العرب - السبت 5 ديسمبر 2009 م- العدد 7846
الحياة تعود للقطاع الحكومي
طلاب المدارس والجامعات يلتحقون بمقاعدهم غداً
الدوحة - ياسين بن لمنور
يعود غداً الأحد وطلاب المدارس والعاملون في الحقل التعليمي وموظفو القطاع الحكومي
لأماكن عملهم بعد عطلة دامت 11 يوما، احتفلوا خلالها بعيد الأضحى المبارك.
وستعود الحياة للوزارات وللهيئات، وتُفتح المكاتب وترفع الستائر، رغم أن بعض
القطاعات الحكومية لم تنقطع عن الدوام، مثلما حصل مع الداخلية ممثلة في إدارتي
الجوازات والمرور اللتين لا يُمكن لهما الدخول في إجازة مثل باقي الموظفين، فهذه
الإدارات تُعد بمثابة جنود الخفاء الذين لا يملون ولا يكلون.
وبالإضافة للموظفين، فإن تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات سيجددون هم أيضا العهد مع
مقاعدهم الدراسية، وسيلتحقون بدءا من غد بصفوفهم في المدارس والجامعات سواء
الحكومية أو المستقلة، على أن يستفيدوا من عطلة منتصف العام في 14 فبراير لمدة
أسبوعين بعد عطلة عيد الأضحى التي استغلوها في قضاء أوقات ممتعة في دفء عائلي سواء
بالبيت أو في السهرات والحفلات التي شهدتها مختلف الحدائق أيام العيد، فالكل سيُجدد
اليوم عهده مع العمل والدراسة والنشاط والحيوية، ويساهم في عودة الحياة للقطاعات
التي توقفت لمدة ثمانية أيام، ورغم ذلك هناك بعض المدارس الخاصة التي داومت في
الفاتح ديسمبر، وحسب المجلس الأعلى للتعليم فإنه يحق لهذه المدارس أن تداوم بداية
ديسمبر إذا كان لها ما يعيق التزام التقيد بالعطلة التي أعلنها المجلس.
ورغم غياب المهرجانات بالدوحة حتى يتسنى للمواطنين والمقيمين على حد سواء قضاء عطلة
الأعياد في الدوحة، إلا أن هذا لم يمنع السواد الأعظم من اختيار الحدائق والساحات
العمومية للاستمتاع بنكهة الأعياد في جو عائلي زادته فرحة الأطفال والابتسامات التي
علت محياهم جمالاً ورونقاً، كما نظمت بعض المراكز الثقافية استعراضات للأطفال بغرض
المرح والتثقيف والمساهمة في إضفاء جو العيد والعمل على تعويض تلك المهرجانات
الكبرى.. ففي وقت ليس بالبعيد كانت الدوحة لا تضيع أي عيد، إلا وتكون أرضها مسرحا
لمهرجانات يأتيها الناس من كل صوب وحدب وتتحول إلى قبلة للزائرين من الدول الخليجية
المجاورة، وكانت هيئة السياحة لا تُدخر جهداً في تنظيم هذه المهرجانات، قبل أن
تنقلب الآية ويولي القطريون وجوههم عند كل عيد نحو هذه الدول بحثاً عن المهرجانات
العالمية التي تخلق أجواءً احتفالية تجعل المرء يتلذّذ بحلاوة الأعياد.
ويُطالب حالياً الكثير من المواطنين بعودة المهرجانات التي تتخللها عروض للسيرك
وحفلات للأطفال وغالباً ما تتحول لقرى مزركشة بالألعاب واللوحات الفنية التي يصنعها
المبتهجون.
هذه المطالب بعودة ما عهدوه سالفاً تصب في خانة البحث عن المتعة في الدوحة قريبا من
دفء الوطن لتكتمل الفرحة وتنتشر البسمة.
ورغم أن مواطني الداخل لهم ما ينسيهم فراق المهرجانات وعزاءهم في ذلك أنهم قضوا
عطلة عيد الأضحى بين الأهل والأصدقاء وفي شوارع الدوحة لمن لم يتسن له قضاءها
خارجاً، فإن الجاليات القطرية المتواجدة في المهجر اتجهت للسفارات القطرية بمختلف
الدول المجاورة والشقيقة والصديقة للتجمع والاحتفال جنباً لجنب وتذكر الوطن الأم..
فالعديد من السفارات نظمت حفلات للعيدين وتلقى سفراء قطر التهاني بمناسبة العيد
الوطني وعيد الأضحى وشاركت جالياتها الفرحة والبهجة.
وما لوحظ بالدوحة خلال عطلة الـ11 يوما، تركز أساسا في التنظيم المحكم لحركة المرور
خاصة بعد سنتين على تطبيق قانون المرور الجديد، وفي غياب باصات النقل المدرسي
والجامعي التي توقفت طيلة أيام العطلة، كما انتعشت حركة البيع والشراء من خلال
التوافد الكبير للمواطنين والمقيمين على المتاجر والمراكز التجارية الكبرى الذين
استغلوا فرصة التوقف عن العمل لقضاء الكثير من الأعمال المرتبطة بالحياة العامة
والتحصن من شتاء بدأت ملامح قسوته تُهدّد الجميع..، خاصة وأن الدوام والعودة للكد
والجد تنطلق الأسبوع القادم.