جريدة الراية - الجمعة18/12/2009 م
علان نتائج دراسة "العمالة المنزلية"قريب
مقترحات عملية لحل مشكلات الاستقدام والتشغيل..مريم المالكى
حملات توعوية للمدارس والعمال والشركات الخاصة حول الاتجار بالبشر
توصيات للحد من الآثار الاجتماعية والاقتصادية والثقافية السلبية للعمالة المنزلية
الدوحة - الراية :
أكدت السيدة مريم المالكى المدير العام لمؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر ان دولة
قطر رائدة في تبنيها استراتيجية لمكافحة الاتجار بالبشر واتخاذ كل ما من شأنه القضاء
على هذه الظاهرة أو الحد منها تمهيداً للقضاء عليها.اضافت المالكى فى حوار مع مجلة
" العمل " ان المؤسسة تسعى لنشر الوعي حول مفاهيم حقوق الإنسان ومفاهيم الاتجار بالبشر
بصفة خاصة وسبل التصدي لها .مشيرة الى انها تسعى بشكل خاص الى وقاية المجتمع من الأسباب
والعوامل التي تؤدي إلى الاتجار بالبشر.وكشفت عن تبني المؤسسة لعدة مشروعات من ضمنها
حملات توعوية للمدارس تستهدف جميع الأعمار والمراحل الدراسية واخرى تستهدف العمال في
المصانع والشركات الخاصة وحملات ثالثة تستهدف المستشفات والجهات الحكومية وغير الحكومية.واشادت
بالتعاون الكبير بين المؤسسة وبين وزارة العمل ممثلة فى ادارة علاقات العمل لتيسير
حصول العمال المضارين على حقوقهم خاصة قضايا السخرة وعدم دفع الرواتب مشيرة الى اقتراح
المؤسسة بزيادة عدد الدوائر العمالية للمحاكم لسرعة حصول العمال على جميع حقوقهم وقالت
المالكى ان المؤسسة تعمل على اقتراح السياسات ووضع خطط العمل الوطنية وتفعيل القوانين
المتعلقة بمكافحة تلك الجريمة والعمل على إنشاء قاعدة بيانات معلوماتية باستخدام أحدث
الأساليب التقنية لتقييم مخاطر تلك الجريمة بالتعاون مع الجهات الحكومية وغير الحكومية
المعنية محليا ومع الهيئات العربية والدولية ومنظمات الأمم المتحدة. واشارت الى ان
الدراسة الى اعدتها المؤسسة عن العمالة المنزلية سوف تصدر فى الثلث الاول من العام
القادم وقالت ان الدراسة ستسهم فى وضع اقتراحات لحل المشكلات الخاصة بالاستقدام والتشغيل
والالتزامات المترتبة للعمالة لدى مستخدميها.
-- إنشاء المؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر جاء بقرار من صاحبة السمو الشيخة
موزه بنت ناصر المسند- رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة- منذ أكثر من عام حدثينا عن
أهم أهداف المؤسسة ؟
تهدف المؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر إلى مكافحة الاتجار بالبشر بصوره المختلفة،
ولها في سبيل تحقيق هذا الهدف اتخاذ كل ما من شأنه القضاء على هذه الظاهرة أو الحد
منها تمهيداً للقضاء عليها.
ومن اهداف المؤسسة كذلك نشر الوعي حول مفاهيم حقوق الإنسان بصفة عامة ومفاهيم الاتجار
بالبشر بصفة خاصة وسبل التصدي لها ، ووقاية المجتمع من الأسباب والعوامل التي تؤدي
إلى الاتجار بالبشر, ومعالجة الآثار الناتجة عن الاتجار بالبشر ذات الصلة بالفئات المستهدفة،
وتوفير الرعاية المتكاملة للفئات المستهدفة .
انجازات كثيرة
-- ما الذي قدمته المؤسسة خلال هذه المدة القصيرة نسبيا على إنشائها ؟
قدمت العديد من الانجازات في إطار عمل المؤسسة منها: المؤتمر العلمي الأول لمكافحة
الاتجار بالبشر" بين النظرية والتطبيق".وكذلك الورشة التدريبية حول تطوير أساليب دراسة
الحالة وإجراء المقابلة للعاملين في مجالات البحث الإجتماعي والنفسي والرعاية الإنسانية
بالمدارس والمؤسسات الإنسانية والجمعيات الخيرية.ايضا قدمت المؤسسة الورشة التدريبية
الخاصة بفريق البحث والإنقاذ في قوة الأمن الداخلي (لخويا).
بعنوان (تعزيز أساليب حماية ضحايا الاتجار بالأطفال والنساء أثناء الحروب والكوارث
الطبيعية) بالتعاون مع مكتب اليونيسيف للدول العربية في الخليج.
تفاعل كبير
ما مدى تفاعل مؤسسات المجتمع مع الدور الذي تقوم به المؤسسة؟
لكوننا مؤسسة حديثة نعمل على تحقيق الدور التكاملي المتعلق بالتعاون والتنسيق المطلوب
بين جميع الأجهزة الحكومية منها:إدارة علاقات العمل، اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان
،الهيئة الوطنية للصحة منها،لجنة زراعة الأعضاء بوزارة الصحة، وقسم زراعة الأعضاء بمؤسسة
حمد الطبية ، والعديد من الجهات الحكومية وغير الحكومية المعنية وذات العلاقة .
تعاون بناء
ماذا عن التعاون بين المؤسسة ووزارة العمل خاصة فيما يتعلق بقضايا حقوق العمال؟
فيما يتعلق بقضايا العمال وتيسيرا وتعجيلا لحصول هؤلاء العمال على حقوقهم خاصة قضايا
السخرة وعدم دفع الرواتب يتم التنسيق مع إدارة علاقات العمل وقسم الشكاوى العمالية،وقد
عقد اجتماع حول هذا الموضوع ولمسنا التعاون البناء وعولجت قضايا كثيرة متعددة بفضل
هذا التعاون واقترحنا خلال الفترة السابقة بزيادة عدد الدوائر العمالية للمحاكم لسرعة
حصول العمال على جميع حقوقهم.
جهود كبيرة
المؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر وضعت في مقدمة أهدافها نشر الوعي وتعميقه والوقاية
من هذه الظاهرة، ما الاستراتيجية التي تتبنونها لذلك؟
قامت المؤسسة باقتراح السياسات والاستراتيجيات ووضع خطط العمل الوطنية وتفعيل القوانين
المتعلقة بمكافحة تلك الجريمة والعمل على إنشاء قاعدة بيانات معلوماتية باستخدام أحدث
الأساليب التقنية لتقييم مخاطر تلك الجريمة بالتعاون مع الجهات الحكومية وغير الحكومية
المعنية محليا ومع الهيئات العربية والدولية ومنظمات الأمم المتحدة. وهناك ركائز في
استراتيجيتنا تشمل على نواح (أمنية – صحية- اجتماعية- إعلامية)
في تقديرك ما هي نتائج هذه الاستراتيجية؟ هل يتفاعل المجتمع معها بالصورة الكافية ؟
الحمد الله نحن في بلد يتمتع شعبة بفكر منفتح يستطع استيعاب ويتفاعل بايجابية كبيرة
مع أي توجهات تقوم بها الجهات المعنية التي تصب في صالحه،وهناك أنشطة توعوية كبيرة
تقوم بها المؤسسة ونلاحظ تجاوبا ايجابيا من الشعب سواء المواطنين او المقيمين.
ما مدى تعاونكم مع مؤسسات المجتمع المدني ؟
هناك تعاون كبير وبين العديد من المؤسسات بالدولة منها المؤسسات الخيرية ممثلة في الجمعيات
الخيرية وتشمل:قطر الخيرية .وعيد الخيرية .ومؤسسة الشيخ جاسم بن جبر الخيرية .وصندوق
الزكاة .ومركز ضيوف قطر .وكذلك بقية المؤسسات ذات النفع العام.
كما هناك تعاون كبير مع مكاتب المحاماة: لتقديم المساندة والمساعدة من خلال التطوع
للمرافعة والدفاع عن ضحايا الاتجار بالبشر لتقديم الاستشارات.
ايضا هناك تعاون بين شركات القطاع الخاص التى :.تساهم معنا في تحقيق الاهداف التي نسعى
من خلالها لتوصيل الخدمات بما يتفق مع المعايير الدولية.
ماذا عن تعاونكم مع المؤسسات الدولية المعنية بقضايا الاتجار بالبشر؟
التعاون الدولي شرط أساسي في أي استجابة للتصدي للاتجار بالبشر, لذلك قامت المؤسسة
بإعداد برنامج عمل متكامل من اجل التنسيق والتعاون المشترك مع المنظمات الدولية العالمية
والإقليمية تمثل في المنظمات الدولية منها منظمة الأمم المتحدة وكذلك المفوضية السامية
لحقوق الإنسان، ومكتب اليونيسيف للدول العربية، والمكاتب التابعة للأمم المتحدة بالوطن
العربي منها مكتب اليونسكو بالدوحة، والمكتب الإقليمي المعنى بالجريمة والمخدرات للشرق
الأوسط وشمال إفريقيا، وهناك تعاون ايضا مع مؤسسات اخرى تعمل في نفس المجال.
مشروعات عديدة
وماذا عن ابرز المشروعات المستقبلية التي تتبناها المؤسسة؟
توجد هناك عديد من المشروعات التي تتبناها المؤسسة ومن ضمنها حملات توعوية للمدارس
تستهدف جميع الأعمار والمراحل الدراسية وكذلك حملات تستهدف العمال في المصانع والشركات
الخاصة ومجموعة أخرى تستهدف المستشفات والجهات الحكومية والرسمية بالدولة وغير الحكومية
في الدولة.
وكذلك بإذن الله سيكون هناك منتدى الدوحة لمكافحة الاتجار بالبشر الذي يتم التحضير
له على قدم وساق والعديد العديد من المشروعات والفعاليات.
-- هل يمكن القول بأن الاتجار بالبشر موجود في المجتمع القطري وهل يمكن تقدير هذه النسبة؟
لم تصل إلى مستوى الظاهرة ولكن لايخلو أي مجتمع من وجود بعض الممارسات، وذلك بحكم العولمة
والانفتاح ومتطلبات التنمية والطلب في سوق العمل، ولكن دور المجتمع واضح في مواجة هذا
التحدي.
-- ماهي أشكال الاتجار بالبشر ؟ و ماهي مظاهره ؟
تتخذ ظاهرة الاتجار بالبشر أشكالا وحالات متعددة تقع ضمن منظومة مصنفة وفقا لما نصت
عليه الاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات الصلة بالجريمة المنظمة غير الوطنية أو العابرة
للدول ومنها البروتوكول المكمل لاتفاقية الأمم المتحدة الخاص بالجريمة المنظمة والمتعلق
بمنع وقمع ومعاقبة الاتجار بالبشر وخاصة النساء والأطفال لعام 2003م ،والذي وقعت عليه
دولة قطر في 11 مارس الماضي ، ويتضمن نص هذا البروتوكول على مفهوم الاتجار بالبشر "
تجنيد أشخاص أو نقلهم أو تنقيلهم أو إيواؤهم أو استقبالهم بواسطة التهديد بالقوة أو
استعمالها أو غير ذلك من أشكال القسر أو الاختطاف أو الاحتيال أو الخداع أو استغلال
السلطة أو استغلال حالة استضعاف , أو بإعطاء أو تلقي مبالغ مالية أو نيل موافقة شخص
له سيطرة على شخص آخر لغرض الاستغلال ويشمل الاستغلال , كحد أدنى , استغلال دعارة الغير
, أو سائر أشكال الاستغلال الجنسي , أو السخرة أو الخدمة قسراً , أو الاسترقاق أو الممارسات
الشبيهة بالرق أو الاستعباد أو نزع الأعضاء" .
كيف تقوم المؤسسة بمكافحة الاتجار بالبشر؟
تضمنت رسالة المؤسسة وأهدافها واختصاصاتها الأسس والأساليب والوسائل التي تستعين بها
المؤسسة في مكافحة الاتجار بالبشر ضمن ثلاث حلقات أساسية متكاملة هي : ( الوقاية ،
الحماية ، الرعاية الشاملة ) .
فالوقاية تعني استخدام كل الوسائل الإعلامية و التوعوية والتثقيفية المتاحة لتعميق
ثقافة المجتمع بمختلف فئاته ومنظماته ودعوته للمشاركة مع المؤسسة في فهم وخطورة الاتجار
بالبشر كتحد خطير يواجه المجتمع وحثه على نبذ ظاهرة الاتجار بالبشر ومحاربتها بل ومكافحتها
بكل الوسائل الممكنة ، والحماية تعني أحكام الإجراءات والضوابط التي ترمي إلى مكافحة
الاتجار بالبشر وحماية أفراد المجتمع من آثاره وأن تكون هذه الضوابط معززة بتشريعات
وعقوبات صارمة وقوانين تجرم مرتكبي جرائمه، وأما الرعاية الشاملة فتعني توفير الدعم
المادي والمعنوي والنفسي لضحايا الاتجار بالبشر وتوفير الإيواء وسبل المعيشة اللائقة
لهم وتوفير المناخ الصحي البدني والنفسي الذي يضمن تعافيهم من آثاره والعمل على تكيفهم
وتأهيلهم وإدماجهم في المجتمع ومع الحياة، ونتمنى أن نصل إلى مستوى المعايير الدولية
المطلوبة في هذا المجال.
ما أهم نتائج الدراسة التي أجرتها المؤسسة حول مشكلات الخدم ؟
بادرت المؤسسة منذ ما يزيد على عام ونصف على اعتماد دراسة نظرية ميدانية معمقة حول
العمالة المنزلية بدولة قطر ( الواقع ، المشكلات , الآثار , الحلول ) وشكلت فريقا من
الخبراء والباحثين من ذوي الاختصاص للقيام بها ومن جهات حكومية وغير حكومية ذات علاقة
بهذا الموضوع وقد قطعت اللجنة شوطا كبيرا من مهمتها في الجانب النظري كما أنجزت تطبيق
الجانب الميداني وتحليله إحصائيا لكي يتم فيما بعد استخلاص أهم الاستنتاجات والتوصيات
والمقترحات ، ولا نبالغ في القول إذا اعتبرنا أن هذه الدراسة هي أول دراسة ميدانية
شاملة تجرى في هذا الميدان على المستوى المحلي والإقليمي ، ونأمل أن تنتج الجهود المبذولة
فيها نتائج طيبة تفيد واضعي السياسات ومتخذي القرارات الخاصة باستقدام العمالة الوافدة
(عامة) والعمالة المنزلية (خاصة) وتشغيلها وتنظيم التزاماتها وحسم قضاياها ، كما يؤمل
أن تضع الحلول لعديد من المشكلات المتعلقة لهذه الشريحة ، وأخيرا تحرص المؤسسة على
إنجاز الدراسة بصورتها النهائية وإخراجها خلال الثلث الأول من العام القادم إن شاء
الله.
ما الاقتراحات التي قدمتِها لمواجهة هذه المشكلات ؟
من المؤمل أن تساهم هذه الدراسة والتعاون مع أجهزة أخرى في المجتمع لوضع اقتراحات علمية
وعملية واقعية وواضحة لمختلف الجوانب والمشكلات التي تخص العمالة المنزلية فيما يتعلق
بالمشكلات الخاصة بالاستقدام والتشغيل والالتزامات المترتبة للعمالة لدى مستخدميها
، فضلا عن الإسراع في حل مشكلاتها وقضاياها وتأمين حقوقها وبالتالي وضع توصيات للحد
من آثارها السلبية من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والقانونية والأمنية
، وتحسين أساليب التعامل معها ، ونأمل أن تكون التوصيات والمقترحات معززة لما تقوم
به المؤسسات الحكومية المعنية من دور مهم وفعال في تيسير أمور هذه الشريحة من العمالة
واقتراح آليات تيسر تنفيذ التشريعات والقوانين النافذة والتي تخص هذه العمالة.