جريدة الشرق القطرية - الثلاثاء
٢٦ يناير ٢٠١٠
تحت
رعاية الوزير الحميدي وبالتعاون مع مؤسسة "راف" للخدمات الإنسانية...
الشؤون الاجتماعية تطلق مشروع " حياة جديدة " لتأهيل المفرج عنهم
المشروع يتبنى 6 أشخاص كبداية من أصل 75 بدورات لمدة 3 أشهر
دعوة مختلف المؤسسات للمشاركة في المشروع وتبني أشخاص جدد
يحيى عسكر تصوير:
أسامة فيصل:
تحت رعاية سعادة السيد ناصر بن عبد الله الحميدي وزير الشؤون الاجتماعية أعلنت وزارة
الشؤون الاجتماعية عن إطلاق مشروع "حياة جديدة " وذلك بالتعاون مع مؤسسة الشيخ ثاني
بن عبد الله للخدمات الإنسانية " راف " والذي يهدف إلى تأهيل المفرج عنهم من المحكومين
وأسرهم وذلك بالتعاون بين الوزارة ومؤسسة" راف " ووزارة الداخلية. جاء ذلك خلال المؤتمر
الصحفي الذي عقد بمقر وزارة الشؤون الاجتماعية وبحضور كل من سعادة السيد أحمد النصر
الوكيل المساعد للشؤون الاجتماعية والسيدة نجاة العبد الله مديرة إدارة الضمان الاجتماعي
ورئيسة لجنة رعاية السجناء وأسرهم والمفرج عنهم والسيد عايض بن دبسان القحطاني رئيس
مجلس أمناء مؤسسة "راف " والمدير العام والدكتور يحيى النعيمي مدير إدارة خدمة المجتمع
بمؤسسة "راف " وعدد من مسؤولي وزارة الشؤون الاجتماعية وعدد من ممثلي بعض المؤسسات
الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني. وفي بداية المؤتمر قال السيد أحمد النصر الوكيل
المساعد للشؤون الاجتماعية يطيب لي أن أعلن لكم عن الشراكة المجتمعية التي تمت بين
وزارة الشؤون الاجتماعية ومؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف"، وذلك
لإطلاق مشروع اجتماعي إنساني لرعاية السجناء وأسرهم والمفرج عنهم تحت شعار(حياة جديدة)،
والتي تهدف إلى سد احتياجات وتقديم المساعدات المختلفة لأسر السجناء، وكذلك توجيه المجتمع
إلى أساليب معاملة السجناء مع ضرورة تغيير النظرة إلى نظرة إنسانية تساعد على تغيير
أوضاع السجناء بأحسن حال، والعمل على تأهيل المفرج عنهم اجتماعياً ونفسياً ومهنياً.
وهذا ما تسعى إليه وزارة الشؤون الاجتماعية من خلال رؤيتها وأهدافها. وأضاف لقد عقدت
لجنة رعاية السجناء وأسرهم والمفرج عنهم، عدة اجتماعات خلال الشهور السابقة مع الجهات
ذات الصلة بالمشروع، حيث تم التنسيق المباشر بين كل من وزارة العمل، والتي تمثلت في
إدارة القوى العاملة، ووزارة الداخلية، وتمثلت في إدارة المؤسسات العقابية والإصلاحية،
ومن جانب المؤسسات الاجتماعية والخيرية بالدولة، مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات
الإنسانية. وتابع النصر إن ما يثلج صدورنا جميعاً، هو تجاوب وتعاون كافة الجهات المعنية
التي أشرت إليها، لإنجاح هذا المشروع الإنساني الاجتماعي النبيل، إن شعار (حياة جديدة)
تحتوي في طياتها على العديد من المضامين الاجتماعية والإنسانية التي تدعوإلى التكاتف
والتعاون من أجل حياة ومستقبل أفضل للسجناء المفرج عنهم وأسرهم، وهذا ما سوف تلمسونه
عن قرب من برامج وفعاليات تتمثل في عدة محاور، والتي سينطلق منها المشروع. كما أتقدم
بالشكر والتقدير نيابة عن وزارة الشؤون الاجتماعية لكل الشركاء والمؤسسات الإعلامية
الداعمين لهذا المشروع وزارة الداخلية وزارة العمل والنيابة العامة ومركز التأهيل الاجتماعي
(العوين) وإلى مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله لخدمات الإنسانية "راف". وختاماً أود أن
أقول لكم جميعاً أن وزارة الشؤون الاجتماعية، من خلال هذا المشروع، تعمل على تحقيق
رؤية سيدي حضرة صاحب السموالشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وسموولي
عهده الأمين — حفظهما الله، في تحقيق رؤية قطر 2030، من خلال بناء الإنسان القطري والاستثمار
الأمثل فيه. من جانبها قالت السيدة نجاة العبد الله مديرة إدارة الضمان الاجتماعي ورئيسة
لجنة رعاية السجناء وأسرهم والمفرج عنهم إن هذه المبادرة الإنسانية لمشروع حياة جديدة،
والتي تهدف إلى اطلاق مشروع اجتماعي إنساني لرعاية السجناء وأسرهم والمفرج عنهم، حيث
يتبنى المشروع اختيار 6 سجناء من المفرج عنهم كعينة تجريبية تتكفل المؤسسة بتأهيلهم
تأهيلاً شاملاً، من خلال إعداد برنامج تأهيلي شامل مدته ثلاثة أشهر، في عدة محاور رئيسية
متمثلة في المحور الفكري، وذلك لتأهيل المتدربين وزيادة وعيهم في الجانب الشرعي القانوني
والأسري والاجتماعي والدعم النفسي، هذا بالإضافة إلى تأهيلهم مهنياً من خلال تدريبيهم
في المراكز المتخصصة بالدولة، بما يتناسب مع قدراتهم وميولهم الشخصية، إضافة إلى الدعم
المالي لهم، حيث سيشمل ذلك الدعم لهم ولأسرهم طيلة فترة تلقيهم التدريب. وقالت العبد
الله: لا شك أن هذه المرحلة الأولى من انطلاقة هذا المشروع الاجتماعي والإنساني، ستحظى
بدعم ومتابعة وتأييد من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية ومن قبل مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله
للخدمات الإنسانية، ومن كافة وزارات ومؤسسات الدولة، لما يحمله هذا المشروع من متضامين
تكافلية اجتماعية،كما سيتم تقييم المتدربين أثناء المشروع وبعد انتهائه، وبناءً على
تلك النتائج سيتخذ بشأنهم القرارات المناسبة، إما باستيعابهم في مؤسسة "راف" أو تحويلهم
للاستفادة من جهودهم وخبراتهم في وزارة ومؤسسات الدولة. وأكدت العبد الله ان من أولويات
وزارة الشؤون الاجتماعية، رعاية كافة أفراد المجتمع، وهذا المشروع ما هو إلا خطوة أولى
لرعاية السجناء المفرج عنهم وأسرهم، والتي نأمل أن تحظى بنجاح كبير وذلك بدعم كافة
مؤسسات ووزارات الدولة، لتحقيق الهدف الإنساني النبيل المرجو منها. أما السيد عايض
القحطاني فقد قال نجتمع اليوم لكي نضع أيدينا معا لمعالجة جرح بل هي جروح تنزف تحتاج
إلى تضافر الجهود وتلاقي القلوب من أجل رفع هذه النظرة السوداوية عن أعينهم وليعودوا
أفراد أسوياء ينتفع بهم المجتمع ويساهموا في تطوره ونموه وتقدمه، إن العمل على إدماج
المفرج عنهم في المجتمع عمل نبيل بل يرقى إلى أكثر من ذلك إذ أنه يساهم ولا شك في بيان
مستوى الوعي الحضاري للأمم والشعوب، حيث إن ذلك يقاس بمدى تعاون أفرادها في العمل على
معالجة أخطاء الآخر ومدى مساهماتهم في مثل هذا الحقل الإنساني ليعم الخير ربوع أوطانهم
ويسود السلام بين جميع أبنائه فلا يكون بينهم حاقد على المجتمع الذي نبذه وأقصاه لخطأ
ارتكبه وعملا بقول رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه ( كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين
التوابون ) فمن تاب وندم قبلناه وأعناه ومن لم يتب أويندم لم نتركه بل نسعى لكي نضمه
إلى ركب التائبين بإذن الله. وقال إننا في مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية
"راف" نفخر بكوننا في طليعة من نظر إلى هذه الشريحة المغيبة أو البعيدة عن نظر الكثيرين
نحمل معهم وعنهم ما يعانون بفكر إنساني نبيل ونترجمه إلى مشاريع تعود بالخير عليهم
وعلى المجتمع كله، ولطالما سعت قيادة بلدنا الرشيدة على ترسيخ هذا التوجه ودعمه فكرا
وثقافة حتى أضحى الإحساس بالآخر ميزة تتميز بها الشخصية القطرية، بل تعدى هذا الأمر
رجال قطر ونسائها ليجد له مستقرا ومستودعا حتى في قلوب أطفالها وأشبالها، وأذكر هنا
المكرمة التي أطلقها سمو نائب الأمير بتخفيف العقوبة على من حفظ كتاب الله تعالى مما
يدل على اهتمام حكومتنا الرشيدة بنشر الخير بين أفراد المجتمع جميعا. ولفت القحطاني
إلى أنه ضمن هذا العمل المجتمعي قامت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله آل ثاني للخدمات
الإنسانية " راف "، فسعت لدعم هذه الفئة من خلال برنامجها " حياة جديدة " لرفع الحرج
عن المفرج عنهم وتخفيف وطأة هذا الأمر عليهم وعلى أسرهم بمد يد العون لهم، تعميقا وإظهاراً
وعملا بشعارها "رحمة الإنسان،، فضيلة "، وأملها الوصول إلى أن يتم دمج كل المفرج عنهم
في المجتمع حتى لا يبقى هناك شخص على أرض هذا البلد الطيب إلا وهو يساهم في نهضتها
وتطورها فيكون معول بناء لا معول هدم وتدمير. وأوضح القحطاني أن ومن أهم أهداف البرنامج
هوالوعي والبصيرة بأسباب الانحراف لدى الفرد ذاته، وإعادة تأهيل المفرج عنهم للانتماء
للمجتمع من خلال برنامج التأهيل حياة جديدة (New Life).، وعلاج الاضطرابات السلوكية
والشخصية تدريب المفرج عنهم تحت إشراف المتخصصين، وكذلك ربط الأشخاص مع بعضهم البعض
على مدار أسبوع بعلاقة اجتماعية ضمن إطار المجتمع العام، والعمل على توفير مجالات معينة
بتوعية المجتمع والأسرة بأخطار المخدرات والسلوكيات الخاطئة وسبل الوقاية منها. وتحدث
الدكتور يحيى بن حمد النعيمي رئيس إدارة المشاريع الخيرية وإدارة خدمة المجتمع بمؤسسة
" راف " عن الركائز التي يقوم عليها برنامج " حياة جديدة " حيث يرتكز البرنامج على
ركائز ست هي التأهيل الشرعي من خلال حفظ عشر سور من القرآن الكريم مع شرحها ومعاني
كلماتها، وكيفية الوضوء والغسل، وكيفية الصلاة (كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
) يتخلل البرنامج رحلة عمرة وزيارة المدينة المنورة كمكافأة للأشخاص المتميزين. وأيضا
هناك التأهيل النفسي من خلال العلاج الإرشادي الجماعي والفردي، وتعليم مهارات التعافي،
وكيفية كيف نتخلص من السلوكيات الخاطئة، الثقة بالنفس والتخلص من الأعراض النفسية،
وأيضا التأهيل الاجتماعي من خلال حل المشاكل الأسرية، وتوطيد العلاقة بين المتعافين
والمفرج عنهم (والأسرة)، وتأهيلهم للانخراط في المجتمع والابتعاد عن العزلة أو الاكتئاب
أو الإنطواء، وتحبيبه في حب مجتمعه ووطنه وولاة أمره، وتبصيره بحقوقهم وواجباتهم. وأضاف
النعيمي هناك كذلك 4 — التأهيل القانوني ويتضمن دورة عن النظام والقانون في البلاد،
زيارة المسئولين في الأمن العام، زيارة القضاة والمحكمة، بالإضافة إلى التأهيل المادي
من خلال أهمية الكسب الحلال (وتبصيرهم بذلك) والإدارة المالية، والتأهيل المهني من
خلال العلاج بالعمل، واكتشاف الطاقات الكامنة لديهم، ودورات تدريبية وتطوير الذات.