جريدة الراية - الأحد 04 أكتوبر 2009م
النهضة القطرية الشاملة تدعو للفخر والاعتزاز
خلال احتفال السفارة السعودية بالعيد الوطني الـ 79.. السفير القحطاني
مستعدون لتقديم كافة التسهيلات لرجال الأعمال القطريين للاستثمار بالمملكة
كتب- سميح الكايد :أشاد سعادة أحمد بن علي القحطاني سفير خادم الحرمين الشريفين
بالدوحة بالنهضة التنموية الشاملة التي تشهدها دولة قطر في ظل القيادة الحكيمة
لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى مؤكدا في ذات
الوقت على متانة وتميز العلاقات الاخوية القائمة بين قطر والمملكة في كافة المجالات
وعلى مختلف الصُعُد.
وشدد سعادة السفير القحطاني على اهمية تنمية المشاريع الاستثمارية بين البلدين
موجها الدعوة الى رجال الاعمال والاقتصاد في دولة قطر للاستثمار في المملكة معربا
عن الاستعداد لتقديم كافة التسهيلات المتعلقة بهذا الأمر من اجل التعاون البناء في
مجال تعزيز البناء الاقتصادي في البلدين الشقيقين.
جاء ذلك في كلمة لسعادته بمناسبة احتفال سفارة المملكة العربية السعودية في الدوحة
بالعيد الوطني التاسع والسبعين للمملكة، بحضور وزير الدولة للشؤون الخارجية، أحمد
بن عبد الله آل محمود، ووزراء العمل والعدل والشؤون الاجتماعية، و وزير الدولة
لشؤون مجلس الوزراء، ونائب رئيس مجلس الشورى وأعضاء من المجلس اضافة الى عدد كبير
من اعضاء السلك الدبلوماسي العربي والاجنبي المعتمدين لدى الدوحة.
وبهذه المناسبة ثمن السفير القحطاني النهضة الشاملة التي تشهدها قطر بقيادة سمو
الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قائلا أن الأمر يدعو إلى الفخر والاعتزاز "كونه
مؤشرا قويا على صدق العزيمة والإخلاص في العمل". وأضاف" إن المشاريع الكبيرة التي
أنجزت وتلك التي في طور الإنشاء تعتبر أكبر دليل على التوجه الحكيم الذي يقوده سمو
الأمير لتطوير جميع مرافق الدولة بما يتناسب مع مكانتها العالمية وبما يحقق
الازدهار والرفاهية للشعب القطري".
وأكد أن قوة وصلابة العلاقات بين بلاده وقطر تصب في منعة وقوة مجلس التعاون الخليجي
وفي المحيط العربي عموما. قائلا" لا بد من الإشارة في ذكرى اليوم الوطني إلى ما
يربط الدولتين الشقيقتين من روابط قوية تمتد جذورها إلى عمق التاريخ، وهي روابط لم
تبن على المصالح المشتركة بقدر ما بنيت على أسس أخوية بين الحكومتين والشعبين
الشقيقين".
واشار السفير القحطاني أنه على الصعيد الحكومي هناك تطور مستمر في بناء العلاقات
الثنائية بين البلدين على ركائز من الثقة والحكمة، ويتمثل ذلك بالزيارات المستمرة
والمتبادلة بين المسؤولين في البلدين في شتى القطاعات الحكومية والخاصة، ولا أدل
على التناغم في تلك العلاقة من تأسيس "مجلس التنسيق السعودي القطري" برئاسة وليي
العهد في البلدين". وأضاف" حرصا من القيادتين على تفعيل المجلس فقد عقد أول اجتماع
له في الرياض في 16 ديسمبر الماضي، لتتوج اجتماعاته بتبادل وثائق التصديق على
المحضر المشترك في شأن الحدود البحرية والبرية بين البلدين، إضافة إلى توقيع عدد من
الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجال التعاون السياسي والأمني والاقتصادي والمالي
والتجاري والثقافي"، كاشفا في السياق ذاته عن عقد اللجنة التحضيرية اجتماعها المقبل
في الأيام القليلة القادمة وذلك تمهيدا لعقد الاجتماع الثاني للمجلس في الدوحة.
وطالب السفير القحطاني رجال الأعمال في البلدين بالمزيد من التعاون للإسهام في
التنمية والمشاريع الاقتصادية بشكل يحقق توجهات وطموحات قيادتي البلدين وذلك بالرغم
من وجود شراكة قوية واستثمارات يعتز بها، مبديا استعداد بلاده لتقديم التسهيلات
كافة لتشجيع الاستثمار في الصناعات والتقنية والتعليم والخدمات الصحية.
وفي ذات الإطار أشار سعادة السفير القحطاني إلى عمق الروابط الاجتماعية بين شعبي
البلدين، "الأمر الذي يعكس التداخل في وشائج القربى بين الأسر السعودية والقطرية في
جميع مناطق المملكة وقطر".
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية للمملكة، اشار الى ان بلاده حافظت على نهجها الذي
انتهجته منذ عهد المؤسس طيب الله ثراه القائم على سياسة الاعتدال والاتزان
وقال:" لقد كانت هذه السياسة ولا تزال تعبر بصدق ووضوح عن نهج ثابت ملتزم تجاه
قضايا الأمة العربية وشؤونها ومصالحها المشتركة ومشاكلها، وفي مقدمتها القضية
الفلسطينية والعمل من أجل تحقيق المصالح المشتركة مع التمسك بميثاق الجامعة العربية
وتثبيت دعائم التضامن العربي على أسس تكفل استمراره لخير الشعوب العربية". وأضاف"
للمملكة إسهاماتها الواضحة والملموسة في الساحة الدولية عبر الدفاع عن مبادئ الأمن
والسلام والعدل وصيانة حقوق الإنسان ونبذ العنف والتمييز العنصري، إضافة إلى عملها
الدؤوب في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة".
وتوقف السفير القحطاني في حفل العيد الوطني لبلاده عند ما أسماه بـ "ملحمة التأسيس
الكبرى لاستعادة ملك الآباء والأجداد" التي قام بها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد
الرحمن الفيصل آل سعود والتي اكتملت في 23 سبتمبر 1932 تحت عنوان "المملكة العربية
السعودية" دولة مستقلة تستظل براية التوحيد وتستمد نهجها في كل شؤونها من نبع
الشريعة الإسلامية، فاعتبر هذا اليوم التاريخي يوما وطنيا".
وألقى السفير القحطاني الضوء على بعض الانجازات التي تحققت في عهد خادم الحرمين
الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، بدءا بالمدن الاقتصادية الأربع، مرورا
بإيلاء القطاع الصحي اهتماما كبيرا حيث أصبحت للخدمات الطبية في المملكة مكانة
عالمية مرموقة، إضافة إلى اعتماد خطة لتطوير التعليم بتكلفة 9 مليارات ريال، فكانت
هدية خادم الحرمين الشريفين للشعب السعودي في اليوم الوطني افتتاح جامعة الملك
عبدالله للعلوم والتقنية التي بلغت تكلفة إنشائها 10 مليارات ريال، ناهيك عن تطوير
عدد من القوانين والأنظمة الخاصة بالسلك القضائي وتشكيل هيئة حقوق الإنسان وغيرها،
لتتبوأ المرأة السعودية في إطار عملية التطوير عددا من المراكز المرموقة، وصولا إلى
تبني الملك عبد الله الحوار بين أتباع الأديان والحضارات والذي توج بإنشاء جائزة
الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمية للحوار الحضاري.