جريدة العرب القطرية- الأحد 02 رمضان 1430هـ الموافق 23 أغسطس 2009م
بمناسبة إطلاق حملة «لك الحق»
العطية: «حقوق الإنسان» ستدخل في المنهج الدراسي
الدوحة - جيزيل رزوق
مادة تعليمية جديدة يتوقع أن تدخل مستقبلاً على المنهج الدراسي المعتمد في البلاد؛
بغية تعميق ثقافة حقوق الإنسان. هذا المشروع الذي تدرسه اللجنة الوطنية لحقوق
الإنسان بالتعاون مع المجلس الأعلى للتعليم كشف النقاب عنه خلال المؤتمر الصحافي
الذي عقدته أمين عام اللجنة بالوكالة، مريم العطية، بمناسبة إطلاق حملة «لك الحق»
الإعلانية- التي بدأت يوم أمس وتستمر 3 أشهر- لتكشف من ناحية أخرى عن حملة خاصة
بحقوق العمال تجري دراستها اليوم بالتعاون مع مدينة مسيعيد التي تضم حوالي 15 ألف
عامل، لتكون بالتالي أول حملة إعلانية تنفذها اللجنة خارج الدوحة.
العطية التي توقفت عند أهمية توقيت الحملة الذي يصادف خلال فترة رمضان والتجهيزات
العائلية الخاصة بدخول الأولاد للمدارس، شددت على أن الهدف من الحملة يتركز على
التعريف بحقوق كل شخص مقيم على أرض قطر بحقوقه والمسميات في هذا الإطار، ناهيك عن
ترسيخ شعار اللجنة «نحفظ لك حقوقك».
وأوضحت العطية أن الحملة التي تنقسم إلى مرحلتين حيث تتزامن الأولى مع بداية شهر
رمضان، لتنطلق الثانية أوائل أكتوبر المقبل، تستهدف كل شخص مقيم على أرض قطر سواء
كان قطريا أم لا. وشرحت أن المرحلة الأولى هي عبارة عن مجموعة من الإعلانات ستبث
باعتماد وسائل مختلفة، أولها عبر شاشة تلفزيون قطر في الفترة التي تسبق موعد
الإفطار وبعد برنامج «أبواب الخير»، هذا وارتأت اللجنة اعتماد أثير إذاعة صوت
الخليج لبث الحملة، وتحديدا خلال الفترة المسائية قبل آذان المغرب، «لكونها الفترة
الأنسب لإيصال الرسالة التي نبتغيها للجمهور».
اللجنة توجهت إلى مجمع فيلاجيو لوضع حملتها الإعلانية، وذلك من خلال اللجوء إلى
طريقتين، وهما نشر الإعلانات عبر 91 شاشة موزعة في أنحاء المجمع، وخلق ملعب ضوئي
تعرض فيه إعلانات تستهدف فئة الأطفال.
اختيار مجمع فيلاجيو جاء وفقا للعطية بعد دراسة قام بها فريق متخصص توصل إلى اعتبار
المجمع المذكور أفضل مكان لبث الحملة؛ لكونه يستقطب شهريا حوالي مليون زائر، «فكيف
الحال خلال شهر رمضان وقبل دخول الأطفال إلى المدارس». وأضافت «محاكاة فئة الأطفال
كانت مسألة مهمة بالنسبة للجنة، فاعتمدنا وسيلة ترفيهية جديدة تكون عبارة عن ملعب
ضوئي مخصص لكرة القدم تعرض فيه الإعلانات التي تذكر الخط الساخن واسم اللجنة».
أما الوسيلة الإعلانية الأخيرة في إطار تنفيذ «لك الحق» فتستهدف الوافدين إلى قطر
عبر حجز لوحة إعلانية في المطار، وتحديدا عند المدخل الرئيسي، للتعريف بوجود لجنة
وطنية لحقوق الإنسان والخدمات التي تقدمها في قطر.
لك الحق
الحقوق التي تتوقف عندها الحملة الإعلانية التي ستعرض باللغتين العربية
والإنجليزية، حددتها العطية بالحق في الحرية، والصحة، وحق التعليم، إضافة إلى حق
الرياضة والترفيه، وصولا إلى البيئة النظيفة والأمن، لافتة إلى أن الهدف من الحملة
عموما هو تعريف الأشخاص بالحقوق والمسميات.
المرحلة الثانية من «لك الحق» التي تعتبر امتدادا للأولى التي انطلقت يوم أمس،
يتوقع أن تبدأ أوائل أكتوبر المقبل، لترتدي أكثر من وسيلة، أولها سيكون عبارة عن
حملة إعلانية عن حقوق المواطن والمقيم تعرض في الصحف كافة الصادرة في قطر باللغات
العربية والإنجليزية والهندية.
من ناحية أخرى تعاقدت اللجنة مع شبكة إعلانات «كيو ميديا» لنشر إعلانات «لك الحق»
على الطرق، هذا وستكون مواقع الإنترنت والمنتديات مساحة أيضا للتعريف بالحملة، ليتم
من ناحية أخرى إرسال رسائل نصية قصيرة على الهواتف النقالة عبر شبكة «كيوتل» كوسيلة
أيضا للتعريف بمسميات حقوق الإنسان في البلاد.
وفي إطار التعريف بحقوق الإنسان، وتحديدا حقوق الأطفال، عملت اللجنة على التركيز
على حق التسلية، «بغية الإضاءة على وجه آخر مفرح من حقوق الطفل»، وفقا للعطية. ومن
هذا المنطلق تعمل اللجنة على إعداد كتيب للأطفال يشتمل على ألعاب تراثية لتعريفهم
بحقهم في هذا السياق.
والجدير ذكره أن «الوطنية لحقوق الإنسان» ستحتفل بليلة القرنقعو، التي تصادف يوم 14
سبتمبر، على الكورنيش قبل صلاة المغرب «بهدف تعليم الطفل القطري كيف يحافظ على
موروثه الثقافي»، تقول العطية: وبهذه المناسبة ستعمد اللجنة على توزيع حوالي 3 آلاف
علبة تحتوي على حلوى القرنقعو.
من المدارس إلى مسيعيد
3 مشاريع جديدة كشفت العطية عنها خلال مؤتمرها الصحافي، كان أولها الحملة الخاصة
بحقوق العمال التي تجري دراستها اليوم بالتعاون مع مدينة مسيعيد بهدف استهداف هذه
الفئة من المقيمين من خلال التوجه إليهم بلاغاتهم، حيث يتوقع أن تتركز الحملة في
الحدائق العامة والشارع الرئيسي المؤدي إلى سكن العمال.
اختيار مدينة مسيعيد دون غيرها كالمدينة الصناعية يعود وفقا للعطية إلى وجود حوالي
15 ألف عامل يعيشون في تلك المنطقة، «فهي مدينة سكنية خلافا للمدينة الصناعية التي
تبقى مكان عمل أكثر مما هو مساحة سكنية، إضافة إلى أنها تشهد حاليا ورشة إعادة
تأهيل في البنى التحتية»، مشيرة إلى أنها ستكون المرة الأولى التي تقوم فيها اللجنة
بحملة إعلانية خاصة بحقوق الإنسان خارج العاصمة الدوحة.
المشروع الآخر الذي تعمل اللجنة على دراسته حاليا يقضي بطرح مادة مبسطة عن حقوق
الإنسان في المدارس. وأوضحت العطية أنه «انطلاقا من إيمان اللجنة بضرورة العمل
المشترك فهي تقوم حاليا بدراسة مع المجلس الأعلى للتعليم يتوقع أن تستمر حوالي
السنة حتى يتم تفعيلها بغية توعية الطلاب منذ سن صغيرة بحقوقهم الطبيعية». وأضافت
«لا نعلم بعد ما إذا كانت هذه المادة ستكون من المواد الحاملة أو المنفصلة، لذلك
ندرس تجارب الوطن العربي، وتحديدا دول المغرب العربي التي تملك خبرة طويلة في
المجال حيث أدخلوا ثقافة حقوق الإنسان من خلال مواد حاملة، لنختار التجربة الأنسب».
«خيمة حقوق الإنسان» هي الخطوة الجديدة الأخرى التي ستقدم عليها اللجنة ابتداء من
العام المقبل 2010. وتشرح العطية أن الخيمة التي ستكون مفتوحة أمام العموم، ستتطرق
شهريا لحق من حقوق الإنسان من خلال تنظيم محاضرات يتولى تقديمها أشخاص متخصصون في
المجال، ليتواكب موضوع الخيمة الشهري بحملات إعلانية.