحد29/3/2009 م
د. شيخة المسند : نسعي
لتعزيز قدرات المعلمين لتحقيق الإصلاح التربوي
خلال افتتاح أسبوع التجمع التربوي الخامس بالجامعة
د. حصة صادق : ضعف معايير اختيار المعلمين وراء عرقلة عمليات التطوير
د. أحمد الساعي : التعليم المتميز أهم دعائم التنمية البشرية
د. غدنانة البنعلي : هدفنا تبادل الخبرات لمواكبة تطلعات المجتمع
كتبت
- هناء صالح الترك :
اكدت الاستاذة الدكتورة شيخة بنت عبدالله المسند رئيس جامعة قطر في افتتاح اسبوع التجمع
التربوي الخامس الذي تنظمه كلية التربية تحت شعار دور المعلم في عالم متغير والذي انطلقت
فعالياته صباح امس في قاعة ابن خلدون ويستمر حتي 2 ابريل علي أهمية هذا المؤتمر الذي
أصبح ينعقد بشكل سنوي في رحاب جامعة قطر.
وقالت إن من دواعي سعادتها اختيار (دور المعلم في عالم متغير) كشعار للتجمع التربوي
حيث يحمل هذا الشعار في طياته قضيتين أساسيتين تؤرقان التربويين والمعنيين بالتنمية
الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وهما قضية التغيير السريع في طبيعة المعلومات المتاحة
وطرائق الوصول إليها وهو ما يؤثر بالضرورة علي عمليتي التعليم والتعلم ، والقضية الثانية
هي دور المعلم في تهيئة طلابه للتعامل الصحي والسليم مع المتغيرات وقالت رئيس الجامعة
" إننا لا نبالغ إذا قلنا إن الاستثمار في بناء وتعزيز قدرات المعلم لتمكنه من التعرف
علي هذه التحديات ومواجهتها هو الاستثمار الأهم في عملية الإصلاح التربوي ."
وأكدت الدكتورة المسند أن جامعة قطر وانطلاقا من إيمانها العميق بأهمية دور المعلم
تجد أن من واجبها تجاه المجتمع احتضان التربويين من قطر وخارجها في مثل هذه اللقاءات
التي تتيح المجال لتبادل الخبرات وعرض النماذج الناجحة والفاعلة في عملية التعليم والتعلم
والتحدث بكل موضوعية وصراحة عن المشاكل والاحباطات التي قد تواجه المعلم علي هذا الطريق.
وتحدثت الدكتورة حصة صادق عميد كلية التربية عن أهمية الدور الذي يلعبه المعلم في العملية
التربوية فقالت إنه ومنذ أن بدأ التعليم إلي الآن، تعددت أدوار المعلمين وتنوعت، وارتبطت
ارتباطاً كبيراً بطبيعة الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية للمجتمعات في الحضارات
السابقة.
وتناولت الدكتورة حصة أنماط المعلمين وأدوارهم المتوقعة فقالت إن تلك الأدوار اتسمت
بعد ذلك بالتعدد والتنوع عاكسة التحول الكبير للتعليم إلي مهنة لها من الضوابط والشروط
والمعايير ما ينطبق علي غيرها من المهن، هذا التحول المرتبط بانتقال المجتمعات من مجتمعات
تقليدية يسودها نمط واحد من المهن والوظائف، إلي مجتمعات حديثة منفتحة تتعدد فيها أدوار
الفرد الواحد، وأصحاب المهن الواحدة. وأكدت أنه بات الآن متوقعاً من المعلم الحالي
أن يجمع جميع الأدوار السابقة للمعلمين ونضيف عليها أدوارا أخري جديدة كلما دعت حاجة
المجتمع ونادت نظريات الإعداد التربوي بذلك، فعليه أن يكون معلماً فيلسوفا، شاعراً،
سيكولوجيا، سيسولوجيا، تكنولوجيا، مربياً، مهندساً، والداً إلي غيرها من النماذج الأخري،
ووفقاً لكل دور عليه أن يتقن العديد من المهارات والكفايات التي تؤهله لإتقان أدواره
المتعددة. وقالت إنه علي نحو معاكس تغيرت مكانة المعلمين ومنزلتهم، فبعد أن كان المعلمون
يحظون بالتقدير والاحترام ويتبوؤون مكانة عالية في الحضارات القديمة ويعد وجودهم ظاهرة
فريدة في المجتمع، لأنه مصدر العلم والمعرفة، والمنارات الهادية للساسة والقادة والمثقفين،
فلقد تدهورت هذه المكانة وتراجعت مقارنة بمكانة غيرهم من أصحاب المهن الأخري، وذلك
لأسباب عديدة قد يكون منها:
أولا: تحول التعليم إلي خدمة اجتماعية مجانية ينبغي أن توفر لجميع أفراد المجتمع علي
حد سواء، وبالتالي زيادة الحاجة إلي أعداد كبيرة من المعلمين، ما أدي إلي التحاق الكثير
بهذه المهنة وهم غير مؤهلين أو مهنيين أو حتي راغبين في الالتحاق بها.
ثانيا: ضعف معايير اختيار المعلمين وبرامج إعدادهم وتنميتهم مهنيا، وعقم خطط الإصلاح
والتطوير، كل ذلك يجعل جيل المعلمين المتخرجين من هذه الأنظمة عوامل معرقلة لعمليات
التحديث والتنمية بدلاً من أن تكون وسائل داعمة له.
ثالثا: لا يستطيع المعلم أن يترك أثراً مباشراً وسريعاً في الحياة المجتمعية كغيره
من أصحاب المهن الأخري، كالمهندسين والأطباء، فأثر عمله لا يمكن قياسه إلا بعد سنوات
طويلة من العمل الشاق المتواصل، لذا يصعب تقدير ما يبذله من جهد يستحق عليه التكريم
من قبل المجتمع.
لكل ما ذكرناه ولغيره من العوامل الأخري لم يحظ المعلمون بالتقدير اللازم من قبل حكوماتهم،
فتدنت رواتبهم وانخفضت امتيازاتهم، وتدهورت مكانتهم الاجتماعية والاقتصادية، والعجيب
في الأمر أن الحكومات والمؤسسات التعليمية لم تتوقف عن مطالبة المعلمين بعدد أكبر من
التوقعات والأدوار الجديدة، متجاهلة مطالبهم بتحسين أوضاعهم.
أما الدكتور أحمد الساعي المنسق العام للمؤتمر فقال في حفل الافتتاح إن التنمية البشرية
لاتكون إلا بتعليم جيدٍ راقٍ يضمنُ نتيجة طيبة ويحققُ الأهدافَ التعليميةَ المرجوة...
تعليم يتعلق بالمهارات الحياتية والعلومِ المعرفية التي تُكتسب داخل الصفوفِ الدراسية،
وبين أسوارِ المؤسسةِ التعليميةِ وخارجِها.
وعدد الدكتور الساعي مواصفات ذلك التعليم فقال إنه تعليمٌ يتوافقُ وخصائصِ المتعلمين
بكلِ فئاتهم العمريةِ وطبقاتهم الاجتماعية، .. تعليمٌ قائمٌ علي مبدأ العدالةِ الاجتماعيةِ،
ويتوافق مع القيمِ والأعرافِ الاجتماعيةِ للمجتمعِ الواحد، وتعاليمهِ الدينيةِ. كما
أنه يتوافق مع التوجهات التعليمية الحديثة المتمثلةِ في التركيزِ علي المتعلمِ باعتبارهِ
محورَ العمليةِ التعليميةِ برمتها، بمعني آخر .. "هو تعليم مبني علي مبدأ التدريس المتمركز
حول المتعلم. ولا يتحققُ ذلك إلا بوجودِ معلمٍ ملمٍ بمادته العلمية التخصصية أولا،
ومؤمنٍ بكل هذه التعاليم والمبادئ المجتمعية ثانيا، ومواكبٍ لكل ما يحدث من حوله من
تغيراتٍ ناتجةٍ عن التقدم العلمي والتكنولوجي، وثورة المعلومات .. معلمٍ ذي مواصفات
فنيةٍ متوافقةٍ مع صيحات التعليم المعاصر، ومبادرات تطويره وتحسين مخرجاته، مثل مبادرة
التعليم لمرحلة جديدة، ليصبح معلما قادرا علي تهيئة البيئة التعليمية المتوافقة مع
طبيعة وخصائص المتعلم في ظل ثورة الاتصالات التكنولوجية وشبكة المعلومات العنكبوتية،
وما تفرضه من تحديات علمية وثقافية ومعلوماتية، تستلزم الإعدادَ الجيدَ للمعلمِ من
الناحيةِ العلميةِ في مادة التخصص، والتربوية والنفسية، ناهيك عن الإعداد الفني التكنولوجي،
والذي غالبا ما تقعُ مسؤوليته علي عاتقِ كليات التربية.
وكانت الدكتورة غدنانة البنعلي رئيس قسم العلوم التربوية قد ترأست الجلسة الافتتاحية
والقت كلمة اشارت فيها الي ان اسبوع التجمع التربوي الخامس يأتي ملبيا احتياجات المجتمع
القطري ومتطلبات مشروع تطوير التعليم الذي يلقي بظلاله علي كل المهتمين والممارسين
واصحاب القرار متحدين بذلك كل الظروف والامكانيات والقدرات والتطلعات ودافعين الي بذل
المزيد من العطاء والعمل والجهد والمثابرة والتلاحم من اجل تحقيق الآمال والطموحات
والرؤي ورأت ان هذا التجمع اليوم من اجل تبادل الافكار والخبرات لما من شأنه ان يصقل
الممارسات التربوية الحالية ويقومها ويدفعها الي ممارسات افضل مما يضفي علي واقعنا
ثقافة تربوية تعليمية تلامس وتواكب ما يتطلع اليه مجتمعنا من تقدم مفسحا له مكانة مرموقة
في عالم مليء بالتجارب التربوية منافسا ومتحديا ولعل هذا الامر هو الذي يقف وراء اختيار
موضوع المؤتمر المصاحب لأسبوع التجمع التربوي بعنوان دور المعلم في عالم متغير نظرا
لان المعلم هو الركن الاساسي في العملية التعليمية وبدونه تصبح كل الجهود والطموحات
احلاما بعيدة المنال.
وتوقعت الدكتورة غدنانة ان يكون هذا الاسبوع اسبوعا مختلفا ومتميزا وان يكون انارة
علمية وثقافية اعمق ويحقق الفائدة المرجوة للجميع.وتناولت الدكتورة جويس بتمان مدير
مكتب التنمية المهنية وتطوير التعليم في الجامعة التدريس وشجاعة التغيير.
وفي الحلقة النقاشية السعي الدائم وراء الجودة في التعليم سلط الاستاذ اومج باهيتا
رئيس البعثة في السفارة السنغافورية الضوء علي الانماط المختلفة وراء عمليات التطوير
والجودة وشارك في الحلقة الدكتور سيثا فاراج ابو النيومان مساعد المدير للخدمات الطلابية
برنامج الجسر الاكاديمي في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والاستاذة الدكتورة
ايمان زكي استاذ المناهج وطرق التدريس في اللغة الانجليزية بقسم العلوم التربوية بالاضافة
الي مشاركة الاستاذ عبدالعزيز السيد مدير مدرسة عبدالرحمن بن جاسم الاعدادية المستقلة
للبنات والاستاذة وضحي راشد معلمة لغة عربية مدرسة الشقب الابتدائية المستقلة للبنات
والاستاذة دلال مكرزل منسق برنامج التنمية المهنية كلية التربية جامعة قطر وقدم الدكتور
خالد الباكر رئيس قسم الاصول والادارة التربوية كلية البحرين للمعلمين ورقة مقدمة الي
صحيفة التفكير كطريقة لتطوير التأمل لدي المعلم ما قبل الخدمة في البحرين وشارك في
مناقشات الجلسة الثانية كل من الدكتور رمزي ناصر مدير مركز التطوير والبحث والدكتورة
بدرية العماري استاذ اصول التربية المساعد بكلية التربية والدكتورة حصة البنعلي استاذ
المناهج وطرق التدريس المساعد بكلية التربية حول استخدام خرائط المفاهيم وكذلك كان
للدكتورة نصرة البناي استاذ المناهج وطرق التدريس بقسم العلوم التربوية مناقشات تتعلق
بمادة الرياضيات وطرق تطويرها وايضا كان للاستاذة مريم الرميحي مساعد تدريس بالقسم
والاستاذة دلال مكرزل منسق برنامج التنمية المهنية بكلية التربية مناقشات حول سياسات
التطوير في التعليم وقدمت الاستاذة ابتهال محمد عبدالهادي معلمة كيمياء بمدرسة قطر
الثانوية المستقلة للبنات فعالية خرائط التفكير في تنمية بعض عادات التحصيل لدي تلاميذ
الصف الاول الاعدادي في مادة العلوم.
والجدير ذكره ان فعاليات اسبوع التجمع التربوي تتضمن مؤتمر دور المعلم ، ومهرجان الطفولة
المبكرة الذي سيناقش موضوع الطفولة والفضائيات ، ويوم التواصل التربوي من خلال مسابقة
(أفضل خطة درس) وملتقي الفنون التشكيلية الثالث ويشارك في فعاليات هذا الأسبوع أكثر
من 500 شخص من المهتمين بالشأن التربوي كما وصلت الفعاليات التي يتضمنها المؤتمر إلي
35 فعالية ما بين ورشة عمل وجلسة نقاشية كما سيستقبل المؤتمر عددا من التربويين من
الدول العربية.
قانون
رقم (11) لسنة 2006 بشأن المدارس المستقلة
قانون
رقم (36) لسنة 2005 بإنشاء منطقة حرة لواحة العلوم والتكنولوجيا
قانون
رقم (11) لسنة 2003 بإنشاء جائزتي الدولة التقديرية والتشجيعية في العلوم والفنون
والآداب
مرسوم
بقانون رقم (37) لسنة 2002 بإنشاء المجلس الأعلى للتعليم وتعيين اختصاصاته
قرار
أميري رقم (13) لسنة 1980م بإنشاء مركز للبحوث العلمية والتطبيقية بجامعة قطر
هيئة
التدريس بالجامعة تناقش قضايا البحث العلمي
إشادة
واسعة بإنشاء المؤسسة القطرية لدعم البحث العلمي
مرسوم
بقانون رقم 24 لسنة 2008 بشأن دعم وتنظيم البحث العلمي