الراية - الإثنين27/7/2009
رجال الدين يحذرون من تزوير شهادات التطعيم
بعد توصيات وزراء الصحة بمنع بعض الفئات من الحج
تزوير شهادات التطعيم خيانة وفيه ضرر على المسلمين وعصيان لولاة الأمر
تحقيق - مهند الشوربجي:
حذر رجال دين من التلاعب فى التقارير الطبية المتعلقة بالفئات غير المستثناة من
قرار وزراء الصحة العرب بمنع الأشخاص فوق 65 عاما ومن هم دون 12 عاما والحوامل
والمصابين بأمراض مزمنة كالسكر والضغط والقلب والكبد والكلى من أداء فريضة الحج هذا
العام تخوفا من المضاعفات السريعة والخطيرة التي ستلم بصحتهم إذا ما تعرضوا للإصابة
بفيروس إنفلونزا الخنازير.
وقال رجال دين تحدثوا للراية ان البعض قد يلجأ الى تزوير تقارير طبية لتحقيق رغبته
فى اداء الفريضة ما يسهل من عمليات تعرضهم لخطر الاصابة بالمرض وبالتالى امكانية
نقل العدوى الى الحجاج او المعتمرين وزيادة رقعة انتشار المرض.
وكان قرار وزراء الصحة العرب قد احدث ردود فعل واسعة فى المجتمعات الاسلامية
وتباينت ردود الافعال ما بين مؤيد ومعارض ومتحفظ فقد أوضح مجمع الفقه الإسلامي بجدة
دعوات التأجيل وقال الدكتور عبد السلام العبادي، أمين مجمع الفقه الإسلامي، في بيان
له إن الشريعة الإسلامية حرصت على حياة البشر ومنع كل ما يضر بصحتهم، فإذا صدر رأي
طبي من المختصين يبين خطورة الحج على الصحة فالشرع يجب أن يمنعه؛ نظرا لأن الفقهاء
يحترمون أهل الاختصاص.
وبالتزامن مع صدور بيان للمجمع بهذا الخصوص أعلن الدكتور علي جمعة مفتى الديار
المصرية أن من يخالف تعليمات وزراء الصحة العرب الذين أوصوا بتأجيل الحج لهذه
الفئات هذا العام "آثم"، فيما طالب عدد آخر من علماء الأزهر الشريف بإلغاء الحج
لجميع الناس من خارج السعودية.
وفى المقابل رأى آخرون وجوب إلغاء موسم الحج كلية أو قصره على أهل السعودية، أو منع
الفئات الضعيفة منه بشرط أن يتقدم الراغبون في الحج منهم بطلب السفر للحج إلى
الشركات المختصة حتى لا يفوتهم ثواب النية.
الراية استطلعت آراء رجال الدين فى
الدوحة حيث ايدوا قرارات الوزراء امتثالا لرأى اهل الاختصاص من الاطباء وتحقيقا
لمبدأ اطاعة ولى الامر غير ان بعضهم اثار العديد من التساؤلات بشأن عدم منع موسم
السياحة والغاء السفر بوجه عام حتى لاينتشر الوباء لانه من باب اولى منع السياحة
بدلا من حرمان بعض المسلمين من الحج وطالب البعض بإجماع علماء الامة الاسلامية
جميعهم حول الامر وعدم اقتصارها على شخص او اثنين حيث ان الامر يتعلق بفريضة
اسلامية تهم جميع المسلمين.
محمد المريخي : تأجيل الحج إذا كان سيؤدي بصاحبه إلى الهلاك
الشيخ محمد المريخي بدأ حديثه بالتذكير بأهمية بيان قاعدة أساسية في الدين وهي أن
الدين الإسلامي دين يسر وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى..كما أن الله سبحانه وتعالى
لا يكلف نفساً إلا وسعها حتى في أوامر الطاعة..ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
لعمران بن حصين عندما أصابه مرض : "صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع
فعلى جنبك".
وشدد الشيخ المريخي على أنه إذا كان الحج سيؤدي بصاحبه إلى الهلاك والموت فأولى له
أن يؤجل تلك الفريضة إذا كانت ستؤدي به إلى ذلك الهلاك.
ويرى الشيخ المريخي ان قرار وزراء الصحة العرب لاستثناء كبار السن فوق 65 عاما،
والأطفال أقل من 12 عاما، والحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة مثل الضغط، والسكر،
والقلب، والكبد، والكلى، والسمنة المفرطة، والحوامل، ومن لديهم أمراض مرتبطة
بالتمثيل الغذائي من أداء المناسك هذا العام.. جاء تقديراً لمصلحتهم بالإضافة إلى
أن الحج فريضة على كل مسلم لمن استطاع إليه سبيلا..وهو على هذه الحالة لا تتوفر له
الاستطاعة.
ولكن الشيخ المريخي أشار إلى أنه ليس مع القرار بصفته العمومية..مبيناً أن تحديد
بعض الفئات من ذلك القرار أصوب..وقال: لأن بعض المسلمين لديه جانب معين من تلك
الأمراض ولكنه يريد أن يؤدي الفريضة.. ولايدري أيعيش أم لا للعام القادم.. وعموماً
فإن من بلغ من الكبر ما بلغ وعندما أجريت له الفحوصات الطبية اللازمة والتي تؤكد
احتمال إصابته بالفيروس فإن منع مثل أولئك أجدى أما أنه إذا كان قادرا على تأدية
الفريضة فلماذا يمنع؟.
أحمد البوعينين : لماذا لا يتم إلغاء الموسم السياحي ومنع السفر؟
يقول الشيخ أحمد البوعينين إن الشرع يستأنس برأي أهل الاختصاص كل فيما يخصه وأنه
إذا تأكد وجود ضرر نتيجة تأدية الفريضة لهذا العام فإن تقديم المصلحة (مصلحة
المسلمين) أولى واشار البوعينين الى واقعة حدثت مع سيدنا عمر رضي الله عنه حينما هم
بالدخول إلى الشام، وكان به طاعون عمواس فاختلف الصحابة الكرام رضى الله عنهم حول
هذه المسألة، ولما سمع عمر رضي الله عنه الحديث السابق من عبد الرحمن بن عوف رجح
قول القائلين بعدم الدخول في تلك المنطقة التي كان فيها الطاعون. وحينما اعترض عليه
المعارضون فقالوا: يا عمر أتفر من قدر الله؟! قال: نعم، نفر من قدر الله إلى قدر
الله.
غير ان الشيخ البوعينين اثار تساؤلا مفاده انه اذا كان المرض مستشرى بالفعل الى هذه
الدرجة الكبيرة التي يتحدث عنها الجميع فلماذا لا يتم إلغاء الموسم السياحي مثلاً
ومنع السفر حتى لا ينتشر الوباء..وأضاف: فمن باب أولى أن يتم منع السياحة بدلاً من
حرمان بعض الحجاج من الحج هذا العام.
محمود القاسمي : لابد من إجماع علماء المسلمين قبل قرار المنع
وأكد الشيخ محمود القاسمي أن قرار تأجيل أداء مناسك الحج هذا العام لابد له من
إجماع العلماء على مستوى العالم الإسلامي ولا يجوز أن يؤخذ برأي عالم أو اثنين.
ولابد فيه من إجماع العلماء على مستوى العالم الإسلامي حسب ما يرون فيه مصلحة الأمة
الإسلامية.
واعتبر الشيخ القاسمي أن الوباء ليس خطراً عظيماً كما يروج البعض.. خصوصاً أن المصل
"التطعيم" سيكتشف في شهر سبتمبر القادم إن شاء الله..وبالتالي سيتم تطعيم من يريد
الحج أو العمرة بذلك المصل قبل أن يذهب إلى الديار المقدسة.
ويضيف الشيخ محمود: على المسلمين أن يلتزموا بما أوصى به وزراء الصحة العرب مؤخراً
وهو منع كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والأطفال دون 12 عاماً.. فطاعة ولاة
الأمور في هذه الحالة واجبة والله يحفظ المسلمين في كل مكان.
وأوضح الشيخ القاسمي أن من يحدد خطر هذا الوباء على حجاج بيت الله الحرام هم أهل
الاختصاص مشيراً إلى اجتماع وزراء الصحة العرب الأخير وقرارات منظمة الصحة العالمية
بالتنسيق مع المسؤولين في المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول الإسلامية ومثل
تلك المنظمات والدول هي التي من يحدد نوع ودرجة خطر هذا الوباء.
وأشار القاسمي إلى اختلاف بعض العلماء في هذه المسألة وقال: هناك اختلاف بين
العلماء حول هذه المسألة فمنهم من طالب بتأجيل الحج والعمرة إذا ثبت أن في تأديتها
خطرا. ومنهم من قال لا داعي للتأجيل حيث إن الأمر ليس بالخطر الداهم كما يدعي
البعض..وبالطبع لله الامر من قبل ومن بعد.
ونصح الشيخ محمود القاسمي الحجاج بالقول: أنصحهم أن يلتزموا بما أوصى به وزراء
الصحة العرب وأن يتبعوا التعليمات الصادرة من المملكة العربية السعودية ومنها
الحصول على التطعيمات اللازمة قبل الوصول إلى الأراضي المقدسة وحذار حذار من تزوير
شهادات التطيعم لأن ذلك من الخيانة وفيه ضرر على المسلمين وعصيان لولاة الأمر.
كما يجب أيضاً كما يؤكد الشيخ القاسمي الالتزام بما يصدر من تعليمات من ولاة الامر
في دولة قطر لأنهم يصدرون التعليمات التي يرونها مناسبة لكل من يعيش على هذه الأرض
الطيبة وبالتالي يجب اتباع التعليمات التي تصدر من وزارة الصحة القطرية لأن ذلك يصب
في المصلحة العامة.
قانون
رقم (7) لسنة 1996 بشأن تنظيم العلاج الطبي والخدمات الصحية في الداخل
قرار
وزير الصحة العامة رقم (4) لسنة 2001 بتعديل بعض أحكام القرار رقم (4) لسنة 1988
بشأن تطعيم وتحصين الأطفال ضد بعض الأمراض المعدية
مرسوم
بقانون رقم (17) لسنة 1990م بشأن الوقاية من الأمراض المعدية
قرار
رقم (9) لسنة 1964 بتنظيم دائرة الخدمات الطبية والصحة العامة وتحديد اختصاصاتها
قرار
وزاري رقم (4) لسنة 1988م بشأن تطعيم وتحصين الأطفال ضد بعض الأمراض المعدية