جريدة الراية - الإثنين9/11/2009 م

مسؤولة دولية تطالب بتشريعات لحظر الزواج المبكر للفتيات
في محاضرة نظمها قسم الشؤون الدولية بجامعة قطر
أمة العليم: مواطنو البلدان العربية يعيشون في حالة انعدام الحرية

كتبت - هناء صالح الترك :
ألقت سعادة السيدة أمة العليم السوسوة مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ظهر أمس محاضرة بجامعة قطر أمام طلاب قسم الشؤون الدولية بالجامعة حضرتها الدكتورة شيخة بنت عبدالله المسند رئيس الجامعة ومسؤولو وطلاب الجامعة وقد رحبت الدكتورة المسند بالضيفة الكبيرة وأثنت على مشوارها العلمي والمهني وما قدمته لبلدها اليمن وللدول العربية من خلال مسؤوليتها عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدول العربية، وبعد ذلك تحدثت أمة العليم عن واقع التنمية في الدول العربية على ضوء التقرير الأخير الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول التنمية العربية حيث ركزت في محاضرتها على جوانب معينة في التقرير الخاص بالتنمية الإنسانية العربية كأساس لتحقيق التنمية المستدامة ومن بين الموضوعات التي تم التركيز عليها حرية المرأة، والانتقال إلى مفهوم الأمن الإنساني، وعلاقة الأمن الشخصي بالأمن العام في الدولة، والأمن الغذائي والصحي والبيئي، وقالت: إن هذا التقرير قد وضع النقاط على الحروف في العديد من الموضوعات التي تهم المواطن العربي. وقالت أمة العليم: إن الذي يهدد أمن الإنسان العربي يتجاوز مسألة النزاعات المسلحة ليشمل قضايا أخرى أساسية منها: التدهور في البيئة والوضع الهش لعدد كبير من الفئات الاجتماعية والتقلب الاقتصادي الناتج عن الاعتماد المفرط على النفط والأنظمة الصحية الضعيفة وعدم خضوع الأجهزة الأمنية للمساءلة . وقالت: إن الكثير من مواطني البلدان العربية يعيشون في حالة من انعدام الحرية . وأكدت أن العلاقة بين الدولة وأمن الإنسان ليست علاقة سليمة.. ففيما يتوقع من الدولة أن تضمن حقوق الإنسان نراها في عدة بلدان عربية تمثل مصدراً للتهديد ولتقويض المواثيق الدولية والأحكام الدستورية الوطنية . أما بالنسبة لأوضاع اللاجئين فقد أوضحت السوسوة من خلال تقرير التنمية العربية 2009 أن المنطقة العربية تتميز بوضع فريد بين مناطق العالم أجمع فهي المنطقة التي تلتقي فيها قضية اللاجئين الأطول عهداً في كل أنحاء العالم أي قضية الفلسطينيين بتلك الأحدث عهداً كما أنها أكثر مناطق العالم اكتظاظاً بالمهاجرين سواء داخل الوطن أو خارجه. وهناك 6 بلدان عربية تعاني من شح في موارد المياه. وتطرقت من خلال تقرير التنمية البشرية إلى مسألة العنف ضد النساء حيث دعت البلدان العربية إلى سن القوانين الكفيلة بحظر زواج الفتيات قبل بلوغهن سن الرشد أي الثامنة عشرة. وقالت: إن هناك حوالي 65 مليون عربي يعيشون في حالة فقر مشيرة إلى أن البطالة تعد من المصادر الرئيسية لانعدام الأمن الاقتصادي في معظم البلدان العربية. وقالت: إن معدلات الفقر العام تتراوح بين 28.6 في المائة و 30 في المائة في لبنان وسوريا في حدها الأدنى ونحو 59.9 في المائة في حدها الأعلى في اليمن ونحو 41 في المائة في مصر. وتناولت موضوعات السلطة والانتقال السلس لها والضوابط الأمنية المطلوبة للسلم الأهلي وغيرها من الأمور التي حفل بها تقرير التنمية العربية للعام 2009. وتجدر الإشارة إلى أن أمة العليم علي السوسوة وزيرة، إعلامية، دبلوماسية، باحثة أصلها من مدينة ذمار. ولدت في مدينة تعز عام 1958 م، ثم استقرّت في مدينة صنعاء. حصلت على شهادة الثانوية العامة سنة 1396ه 1967م، ثم التحقت بالعمل في إذاعة تعز، ثم انتقلت إلى تلفزيون صنعاء، وأصبحت كبير المذيعين فيه، وفي عام 1411ه /1991م، عُيّنت وكيلاً مساعدًا في وزارة (الإعلام)، كما عُيّنت سنة 1417ه1997م، في المنصب نفسه، ثم عينت ممثلاً دائمًا لليمن لدى (منظمة حظر الأسلحة الكيماوية) في هولندا، ثم سفيرة غير مقيمة لدى مملكة السويد، ثم سفيرة غير مقيمة لدى مملكة الدنمارك، ثم سفيرة لدى مملكة هولندا، ثم وزيرًا لحقوق الإنسان. وقد تولت أثناء هذه الأعمال عددًا من المهام الأخرى، منها: رئيسة (اللجنة الوطنية للمرأة)، ومحاضرة في كلية (العلوم السياسية) في جامعة صنعاء، ورئيسة (الاتحاد النسائي اليمني العام). ومن خلال كلِّ ذلك؛ مثلت اليمن في كثير من الندوات والمؤتمرات العالمية، وساهمت في كثير من الأنشطة والبرامج الاجتماعية، والثقافية، والفكرية، والإنمائية، وحصلت على وسام تكريم من الشيخة (فاطمة)، حرم الشيخ (زايد بن سلطان آل نهيان)، لدورها المتميز في الإعلام العربي سنة 1422ه 2002م، كما حصلت على جائزة (امرأة العام) في الشرق الأوسط سنة 1423ه2003م. متزوجة، وأم لطفلتين، وقد كتب عنها كثيرون، منهم: الكاتب الصحفي (كمال الريامي)، الذي قال عنها في (ملحق الأسرة) التابع لصحيفة (الثورة) اليومية: تعد الأستاذة (أمة العليم السوسوة) من أشهر نساء اليمن على الإطلاق.. ولا غرو إن كانت هذه المرأة رمزًا حضاريًّا لكل فتاة يمنية .