جريدة الراية - الأحد 24 يناير 2010م
زوجي يضربني لأتفه الأسباب
لجأت لمؤسسة حماية الطفل والمرأة بعد علاجها في حمد العام
اشتريت شقة من مالي الخاص دون علمه فتحولت حياتي إلى جحيم
المؤسسة تنجح في التوفيق بين الزوجين وحماية الأسرة من التفكك
كتبت - منال عباس :
بدت محطمة وضائعة تلملم جراحها الجسدية قبل ان تتجرع آلامها النفسية، لم يكن من الصعب
على الأطباء بقسم الطوارىء بمستشفى حمد العام اكتشاف ما حدث لها من آثار الكدمات والرضوض
التي غطت وجهها واجزاء من جسدها، فقد كانت ضحية عنف الزوج، الذي ضربها بعنف وسحق كرامتها
ولم يتردد في تركها تعاني آلام الضرب المبرح بسبب خلاف عائلي. كان من الصعب عليها الحديث
عن سيناريو الإهانة، واسباب اعتداء زوجها عليها بهذه الوحشية، قبل ان يتم تحويل حالتها
الى المؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة لعرض مشكلتها أمام المستشارين المختصين حيث
بدأت تروي مأساتها. تقول السيدة: بعد عدة سنوات على زواجنا وبعد أن أنهيت دراستي التحقت
بالعمل، وبمرور الوقت لاحظت تغير سلوكيات زوجي للأسوأ، كان يثور لأتفه الأسباب، ولا
يتردد في اهانتي خلال أي حوار، وأصبحت يده تسبق لسانه اذا سمع مني ما لا يتفق مع آرائه..
واستمرت الحال أربع سنوات أنجبت خلالها طفلين معتقدة بأن وجود الأطفال سيغير حاله ويجعله
أكثر عقلانية وعند سؤالي عن السبب في هذا التحول أجاب بأنه تغير معي لأني حاولت تأمين
مستقبلي ومستقبل أطفالي بشراء شقة ملك باسمي دون علمه). وباستدعاء الزوج بمقر المؤسسة
قام بعرض المشكلة قائلا: زوجتي كانت مثال الزوجة المطيعة المخلصة الوفية على مدار سنتين
وبقدومنا إلى الدوحة والتحاقنا بالعمل تغير حالها وأصبحت تجد في نفسها رجل البيت الآمر
الناهي ولم تعد تهتم بي ولا بطلباتي ولا بإرضائي، بما في ذلك التقصير في حقي، وبدأت
ترهقني بطلباتها ونفقاتها وترفض مساعدتي في تكاليف الحياة على الرغم من الاتفاق المسبق
لأن نصرف راتبي وندخر راتبها لنؤمن به المستقبل وتحملت تقصيرها بحقي وبحق أطفالي وبيتي
لحاجتنا إلى راتبها لتأمين مستقبل حياتنا وبعدها اتضح بأنها قامت بتحويل المبالغ التي
جمعتها إلى بلادنا وكلفت أخاها بشراء شقة باسمها فقط، بدأت المشاكل بيننا حيث اعتبرت
ذلك استغفالا لي واعتداء على حقي وحق أطفالي فطالبتها بتسجيل نصف الشقة باسمي وباستقالتها
من عملها وتفرغها لرعاية البيت ومتطلباته ومن هنا بدأت المشاكل تتزايد ولم أضربها سوى
مرتين الأولى عندما علمت بشراء الشقة باسمها والثانية عند طلبها الطلاق. وبمواجة الزوجين
اعترفت الزوجة بالاتفاق القائم بينهما لكنها بررت وأوضحت أن نقضها للاتفاق نتيجة لتغير
أحوال الزوج وقالت: لم أعد أطمئن له ولرغبتي في تأمين مستقبلي ومستقبل أطفالي ولأني
سمعت من زميلاتي في العمل قصصا كثيرة عن غدر الأزواج فخفت على مستقبلي وأطفالي من التشرد
وأقدمت على تأمين مستقبلنا بالطريقة التي أثارته، ومن المعروف أن الزوج هو المكلف بإعالة
زوجته وأطفاله، وأن راتبي حق لي لأنه جهدي لوحدي ولم آخذ من زوجي شيئا. وبعد عدة جلسات
استطاع مستشارو المؤسسة توضيح الأمور من كافة الجوانب وعرف كل من الزوجين خطأه و حقوقه
وواجباته. وقالت الزوجة: تعهدنا أن نحمي أسرتنا ونحافظ عليها من التفكك وعدم عرض مشاكلنا
على الآخرين وتخلصت من الشعور بالخوف من المستقبل وقبل كل منا اعتذار الآخر وتنازلت
عن شكواي ضد زوجي وتعهد كل منا باحترام الاخر،والتزم الزوج بعدم التعرض لزوجته بالضرب
أو الاهانة، وفي المقابل تعهدت الزوجة بإطلاع زوجها بأي شيء بحيث يقدس كل منهما الحياة
الزوجة وهذا الرباط القوي والشراكة في اتخاذ القرارات سويا. وقد تلقت ( الراية ) ردود
أفعال مختلفة من مواطنين ومقيمين تعددت فئاتهم، حول الزاوية الاسبوعية الخاصة بالمؤسسة
القطرية لحماية الطفل والمرأة والتي وصفوها بأنها هامة وتعالج قضايا هامة يعيشها المجتمع،
في إشارة الى أن الاستشارات التي عرضت نبهت لبعض المشاكل التي يغفلها كثير من الناس،ومنها
كيفية التعامل مع الفتاة،وعدم تجاهل تكوينها الجسماني والطبيعي كأنثى وخطورة معاملتها
كصبي حتى لا تواجه صراعات نفسية داخلية قد تدفعها للانحراف السلوكي، كما تعرضت ردود
الافعال بشكل واضح للدور المهم والحيوي الذي تقوم به المؤسسة للتصدي لهذه المشاكل من
خلال طاقم مختص من المستشارين.