العرب
القطرية - الثلاثاء 01 / 09 / 2009
م
أعلن عن حملة جديدة
لاستخدام الإشارة اليدوية
الخرجي: لا مخالفات مرورية على الحالات الإنسانية المبررة
الدوحة - شبّوب أبوطالب
أعلن العميد محمد سعد الخرجي أن إدارة المرور سوف تعفو عن مخالفات الحالات
الإنسانية المبررة والتي يتم فيها تقديم كتاب رسمي من مؤسسة حمد الطبية
جاء إعلان العميد الخرجي خلال فعاليات الندوة الشبابية الثانية التي نظمتها إدارة
الفعاليات والأنشطة الشبابية بوزارة الثقافة برئاسة السيد خالد الملا حيث نزل
العميد ضيفا على الجمهور الشبابي، متحدثا عن أخطار الحوادث وآخر إحصائياتها.
العماري: غالبية المتسببين
بالحوادث من الجاليات الآسيوية
وقال العميد في مقدمة اللقاء إنه حضر بغرض الاستماع للشباب ومناقشتهم، وكذا العمل
على توضيح الكثير من نقاط الظل المحتلمة بالنسبة إليهم.
وابتدأ العميد الأمسية بإتاحة المجال للملازم رياض احمد العماري ضابط الحملة
الوطنية للوقاية من حوادث المرور، الذي قدم عرضا سمعيا بصريا حول الحلمة ونتائجها،
وقال فيه إن معدل حوادث المرور قد ارتفعت بالترافق مع زيادة التوسع العمراني في
الدولة وكذا عدد السكان وما انجر عنه من زيادة محتويات الحظيرة الوطنية للسيارات.
وقدم العماري فكرة موجزة عن تطور أعداد الحوادث وكذا ضحاياها فبعد أن كان عدد ضحايا
الطرقات هو 32 عام 1980 المرتفع ليصبح 199 في 2007 ثم 230 في 2008، وهذه الأرقام
جديرة بأن تدق ناقوس الخطر على جميع مستعملي الطريق، وتهيب بهم التحرك من أجل تعديل
المسار قبل حلول الكارثة.
كما قال العماري إن ما نسبته %24 من ضحايا الطرق هم قطريون، بينهم 40 ضحية في مرحلة
الشباب، بينما سجلت الجاليات الآسيوية أعلى نسبة في التسبب بحوادث المرور، خصوصا ما
تعلق منها بحوادث الدهس.
وعدد الملازم الأسباب الكبرى للحوادث وبينها السرعة المفرطة، وأخطاء الدخول إلى
الشارع الرئيسي انطلاقا من الشارع الفرعي ومشاكل الطرق والصيانة ومخالفات عربات
الجر «تيدر» وسلوكيات المشاة، قائلا إنه في ميدان السرعة فقد سجلت بعض السيارات في
قطر أرقاما جنونية، ففي 24/2/2007 سجلت سيارة قطرية رقم 225 كيلو/ساعة، وفي
26/5/2007 سجلت دراجة نارية سرعة 255 كيلو/ساعة، وهي سرعات تحيل على القبر عند أول
خطأ.
شهادات مؤثرة
ولم يكن العميد الخرجي والملازم العماري وحدهما داعيين للانتباه لخطورة حوادث
المرور، بل اشتملت السهرة على شهادتين مؤثرتين، أولهما للسيد عبد الحرمان الهلالي
والذي عاش مأساة أصابته بشلل نصفي وذلك بسبب سباق غير عادي على الطريق، كانت نتيجته
اصطدامه بسيارة مسرعة كلفته التخلي عن استعمال شطر جسمه، وهو ما حمد الله عليه
قائلا «أشكر الله لأنه تركني على قيد الحياة كي أكون تذكيرا حيا أمامكم ينبهكم
لضرورة تجنب السرعة، وعدم التهور لأنه مثل هذه الممارسات تودي بحياتكم وحياة من
يكون معكم، كما أنها لن تفيدكم بشيء، فما معنى أن تنتصر على سائق ثانٍ في سباق
بالشارع العام؟
أما السيد أحمد المالكي من مركز «شباب برزان» فقال إنه تعرض هو أيضا لحادث مروري
خطير بسبب فقدانه الصبر أمام إحدى الإشارات، ما كلفه غيبوبة كاملة لمدة شهر، وفقدان
أحد أصدقائه ممن كانوا معه في السيارة، وهو ما جعله يدعو كل مستعملي الطريق إلى
العناية والاهتمام بسباقاتهم وعدم التهور ذلك أن الخطأ على الطريق يساوي الحياة.
وضع النقاط على الحروف
وعقب إنهاء فقرة الشهادات كان الموعد مع فقرة الأسئلة التي أوضح فيها العميد الخرجي
الكثير من الملاحظات وأهمها ما تعلق بالإشارة الضوئية اليدوية، حيث قال العميد إن
كثيرا من السائقين لا يقومون باستعمالها، ما يقود لحوادث مرورية غاية في الخطورة،
ولهذا الغرض فقد تم اتخذا قرار بإطلاق حملة وطنية قريبا للعمل على تنبيه السائقين
لضرورة استعمالها، كما سيتم التشديد على المخالفين، وقد يصل الأمر في حال عدم
ارتداع السائقين المعنيين، وتكرار أخطائهم إلى رفض إدارة المرور التصالح معهم
وإحالة ملفاتهم إلى النيابة العامة للفصل فيها.
أما النقطة الثانية التي نبه إليها العميد فهي قضية الحالات الإنسانية، حيث قال إن
المكلف الوحيد بنقل الجرحى هو سيارات الإسعاف وذلك بسبب تخصصها وتوفرها على موظفين
مؤهلين طبيا للتعامل مع حالات الإصابة أو المرض بمختلف أنواعهما، وكذا حقيقة أن
القانون يتيح لهذا النوع من السيارات المرور بقوته ويفرض على باقي السيارات إتاحة
الفرصة لها. ومع ذلك كله، فقد أكد الخرجي أنه في الحالات الإنسانية، والتي يثبت
فيها أن السائق يحمل مريضا ويتجه صوب مؤسسة استشفائية فإنه سيتم النظر إلى وضعيته
بعين العفو، ورسم الخرجي سيناريو هذا العفو بالقول «لا أشجع أيا كان على نقل أي
مريض، وذلك حفاظا على حياته وعلى حياة المريض،
لكن في حال نقل سائق ما مريضا، وأثبت
لنا ذلك بكتاب رسمي موجه من إدارة مؤسسة حمد الطبية فإن إدارتنا ستعفو عنه مراعاة
لحالته الإنسانية التي لا تقبل الجدل».