جريدة الراية
- السبت17/4/2010 م
التقطير
100% ليس من أهداف مؤسسة قطر
*
نحتاج للتنوع في المهارات والخبرات وخلق بيئة متعددة الثقافات
* حققنا نسبة تقطير 62% وهدفنا تطوير مهارات المواطنين
* عملية تدريب الخريجين ليست مثالية لكنها في تحسن مستمر
الدوحة – الراية :
أكد جوليان كينج – رئيس التطوير الوطني بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع
– ان التطوير الوطني يتصدر أولويات المؤسسة للارتقاء بقدرات المواطنين والانتقال
بقطر من الاقتصاد القائم على النفط والغاز الى الاقتصاد القائم على المعرفة.
واشار في حوار لمجلة " المؤسسة" الى ان عمله يعتمد على استقطاب وتطوير مهارات
القطريين داخل المؤسسة والمساهمة في إعداد جيل موظفي المستقبل .
وأكد ان خطة التقطير الخمسية التي بدأت في عام 2006 كانت تستهدف تحقيق نسبة تقطير
50 % وان النتيجة المحققة وصلت الى 62%، نافيا استهداف نسبة تقطير 100% في
المستقبل، حيث تسعى المؤسسة لتنوع المهارات والخبرات داخليا وخارجياً.. والى تفاصيل
الحوار:
> قد يبدو لك سؤالنا بديهيا ولكن ما هي أسباب إيلاء مؤسسة قطر للتطوير الوطني هذا
القدر من الأهمية؟
- يشكل التطوير الوطني جزءا أساسيا من وجود مؤسسة قطر. فهو يمثل الروحية الأساسية
لما نقوم به. فإننا نسعى للارتقاء بقطر وبالمواطنين القطريين. ويقوم دورنا على
قيادة دولة قطر للانتقال من اقتصاد قائم على النفط والغاز الى اقتصاد قائم على
المعرفة. ولذلك فانه من الضروري ان نطور مهارات المواطنين القطريين على كل
المستويات وفي مجالات عمل المؤسسة كما ان العديد من المجالات التي نختص بها مستجدة
على قطر فان ذلك يتطلب عملية التطوير ولذلك لدينا هذا العدد الكبير من المتدربين
الذين نطور مهاراتهم لكي يكونوا قادرين على تبوؤ مناصب قيادية في قطر.
> ما هو الدور الذي تضطلع به شخصيا ويضطلع به القسم الذي تعمل به في هذا المجال؟
- في الواقع اننا مسؤولون عن كل ما يتصل بالمتدربين في مؤسسة قطر. واقصد بالمتدربين
خريجي المدارس الثانوية او الجامعات وصولا الى الحاصلين على سنتي خبرة. وإننا
مسؤولون عن استقطاب القطريين المناسبين للعمل معنا في مؤسسة قطر. ولذلك فاننا نساعد
في عملية الاختيار والتوظيف مع توفير التدريب في موقع العمل. ثم اننا ندعم تطويرهم
بحيث يحل كل متدرب على خطة تدريب مهني تعدهم لشغل منصب معين. كما اننا ندرس آليات
الاستبقاء لكي يظل الموظفون في مواقعهم ونواصل تحفيزهم.
ونوفر ايضا الدعم للمدربين والأقسام المختلفة. وبالتعاون مع زملائنا في الموارد
البشرية، نشارك في مسائل مختلفة تختص بخطط التطوير المهني، وتعزيز مهارات القيادة،
الخ. انه في الواقع تعاون وتكافل فيما بيننا داخل الموارد البشرية ومع الإدارات
والمراكز.
> ذكرتم عملية تدريب الخريجين. فهل يوجد فجوة كبيرة بين ما يدرس في المدارس
والمهارات الضرورية في موقع العمل؟
- انها امور في تحسن مستمر اذ يوجد في الجامعات اليوم وحتى في المدارس ارشاد
اكاديمي مهني فعلى سبيل المثال ركزنا في معرض قطر المهني على ضرورة اعتباره معرضا
للمسارات المهنية اكثر من استعراض للوظائف. ومن المناهج المعتمدة في ادارتنا
للتعامل
مع هذا الوضع هو توفير الرعاية لعدد من الطلاب في الجامعات لكي يدرسوا أنواعا
مختلفة من التخصصات التي نحتاجها، ومن الأمثلة اليسيرة على ذلك أكاديمية قطر
للموسيقى التي تحتاج إلى أساتذة موسيقى وهذا مجال يصعب استقطاب الموظفين إليه من
سوق العمل المفتوح. ولذلك فإننا نقدم الرعاية لطالبي موسيقى للدراسة في المملكة
المتحدة. وعندما يتمتع الموظف بمهارات العمل مثل التفكير النقدي الحر، ينوط بنا
توفير برامج التدريب في مكان العمل وما شابهه، باختصار يمكنني أن أقول إن الوضع ليس
مثاليا ولكن في تحسن دائم.
> هل تقدمون الرعاية للطلاب في مجالات وتخصصات معينة مثل الموسيقى أم أن المسألة
أكثر شمولية؟
- إننا نقدم الرعاية في مجموعة متنوعة من التخصصات مثل الهندسة والقانون والحصول
على شهادة الماجستير في علوم المكتبة وغيرها.
> ولكن العديد من هذه الدراسات غير متوفرة في قطر ولذلك فإنني افترض بأنكم تقدمون
الرعاية للطلاب للدراسة في الخارج؟
- إنه في الواقع مزيج بين الدراسة في قطر وفي الخارج فالفروع الجامعية في المدينة
التعليمية تطلق العديد من البرامج الجديدة، وقد تكون تطلعاتنا في المستقبل تقضي بأن
نتمكن من توفير كل هذه البرامج داخليا وبذلك فعوضا عن ارسال الطلاب إلى الخارج
نستطيع أن نجلب الخبرات الدولية إلى هنا لكوننا بيئة متعددة الثقافات إلا أننا
حاليا نبتعث الطلاب إلى الخارج لدراسة تخصص غير موجود في قطر.
> هل تقنعون الطلاب بدراسة تخصصات تحتاجون إليها في التوظيف أو تبحثون عن أشخاص
مهتمين في هذا الموضوع ؟
- مقاربتنا لهذا الموضوع مختلفة تماما عن الوسائل التقليدية المعتمدة في قطاع النفط
والغاز والشؤون المالية حيث يوجهون الطلاب في أغلب الأحيان إلى مقرر معين إلا أننا
لا نقوم بذلك أبداً. إننا نريد أن يدرس الطلاب في التخصصات التي يختارونها ومن ثم
ندرس امكانية توفير الرعاية لهم أولا ولا نريد أن نفرض على الناس القيام بأمر لا
يرغبون به أولا يجيدون العمل به، وفي حال قاموا بتلبية متطلباتنا وكانوا متفوقين
فسوف ندرس امكانية رعايتهم.
> كيف تتم عملية توفير الرعاية؟ أعتقد بأنكم تحتاجون لنوع من الالتزام بعد
الاستثمار في دراسة الطالب؟
- يلتزم المتدربون الذين يدرسون برعاية مؤسسة قطر بالعمل في المؤسسة عدد السنوات
التي حصلوا خلالها على الرعاية وإننا نضمن بالطبع وظيفة مستهدفة لهم لكي يعودوا
لشغلها بعد تخرجهم كما أننا نبحث عن جهات راعية تقطير تساعدنا في تلبية متطلبات
العمالة الطويلة الأمد ونسعى للحصول على الأشخاص المناسبين المؤهلين بالمهارات
الكفيلة بتعزيز مجالات عمل مؤسسة قطر.
> وهل هذا التوظيف سواء كان للحصول على منحة دراسية أو لشغل وظيفة، قائم على
الجدارة؟
- بالتأكيد يمكننا تحقيق نسبة تقطير ١٠٠٪ إن أردنا ولكن علينا عندها شغل وظائف
يفتقر الموظفون فيها للمهارات أو الخبرة اللازمة، وإننا نسعى لتحقيق الجودة عوضا عن
العددية، أما بالنسبة للتطوير الوطني فإننا نحقق تقدما هائلا.
< ولكن هل لديكم أهداف تنشدونها؟
- بالطبع لقد وضعنا في يونيو ٢٠٠٦ خطة تقطير من خمس سنوات وتم تحديد الأهداف وفقا
لعدد الموظفين الموجودين. وبحلول ٢٠١١ كان من المفترض تحقيق نسبة تقطير ٥٠٪. لكننا
تخطينا هذا الهدف. فبناء على الأهداف المحددة في يونيو ٢٠٠٦ أصبحنا نملك نسبة ٦٢٪
أي أننا متقدمون على المهلة المحددة.
< أي أنكم لا تسعون لتحقيق نسبة ١٠٠٪ تقطير؟
- لا أعتقد بأن هذه النسبة ستكون الهدف يوما وذلك بسبب مجالات العمل المتنوعة
والكثيرة التي تضطلع بها مؤسسة قطر محليا ودوليا. فإننا بحاجة للمعرفة الخارجية
وللتنوع في المهارات والخبرات المتوفرة داخليا وخارجيا. وتشكل بيئة العمل المتعددة
الثقافات - حيث يمكن للمدير وزملائه أن يكون قطريين أو غير قطريين - أحد الجوانب
التي تجعل العمل في المؤسسة بهذه الروعة. ان التنوع يمكن في صلب ابداعاتنا
ومقاربتنا لمحاور التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع.
< أنتم ترأسون عملية التطوير الوطني علماً بأنك غير قطري. فهل علينا أن نفترض بأنك
ستكون في آخر المطاف بدون عمل؟
- طرح عليّ هذا السؤال مرارا وتكرار. نعم سوف يحصل هذا ولأسباب عديدة. لقد طلب مني
أن أشغل هذه الوظيفة لأن مؤسسة قطر كانت تحتاج لقوة دافعة في مرحلة ما وكنت أملك
خبرة في التقطير، ولكن أحب أن أتطلع الى اليوم الذي يشغل غيري وظيفتي - لأن في ذلك
دليلا دامغا على أن مؤسسة قطر قد حققت النجاح!
< هل يمكنك أن تشرح لنا ذلك؟
- لقد عملت في شركة قطر للبترول لخمس سنوات. وبدأت في قسم التدريب ومن ثم أصبحت
أشارك أكثر فأكثر في مبادرات التطوير الوطني سواء في قطر للبترول أو في قطاع النفط
والغاز ككل.
< وهل عملت دائما في التدريب؟
- أتمتع بخلفية شديدة التنوع. فقد تخرجت من جامعة كامبريدج بشهادة في اليابانية ومن
ثم عملت في الشؤون المالية قبل الانتقال الى الصحافة. ومن ثم دخلت مجال المبيعات
والتدريب على البيع ومن بعدها التدريب على المهارات التجارية العامة مثل تقديم
العروض ومهارات التواصل. ودخلت مضمار الموارد البشرية التي تمتعت بها أكثر من أي
مجال عمل آخر.
< ولماذا اخترت اليابانية؟
- انتمي الى خلفية لغوية متنوعة (عاش جوليان في الكاريبي وانجلترا واسكتلندا
وكوستاريكا والهند واليابان والمانيا وهولندا واسبانيا وتشيلي وقطر). في ذلك الوقت،
كانت اسرتي تعيش في الهند ولم أكن قد ابتعدت عن الشرق أبداً. وأنا بطبعي أحب أن
اتعلم أمورا جديدة ومهارات جديدة. وفي تلك الفترة، بدت لي اللغة اليابانية طريقة
مناسبة للقيام بهذا الأمر.
تقطير
50% من الوظائف الكتابية
تقطير
92% من وظائف حقوق الانسان
«التنمية»
- تقطير الوظائف التدريبية
تحديات
أمام تقطير الوظائف في القطاع الخاص
مشروع
قانون لضمان استمرار تقطير الوظائف
إلي
أين وصلت خطة تقطير الوظائف بالقطاع الحكومي