جريدة العرب القطرية- السبت 01 رمضان
1430هـ الموافق 22 أغسطس 2009م
في
خطبة الجمعة بجامع الشيوخ بعد إعادة افتتاحه
الشمري: المصابون بإنفلونزا الخنازير لا يصلون بالمساجد
الدوحة – محمد صبره
نصح الشيخ د. ثقيل بن ساير الشمري المصلين الذين يشعرون بأعراض مرضيه تشبه أعراض
مرض إنفلونزا الخنازير أن يصلوا في منازلهم دون اختلاط بتجمعات المصلين؛ منعاً
لانتشار العدوى بين إخوانهم المسلمين.
واستند الشيخ الشمري في نصيحته إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أكل ثوماً أو
بصلاً لا يقرب مصلانا « مستدلاً على أن كراهية رائحة الثوم والبصل أقل خطراً من
الإصابة بمرض وبائي مثل إنفلونزا الخنازير .
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الشيوخ بعد إعادة افتتاحه: بما أن النبي
صلي الله عليه وسلم أمر أصحاب الروائح الكريهة بعدم القرب من المسجد؛ فالأمر يسري
على المصابين بمرض وبائي، وهم أولى بالمنع من غيرهم.
من ناحية أخرى عممت وزارة الأوقاف أمس على خطباء المساجد بالتنبيه على المصلين
باتخاذ وسائل الحيطة والحذر عند التردد على المساجد؛ منعا لانتشار الأمراض
الوبائية.
وبث موقع الأوقاف على الإنترنت تقريراً عن «إنفلونزا الخنازير» يوضح حقيقة المرض
وأعراضه وعظمة الإسلام في تحريم لحم الخنزير.
وبين التقرير طرق الوقاية من المرض، وفي مقدمتها استعمال كمامات الأنف والمداومة
على غسل اليدين بالماء والصابون، وتجنب الاقتراب من المصابين بالمرض، وتغطية الأنف
والفم بمناديل ورق عند السعال.
ونصح من يشعرون بأعراض المرض بسرعة طلب العلاج من الجهات المختصة بوزارة الصحة .
وأعيد أمس افتتاح جامع أحمد بن حنبل (جامع الشيوخ) في صلاة الجمعة بعد انتهاء أعمال
صيانته التي استغرقت عدة أشهر.
واكتسى المسجد حلة جديدة مع قدوم رمضان؛ حيث يشهد أكبر تجمع لصلاة التراويح في قطر
سيشارك فيها الشيخ القرضاوي بعد عودته إلى الدوحة خلال أيام.
وشهد الصلاة بالجامع عدد قليل من المصلين لم يتجاوز صفين لعدم معرفة المصلين بإعادة
افتتاحه.
ورصدت العرب قيام عمال إحدى شركات المقاولات بتسوية واستكمال رصف المنطقة المحيطة
بالمسجد وبخاصة مواقف الصلاة وتهيئتها قبل بداية رمضان.
وشملت أعمال صيانة المسجد دهان جدرانه وإعادة فرشه بسجاد جديد معطر وتركيب كاميرات
تليفزيونيه ثابتة على الجدران لنقل الصلوات والدروس والمحاضرات من المسجد دون إزعاج
المصلين.
وألقى الشيخ د. ثقيل بن ساير الشمري أول خطبة بالجامع بعد إعادة افتتاحه،
وذكر أن مساجد قطر تشهد إقبالاً كبيرا من المصلين على أداء صلوات الجماعة مع قدوم
رمضان. ودعا للحيطة والحذر من انتشار الأمراض الوبائية وسط تجمعات المصلين وبخاصة
مرض إنفلونزا الخنازير.
وأكد على قول الرسول صلى الله عليه وسلم من أن (المسلم من سلم المسلمون من لسانه
ويده) الذي يفهم منه عدم إيذاء نفسه أو غيره.
موسم الخيرات أقبل
وفي خطبة الجمعة الأولى بجامع الشيوخ بعد إعادة افتتاحه هنأ الشيخ ثقيل الشمري جموع
المصلين بقدوم شهر رمضان مستعرضا الحكمة من تشريعه وخصائصه وفضائله، ومبينا أن
رمضان موسم للتزود بالحسنات وعمل الخيرات.
واستعرض بعض الأحاديث النبوية التي تبين فضل رمضان، منها ما رواه أبو هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب
الجنة وغُلِّقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين» متفق عليه.
ومنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان
إلى رمضان» مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» رواه مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي
وأنا أجزي به، والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابّه أحد
أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب من
ريح المسك، للصائم فرحتان: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه) رواه
البخاري.
وذكر أن من فضائل شهر رمضان أنه:
• شهر القرآن: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى
والفرقان) البقرة185.
• فيه ليلة القدر: (ليلة القدر خير من ألف شهر) القدر3.
ووصف رمضان بأنه شهر الجود فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم أجود الناس ـ أي أكرم الناس ـ وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه
جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله
عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة) متفق عليه. وأجود ما
ينبغي أن يكون المرء مع نفسه بأن يكثر من الطاعات، ومع أهله بحسن الخلق وصلة
الأرحام والعفو عن المسيء، ومع الناس برد السيئة بالحسنة، فهذا هو الجود وليس فقط
بالتصدق بالأموال والبخل بالأخلاق. وهو شهر الطاعات فعن أبي هريرة رضي الله عنه
قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت
أبواب النار وصفدت الشياطين) متفق عليه.
ولكن نزوات النفس وشهواتها وشياطين الإنس يجتهدون في ليالي رمضان ويزدادون في
الأسواق وأماكن اللهو، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (أحب البلاد إلى الله
مساجدها، وأبغض البلاد عند الله أسواقها). فقد خسر من ضيع ليالي رمضان بين لهو ولغو
وتسكع في الأسواق، وبيوت الله مفتوحة والصلوات قائمة والعباد يُنَمُّون تجارتهم مع
الله. وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: ... ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان
ثم انسلخ قبل أن يغفر له».
وحذر الشيخ الشمري من الكسل والتهاون في استثمار شهر رمضان في الطاعات والتقرب إلى
الله، مشيرا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم:
((جاءكم شهر رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب
الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم
خيراً، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله)).