جريدة الراية - الثلاثاء12/1/2010 م
مجلس التعليم يطالب مديري "المستقلة" بحل مشكلة الشواغر الوظيفية
هل يساهم توحيد الرواتب في الحد من الظاهرة ؟
المديرون : معايير العمل بالمدارس قوية .. والمعلم الكفء أصبح عملة نادرة
معظم الشواغر الوظيفية تضم التخصصات العلمية والرياضيات والإنجليزية
كتبت - منال خيري :
أصدر المجلس الاعلى للتعليم تعميمًا الى جميع أصحاب تراخيص المدارس المستقلة يؤكد فيه
أنه من غير المقبول ولا المسموح به ان تترك صفوف دراسية شاغرة بغير معلمين بعد مرور
هذا القدر الكبير من الفصل الدراسي الاول. وطالب التعميم المدارس التى بها شواغر أو
التى يستجد بها شاغر خلال العام الدراسي الحالي ان تقوم بالاتصال السريع بمكتب المدارس
المستقلة وتحديد الوظائف الشاغرة حتى يتسنى التنسيق بينها وبين إدارة الموارد البشرية
للاستفادة من المنتسبين للمسارات التدريبية. كما أكد التعميم انه في حال وجود صعوبات
في سد الشواغر فانه يقع على عاتق أصحاب التراخيص معالجة الامر داخليا من خلال وضع خطة
لتغطية الحصص الشاغرة ضمانا لسلامة العملية التعليمية وانطلاقا من الدور الرئيسي لصاحب
الترخيص وهو توفير الكادر الاداري والتدريسي المؤهل بالمدرسة. ويعكس هذا التعميم الصورة
الحقيقية لما يعانيه عدد كبير من المدارس المستقلة حيث تعانى من وجود شواغر وظيفية
في الهيئة الادارية والتدريسية معا وذلك على الرغم من قرب انتهاء الفصل الدراسي الاول
ما أثار شكاوى أولياء أمور الطلاب الذين فوجئوا بهذا النقص في هيئات المدارس. ولمواجهة
هذا النقص لجأ عدد كبير من المدارس الى الإعلان في الصحف المحلية عن حاجتها للمعلمين
ولم تكتف بعض المدارس باعلانات الصحف فقط بل نشرت اعلاناتها في المنتديات وعلى اللوحات
الخارجية للمدرسة. وتمثل ظاهرة نقص الشواغر الوظيفية في المدارس المستقلة مشكلة مؤرقة
لعدد كبير من اصحاب التراخيص حيث يمثل سد الشواغر العمل الاهم لأصحاب التراخيص. واعترف
عدد من مديري ومديرات المدارس المستقلة بوجود شواغر وظيفية بالفعل لديهم ويتركز معظمها
في التخصصات العلمية والرياضيات واللغة الانجليزية مؤكدين ان السوق القطري يعانى بشدة
من نقص هذه التخصصات كما ان المعايير التي وضعها المجلس الأعلى للتعليم لاختيار المعلمين
تعد معايير دقيقة جدا ولا يمكن ايجاد المعلم الذي تنطبق عليه بسهولة خاصة بعد طرح رخص
المعلمين. وأشارعدد من المديرين الى أن معلمي معظم المواد يشترط فيهم إتقان اللغة الانجليزية
وهذه هي الصعوبة الاولى التى يواجهونها فليس معظم المعلمين مؤهلين في اللغة لدرجة ان
الحاصلين على تخصصات في اللغة الانجليزية ليس لديهم أدني علاقة باللغة الإنجليزية غير
الشهادة فقط فليس لديهم أي نوع من الخبرات كما أنه ليس لديهم أية كفاءة في التعامل
مع اللغة ويظهر ذلك من خلال النطق والكتابة للغة نفسها كما اعترفوا أيضا بتعيين العديد
من معلمي اللغة الانجليزية دون شرط التخصص ولكن بعد إجراء اختبارات خاصة لهم في اللغة
فإن أثبتوا نجاحهم يقوموا بتوظيفهم على الفور. وقد اعترف بعض المديرين بأنهم في بعض
الاحيان يضطرون الى تعيين اشخاص لا يكون لديهم الكفاءة المطلوبة بالفعل من اجل عدم
تضييع الحصص الدراسية على الطلاب. ويؤكد المديرون ان هذا الوضع لن يستمر طويلا خاصة
مع تطبيق المعايير المهنية الوطنية للمعلمين التي ستسمح لجميع المعلمين بضرورة الحصول
على رخصة مزاولة مهنة التدريس التي ستمنحها هيئة التقييم. التي ستقتضي ضرورة تعيين
الكفاءات المهنية من الكوادر المؤهلة للعمل في المدارس والى التفاصيل. إحدى المديرات
أكدت ان هذه المشكلة مؤرقة لمعظم إدارات المدارس وفي بعض الأحيان نقابل معلمات ولا
نستطيع تحصيل الكفاءات فمعايير المجلس الأعلى للتعيين دقيقة وشديدة جدا وتتطلب مواصفات
خاصة وهذه المواصفات لا نستطيع الحصول عليها بسهولة وتكون المعلمة لديها خبرات عديدة
ولكن عندما نطلب منها القيام بدرس مشاهدة في الصف نجد على أرض الواقع شيئاً آخر فمن
تعمل بالمستقلة لا بد ان يكون لديها خبرة عمل بالدراسة الى جانب قدرة على الابداع والخلق
في مجال عملها وهذا في حد ذاته ليس سهلا وتتمثل مشكلة العمل بالمستقلة في هذه النقطة.
مديرة ثانية اكدت ان مسألة تحديد الرواتب وتوحيدها بين الجميع في المدارس سيكون له
دور كبير في الحد من وجود تلك الشواغر لان تلك الشواغر تأتي في الاصل من ترك المعلمة
للمدرسة وتفضيل الذهاب لمدرسة اخرى بحثا عن الراتب الاعلى لان من لديها خبرة عام بالمستقلة
تعتبر نفسها انها فرصة لأي مدرسة فتبدأ في الاختيار بين المدارس ويكون الاختيار في
النهاية لمن يدفع اكثر اما في حالة توحيد الرواتب فسوف تقل هذه الحالة بشكل كبير وستضطر
كل معلمة بالرضا بما تقدمه اليها مدرستها من راتب. وتثير الاعلانات اليومية لمعلمين
ومعلمات يبحثون عن وظائف بالمؤسسات والمدارس التساؤلات حول عدم وجود فائض في سوق العمل
من المعلمين والمعلمات للعمل بالمستقلة إلا ان المديرين انفسهم يؤكدون ان مثل هذه الاعلانات
تكون لأناس غير مؤهلين في الاصل مديرة مدرسة نموذجية تؤكد أن المزايدة على عروض العمل
بالمستقلة أصبحت مشكلة مؤرقة لنا كأصحاب تراخيص فهناك مدارس تزايد على المدرسات وتدفع
لهن أكثر ما يضطرنا الى وجود شواغر وظيفية وتشير الى أن معايير المجلس الأعلى معايير
قوية جدا وتفترض مواصفات ومعايير دقيقة في المعلم في الجمع بين المؤهل والخبرة معا
وهناك معلمون لديهم خبرة جيدة ولكن أساليبهم قديمة جدا وهذا ليس مطلوبا للعمل بالمستقلة
ومن لديها الكفاءة يكون لديها ثقة بنفسها وتضع شروطها على المدرسة وتبدأ في الدخول
في مساومة مع المدرسة لتبقى. يؤكد احد المديرين ان الأمر ليس بمنتهى السهولة فالمدرس
المعد إعدادا جيدا بالشكل المطلوب عملة نادرة فمعايير المجلس الأعلى معايير عالمية
ودقيقة جدا وعلى الرغم من استقبال مدارسنا لعدد كبير من معلمي المسارات الا انه ما
زلنا نعاني من نقص الشواغر وذلك لعدم جدية البعض منهم وقال ان كثرة الشواغر الوظيفية
في المدارس المستقلة تأتي نتيجة طبيعية لقلة التخصصات مثل العلوم والانجليزي. ترى احدى
النائبات إن تقديم العروض الأفضل في مدارس أخرى هو السبب المباشر في نقص الكفاءات فبمجرد
تدريب وتطوير المعلمة وحصولها على الدعم اللازم إلا ونجدها تتقدم باستقالتها وهذا ليس
عيبا فيها لأن المسألة أصبحت الآن عرضاً وطلباً وهناك منافسة شديدة بين المدارس وكل
مدرسة من حقها أن تستقطب الكفاءات التعليمية لصالحها وتشير الى أن قانون توحيد الرواتب
الذي سيصدر قريبا قد يكون حلا للمشكلة فمع مساواة الجميع او تقارب الرواتب وعدم وجود
تفاوت كبير بينها يصبح من الصعب تنقل الكثير بين المدارس كما تشير الى أن الإدارة المدرسية
يكون عليها جانب كبير في مدى تمسك المعلمة بالمدرسة من عدمه فهناك معلمات كثيرات أعرفهن
يرفضن بشكل قاطع ترك مدارسهن وتضيف أن تخصصات اللغة الانجليزية تحديدا عليها طلب كبير
سواء كان من القطاع الحكومي أو الخاص.