الراية - الأحد16/5/2010 م
هل نجح المحكمون في إقناع الأزواج بالعدول عن فكرة الطلاق؟
تراجع
نسبة الطلاق في قطر
تحقيق
- السيد عبد السلام :
انخفاض نسبة الطلاق في قطر أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية لهذا
التراجع .. هل نجح المحكمون في إقناع الأزواج بالعدول عن فكرة الطلاق والإصلاح بينهم،
أم ان الازمة المالية العالمية التي انعكست آثارها الاجتماعية على كافة المجتمعات دفعت
الأزواج الى التفكير طويلا قبل اتخاذ قرار الطلاق وما يتبعه من تحمل تكاليف النفقة
والمؤخر وأجرة سكن للمطلقة وابنائها؟
تساؤلات عديدة طرحت نفسها بعد ان كشف الاجتماع التشاوري لجهاز الإحصاء والمجلس الأعلى
للقضاء اجتماعا لتطوير الإحصاءات الحيوية الخاصة بالزواج والطلاق عن تراجع نسبة الطلاق
في قطر العام الماضي، والذي تضمن معلومات عن معدل الزواج الخام، ومعدل الزواج العام،
ومتوسط العمر عند أول زواج وغيرها من المؤشرات المختلفة.
واشار جهاز الإحصاء الى توفيره بيانات عن حالات الزواج والطلاق ويتم تدارس أسباب حالات
الطلاق وإيجاد حلول لها مع المختصين بتك الأمور . خاصة ان حالات الزواج والطلاق هي
حالات نسبية تتحكم فيها الظروف المعيشية وان البيانات التي تصدر من الجهاز تسهم في
إيجاد حلول لمثل هذه المشاكل.
وأشار إلى ان إحصائيات الزواج والطلاق تنقسم إلى قسمين أولهما الطلاق الرضائي أو الاتفاقي
بين الطرفين وفيه يتم الاتفاق بين الطرفين على الطلاق بعد استنفاد طرق المحكمين والمصالحة
فيلجأ الطرفان إلى المحكمة لتوثيق الطلاق.. أما الطلاق الحكمي وفيه يكون الزوج رافضا
للطلاق لأسباب متعددة وفيها يتم اللجوء الى المحكمة . وقد تلاحظ تراجع الطلاق الحكمي
خلال العام الماضي بالمقارنة بعام 2008 وهو مؤشر طيب لتكاتف جميع الجهود في عمليات
الإصلاح بين الأزواج.
سالم هلال : حل 75 % من قضايا الطلاق بتصالح الأزواج
التوفيق بين الأزواج يستغرق من جلسة واحدة إلى شهر
مطلوب حملات توعوية بمخاطر الطلاق على مستقبل الأسرة
الشيخ سالم هلال خطيب جامع موزة بنت سرور بمنطقة نجمة وأحد المحكمين بقضايا الطلاق
في محكمة الاسرة يؤكد ان جهود المحكمين الذين يصل عددهم الآن الى 30 محكما وراء انخفاض
نسب الطلاق في قطر، لافتا إلى تزايد الوعي الاسري بالمخاطر الاجتماعية الناجمة عن الطلاق
الذي يؤثر على مستقبل الابناء ويهدم الاسرة.
ويقول ان نسبة النجاح في التحكيم والتوفيق بين الاسر المطلقة او التي على وشك الطلاق
تصل الى 75% موضحا انه يتسلم 4 قضايا شهريا في اغلب الاحيان يتم البت في 3 وتتبقى قضية
واحدة ربما تستغرق المحاولات مع اصحابها شهرا أو اكثر ويمكن الا نوفق فيها.
ويؤكد الشيخ سالم هلال ان عملية الصلح تتم وفق شروط خاصة والالتزام بها بين الطرفين
ضروري حتى نضمن استمرار البنيان الاسري الذي يقوم عليه هذا العمل اضافة الى ذلك لابد
ان نراعي وقت أطراف النزاع فغالبا ما تتم جلسات الصلح مساء لأن الكثير منهم يكون موظفا.
ويشير الى ضرورة كثرة الدور المتخصصة في تأهيل المجتمع والتركيز على الدورات التي تعطى
في مثل هذه الدور خاصة التي تتعلق بالاسرة وزيادة الوعي الاسري اضافة الى التركيز على
الواقع العملي للمطلقين والعبر والعظات التي تستفاد من هذا الامر والتشرد الذي يواجه
الاطفال والصاق لقب المطلقة كل هذا يؤثر في التقليل من عملية الطلاق.
ويطالب الشيخ سالم هلال بضرورة التركيز على الحملات الاجتماعية الخاصة بالطلاق مثل
حملة الوقاية من انفلونزا الخنازير والاستمرارية في هذه الحملات حتى تعطي النتائج المرجوة
منها لان خطر الطلاق لا يقل اهمية عن هذا المرض فهو يقوض بنيان الاسرة اما المرض فيمكن
علاجه ويمكن ان يواجه شخصا واحدا او اثنين لكن ان يأتي على اسرة بأكملها فهذا مستحيل.
ويؤكد ان الظلم في القضايا التي يتم الفصل فيها دائما ما يقع على المرأة لأن هناك بعض
الرجال لا يعرفون حقوق الزوجة او يعرفونها ثم لا يعيرونها اهتماما الأمر الذي يؤدي
الى انهيار بنيان الاسرة ويقع المحظور ومن هنا ارى ضرورة تثقيف الرجال والنساء وتعريفهم
بهذه الحقوق.
وينفي الشيخ سالم هلال تأثير الازمة المالية في تقليل نسب الطلاق موضحا ان الازمة المالية
ربما تؤثر في الزواج لكن في الطلاق فهذا غير وارد فهناك نماذج تبيع بأبخس الاثمان ويتم
الطلاق فورا بين الطرفين دون رادع من مال او اولاد او غير ذلك لكن هذه حالات قليلة
مقارنة بالحالات التي يتم الصلح فيها.
ويشير الى ان اطول قضية ربما تستغرق شهرا من الجدل لكن الكثير من القضايا ربما تستغرق
جلسة واحدة بمجرد ان نذكر الطرفين بما قاله الله في شأن الطلاق وتشريد الاسرة تلين
القلوب وهذا يرجع الى توفيق الله تعالى للأخوين المحكمين وكذلك لطرفي النزاع.
موافي عزب : الحلول المؤقتة لا تكفي لإعادة الحياة بين الأزواج
يؤكد الشيخ موافي عزب الموجه الشرعي بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية انه مما لا شك
فيه أن النزول عن الطلاق او التراجع بعده وعودة الرجل الى زوجته والزوجة الى زوجها
يعد من الامور الجيدة، وأن وجود الزوج بجوار زوجته وولده أفضل في الدنيا والآخرة، حيث
إن الأم وحدها يصعب عليها أن تربي ولدها التربية التي تريدها فعودة المياه إلى مجاريها
والحياة إلى طبيعتها، أفضل بكثير وكثير من القطيعة والهجر والطلاق الذي لا فائدة من
ورائه.
ويقول إنه لا بد من وضع ضوابط وقيود وشروط تضمن تلافي الأخطاء السابقة، وتضمن استمرار
الحياة بصورة طبيعية، ولذلك أرى ضرورة وضع شروط يتم الاتفاق عليها بين الازواج ، وتكون
واضحة غاية الوضوح حتى لا يتكرر ما حدث؛ لأن العودة بدون هذه الشروط بين الازواج لن
يحل المشكلة، وإنما قد يؤدي إلى تكرارها.
ويطالب بحصر السلبيات السابقة وجمعها، والاتفاق على طريقة علاجها لأن العواطف وحدها
لن تحل المشكلة، والرغبة في العودة ليست كافية لضمان عدم تكرار الأخطاء السابقة، فلا
بد من جلسة رسمية وعلى مستوى الأسرة، يتم فيها مناقشة السلبيات السابقة مع تعهد منها
بعدم تكرار ذلك، وعندها يكون الأفضل والأوفق للشرع ولظروف الأسرة عودة الحياة الزوجية.
ويضيف : علينا أن نتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم حين يقول "إن إبليس يضع عرشه
على الماء، ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول: فعلت
كذا وكذا، فيقول ما صنعت شيئا ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله
فيدنيه منه ويقول: نعم أنت.
ويقول يا معاذ ما خلق الله شيئا أبغض إليه من الطلاق، وما خلق الله على وجه الأرض أحب
إليه من العتاق، فإذا قال الرجل لمملوكه: أنت حر إن شاء الله فهو حر، ولا استثناء
له، وإذا قال الرجل لامرأته: أنت طالق إن شاء الله فله استثناؤه ولا طلاق عليه.
وقال ايضا ما أحل الله عز وجل حلالا أحب إليه من النكاح ولا أحل حلالا أكره إليه من
الطلاق وما من شيء مما أحل الله لكم أكره عنده من الطلاق.
ويقول صلى الله عليه وسلم يا أبا أيوب إن طلاق أم أيوب كان حوبا (حوبا: ومنه الحديث
(اغفر لنا حوبنا) أي إثمنا.
وقد يرى البعض ان اسباب الطلاق تنحل عقدة عقدة اذا لم ليلتزم احد الطرفين بما اخذه
على نفسه من الميثاق الغليظ الذي أشار الله تعالى اليه في كتابه العزيز في شأن الزواج
وكذلك في العقود فقال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ.."
وقال صلى الله عليه وسلم: إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به من الفروج. متفق
عليه وهذا يدل على وجوب الوفاء بالعقود عموماً وما اشترط فيها، وبعقد الزواج خصوصاً،
لما فيه من الخطورة الكامنة في استحلال الفروج، وحصول النسل وما يترتب عليه من إثبات
نسبه، وغير ذلك.
ويجب على الزوجين الوفاء بما اتفقا عليه قبل العقد، ما لم يؤثر ذلك الوفاء على أداء
الحقوق الواجبة الأخرى، و أن خير ما تقربت به المرأة لربها هو طاعة زوجها في غير معصية
الله، وإن من طاعة الزوج ترك تحديه والتمرد عليه، قال نبينا وحبيبنا صلى الله عليه
وسلم: المرأة إذا صلت خمسها، وصامت شهرها، وأحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، فلتدخل من أي
أبواب الجنة شاءت. رواه أبو نعيم في الحلية، وصححه الألباني في المشكاة.
وفي مسند أحمد بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تؤذي امرأة زوجها في
الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل يوشك
أن يفارقك إلينا.
أحمد البوعينين : الفتور والملل .. عدو الأزواج
الشيخ أحمد البوعينين المأذون الشرعي يؤكد ان حالة الفتور او الملل التي تصيب الكثير
من الازواج بعد فترة من الزواج، تكون نابعة دائما من عدم التفاهم الفكري بين الزوجين،
والبعد عن معرفة حياة رسولنا الكريم، فتتسم دائما هذه المرحلة بنوع من التغيير، تتبدل
من خلالها اهتمامات وأنشطة كلا الزوجين، فيبدأ كل منهما في إهمال الآخر.
ويقول البوعينين: يسعى الرجل دائما للخروج والسفر مع أصدقائه، والمرأة تنشغل بأمور
المنزل وتربية الاطفال، الامر الذي قد يخلق فجوة بينهما لضعف اهتمام كل منهما بالآخر
باختلاف بداية مرحلة الزواج ولو اننا رجعنا الى حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وكيف كان يعامل زوجاته، لاستطعنا ان نجد الكثير من الاجابات والحلول للعديد من المشكلات
الزوجية التي تواجهنا الآن. ويوضح ان الرسول يعرف مشاعر النساء وأحاسيسهن ويتفهم نفسياتهن
وطبيعتهن، فلقد حقق صلى الله عليه وسلم السعادة لكل منهن وذلك لأنه علم كيف يتعامل
مع المرأة ويتوغل في أعماق نفسها الرقيقة ويناجيها بدفء العاطفة و يعينها على العمل
لدينها ودنياها، فقال صلى الله عليه وسلم لعائشة في حديث أم زرع الطويل والذي رواه
البخاري: «كنت لك كأبي زرع لأم زرع» أي أنا لك كأبي زرع في الوفاء والمحبة فقالت عائشة
بأبي وأمي لأنت خير لي من أبي زرع لأم زرع، وكان يعلن حبه لها ويسعد بذلك يقول صلى
الله عليه وسلم عن خديجة «أني رزقت حُبها». رواه مسلم، ويصطحبها في السفر .
ويؤكد البوعينين ان الوفاء بين الزوجين من الامور الهامة والرئيسية التي يجب ان تتوافر
في كل وقت، وخير مثال على ذلك وفاء سيدنا محمد للسيدة خديجة بعد وفاتها فقد كان صلى
الله عليه وسلَّم وفياً لخديجة في حياتها، ووفياً لها بعد وفاتها، فكان يذكر أعمالها
وأخلاقها، وأيامها وعهدها، رضي الله تعالى عنها.
ويؤكد على اهمية ان يقوم الزوجان بتخصيص بعض الايام التي يتم من خلالها تجديد الروتين
اليومي للحياة داخل المنزل، كالسفر بمفردهما الى أحد الاماكن التي يتم من خلالها تجديد
النشاط والحيوية، تستطيع من خلالها ان تقتل حالة الملل والفتور.
ويقول ان الرجل في هذا العصر يحتاج الى العطف والحنان، لانه دائما ما يكون محملاً بالكثير
من أعباء العمل والضغوط الاجتماعية التي تواجهه، الا انه كما للمرأة دور فإن للرجل
دورا كبيرا فعلى الرجل ان يعطي المرأة الكثير من الحنان ويشعرها بالأمان والمحبة، والا
يكون انانيا فيحصل على ما يريده فقط دون مراعاة احتياجات ومشاعر الجانب الآخر.
ويؤكد البوعينين أن حرمان الطفل من أحد والديه وتشويه صورته يحول الطفل إلى ضحية تعيش
حالة نفسية صعبة لا يعرف معها من يصدق.
إبراهيم الإبراهيم : الأسرة المستقرة أهم دعائم التنمية
السيد إبراهيم الإبراهيم عضو المجلس البلدي يؤكد أهمية تولي احدى الهيئات او المؤسسات
الاجتماعية مهمة توعية المجتمع بمخاطر الطلاق، خاصة الشباب في السنوات الاولى من الزواج،
حيث تشير الاحصائيات الاجتماعية الى ان تلك الفئة اكثر الفئات اقداما على الطلاق بسبب
نقص الوعي وعدم الاحتكام للاهل والتسرع في اختيار شريك الحياة من البداية.
ويدعو الابراهيم لتطويرالبرامج التوعوية للمقبلين على الزواج، بهدف تأهيل الشباب اجتماعيا
ونفسيا لاتخاذ قرار الزواج واختيار شريك الحياة وتحمل مسؤولية الزواج وبناء الاسرة
المستقرة والتي تمثل أهم دعائم التنمية والنهضة التي تعيشها قطر.
ويضيف : الطلاق قنبلة موقوتة تهدد كيان الاسرة وينبغي معالجة أسبابه، لافتا الى ان
المجلس البلدي ليس منفصلا عن القضايا الاجتماعية ولذلك فسوف يفتح ملف اسباب الطلاق
في قطر، وكيفية الحد من اسبابه، وكيفية تفعيل دور المؤسسات والاجتماعية في دعم استقرار
الاسرة والحد من حالات الطلاق.
عبد السلام البسيوني : زيادة وعي المجتمع وراء رفض الطلاق
الشيخ عبد السلام البسيوني رئيس المركز الفني والاعلامي بمركز قطر الثقافي الاسلامي
"فنار" يرى ان تراجع نسبة الطلاق في قطر ترجع الى زيادة الوعي بمخاطر الطلاق واهمية
المحافظة على كيان الاسرة واهمية المحافظة ايضا على الأولاد من التشرد.
ويقول البسيوني ان كانت النتائج كذلك ايضا فهذا يرجع الى الكفاءة في الاختيار والانتقاء
والاعتماد على التفاصيل الموصلة الى البعد عن مخاطر الطلاق ونتائجه المترتبة عليه وأثر
الطلاق في البيوت وان كنت أرى ان البعض لا يزال يتعامل مع الطلاق وكأنه دعابة مع صديق
فيتم الطلاق على الهواء مباشرة.
ويوضح ان هناك جماعة من الناس تقوم بجهد كبير ربما تستغرق أسابيع أو شهورا حتى تتم
عملية الصلح بين الزوجين وقد تأتي هذه الجهود بنتائج والبعض احس بهذه النتائج فبدأوا
يأتون الى المساجد وإلى العمل والاتصال عن طريق التليفون لحل مشاكل الطلاق.
ويؤكد ان هناك ارتباطا وثيقا بين الانفتاح وبين ارتفاع نسب الطلاق ويضرب مثالا ببعض
الولايات الامريكية التي وصل فيها الطلاق الى 75% بينما في المجتمعات المحافظة في أوروبا
لم تصل الى هذه النسب العالية.
ويرى ان عملية تمكين المرأة في الغرب تقوم على الجانب الاقتصادي البحت حيث تعتمد الفكرة
على استقلال المرأة ماديا بعيدا عن الزوج الامر الذي يحررها من الكثير من القيود التي
يتطلبها الزواج ومن هنا تكثر عملية الطلاق.
قانون
رقم (22) لسنة 2006 بإصدار قانون الأسرة
قرار
أميري رقم (23) لسنة 2002 بشأن المجلس الأعلى لشؤون الأسرة
الطلاق
والخلع
الطلاق
أبغض الحلال ولكنه ضرورياً
العنف
الأسري والطلاق يهددان كيان الأسرة
أسرار
تراجع قضايا الأسرة وشؤون القاصرين
دورة
عن أحكام الطلاق بمركز الإستشارات العائلية
الانتهاء
من مشروع قانون التقاضي في قضايا الأسرة