جريدة الراية - السبت
5-6-2010م
لجنة
حكومية مشتركة بين قطر وأذربيجان قريباً
*
الأسبوع الأذربيجاني يعكس عمق العلاقات بين قطر وأذربيجان
* وقعنا 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم مع دولة قطر منذ عام 1994
* نحتفل هذا العام بمرور 15 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية مع قطر
* نسعى لجلب مستثمرين أذريبجانيين إلى قطر في مختلف المجالات
حوار – عاطف الحملي :
كشف سعادة السيد أيلدار سليمون سفير جمهورية أذربيجان لدى الدوحة النقاب عن ترتيبات
تجرى حاليا لإنشاء لجنة حكومية مشتركة بين قطر وبلاده وإبرام عدد من الاتفاقيات
الثنائية في شتى المجالات ومن بينها العدل والزراعة وبين ان بلاده تلقت وعودا من
شركة الخطوط الجوية القطرية حول تسيير خطوط مباشرة بين البلدين خلال العام الجاري
مؤكدا ان تسيير مثل هذه الخطوط من شأنه أن يسهل حركة السياحة والتجارة وغيرها من
مجالات التعاون المختلفة بين البلدين.
وقال السفير ايلدار سليمون في حوار مع الراية ان قطر وأذربيجان تحتفلان هذا العام
بمرور 15 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما والتي تأسست في 14 سبتمبر عام
1994، لافتا إلى أنه تم توقيع 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم منذ عام 1994، كان من بينها
اتفاقية إلغاء التأشيرات على الدبلوماسيين التي تم إبرامها هذا العام. وبين ان
التعاون الاقتصادي بين البلدين يشمل الاستثمارات في مجال البناء والتكنولوجيا،
مؤكدا أن بلاده تدرس حاليا جلب مستثمرين اذربيجانيين إلى قطر في مختلف المجالات، من
بينها مجال البنوك. كاشفا عن شركات متخصصة في الاستكشافات الجيولوجية ومجال
الالكتروميكانيك تدرس العمل في قطر، منوها بأنه سيتم عرض منتجات بلاده في الاسواق
القطرية خلال الشهر المقبل.
واشار إلى ان مشاركة بلاده في فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية تعكس عمق
العلاقات بين البلدين مشيدا بإقامة قطر لأيامها الثقافية العام الماضي في أذربيجان،
مؤكدا أنها كانت موفقة وناجحة جدا.وفيما يخص التعاون السياحي، قال إن بلاده تسعى
لتطوير التعاون في هذا المجال، مشيرا إلى أن هناك مجالا جديدا للسياحة في بلاده وهو
السياحة البيئية التي تجذب كثيرين من أوروبا ومن كل أنحاء العالم ومن دولة قطر من
أجل الاستمتاع بها وممارسة هواية الصيد.
وحول التعاون في المجال الرياضي، كشف عن تقديم بلاده لعدد من الاقتراحات للجنة
الأولمبية القطرية باستعداد بلاده لاستضافة معسكرات رياضية للمنتخب الوطني القطري
أو الأندية المحلية، موضحا ان بلاده تملك أعلى مستوى من الخدمات في هذا المجال ،
فضلا عن المجمعات الرياضية.
من ناحية أخرى، وجه سعادة السفير خالص الشكر والتقدير من جانب حكومة بلاده إلى دولة
قطر على رعايتها ومساندتها لأذربيجان منذ استقلالها في عام 1991، مؤكدا أن قطر وقفت
دائما إلى جانب بلاده وقدمت مساعدات مهمة في أصعب الظروف التي مرت بها أذربيجان.
وقال إنه ينتهز هذه المناسبة ليؤكد أيضا أن الدعم الذي تقدمه قطر لم يقتصر عند حد
هذه المساعدات، بل امتد ليشمل دعما معنويا متواصلا، ظهر جليا في مواقف قطر السياسية
حيال احتلال أراضي أذربيجان وفي كل المحافل الدولية.
وعن علاقة بلاده مع دول العالم الإسلامي، قال إن اذربيجان عضو في منظمة المؤتمر
الإسلامي وتقدم اقتراحات في إطار هذه المنظمة، منوها بأن اذربيجان كانت الدولة
المستضيفة لجلسات وزراء الخارجية الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وكذلك الحال
بالنسبة لوزراء الثقافة في هذه المنظمة.
ونوه بأن أذربيجان قدمت ترشيحها لاستضافة القمة الإسلامية في عام 2014، مؤكدا حرص
بلاده على تعزيز علاقات التعاون مع الدول الإسلامية وخاصة العالم العربي.
وأضاف "لدينا علاقات مع الدول الإسلامية وأسسنا سفارات في دول العالم الإسلامي"،
منوها بحصول بلاده على دعم كبير خلال الأزمات التي عاشتها منذ استقلالها.
وفيما يلي نص الحوار :
< تحتفل قطر وأذربيجان هذا العام بمرور 15 عاما على تأسيس العلاقات بين البلدين،
كيف تقيمون علاقتكم مع دولة قطر ؟
- دعني أقول لك في البداية أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تأسست في 14 سبتمبر
عام 1994، ومنذ هذه الفترة، تواصلت المواقف القطرية الداعمة لأذربيجان، حيث كانت
تشمل الأدوية ومساعدات أخرى خلال الظروف الصعبة التي مرت بها بلادنا بعد الاستقلال،
لكن إضافة إلى ذلك كان هناك دعم معنوي من قطر أهم من كل هذا؛ لأن قطر كانت تؤيد
دائما كل مواقف اذربيجان في المحافل الدولية.
< ما هو شكل التعاون في الوقت الراهن بين البلدين ؟
- التعاون موجود بين البلدين وله مستقبل واعد في كل المجالات، فعلى السبيل تم توقيع
20 اتفاقية ومذكرة عام 1994. وتم مؤخرا ابرام اتفاقية لإلغاء التأشيرات على
الدبلوماسيين.
< هل توجد اتفاقيات جديدة بين البلدين خلال العام الحالي ؟
- يتم حاليا دراسة عدة اتفاقيات، ومن بينها تشكيل لجنة حكومية مشتركية، واتفاقيات
أخرى في مجالات مختلفة من بينها العدل والزراعة.
< إذا لنتحدث عن التعاون الثقافي، ما هو الجديد في هذا المجال ؟
- لقد بدأت الأيام الثقافية الأذربيجانية بالدوحة وتنتهي اليوم . وهذه الأيام
الثقافية شهدت فعاليات مختلفه منها عرض مسرحية "ليلى والمجنون" ومعرض للرسامين وآخر
للسجاد والآلات الموسيقية القديمة، وكذلك تعزف الموسيقى والمقامات الاذربيجانية
خلال هذه الفعاليات. وهذا حدث تاريخي بين البلدين لأنه أول عام نشارك في مثل هذه
الاحتفالات. قطر أقامت أيامها الثقافية العام الماضي في أذربيجان، وكانت موفقة
وناجحة جدا. وإقامة الأيام الثقافية الاذربيجانية في قطر له طابع خاص بالنسبة لنا
حيث اننا تلقينا دعوة للمشاركة في احتفالات الدوحة عاصمة للثقافة العربية. وهذا يدل
على عمق العلاقات بين البلدين.
< وقعتم مؤخرا على اتفاقية للتعاون العسكري مع دولة قطر، هل هناك جديد في التعاون
الثنائي بين البلدين في هذا المجال ؟
- هذه الاتفاقية تحدد التعاون بين المؤسستين العسكريتين في البلدين، ومن بينها
تبادل الخبراء وإقامة المشاريع المشتركة، وتدريب الضباط.
< ما هي أبرز مشاريع التعاون الاقتصادي مع دولة قطر ؟
- يوجد تعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي والاستثمارات في مجال البناء
والتكنولوجيا. ونحن كسفارة مهتمون بجلب الاستثمارات القطرية لأذربيجان. وندرس حاليا
جلب مستثمرين اذربيجانيين إلى قطر في مختلف المجالات، من بينها مجال البنوك. يوجد
شركتان متخصصتان في الاستكشافات الجيولوجية ومجال الالكتروميكانيك يدرسان العمل في
قطر. خلال الشهر المقبل سيكون هناك عرض لمنتجات في المحلات القطرية، ومن بينها
العصائر .
< هناك حديث عن فتح البنك الدولي الاذربيجاني فرعا له في قطر، هل هناك جديد في هذا
الملف؟
- هذا الموضوع مدرج على جدول الأعمال ولم نلغه ولكن الأمر يتعلق بالإجراءات.
< ماذا عن المجال السياحي بين البلدين ؟
- خلال زيارة وزير الثقافة والسياحة لدولة قطر، سوف يلتقي مع المسؤولين عن قطاع
السياحة. وأود أن أشير إلى أن هناك اتفاقية حول التعاون في مجال السياحة. وقبل كل
شيء لابد أن نتحدث عن الجو المناسب في أذربيجان وقرب المسافة بين قطر وأذربيجان،
ومن ثم نتوقع تبادل الزيارات بين السياح. وأود ان أشير أيضا إلى أنه من أولوياتنا
أن ننشط وكالات السياحة بين البلدين. وسيتم دراسة هذا الموضوع خلال زيارة وزير
الثقافة والسياحة. وأعتقد أن أقرب صيغة للتقارب السياحي هي إقامة المؤتمرات
والندوات المتعلقة بالسياحة، ومن ثم يمكن للجانبين التعرف على بعضهم بعضا. كما أن
هناك أمرا آخر هو وجود قرابة دينية وثقافية بين البلدين، الأمر الذي من شأنه تسريع
التعاون في هذا المجال بين قطر وأذربيجان.
< هل عدم وجود خطوط جوية مباشرة بين البلدين يعوق تطور التعاون في مجال السياحة ؟
- تلقينا وعودا من قيادات في شركة الخطوط الجوية القطرية حول فتح خطوط مباشرة بين
قطر وأذربيجان خلال هذا العام، وهذا لن يسهل السياحة فقط، ولكن التجارة أيضا وغيرها
من مجالات التعاون المختلفة. والمجال السياحي الجديد هو السياحة البيئية حيث يوجد
في اذربيجان ومن كل أنحاء العالم من أجل الصيد، وهذا نوع جديد من السياحة. وهناك
أيضا السياحة الرياضية حيث قدمنا عددا من الاقتراحات للجنة الأولمبية القطرية بأن
لدينا استعدادا كاملا لاستضافة معسكرات رياضية للمنتخب الوطني القطري أو الأندية
المحلية. وأود أن أشير هنا إلى أنه يوجد لدينا أعلى مستوى من الخدمات في هذا المجال
حيث يوجد لدينا مجمعات رياضية فعالة.
< إضافة إلى فرص إقامة المعسكرات، كيف تخططون لتطوير التعاون في المجال الرياضي ؟
- يوجد عدد من الاتفاقيات المبرمة بين البلدين في مجال الرياضة، وهذا يساعد على
تطوير التعاون في هذا المجال. ولكن مستوى التعاون ليس كافيا في الوقت الحالي لأن
لدى الجانبين إمكانيات أكبر بكثير من الممكن أن ترتقي بحجم التعاون.
< إذا ما تطرقنا إلى الشأن الداخلي في بلادكم، فأنتم تحتفلون هذه الأيام باليوم
الوطني، ماذا يمثل هذا اليوم بالنسبة لأذربيجان ؟
- يوم 28 مايو يمثل أهمية تاريخية كبيرة بالنسبة لأذربيجان .. ففي هذا اليوم عام
1918 تم تأسيس جمورية أذربيجان الديمقراطية المستقلة. وكانت حينها أول جمهورية في
العالم الإسلامي. ولكن هذه الجمهورية استمرت لعامين فقط. وبالرغم من ذلك تم
الاعتراف بالجمهورية من قبل معظم دول العالم وتم تأسيس كل مؤسسات الدولة والتي لعبت
دورا كبيرا في تأسيس هذا البلد. وكانت أذربيجان تمارس سياستها الخارجية وكان لها
سفارات ليس بالعدد الكبير لكنها كانت تلعب دورا مهما بالنسبة لأذربيجان. والسبب
الرئيس لانهيار هذه الجمهورية هو اجتياح القوات العسكرية البلشفية والجيش الأحمر
حيث قاموا بإطاحة النظام ودخلت أذربيجان تحت الاتحاد السوفيتي واصبحت ضمن جمهوريات
الاتحاد السوفيتي.
< وماذا عن مرحلة ما بعد الاستقلال ؟
- أعلنت أذربيجان في عام 1991 عن استقلالها عن الاتحاد السوفيتي وتأسست الجمهورية
المستقلة من جديد والتي شملت بناء الجيش ووزارة الخارجية والمؤسسات الديمقراطية.
والآن قمنا بالاحتفال بمرور 90 سنة على تأسيس البرلمان الأذربيجاني. وأود أن أشير
أيضا إلى أن أذربيجان تأخذ في الاعتبار علاقات حسن الجوار وعدم التدخل في شؤونها
الداخلية. أذربيجان تحتل مرتبة متقدمة عالميا في البناء الاقتصادي. وانجازات
أذربيجان تتعلق بالسياسة الحكيمة لمؤسس الدولة الحديثة حيدر علييف. وهذه السياسة
تواصلت تحت قيادة الرئيس الاذربيجاني إلهام علييف وحققت انجازات هامة على الصعيد
الاقتصادي.
< ما هي أبرز ملامح التطور الاقتصادي في أذربيجان ؟
- شهد الاقتصاد الأذربيجاني ارتفاعا بـ ٦.۲ ضعف خلال الخمس سنوات المنصرمة، حيث تمّ
إلغاء النسبة الكبيرة من البطالة وتأسيس ٨٤۰ ألف مكان للعمل، وازدادت نفقات
الميزانيّة بـ ١٢ ضعفا، وانخفض مستوى الفقر من ٤٩ بالمائة إلى ١١ بالمائة، كما شهد
عام ٢۰۰٩ ارتفاع الاقتصاد الأذربيجانيّ بـ ٣،٩ بالمائة، وارتفع مستوى الصناعة بـ
٦،٨ بالمائة فيما وصل مؤشّر التضخّم إلى ٥،١ بالمائة، كما وصلت الاحتياطيّات
بالعملة الصعبة إلى ٤,٢۰ مليار دولار.
< ماذا عن سياستكم الخارجية، خاصة تجاه العالم الإسلامي ؟
- أذربيجان هي عضوية في كل المنظمات الدولية ولها نشاط فعال في سياستها الخارجية
وعلى مستوى العلاقات الثنائية مع الدول الأعضاء في هذه المنظمات. أذربيجان عضو في
منظمة المؤتمر الإسلامي وتقدم اقتراحات في إطار هذه المنظمة. وأذربيجان كانت الدولة
المستضيفة لجلسات وزراء الخارجية الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وكذلك الحال
بالنسبة لوزراء الثقافة في هذه المنظمة. كما قدمت أذربيجان ترشيحها لاستضافة القمة
الإسلامية في عام 2014 .
< هل هناك موضوعات محددة على أجندة أذربيجان فيما يخص العالم الإسلامي ؟
- أذربيجان هي جزء من العالم الإسلامي، وهي حريصة على تقوية علاقتها مع الدول
الإسلامية وخاصة العالم العربي. أذربيجان منذ استقلالها اصبحت عضوة في منظمة
المؤتمر الاسلامي. وهي من الاعضاء الناشطين والفاعلين داخل المنظمة. ولدى أذربيجان
علاقات مع الدول الاسلامية وأسست سفارات لها في دول العالم الإسلامي.
مرسوم
رقم (19) لسنة 2008 بالتصديق على اتفاقية بين حكومة دولة قطر وحكومة جمهورية
أذربيجان بشأن تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي فيما يتعلق بالضرائب على
الدخل
اتفاقية
للتعاون الثنائي بين قطر وأذربيجان
رئيس
المحكمة الدستورية العليا يتسلم رسالة من نظيره الأذربيجاني