جريدة الشرق القطرية - ١٧ يناير ٢٠١٠ م
التنمية الأسرية .. شراكة في التنمية
تزامنت فعاليات إدارة الأسر المنتجة بوزارة الشؤون الاجتماعية، مع احتفالات الدولة
باليوم الوطني، وجود يؤكد الشراكة القائمة ما بين وزارة الشؤون الاجتماعية (إدارة التنمية
الأسرية) كجهة سيادية رائدة في العمل الاجتماعي في الدولة ومؤسسات العمل الاجتماعي
الرسمية والأهلية من أجل رقي الأسرة القطرية كأحد أهم روافد التنمية الاجتماعية ضمن
منظومة المشروع التنموي للدولة، وكالمعهود بها نجح القائمون على إدارة التنمية الأسرية
(باقتدار) في تحقيق المستهدف من الأهداف المنشودة، وجاءت فعاليات (المزاين) لأصايل
الهجن العربية و(درب الساعي) كشواهد حية للعيان على نجاح السياسات المتبناة من قبل
القائمين على إدارة التنمية الأسرية بالوزارة في مجال تنمية الأسرة وسعيها لجعل الأسرة
القطرية دعامة استقرار ونمو للمجتمع في حركته التنموية، وكان لحضور الأسر المنتجة ضمن
فعاليات المهرجان إضافة للاحتفالية أسعدت الحضور والزوار، ومناسبة لنشر رسالة جلية
المعاني والأهداف التي تعمل الإدارة على إبلاغها لشرائح المجتمع، وصور النجاحات تلك
ما كان لها أن تتحقق لولا التهيئة المسبقة للأسس ومبادئ الإدارة الناجحة التي توافرت
بكافة عناصرها فكان المخرج من الأداء على درجة عالية من الجودة والتميز، قيادة محفزة
للطاقات المرؤوسة والثقة في إمكاناتها، اللامركزية في اتخاذ الإدارات للقرارات بفعل
وضوح رؤية قادة العمل في توجهاتها وسياساتها، وضوح خطط وبرامج العمل بالنسبة للمرؤوسين
والمتابعة المباشرة من قادة العمل، انعدام الحواجز الإدارية ما بين القيادة والفريق
العامل، تفعيل القادة لأسس ومبادئ الإدارة الناجحة واستغلال أمثل للموارد البشرية في
التنظيم، مصداقية القيادة في القول والفعل عند المرؤوسين والجمهور، كلها عناصر توافرت
للتنظيم فكان النجاح حليفها والجودة في الأداء، وكانت الجودة رديفاً للمخرجات من خدمات
للجمهور المستفيد، لا يمكن لأي تنظيم إداري على اختلاف طبيعة أعماله، كبر في حجمه أم
صغر، أن يحقق أهدافه ويحسن أداءه في ظل غياب الأسس والمبادئ الإدارية الكفيلة بتحقيق
تنمية إدارية والتي لا تتأتى بدورها إلا في ظل قيادة إدارية تحسن استغلال موارد التنظيم
المادية والبشرية على وجه الخصوص، استغلالاً يحقق جودة في مخرجاته ويحافظ على موارده
البشرية عن طريق دعم برامج التدريب وتطوير تلك الموارد، فعنصر التدريب في تنظيم ما
يمثل الوقود الذي يمد عناصر الإدارة بالطاقة فيجعلها قادرة على الاستمرارية في القيام
بمهامها، وتأتي القيادة الواعية الرشيدة لتشحن تلك الطاقة بالتيار لتزيد من وتيرة العمل
في أركان التنظيم فيعمل وفق نسق إداري متجانس في خط إنتاج يصل بالمنتج إلى مستويات
عالية من الجودة والاتقان، يقول أحد القادة الإداريين الأمريكيين في معرض حديثه عن
أهمية القيادة الرشيدة في تنظيمات الإدارة "إن القيادة الإدارية الرشيدة في المنظمة
بمثابة الطاقة الشاحن الذي يسري في جسد المنظمة فيعمل على تحريك مواردها البشرية فتفجر
طاقاتها الإبداعية في الأداء الوظيفي والمؤسسي" إن الشراكة القائمة ما بين إدارة التنمية
الأسرية بوزارة الشؤون الاجتماعية والجهات المعنية بالتنمية الأسرية، شراكة تأتي ضمن
حلقة من حلقات المشروع التنموي الشامل الذي تتبناه الدولة، وتهدف من خلالها دفع مؤسسات
الأسرة للإسهام في تدوير عجلة التنمية لتجعل من الأسر المنتجة أداة إنتاج تمكنها من
تحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية تدفع بالمجتمع المحلي نحو مزيد من النمو والازدهار.
عبد الرحمن إبراهيم حسن
باحث في قضايا التنمية