الراية - الخميس 27/5/2010 م

الشخصية "السيكوباتية" وراء جرائم البغاء والنصب والتزوير

كتبت - منال عباس :
يركز مركز العوين على دراسة سلوكيات الشخصية المضادة للمجتمع أو ما يسمى بالانحراف السيكوباتي، باعتبار أن هذا النوع من اضطرابات الشخصية يعد أخطر الأنماط التي تظهر عليها علامات انحراف السلوك في مرحلة مبكرة، وتنتشر أكثر وسط الرجال، وقد تكون أسبابها تكوينية "وراثية" أو نفسية أو انفعالية، ومن خلال التعلم والاكتساب السلوكي الخاطئ، كما أن الأسباب الأسرية والاجتماعية، واختلال منظومة القيم قد تلعب دوراً هاماً في التكوين النفسي والمعرفي والوجداني لهؤلاء الأشخاص، وقال الدكتور محمد عبدالعليم استشاري أول الطب النفسي مدير إدارة البرامج بالمركز لـ الراية إن من أهم ملامح الشخصية السيكوباتية: قلة النضج الانفعالي، حيث تميزهم الضحالة الانفعالية، والاندفاع، والتهور، والحماس السلبي، والعجز عن ضبط النفس، وعدم المبالاة، وعدم الاكتراث بالقيم والمفاهيم والمعايير الاجتماعية والأخلاقية، وأضاف أن السيكوباتي أسير رغباته وأهوائه، ولا يستطيع أن يتحكم بها فهو يندفع وراء تحقيق المتعة بهذا السلوك المنحرف ولذا يلجأ للكذب المرضي والنصب والاحتيال، والاختلاس، والتزوير والاعتداء، والسطو، والاغتصاب، والسرقة، والإدمان على الخمر أو المخدرات أو حتى احتراف البغاء، وتجده لا يستفيد من أخطائه أو تجاربه السابقة، ولا من الخبرات التي مرَ بها في هذه الحياة فقد يكرر السلوك المنحرف أكثر من مرة، كما أنه عاجز عن الاستفادة من العقاب الذي يناله على سلوكه المنحرف لذا تجد السجون تكتظ بهم.
وأشار الدكتور عبد العليم الى أن من خصائص الشخصية السيكوباتية أيضا: الاتكالية والتطفل والتجني على الآخرين، كما أن من الصعب على صاحب هذه الشخصية تكوين علاقات اجتماعية أو أسرية راسخة، فما يبديه من إخلاص في بعض المواقف الاجتماعية غالباً ما يكون سطحياً وزائفاً، والسيكوباتي قد يكون ذكياً في التعامل الاجتماعي ويتمتع بشخصية جذابة، وقد يبقى المريض السيكوباتي يخترق الناس اجتماعياً لمدة طويلة دون أن ينكشف أمره، ولذا يخدع به كثير من الناس.
ولفت الى أن هناك دراسات كثيرة أشارت الى أن السيكوباتي لا يحسن تقدير الأمور وعواقبها والنتائج التي قد تترتب على سلوكه وأعماله كما أنه لا يستغل طاقته وإمكاناته استغلالاً شريفاً مثمراً، ومن أسوأ ما يميزه اعتقاده بأنه في حصانة ومنعة من القوانين.ومن أهم ما يميزه العنف الذي يوجهه نحو الآخرين أو ضد نفسه ويكون مآله الانتحار، وقد قسم علماء النفس والسلوك الشخصية السيكوباتية إلى أنواع عدة منها: العدواني، غير المتوافق، المتعب المقلق، السلبي، المبدع، المجرم، والانفجاري.
وعن علاج هذا النوع من الانحراف يبين الدكتور عبدالعليم أن هنالك عدة طرق لمساعدة الشخص السيكوباتي، وذلك من خلال العلاج النفسي السلوكي الفردي والذي يجب أن يكون هدفه هو إقامة علاقة شخصية إيجابية بين المعالج والمضطرب، ومن ثَم إخضاعهُ لمعايير سلوكية واضحة كما أن بعض الأدوية قد تفيد في التحكم في انفعالاتهم، ولا شك أن للعلاج الديني دوراً إيجابياً في علاج الانحراف السيكوباتي، وفي بعض المراكز المتقدمة يمكن أن يخضع السيكوباتي لجراحات دقيقة في المخ، وذلك وفق شروط وآليات قانونية ونفسية محددة.