جريدة الشرق -
الثلاثاء 18/8/2009 م
يطلبون مبالغ خيالية استغلالا لظروف العمال .. كفلاء يحددون تسعيرة للموافقة على
نقل كفالة موظفيهم! 2009-08-18
أحد الكفلاء: صاحب العمل طلب 30 ألف ريال لمنحي إذن الخروجية
أتمنى استرداد حريتي لرؤية زوجتي المريضة وأطفالي الصغار بعد 3 سنوات
مندوبو الكفلاء يساومون العمال مقابل تجديد الإقامة
4 آلاف ريال يدفعها البعض لنقل الكفالة من شخص لآخر
عادل الملاح:
يبدو أن الأزمة في العلاقة بين الكفيل والمكفول قد تجددت مرة أخرى وظهرت على الساحة
من جديد بعد شكوى بعض العمال البسطاء من استغلال بعض الكفلاء لهم في الحصول منهم
على مبالغ مالية كبيرة نظير نقل الكفالة أو رواتب شهرية نظير تركهم يعملون في جهات
أخرى، والغريب في الأمر أن المشكلة لم تنحصر فقط على الكفيل والمكفول بل امتدت إلى
مندوبي الكفلاء الذين يستغلون العمال في الحصول على مبالغ مالية كبيرة نظير تجدد
إقامتهم بالبلاد رغم عجز العامل البسيط الذي يعمل براتب يتراوح ما بين 1500 إلى
2000 ريال شهريا.
بعض العمال اشتكوا من الضغوط التي تمارس عليهم من قبل بعض الكفلاء الذين يعملون
لديهم أو مندوبي الكفلاء الذين يستنزفون العمال البسطاء على حد قولهم في الحصول
منهم على مبالغ مالية كبيرة، وتكمن تلك الأزمة التي يعاني منها العديد من العمال في
بعض الشركات الصغيرة المختلفة أن العامل يفاجأ بعدم وجود عمل لديه داخل الشركة
فيطلب من صاحب الشركة الموافقة على السماح له بالعمل في إحدى الشركات الأخرى أو أي
مكان آخر يستطيع من خلاله كسب المادة من اجل أن يعيش من خلاله والإنفاق على أسرته
وأطفاله في بلاده وعندما يتجه العامل إلى العمل خارج نطاق الكفيل يفاجأ بصاحب العمل
يطلب منه راتبا شهريا قد يصل إلى 500 ريال شهريا نظير الموافقة له على العمل لدى
أشخاص آخرين أو شركات أخرى ويمثل هذا جزءا من المشكلة التي يعاني منها العمال فضلا
عن مأزق آخر يقع فيه العامل مع مندوب الكفيل حينما يجد العامل نفسه وقع فريسة
لمندوب الكفيل ويقوم باستغلاله أسوأ استغلال إما بعلم الكفيل أو من ورائه حيث يجد
المكفول نفسه مطالبا بسداد مبلغ يتراوح ما بين 2000 و 2500 ريال لمندوب الكفيل
وأحيانا تصل إلى 4 آلاف ريال مما يمثل عبئا ثقيلا على العامل البسيط ويجد نفسه
عاجزا عن السفر إلى بلاده بسب مطالبة المندوب بهذا المبلغ الكبير الذي يعجز العامل
الفقير عن تدبيره مما يترتب عليه حرمان المكفول من السفر إلى بلاده ورؤية زوجته
وأبنائه، فضلا عن مشكلة أخرى وهي طلب الكفيل مبلغا من المال نظير الموافقة على منح
العامل إذن خروجية للسفر إلى بلاده.
"تحقيقات الشرق" تفتح ملف قضية التوتر في العلاقة بين الكفيل والمكفول فيقول أحد
العمال البسطاء والذي تعرض للظلم على أيدي الكفيل وتسبب في منعه من رؤية زوجته
المريضة وأطفاله في البلاد، فبدأ العامل حديثه وصوته مخنوقا بالبكاء وعيناه
ممتلئتان بالدموع فيقول أعمل لدى إحدى الشركات منذ حوالي ما يقارب من 3 سنوات وخلال
تلك الفترة دفعت أموالا كثيرة لصاحب الشركة وكنت أقوم بإنجاز أعمالي دون الحصول على
مقابل مادي ورغم ذلك كنت لا أتحدث ولكن صدمت كثيرا عندما رغبت في الحصول على إذن
خروجية من البلاد للسفر إلى بلادي لرؤية زوجتي المصابة بالسكر وعدة أمراض أخرى
بالإضافة إلى أطفالي الذين لم أرهم منذ حوالي سنتين أن الكفيل يرفض منحي إذن
الخروجية إلا بعد الحصول مني على مبلغ 30 ألف ريال مقابل الموافقة على سفري للبلاد
وكان هذا المبلغ قد دفعته له في شكل أعمال أنجزتها لصاحب الشركة دون الحصول على
راتب لي وعندما مرضت زوجتي طلبت منه الحصول على إجازة وإذن خروجية للسفر إلى بلادي
فرفض وحينما توسلت إليه رفض بشدة وطلب مني ان أعطيه مبلغ 30 ألف ريال مقابل منحي
إذن الخروجية ولم يتبق أمامي سوى منزلي الذي تقيم فيه زوجتي وأطفالي في بلادي لكي
أبيعه وأسدد له المبلغ حتى يقوم بمنحي إذن الخروجية ويسمح لي بالسفر لرؤية أبنائي
وزوجتي المريضة، ويضيف العامل البسيط قائلا لم أجد طريقا أمامي سوى حقوق الإنسان
فتوجهت إليهم وعرفتهم بالمشكلة وأطلعتهم عليها فقاموا باستدعاء كفيلي فأدعى انني
أقوم بتهديده كما أنني قدمت ضده عدة شكاوى لدى بعض الجهات المختصة لكن دون جدوى
وأثناء الحديث صرخ العامل البسيط قائلا "أريد أن أرى زوجتي وأطفالي" وأصيب بنوبة
بكاء شديدة من شعوره بالظلم الواقع عليه من قبل الكفيل الذي يرفض إعطاءه إذن
الخروجية لكي يسافر إلى أسرته رغم انه يعمل لدى كفيله منذ حوالي 3 سنوات.
ويشير المكفول الذي عجز بكل الطرق إلى الوصول إلى أية حلول من شأنها السفر إلى
بلاده لقد كنت اعمل في إحدى الشركات الأخرى حينما حضرت من بلادي إلى الدوحة وقضيت
بها فترة من الوقت وعندما وجدت تلك الشركة وابلغني احد العاملين فيها بأنني سوف
أتقاضى راتبا جيدا حتى استطيع توفير حياة كريمة لزوجتي وأطفالي في البلاد وبالفعل
قمت بنقل الكفالة على الشركة الجديدة والتي صدمت من التعامل فيها وعدم وجود أموال
بها وعدم تقاضي أية رواتب مالية نظير الأعمال التي أقوم بها وفي النهاية وجدت نفسي
محاصرا وممنوعا من رؤية زوجتي وأبنائي الذين لم أرهم منذ فترة طويلة وأتمنى أن أنظر
إلى أعينهم وأقبلهم قبل أن أموت وذلك بسبب رفض كفيلي منح حريتي في السفر إلى بلادي
ورؤية عائلتي.
ويقول عامل آخر لقد طلب مني الكفيل مبلغ 500 ريال شهريا نظير أن يتركني للعمل في
مكان آخر بعد عدم وجود أية أعمال في شركته وعدم حصولي على راتب شهري فطلبت منه
الموافقة للعمل في جهة أخرى حتى أستطيع الإنفاق على نفسي وأسرتي الصغيرة فاشترط علي
أن أمنحه 500 ريال شهريا مقابل الموافقة على العمل في الخارج عند شخص آخر وحينما
طلبت منه نقل الكفالة طلب مني مبلغ 4 آلاف ريال لكي يوافق على نقل كفالتي إلى جهة
أخرى وهذا يعتبر مبلغا كبيرا أعجز عن توفيره وتقديمه إلى الكفيل حيث انني أتقاضى
راتبا 1300 ريال من عملي واستقطع منه جزءا وإرساله إلى زوجتي وأبنائي الذين يتعلمون
الآن داخل المدارس، وبالنسبة إلى أزمة المندوبين واستغلالهم لأوضاع العمال البسطاء
في الحصول على أموالهم نظير تجديد الإقامة يقول احدهم لقد طلب مني مندوب الكفيل
مبلغ 3200 ريال نظير تجديد إقامتي رغم أن رسومها لدى الجهات المختصة حوالي 1450
ريالا فقط ولو رفضت أن أقوم بدفع هذا المبلغ لم تجدد إقامتي وأتعثر في السفر إلى
بلادي ما لم تجدد إقامتي قبل السفر وفي كل مرة الذي تجدد فيها الإقامة يطلب مندوب
الكفيل هذا المبلغ الكبير الذي أقوم باقتراضه من أشخاص آخرين لسداده له ولا اعلم
إذا كان الكفيل على علم بالمبالغ المالية التي يحصل عليها المندوب أم لا وفي
النهاية طالب العديد من المكفولين والعمال البسطاء بضرورة التشديد على بعض الكفلاء
نتيجة تعاملاتهم مع المكفولين والحصول منهم على مبالغ مالية كبيرة نظير الحصول على
إذن الخروجية ونقل الكفالة واصطياد المندوبين هؤلاء المكفولين في الحصول على مبالغ
مالية كبيرة نظير تجديد الإقامة.