جريدة الراية - الاثنين ١٥ فبراير ٢٠١٠

قانون الأعلى للتعليم منحها سلطات واسعة في الرقابة والإشراف ..مجالس الأمناء بالمدارس المستقلة هل ساهمت في إثراء العملية التعليمية؟
د. الأنواري: أولياء الأمور لهم دور أساسى في العملية التربوية
غلوم عبد الله: المدارس حريصة على تفعيل دور الأسرة في العملية التعليمية

الدوحة - الشرق:
تعتبر الشراكة المجتمعية فى العملية التعليمية من خلال أولياء الأمور ومجالس الأمناء من الأدوات المهمة لضمان جودة التعليم فى منظومة تعليم لمرحلة جديدة ولذلك نص قانون المدارس المستقلة على أن يتم تشكيل مجلس أمناء بكل مدرسة مستقلة، كما وضعت هيئة التعليم دليلاً تنظيمياً لمجالس الأمناء يحدد صلاحياتها وواجباتها، وتنظم العلاقة بينه وبين إدارة المدرسة من جهة، وبين المجلس الأعلى للتعليم من جهة أخرى.
ومجلس الأمناء هو مجلس رقابى إشرافى يعمل — بالتنسيق مع صاحب الترخيص — على ضمان جودة التعليم فى المدارس المستقلة. حيث يقوم المجلس بإسداء النصح والمشورة لصاحب الترخيص والإدارة المدرسية، ولذلك يجب أن يعمل المجلس بشكل جماعى ويتعاون أعضاؤه مع بعضهم البعض ومع صاحب الترخيص. كما أن المجلس يعتبر بمثابة صوت المجتمع والممثل له فى المدارس المستقلة ويشكل أداة للإشراف والمشاركة المجتمعية.
يقوم مجلس الأمناء بعدة مهام من بينها الإشراف (التحقق من الجودة)، حيث يعمل المجلس بالتعاون مع صاحب الترخيص على وضع معايير موضوعية لتقييم أداء المدرسة من حيث العمليات الإدارية المدرسية، وكتابة تقارير أداء بشكل منتظم. كما يقدم المجلس المشورة لصاحب الترخيص حول المعايير الموضوعية لعملية المتابعة تحقيقاً لأهداف المدرسة ذات الأولوية. كما يقوم مجلس الأمناء بإسداء النصح حول الإشراف المالى بمراجعة تقارير الدخل والمصروفات ووثائق التدقيق والتخطيط المالي، ومتابعة أداء المجلس نفسه من خلال وضع أهداف للأداء وإجراء تقييم ذاتى منتظم.
وللتعرف عن كثب على دور مجلس الأمناء فى المدرسة المستقلة حضر مكتب الإعلام والاتصال بالمجلس الأعلى للتعليم أحد اجتماعات مجالس الأمناء كما التقينا عدداً من أصحاب التراخيص وأعضاء المجالس.. فكان التقرير التالي.
فقد حضرنا اجتماع أولياء الأمور مع مجلس أمناء مدرسة الدوحة الثانوية، الذى ترأسه الدكتور سيف الحجرى نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ورئيس مجلس الأمناء بالمدرسة، وتطرق الاجتماع إلى بعض التحديات التى تواجه المدرسة مثل مستوى طلبة المرحلة الثانوية فى اللغة الانجليزية، لا سيما الطلبة الذين لم تسبق لهم دراسة العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية.. ودارت مناقشة مطولة للموضوع كان أطرافها القيادة المدرسية ممثلة فى الأستاذ غلوم عبد الله وأعضاء المجلس وأولياء الأمور، بهدف التوصل إلى أفضل السبل للارتقاء بمستوى طلبة المدرسة فى اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى مناقشة الزمن المناسب الذى ينبغى أن يمضيه الطالب فى الاستذكار فى المنزل.
وطالب السيد غلوم عبد الله صاحب ترخيص ومدير مدرستى الدوحة الإعدادية والثانوية أولياء الأمور بالمزيد من التواصل مع إدارة المدرسة دعماً لجهود المدرسة، والتعرف عن كثب على الأداء الأكاديمى لأبنائهم، منوهاً إلى أن أبواب المدرسة مفتوحة بلا مواعيد مسبقة أمام أولياء الأمور من الآباء والأمهات.
من جهته قال السيد طلال حسين مزيد الموظف بشركة كهرماء وعضو مجلس الأمناء بمدرسة الدوحة الثانوية عن أولياء الأمور أنه يوجد فى المدرسة باستمرار ويحضر بعض الدروس مع الطلبة، لما لذلك من أهمية، وأضاف ان مجلس الأمناء هو ممثل لأولياء الأمور داخل المدرسة، ويتلخص دوره فى تقديم النصح والارشاد والملاحظات إلى إدارة المدرسة، بالإضافة إلى الاستماع إلى وجهة نظر أولياء الأمور من خلال عقد الاجتماعات معهم، وتعريف أولياء الأمور بأعضاء المجلس ليكون هناك تواصل مستمر فيما بينهم. ويجتمع المجلس مرة أو اثنتين شهرياً.
واقترح السيد مزيد أن يكون دور المجلس تنفيذيا لا استشارياً وتكون لديه الصلاحية لمخاطبة الجهات الرسمية مباشرة وأن يزيد عدد أعضائه. وعن دوره فى المجلس قال السيد مزيد. وأوضح أن المدرسة مفتوحة أمام أولياء الأمور، إلا أن هناك قلة فى حضور أولياء الأمور وقلة وعى بأهمية دورهم.
ومن جهته قال الدكتور محمد الأنوارى رئيس قسم التدريب فى شبكة الجزيرة عضو مجلس الأمناء وممثل أولياء الأمور أنه لابد أن يكون لأولياء الأمور دور فى العملية التربوية كأعضاء فاعلين ودور فى تعزيز الشراكة مع المدرسة. وأضاف "ان مجلس الأمناء يحاول توصيل صوت أولياء الأمور للإدارة المدرسية، ومن ناحية أخرى تقوم بدعم الإدارة المدرسية داخل المدرسة وخارجها.
وفى مجمع البيان التربوى قالت السيدة حصة العبد الله صاحبة ترخيص ومديرة المجمع انه تم تشكيل مجلس أمناء المجمع بعضوية أولياء أمور طالبات مجمع البيان بمراحله الأربع وكذلك أولياء أمور طالبات مدرسة رقية الإعدادية، وكانت مشاركة أولياء الأمور جيدة ويظهر ذلك من خلال استمارات الترشح للمجلس.
وتبين أن هناك تفاوتاً فى مستوى مشاركة أولياء الأمور فى نشاطات المدرسة الصفية واللاصفية. حيث يتم عقد لقاءات لأولياء الأمور مع مديرى المراحل ومنسقى ومعلمى المدرسة لمناقشة الجوانب المختلفة للعملية التعليمية والتربوية وتقديم النصح والإرشاد والاقتراحات لإثراء العملية التربوية، وهناك لقاءات تعقد بين مجلس الأمناء وأولياء الأمور لحثهم على الشراكة فى العملية التعليمية. ويتواصل المجمع مع أولياء الأمور عن طريق الرسائل النصية القصيرة. وفيما يتعلق بمتابعة أداء الأبناء للواجبات المدرسية، أكدت أن أولياء الأمور يساهمون فيها بشكل جيد.
وقال الأستاذ حزام محمد الحميدانى مدير مدرسة الرازى الإعدادية المستقلة للبنين إن التعليم قضية مجتمعية لابد أن يشارك فيها جميع الأطراف. وفى هذا الإطار أصبح العبء مشتركاً بين المدرسة والأسرة وتضمنت برامج التطوير التربوى أبعاداً جديدة كان من أهمها إعطاء دور أكبر لأولياء الأمور للمساهمة فى دعم العملية التعليمية، من خلال المساندة والمتابعة المستمرة للتحصيل العلمى لأبنائهم، وكذلك دعم دور المدرسة فى المجتمع المحلي. فالمدرسة لا تستطيع تطوير عملها وتحقيق أهدافها والمضى قدما فى هذا الطريق دون عمل مخطط وجهد منظم ومشترك مع أولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المحلي.
وأضاف الأستاذ الحميداني: مدرسة الرازى الإعدادية المستقلة للبنين تؤمن بأهمية مشاركة أولياء الأمور فى العملية التعليمية، من منطلق أن التواصل والتعاون الجاد بين المدرسة وأولياء الأمور، يؤدى إلى تحقيق التكامل البناء، ويمكن الأبناء من تحقيق التميز الذى يعكس رسالة المدرسة.
وتمثلت هذه المشاركة بالتطبيق العملى على أرض الواقع من خلال إشراك (أولياء الأمور) فى صنع القرار والمتابعة لمجريات العمل الدراسى وإبداء المقترحات والتعرف على رغبات أولياء الأمور وتوقعاتهم التى أصبحت دليل عمل يهدى المعنيين فى المدرسة إلى التعرف على الطرق المثلى للتحسين والتطوير وتجويد العملية التعليمية، حيث كان لمشاركة أولياء الأمور فى مجلس أمناء المدرسة دور كبير وفعال فى نشاطات المدرسة، الصفية واللاصفية.
وتمثل الاجتماعات الدورية مع بداية كل عام دراسى ونهايته، وكذلك الاجتماعات الشهرية لمناقشة تقارير الأداء، أهم العوامل الإيجابية فى تدعيم العلاقة بين المدرسة والآباء، حيث تناقش معهم الوسائل لتفوق أبنائهم ويتم التطرق أيضاً إلى المشكلات التحصيلية التى يعانى منها بعض الطلبة.
وقالت الفاضلة منى الأنصارى صاحبة ترخيص ومديرة مدرسة أم القرى النموذجية للبنين المستقلة: إن مجلس الأمنـاء فى المدرسـة يشكل السلطة الرقابية والإشرافية على كافة الأعمـال التى تجرى فى المدرسة، ويحرص دائمـا على دعم العملية التعليمية بالتعاون مع صاحبة الترخيص ومديرة المدرسـة. ويتكون مجلس الأعضاء فى المدرسة من 8 أعضـاء يرأسهم السيد صالح المالكى رئيس مجلس الأمنـاء.
وتضيف الأنصاري: يشارك مجلس الأمنـاء دائمـا فى الفعاليات التى تقام فى المدرسـة مثل مجلس أولياء الأمور ويكون حريصاً على المتابعة مع أولياء الأمور وسمـاع اقتراحاتهم وآرائهم حول التعليم فى المدرسـة. ومن جهتها تحرص المدرسـة على فتح قنوات اتصال بين مجلس الأمناء والأهـالى حيث تم تفعيل خدمـة الرسائل النصية للتواصل مع أولياء الأمور. وأيضا يعمل المجلس على تشجيع المشاركة العامة فى اجتماعاته، حيث سيعقد اجتماعاً بينه وبين أولياء الأمور لمناقشة المناهج واحتياجات الطلاب الدراسية وهذا كله يوضح أن المجلس ساهم مساهمة فعالة فى تفعيل قدرة المدرسة على أن تصبح مجتمعاً تعليمياً يتمتع بمستوى عال من التحصيل العلمي. ويمكننا القول ان مجلس الأمناء هو ضمير المدرسة الذى يضمن تميزها سواء بالنسبة للطلاب وأولياء الأمور والهيئة المدرسية.
وفى مدرسة ابن خلدون الإعدادية المستقلة للبنين أكد الأستاذ خالد صالح القحطانى صاحب الترخيص والمدير العام إن مفاهيم تجربة التعليم فى بلادنا بشكلها الجديد تتميز بالشمولية واتساع مساحة المشاركة للجميع للإسهام وللقيام بالدور المناسب كل حسب قدرته وطاقته ومن أبرز هذه الجوانب، الشراكة المجتمعية وجعل الكيان المدرسى مؤسسة تؤدى دورها بكل مهنية حيث تلاشت الحواجز وامتدت جسور التواصل فأضحت المدرسة قاعة درس وورشة عمل ومركز تدريب وتطوير وملعبا ومسرحا لا لطالب العلم المنتمى فقط بل لكافة أفراد المجتمع، وهى أنشطة رسختها المعايير المهنية الوطنية التى تجعل التواصل والشراكة المجتمعية معيارا أصيلا من بين هذه المعايير ولعل مجالس الآباء ومجالس الأمناء هى تأكيد لهذا الدور وتأصيل لهذا المبدأ، وقد أدركنا كمؤسسة تعليمية هذا الأمر وتضمنت رسالتنا ورؤيتنا هذه المفاهيم التى نحسبها رصيدا يثرى مسيرة التعليم فى بلادنا، حيث تم تطبيق هذه المفاهيم فكان دور الآباء ومجالس الأمناء واضحا وبارزا فى أنشطة المدرسة الصفية واللاصفية، إذ تعددت اللقاءات وتنوعت الاجتماعات وتلاقت الأفكار وأصبح التواصل ميزة والتلاقى مسلمة سواء داخل المدرسة أم خارجها حيث يشارك الآباء فى الرحلات والزيارات التى تخدم المعايير والأهداف وفى بعض الأحيان هم من ينظمونها ويرتبون لها ويشاركون فيها وهم من يشارك فى الاحتفالات وتوزيع الجوائز والهدايا وهم من يقترح بعض الفعاليات التى يرونها مناسبة وهم من يسهم فيها وهم من يتلمس مشكلات أبنائهم الطلبة لاسيما السلوكية والنفسية وأيضا الأكاديمية ويبادرون إلى حلها أو المشاركة فى وضع الحلول لها، وعلى هذا الأساس نقول ان مستوى هذه المشاركة تؤكده آلية الانتخابات وتركيبة المجلس نفسه التى تتكون من تسعة أفراد أربعة منهم تبوأوا مواقعهم بالانتخاب. وأعرب مدير مدرسة ابن خلدون عن أمله فى أن تكون المشاركة فاعلة وذات مساحة مجتمعية واسعة لتضم شريحة أكبر من الأهالي.

قرار أميري رقم (14) لسنة 2009 بتنظيم المجلس الأعلى للتعليم
قانون رقم (14) لسنة 1987م بشأن فرض رسم على استخراج الشهادات التي تصدرها وزارة التربية والتعليم
قانون رقم (10) لسنة 2005 بتعديل بعض أحكام المرسوم بقانون رقم (39) لسنة 2002 بتنظيم وزارة التربية والتعليم وتعيين اختصاصاتها
مرسوم بقانون رقم (39) لسنة 2002 بتنظيم وزارة التربية والتعليم وتعيين اختصاصاتها