جريدة الراية السبت
3/07/2010
جامعة قطر تسعى لأن
تكون منارة بحثية بالمنطقة
البحث العلمي مكون
أساسي في برنامج التطوير الجامعي
هدفنا خلق بيئة بحثية منتجة وخدمة قضايا المجتمع القطري
معظم المنح البحثية تعطى للجامعة وليس للباحث لدعم إدارتها
الدوحة – الراية:
تسعى جامعة قطر لمواكبة التقدم الأكاديمي وتعزيز مستوى البحث العلمي، حيث حرصت على
إنشاء إدارة للبحث الأكاديمي، تتبع مكتب نائب رئيس الجامعة للبحث، ومن أبرز أهدافها
دعم وتطوير برامج البحث في الجامعة، وضمان جودة أبحاث الكليات، وتعزيز الأداء
البحثي بالجامعة، وتسجيل الأبحاث في المجالات الملبية للاحتياجات الوطنية، وأيضا
بناء شراكات بحثية مع مؤسسات المجتمع، ولإلقاء المزيد من الضوء عن الإدارة
ومنجزاتها وأهدافها المستقبلية.
ويؤكد د. مؤمن حسنة مدير إدارة البحث الأكاديمي بجامعة قطر أن البحث العلمي مكون
أساسي في برنامج التطوير الجامعي، لافتا إلى معظم البرامج الأكاديمية في الجامعة في
مختلف الكليات تتطلب في السنوات الأخيرة لمشروع بحثي مقدم من الطالب.
وأشار إلى سعى الجامعة إلى التحول من جامعة تعليمية، إلى جامعة تعليمية وبحثية، ومع
المحافظة على الجودة والتميز، وفي خلق بيئة بحثية منتجة.. وإلى تفاصيل الحوار:
> ما هي الأولويات البحثية لجامعة قطر ومدى تكاملها مع رؤية 2030؟
- البحث العلمي مكون أساسي في برنامج التطوير الجامعي، وهو واحد من أهم أهداف
ومنطلقات خطة الجامعة الإستراتيجية التي تم الإعلان عنها مؤخرا، وبالتالي هو ترجمه
حقيقية لرؤية الدولة الوطنية وسياسات الدولة ، التي أكدت على أهمية البحث العلمي،
والانتقال إلى بناء اقتصاد معرفي، وبالنسبة لجامعة قطر فإن عدد الأبحاث المنجزة
فيها من قبل المنتسبين لها، وحجم المنح الممولة، دليل كبير على حجم القفزة النوعية
في البحث العلمي في جامعة قطر.
> هل البرامج الأكاديمية في جامعة قطر برأيكم تعزز من دور النشاط البحثي؟
- طبعا، معظم البرامج الأكاديمية في الجامعة في مختلف الكليات تتطلب في السنوات
الأخيرة إما مشروعا بحثيا مقدما من الطالب، أو حتى في بعض الأحيان مشاريع بسيطة من
ضمن المقررات، وهذه جميعها تعلم الطالب مهارات البحث العلمي، ومهارات اكتساب العلم،
وطريقة الاكتشاف المعرفي.
> هل توجد أي صعوبات تواجه البحث العلمي في جامعة قطر؟ وإن وجدت فما هي؟ وكيف يمكن
التغلب عليها؟
- أكبر مشكلة واجهتنا في جامعة قطر في طريقنا إلى التحول من جامعة تعليمية، إلى
جامعة تعليمية وبحثية، مع المحافظة على الجودة و التميز، كانت تتمثل في عدم وجود
دراسات عليا حتى الآن في جامعة قطر، أو في جامعات المدينة التعليمية، وباعتقادي
توحيد الهدف من إدارة البحوث والكليات وإيجاد روح التعاون بين الإدارات المختلفة
يجعلنا إن شاء الله نتخطى معظم هذه التحديات والعقبات، وبدأت حاليا مختلف الكليات
في طرح برامج ماجيستير في تخصصات متنوعة، وهذا سيدعم البحث العلمي بالتأكيد.
> تعد إدارة البحث الأكاديمي من الإدارات الجديدة بجامعة قطر والتي تأسست مع عملية
التطوير الشامل التي تشهدها الجامعة , ما ضرورة وجود هذه الإدارة؟
- البحث العلمي كان مكونا أساسيا في برنامج التطوير الجامعي، وبالتالي كان لا بد من
إنشاء إدارة لتعزيز ثقافة البحث العلمي، ودعم وتطوير البرامج البحثية في الجامعة،
واستحداث اللوائح المنظمة والضابطة للبحث العلمي في الجامعة ، وهذا هو الدور الذي
تلعبه الإدارة ، بالإضافة إلى أننا نكون حلقة وصل بين الجهات المانحة والباحثين في
جامعة قطر.
> ما هي رسالة الإدارة ورؤيتها للبحث العلمي في جامعة قطر؟
- تتلخص رسالتنا في إدارة البحث العلمي الأكاديمي في خلق بيئة بحثية منتجة، وموجهة
لخدمة قضايا المجتمع القطري، لأنه باعتقادي الاهتمام بقضايا المجتمع القطري تعطينا
خصوصية، كوننا نحن الجامعة الوطنية، وعن طريق استغلال الموارد والاستفادة من
المتخصصين الموجودين بالجامعة.
> كيف تحدد لنا أهداف إدارة البحث الأكاديمي وهل استطعتم تحقيق هذه الأهداف؟
- بالنسبة لأهداف الإدارة من أهمها دعم وتطوير برامج البحث بالجامعة، وثانيا ضمان
جودة الأبحاث بالكليات، وتعزيز الأداء البحثي في الجامعة، ثالثا تشجيع الأبحاث في
المجالات الملبية للاحتياجات الوطنية، ونحن الآن نحاول بناء شراكات مع القطاع
الخاص، ومع الجامعات في المدينة التعليمية، ولكي نقيس مدى تقدمنا في البحث العلمي
والأكاديمي في الجامعة، وضعنا مؤشرات لقياس وتقويم النشاط البحثي.
> ما هي أبرز الخدمات التي تقدمها إدارة البحث الأكاديمي للباحثين؟
- إدارة البحث الأكاديمي تقدم نوعين من الخدمات، حيث أننا في الأبحاث نقسم المراحل
إلى مرحلتين، أولها ما قبل التمويل، وبها يكون دور إدارة البحث الأكاديمي في تعريف
أعضاء هيئة التدريس على جهات التمويل، سواء جهات مختصة، أو ربطهم ببعض الوزارات
والإدارات بالدولة، وأيضا بهذه المرحلة تراجع إدارة البحوث الأكاديمية جميع
المقترحات البحثية المقدمة.
> أحيانا تصل قيمة بعض المنح البحثية إلى مبالغ تقدر بالملايين وقد يواجه الباحث
صعوبة في إدارة العملية البحثية فما هو دور الإدارة في هذه الحالة؟
- نشاط الإدارة ينقسم لمرحلتين، ونحن هنا نتكلم عن مرحلة ما بعد التمويل، ومعظم
المنح البحثية لا تعطى للباحث نفسه، وإنما تعطى للجامعة، ومن خلالها يعمل الباحث،
والمنح البحثية تخضع إلى قواعد و وقوانين، مع الأخذ في الاعتبار متطلبات الباحث
والإطار الزمني، وإدارة البحوث الأكاديمية تحاول العمل مع الباحثين بجامعة قطر،
وتساعده في إدارة البحث من الناحية المالية، أو حتى مثلا لو رأى الباحث أن يغير في
جزئية من البحث وما يتطلبه ذلك من تغيير في الإطار الزمني أو المنحة المالية، نتيجة
لمستجدات طرأت أثناء العمل الفعلي، بأن وجد طريقة أفضل مثلا للوصول للنتيجة، ويتم
ذلك بمساعدة الإدارة، ومعرفة الجهة الممولة وموافقتها، وموافقة الباحث بالطبع.
> خلال الفترة القادمة ما هي أبرز أنشطة إدارة البحث الأكاديمي؟
- استحدثنا برنامجا لتكريم الباحثين المتميزين، وخصصنا جائزة للبحث العلمي لأعضاء
هيئة التدريس بجامعة قطر، ومع الازدياد في عدد المشاريع الممولة نحن الآن في صدد
شراء برنامج لمتابعة الأبحاث الكترونيا، بدلا من المتابعة الورقية، وبالإضافة إلى
أننا قمنا ببناء حوالي 70% من قاعدة البيانات للباحثين بجامعة قطر نعمل على
إتمامها.
> ماذا تمثل قاعدة البيانات؟
- نحاول بناءها بالجامعة، تضم الباحث، من أين تخرج، من أية جامعة، وسنة التخرج،
وعدد الأبحاث، مقسمة على السنوات، والمجلات العلمية، التي نشر فيها الباحث، بحيث
نعطي لمحة عن الباحث، بالإضافة إلى ما هية المجالات التي يمكن أن يحكم فيه الباحث،
وهذه جزء من قاعدة البيانات التي نبنيها بجامعة قطر، وكلها ستكون إن على الصفحة
الالكترونية لجامعة قطر، بحيث تتاح لكل من أحب التعاون مع أي باحث في جامعة قطر،
حيث يمكن أن يتعرف مباشرة على الاهتمامات البحثية للباحثين من جامعة قطر.
> في جامعة قطر نلاحظ تفوق جامعة قطر على مختلف الجامعات بالدولة من حيث عدد المنح
البحثية التي حصلت عليها من صندوق قطر الوطني لرعاية البحث العملي ولكن ماذا عن
جودة هذه الأبحاث من الناحية العلمية وهل تشهد هي الأخرى تقدما؟
- باعتقادي أنه من أهم أسباب النجاح بالنهوض بالبحث العلمي في جامعة قطر، هو امتلاك
القائمين على الجامعة رؤية محددة، يتم تجسيدها ببناء هيكل إداري، والعمل على تعزيز
ثقافة البحث العملي، ونشرها، وهذه نتائجها التي نشهدها الآن.
البحث العلمي في جامعة قطر خلال فترة وجيزة نما نموا مضطردا، وهذا أيضا ناجم عن
وجود سياسات عملية واضحة، وجهت الموارد المتاحة ، والتي هي ما شاء الله متاحة بشكل
كبير، واستثمرت الطاقات والقدرات المتاحة.
وشهدت الدورة الثانية لبرنامج الأولوية الوطنية للبحث العلمي NPRP العام الماضي،
حصول جامعة قطر على 20 منحة بحثية، في مختلف المجالات، ففي محور العلوم الطبيعية
حصلنا على 8 منح، وفي محور العلوم الاجتماعية 6 منح، ومحور العلوم الطبية 4 منح
بحثية، وهذا يدل على جودة أبحاث الجامعة، ومدى تطابقها مع الأولويات الوطنية.
> هل هناك براءات اختراع تقدم بها أعضاء هيئة التدريس بجامعة قطر؟
- بالنسبة لعمر جامعة قطر البحثي، أعتقد أن العدد لا بأس فيه، حيث لا تنس أننا من
عدة سنوات قليلة فقط، تحولنا من جامعة تعليمية إلى جامعة تعليمية وبحثية، وعندنا
الآن متقدمين لتسجيل براءات الاختراع، بالإضافة إلى أنه كان عندنا اثنين مسجلين
بجامعة قطر في السابق، وهذه فترة وجيزة.
وهناك نقطة أخرى هي أن الأبحاث عادة نتائجها لا تكون سريعة، فمثلا أنا اليوم بدأت
ببحث ومشاريع ممولة لا بد أن أنتظر سنة أو سنتين على الأقل لخروج هذه الأبحاث إلى
النور، لأفكر بعدها بتسجيلها كبراءات اختراع، وهذه البراءات التي أخبرتك عنها لم
تنتج من المشاريع الممولة حاليا، وإنما كانت من مشاريع ممولة سابقا من مؤسسات
الدولة، أو تكون بشكل فردي يقوم بها عضو هيئة التدريس، واستطاع الوصول إلى عدة
نتائج، وهذه النتائج يمكن تحويلها للصناعة، فيحاول أن يحافظ على فكرته عن طريق
تسجيلها كبراءة اختراع تحفظ له حقوقه