جريدة الراية- السبت 12 سبتمبر 2009
الابتزاز الالكتروني يهدد سمعة الفتيات
دول الخليج تعلن الحرب على مجرمي الانترنت
مركز مكافحة الجرائم الالكترونية يرصد الجناة
السعودية تعلن خطة لضبط المبتزين وحملة لضبط الجناة في دبي
الخبراء: إرسال الفتيات للصور و الشات المرئي أهم وسائل الابتزاز
تحقيق - نشأت أمين:
الاعلان عن حالات الابتزاز الالكتروني للفتيات في قطر، اثار جدلا واسعا حول دور
الاسرة والمؤسسات التربوية في مواجهة هذا النوع الجديد من الجرائم الذي يهدد سمعة
الفتيات ، ويجعلهن فريسة لمرضى نفسيين يمارسون جرائمهم بعيدا عن عيون المجتمع
ورقابة الاسرة.
فقد كشف مركز مكافحة الجرائم الإلكترونية بإدارة البحث الجنائي بوزارة الداخلية عن
تلقي المركز عدة بلاغات من مواطنين ومقيمين تفيد تعرضهم للاحتيال والابتزاز من جانب
بعض الاشخاص عبر الإنترنت، وكشف المركز عن العديد من وسائل الاحتيال التي يستخدمها
المجرمون في عملياتهم الإجرامية، وفي الإيقاع بضحاياهم عبر الإنترنت، من هذه
الوسائل ما يتصل برسائل البريد الإلكتروني (الإيميل)، ومنها ما يتعلق بالمحادثات
اليومية (الشات) التي يجريها المستخدمون وغيرها من أنواع الاتصال.
وأشار المركز الى أن المجرم ينتحل صفة شخص مهم ثم يرسل للضحية رسالة يقنعها بإرسال
صورها الشخصية على الايميل مقابل مبلغ من المال، وبعد إرسال الصور يقوم بابتزاز
الضحية، ومنهم من يتعرف على ضحيته عن طريق الشات ثم يسعى لإقناعها بتشغيل كاميرا
جهاز الكمبيوتر، ومن ثم يقوم بتسجيل تفاصيل الحوار الذي دار بينهما بالصوت والصورة،
تمهيدا لاستغلاله مستقبلا في ابتزازها.
وكشف المركز عن ان معظم ضحايا الجرائم الالكترونية قليلو الوعي بمخاطر جرائم
الانترنت، لذا يقعون في شباك محترفي النصب الالكتروني، فالتصيد الإلكتروني أو
الاحتيال الإلكتروني وجهان لعملة واحدة، فالمحتال يبدأ بالتحايل والاستدراج
الإلكتروني والتلصص على الضحية، سواء كان عن طريق لقاء مباشر أو إرسال بريد
إلكتروني بأسلوب ما ثم ينتهي بالإيقاع بضحيته.
ودعا المركز مستخدمي الانترنت أن يكونوا على وعي بطرق وأساليب المجرمين والمحتالين،
ولا يقوموا بفتح ايميلات غير معروفة لهم أو إضافة ايميلات مجهولة على برنامج
المحادثات، وايضا ألا يثقوا بأي تعامل إلكتروني في إرسال صور أو معلومات شخصية، ولو
اضطر وا الى ذلك فلابد أن يتحرى الدقة والحذر حتى لا يقع فريسة سهلة، بالإضافة إلى
عدم حفظ البيانات المهمة على الجهاز أو في الإيميل بطريقة يسهل الوصول إليها، كما
أن الاهتمام ببرامج الحماية وتحديثها أمر لا يقل أهمية فمهما بلغ ذكاء المجرم وتطور
أدواته سيتم اكتشافه ومعاقبته.
فتح ملف جرائم الابتزاز والاحتيال الالكتروني سبقتنا فيه المملكة العربية السعودية
التي أعلنت عن ضبط مواطن سعودي (19سنة) حاول ابتزاز فتاة (22سنة)، عبر نشر صورة لها
عارية في الانترنت إن لم تدفع له 1500 ريال.
لم تكن تلك القضية سوى نموذج لعدد كبير من قضايا الابتزاز الالكتروني التي تشهدها
المملكة وهو ما دفع المتحدث الرسمي في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر الى وضع خطط للقضاء على ظاهرة الابتزاز الإلكتروني التي يمارسها شبان ضد
نساء، والتي شهدت تنامياً خلال السنوات الثلاث الماضية.
وأكد أن هناك فتيات يمارسن ابتزاز الشبان والرجال، لكنها حالات نادرة، لافتا الى أن
تهاون بعض الفتيات والنساء بإرسال صورهن عبر الماسنجر، أو عبر البريد الالكتروني،
أو حفظ صورهن في ذاكرة الجوال، وعدم إزالتها عند بيع الجهاز إزالة تامة، فيلجأ
المبتز حين يملك صور إحداهن إلى الضغط عليها، وابتزازها للخروج معه، وإلا فضحها بما
يملك من صور أو أصوات. وحين تخرج معه يقوم بتصويرها في أوضاع ربما مُشينة، ويزداد
تهديده لها، فيطلب أن تخرج معه مرة أخرى، وهكذا. بل ويزداد الوضع سواء بأن يطلب
منها إضافة إلى خروجها معه أموالاً، وإلا فضحها، وهكذا، بل ربما دعاها إلى أن تخرج
مع غيره.
ومن دبي تم رصد 1313 جريمة ابتزاز عاطفي لفتيات مراهقات خلال ثلاثة أشهر عبر
الانترنت، وقال مدير إدارة الأدلة الإلكترونية إن عمليات الاحتيال الإلكتروني بدأت
تأخذ أشكالاً مختلفة وتتطور باستمرار، مثل اختراق الحسابات البنكية أو سرقة بيانات
البطاقات الائتمانية أو النصب عبر المواقع الوهمية.
وأضاف: لوحظ في الفترة الاخيرة أن الخلافات الزوجية وأكثرها ناتج عن التجسس والتصنت
على الازواج والزوجات مما ساهم و فجر العديد من الخلافات وتهديد استقرار الاسر
الامنة من خلال الدس والضغائن وإيقاع الزوج او الزوجة بعلاقات مشبوهة من خلال وسائل
الاتصال الحديثة التي لم يحسن استخدامها وتستخدم من اجل المعرفة والفكر ولكن بعض
الخبثاء استخدم هذه التقنية لوقوع المشاكل بين العوائل والازواج وحتى بعض الاصدقاء.
وفي لندن أكدت الشرطة وخبراء أمنيون في بريطانيا أن قراصنة الإنترنت يبتزون
العاملين في الشركات بتهديدهم بمحو ملفات من أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم أو وضع صور
إباحية عليها ما لم يدفعوا فدية.
وقال الخبراء إن عمليات الابتزاز التي تبدأ عادة برسالة إلكترونية يدعي فيها الراسل
انه قادر على السيطرة على كمبيوتر الضحية من خلال اختراق شبكة المؤسسة، وتبث
الرسائل بشكل عشوائي إلى أي موظف في شركة لديه جهاز كمبيوتر متصل بالإنترنت.
ويميل المبتزون إلى طلب فدية قليلة لا تتجاوز العشرين دولارا أو يورو، مما يجعل
الضحية لا يكترث لها، وقالت الشرطة هذا أصعب أنواع الجرائم ملاحقة لأن الضحايا
يستقلون المبالغ ولا يبلغون السلطات.