الشرق
- السبت12/6/2010 م
بدلا
من نومهم في المساجد وتحت الأشجار
أعضاء بلدي ورجال أعمال: إلزام الشركات بتوفير أماكن راحة للعمال وقت الظهيرة
عادل الملاح:
مع دخول أشهر الصيف كل عام تطفو على السطح مشكلة انتشار العمال في الشوارع
ووسط الحدائق وداخل المساجد لعدم توافر أماكن للراحة وقت الظهيرة وامتناع بعض الشركات
عن توفير مناخ ملائم لهم للراحة وتركهم وسط حرارة الجو وتحت أشعة الشمس الحارقة، مما
يسفر في النهاية عن وجود الغالبية منهم داخل المساجد لقضاء أوقات راحتهم فيها والنوم
بدلا من العبادة والاحتماء من أشعة الشمس، ظاهرة يعتبرها البعض أنها نتيجة تجاهل بعض
أصحاب الأعمال لحقوق العمال في غياب تطبيق شروط قانون العمل وقواعده الذي يلزم صاحب
العمل بتوفير أماكن للراحة للعمال وقت الظهيرة استعدادا للعمل في الفترة المسائية،
حالة من الاستياء الشديدة تنتاب الكثير من المواطنين بسبب المشاهد المؤذية للنظر الخاصة
بالعمال وهم يحتمون تحت الأشجار في الحدائق العامة وجلوسهم على الأرصفة واتخاذ المساجد
مكانا للنوم لهم لذلك لابد من وجود حلول عاجلة لتلك المشكلة التي تؤرق الكثير منا.
ففي البداية يقول محمد آل شافي عضو المجلس البلدي إن عمال الشركات هم الأكثر عرضة للإصابة
بضربات الشمس أو على الأقل أعراضها وذلك لبقائهم في العمل تحت أشعة الشمس لساعات طويلة
حيث في أوقات العمل لا يسمح الوقت لهم بتناول أية مشروبات أو سوائل وبالتالي تكون الفترة
خاصة بالعمل فقط وأشار إلى ضرورة الاهتمام بتلك العمالة خاصة أن الكثير منهم قد يصاب
بعدة أمراض بسبب حرارة الجو القاسية وأشعة الشمس الحارقة وأكد أن هناك بعض الشركات
غير متعاونة في توفير أماكن الراحة للعمال فترة الظهيرة وفي الوقت نفسه نجد عدم وجود
رقيب على تلك الشركات لأن منهم من يرى أن هدفه الوحيد هو جمع المال بغض النظر عن الاهتمام
بصحة العمال والتي تقوم بإنجاز الأعمال الخاصة بالشركة ويجب أن نعلم جيدا أنه في حالة
مرض العمال أو إصابتهم بضربات الشمس وغيرها من الأمراض الأخرى قد تلحق الخسارة صاحب
العمل وبالتالي من الأولى أن يهتم صاحب العمل بالعمال الذين يعملون لديه حفاظا على
استمرارية العمل بشكل مستمر ودائم حيث يشكل هؤلاء العمال باختلاف فئاتهم وشرائحهم أهمية
كبيرة لما يبذلونه من جهد كبير في بناء المشاريع وتطويرها لذلك يجب الاهتمام بهم والحفاظ
على صحتهم، وأوضح انه يجب على صاحب العمل في حال استمرار العمل بحكم الاستثناء طبقا
للقواعد والقوانين المنصوص عليها التزام صاحب العمل بتوفير ماء الشرب البارد بما يتناسب
وعدد العاملين وشروط السلامة والصحة العامة ووسائل وموارد الإرواء مثل الأملاح والليمون
وغيرها مما هو معتمد من قبل الجهات الصحية وتوفير الإسعافات الأولية في موقع العمل
ووسائل التبريد الصناعية المناسبة والمظلات الواقية من أشعة الشمس، وأضاف آل شافي انه
يجب ان يكون هناك زيارات تفتيشية ميدانية لمواقع العمل إلى جانب الزيارات التوجيهية
التي تعمل على زيادة وعي أصحاب العمل والعمال بحقوقهم وواجباتهم على حد سواء حيث إن
أشعة الشمس الحارقة وضربات الشمس التي قد يصاب بها الإنسان قد تؤدي إلى الوفاة حيث
تزيد من ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل كبير بالإضافة إلى أننا كما نسمع من خلال نصائح
الأطباء أن التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة وبشكل مستمر قد يصيب جلد الإنسان بالسرطان
فضلا عن أن أشعة الشمس وحرارة الجو تضعف من قدرة العامل على بذل الكثير من الأعمال
وانجازها، لذلك على الشركات التي تجعل عمالها يعملون فترة الظهيرة وتحت أشعة الشمس
توفير العصائر والأملاح للعمال وليس الماء وحده وهذا الأمر لم يكلف الشركات الكثير
من المال بل العكس سوف يكسب من ورائه الكثير، لأنه عندما يقدر العمال على العمل وتوفير
الأجواء المناخية الملائمة لهم سوف يزيد ذلك من طاقتهم الإنتاجية في العمل بشكل كبير.
أما رجل الأعمال جابر المنصوري فيقول يجب على الشركات التي تقوم بتكليف عمالها بالعمل
فترة الظهيرة وتحت أشعة الشمس فيجب عليها توفير مكان للراحة أثناء تلك الفترة ووقت
للغداء بدلا من اللجوء إلى المساجد والنوم في الحدائق العامة وتشويه المنظر الجمالي
لمدينة الدوحة أثناء فترة الظهيرة حيث مشهد العمال وهم ملقون على الحشائش في الحدائق
لا يليق بالمنظر الحضاري الجميل لدولة قطر لذلك لا بد من توفير أماكن راحة لهم لمنعهم
من اللجوء إلى تلك الأماكن بالإضافة إلى توفير المشروبات الباردة لهم أثناء تلك الفترة
حيث تصل درجة الحرارة فيها إلى ذروتها وإن لم توجد وسائل الأمان للعامل قد يمكن أن
يصاب بضربات الشمس القوية تؤدي إلى وفاته أو إصابته بعدة أمراض أخرى تجعله عاجزا عن
استكمال العمل وتقلل من قدرته الإنتاجية ويضيف رجل الأعمال إنه من الضروري تطبيق النصوص
والقوانين التي نصت عليها وزارة العمل بشأن العمال الذين يعملون في فترة الظهيرة ومتابعة
تلك الإجراءات والقوانين للتأكد من تنفيذها وأشار رجل الأعمال إلى خطورة عمل العمال
تحت أشعة الشمس لفترات طويلة ويمكن أن يؤدي ذلك إلى رفض العامل تأدية عمله بأكمل وجه
لذلك يجب الحفاظ على صحة العامل من أجل ضمان زيادة إنتاجيته أو الحفاظ عليها وبالتالي
يتم انجاز العمل المكلف منه في المشروع.
وبالنسبة إلى إبراهيم الابراهيم عضو المجلس البلدي فأكد في بداية حديثه انه سوف يطرح
هذه القضية في المجلس البلدي لأن للعمال حقوقا يجب الحفاظ عليها وصيانتها وأشار إلى
أن لوزارة العمل دورا كبيرا في المتابعة والمراقبة للشركات التي تقوم بتشغيل العمال
وقت الظهيرة دون توفير وسائل الأمن والراحة المناسبة لهم وحمايتهم من الأمراض المختلفة
التي قد يتعرضون لها نتيجة عملهم تحت أشعة الشمس الحارقة ووسط الظروف المناخية الصعبة
التي لا يتحملها إنسان لساعات طويلة لذلك لابد من أن تمر العقود المبرمة بين صاحب الشركة
أو المؤسسة وبين العامل على الجهات المختصة ووزارة العمل ومتابعتها خاصة أن هناك بعض
الشركات تقوم باستغلال بعض العمال من الدول الفقيرة الذين يحضرون للعمل في الدوحة وعدم
إعطائهم كافة حقوقهم حيث هناك من الشركات من توفر السكن غير الملائم حيث نرى أن هناك
ما لا يقل عن 8 أشخاص ينامون في غرفة واحدة صغيرة مما يتسبب في نقل الأمراض الخطيرة
فيما بينهم ثم بالتبعية نقلها إلى الآخرين في الشارع لذلك لابد من إلزام الشركات الخاصة
بتوفير المسكن الملائم والآدمي لهؤلاء العمال وطالب إبراهيم الابراهيم عضو المجلس البلدي
وزارة العمل بشن حملات تفتيشية على مواقع العمل التي يشتغل فيها العمال للتأكد من مدى
توفير الشركة التابعين لها للأدوات التي نص عليها القانون أثناء العمل في فترة الظهيرة
مثل مكان للراحة وتوفير الماء البارد لهم والمظلات اللازمة حتى لا يتعرضون لضربات الشمس
القاسمة ثم إلى الوفاة وبعد ذلك يجب أيضا أن تشن حملات تفتيشية ضخمة على سكن هؤلاء
العمال ومراقبة ومتابعة إذا ما كان هذا السكن ملائما ومطابقا للشروط الصحية من عدمه
وأن تطبق الجزاءات والغرامات اللازمة التي نص عليها القانون للشركات المخالفة حتى تكون
بمثابة رادع للشركات الأخرى المخالفة، ويضيف عضو المجلس البلدي إن راحة العامل أثناء
فترة الظهيرة لمصلحة الطرفين وهما صاحب الشركة والعامل في الوقت نفسه حيث توفير الراحة
سيعود بالنفع على صاحب العمل بزيادة إنتاجية العمل وانجازه في الوقت نفسه ولا يضع نفسه
تحت طائلة القانون إذا أصاب العامل مرض ما أو تعرض لضربات شمس تودي بحياته، ومن الناحية
الأخرى مصلحة للعامل حيث نشجعه على حب العمل ويعمل بإخلاص ويبذل فيه كل طاقته لذلك
لابد من إعادة النظر في العقود المبرمة بين أصحاب الشركات والعمال وتحديد فترات العمل
وكذلك أن يكون هناك لجان مشتركة مكونة من وزارة الداخلية والعمل بالتعاون مع جهات أخرى
مثل الصحة تتابع العمال وتشرف عليهم أثناء عملهم في أشهر الصيف وأثناء فترة الظهيرة
ومدى حصولهم على الحقوق والواجبات من صاحب الشركة، ولابد أن تكون تلك العقود التي تبرم
بين الطرفين موثقة من قبل الجهات المختصة وأن يعلم العامل البسيط ماهية حقوقه وواجباته
والتزاماته وأن تكون واضحة بالنسبة له لأن الضغوط الزائدة على العامل في العمل تؤدي
في النهاية إلى هروبه.
وأضاف إنه يجب أن يلعب الإعلام دورا كبيرا في التوعية والإرشاد من مخاطر الحرارة وأشعة
الشمس، والأضرار الصحية المترتبة على وقوف العامل أو الإنسان لفترات طويلة تحت الحرارة
المرتفعة وكذلك أن تكون تلك الحملة الإعلامية موجهة إلى أصحاب الشركات أيضا حتى يشعرون
بالمسئولية أكثر تجاه العمال العاملين لديهم.