جريدة الراية - 11يوليو
2010م
قطر
دولة رائدة في مجال مكافحة الاتجار بالبشر
* قطر
أول من أنشأ مؤسسة توفر رعاية فائقة للضحايا
* دول الخليج حذت حذو قطر في مكافحة الظاهرة
* القانون القطري يعالج الاتجار بالبشر والسخرة من خلال محاكم عمالية
حوار - أسعد العزوني:
وصف خبير التخطيط والتطوير في المؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر د. سعدون
رشيد الحيالي ظاهرة الاتجار بالبشر بأنها عالمية وعابرة للدول ومدمرة ، موضحا أن
أرباحها جاءت في المركز الثاني بعد أرباح الاتجار بالسلاح. وأشار في حوار مع "الراية"
على هامش مشاركته في مؤتمر غرب آسيا وشمال افريقيا (وانا) في العاصمة الأردنية عمان
إلى أن قيام أمريكيين مبشرين وقساوسة بخطف أطفال من هاييتي بعد الزلزال الأخير،
وقيام اسرائيل بسرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين يندرج ضمن ظاهرة الاتجار بالبشر.
ونوه بأن دولة قطر رائدة في مجال مكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر ، حيث إن المؤسسة
القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر تقدم رعاية فائقة لضحايا هذه الظاهرة.. وإلى تفاصيل
الحوار:
-- في البداية .. حدثنا عن ظاهرة الاتجار بالبشر؟
- هي مشكلة عالمية كبرى وتحد خطير يواجه المجتمعات الإنسانية بدليل أن أرباح هذه
التجارة "النجسة" أصبحت في المركز الثاني بعد ظاهرة الاتجار بالسلاح والمخدرات
وتقدر بمليارات الدولارات. وهذه الظاهرة أيضا جريمة منظمة عابرة للدول وتطال الدول
الغنية والنامية وبصورة أخص الفقيرة ، كما أنها تهدد أمن وكيان واستقرار المجتمعات
البشرية وتنتقل من نقطة المنشأ وتمر بدول العبور وتستقر في دول الغاية .. حسب
بروتوكول الأمم المتحدة المكمل لاتفاقيتها والمعتمد في مدينة بالريمو الإيطالية حول
الجريمة المنظمة للعام 2000 نجد القسم الأول منه يتحدث عن التهريب والثاني يسمى منع
وقمع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص وبخاصة الأطفال والنساء، وتقوم بها عصابات منظمة.
--وماذا تتضمن منظومة هذا البروتوكول؟
- تتضمن هذه المنظومة العديد من القضايا مثل: أن وسيلة النقل والناقل والمسبب
والمستقبل طرف في الجريمة، وأرباح هذه الجريمة فاحشة وتحرمها الشرائع السماوية
وخاصة الإسلام كما أنها تستغل لغايات جنسية من بغاء ودعارة واستغلال النساء
والأطفال في أمور إباحية يحرمها القانون وهو الجنس التجاري ودعارة الغير - الاتجار
من أجل السخرة أو العمل الإجباري والقسري سواء كان ذلك بأجر أو بدون أجر - الرق
والاسترقاق - الاتجار بالأعضاء البشرية كما حصل مؤخرا في هاييتي بعد الزلزال الأخير
من قبل قساوسة ومبشرين حاولوا تهريب أطفال للخارج ، وكذلك قيام إسرائيل بخطف شهداء
وسجناء الفلسطينيين وسرقة أعضائهم الداخلية.. وهناك غايات أخرى تتطلب تعديل
البروتوكول السابق مثل ظاهرة التسول واستغلال النساء والأطفال وكذلك توزيع المخدرات
والمسكرات والأفلام الإباحية عن طريق التهديد بالقوة والنفوذ والسلطة والإغراء.
-- وما هي الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة ؟
- الأسباب عديدة وهي اقتصادية مثل الفقر حيث 40% من سكان العالم يعيشون تحت خط
الفقر ناهيك عن البطالة ، ما يدفع الشباب إلى الهجرة والوقوع في المصيدة .. وهناك
الأسباب الاجتماعية متمثلة في التفكك الأسري إضافة إلى العوامل السياسية مثل
الاضطهاد والتمييز العنصري والكبت والديكتاتورية والتسلط وعدم الاستقرار والخوف
والحروب والنزاعات المسلحة.
-- كيف يمكن الحد من ظاهرة الاتجار بالبشر ؟
- هناك ثلاثة عناصر أساسية للحد من هذه الظاهرة وهي أولا: تقوية عوامل الوقاية
المجتمعية والفردية ويجب البدء بالأسرة أولا، وكذلك الدولة والإعلام والتقنيات
الإعلامية حيث الندوات وورش العمل والمساجد والمدارس ومنهاج الدراسة، ومؤسسات
المجتمع المدني - ثانيا: الحماية من خلال بناء منظومة تشريعات متكاملة ومنظومة
مؤسسات، ولا بد من التأكيد هنا أن دولة قطر هي أول دولة أنشأت مؤسسة لمكافحة
الاتجار بالبشر - ثالثا: توفير الرعاية للضحايا وذلك من خلال دور الإيواء، وتوفر
المؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر رعاية متقدمة للضحايا وتوفر لهم محام
للحصول على حقوقهم وضمان عودتهم إلى بلدانهم كما تمنحهم تذاكر سفر وهدايا أخرى
عديدة.
-- وما هي الجهات والمؤسسات المنوط بها مكافحة مثل هذه الظاهرة؟
- الشرطة والنيابة العامة .. ونحن كمؤسسة نتولى ذلك بمساعدة الجهات المعنية ونقوم
بإجراء دراسة قانونية واجتماعية للضحية لضمان حقوقه ويتقرر بعد ذلك ما يتوجب فعله
لإعادة حقوقه إليه ولدينا برنامج متكامل للرعاية يتضمن إعادة التأهيل والاندماج في
المجتمع.
-- وما أثر هذه الظاهرة على المجتمع؟
هي آفة اجتماعية وأخلاقية كبرى، وان تركت فإنها ستنخر جسد المجتمع وهي أشبه ما تكون
بكرة الثلج التي تتدحرج من قمة الجبل تكبر وتمتد أكثر لكن المصدات تعيقها وهي مدمرة
إن لم نقم بمكافحتها كما أنها ظاهرة دخيلة علينا كمجتمعات شرقية.
-- هل العمالة في الخليج حيث ظاهرة الكفيل لها علاقة بظاهرة الاتجار بالبشر؟
- بداية .. لا بد من القول إن دول الخليج موقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة
هذه الظاهرة وكما هو معروف فان قطر بادرت بتأسيس مؤسسة لهذه الغاية ويعالج قانون
العمل ظاهرة الاتجار بالبشر والسخرة من خلال محاكم عمالية.
-- وماذا عن وضع الخدم في الخليج؟
- ظاهرة الخدم منتشرة في كل البلدان العربية وتكثر بالنسبة لعمل المرأة ، وقد أصبحت
الخادمة ضرورة ونراها في الأردن ومصر ولبنان والخليج وهو الأكثر احتضانا لهذه
الظاهرة بسبب الطفرة النفطية والرفاه الاقتصادي والاجتماعي.
-- وهل هناك قوانين تحد من هذه الظاهرة وتجارتها؟
- كما قلت فان أول من بادر بإعداد استراتيجية المكافحة الوطنية هي دولة قطر على
مستوى الخليج عام 2003 وأقرها مجلس الوزراء ومن توصياتها إقامة المؤسسة القطرية
لمكافحة الاتجار بالبشر والدار الوطنية للإيواء إضافة إلى سبع مؤسسات رعوية وحذت
دول الخليج حذو قطر في هذا المجال. وينص قانون المؤسسة القطرية الأساسي على الأحقية
بفتح فروع داخل وخارج قطر كما أنه انبثق على مستوى الخليج لجان عليا دائمة (اللجان
العليا الدائمة لمكافحة الاتجار بالبشر). وتقع اللجنة القطرية تحت رعاية المجلس
الأعلى لشؤون الأسرة وقد أنشئت عام 2005 وتحولت عام 2008 إلى مؤسسة كبيرة تعنى
بالبحوث والتدريب وتشارك في مؤتمرات دولية وإقليمية وعربية.
وتحتضن دولة قطر مبادرة عربية لبناء القدرات الوطنية العاملة في مختلف مجالات
مكافحة الاتجار بالبشر في الدول العربية جرى إطلاقها خلال منتدى في الدوحة في مارس
الماضي بالتعاون والتنسيق مع الجامعة العربية والمكتب المعنى بمكافحة المخدرات
والجريمة التابع للأمم المتحدة والتي تعنى بتدريب القيادات العاملة في الأجهزة
المختصة والمعنية على مدى ثلاث سنوات تمولها قطر.
-- العصابات التي تقوم بالاتجار بالبشر تنتمي للغرب الذي يتبجح بحقوق الإنسان .. ما
تفسير ذلك ؟
- هذه العصابات لا تنتمي لدول بل هي تجمعات فردية إجرامية تقوم باستغلال الضعفاء
والمهمشين وخاصة النساء والأطفال، وبحسب تقارير الأمم المتحدة فان هناك أربعة
ملايين طفل وامرأة يستغلون سنويا في العالم وفق معايير الاتجار بالبشر.
-- وما هي خطط المؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر للتعاون والتشبيك مع مؤسسات
ومنظمات المجتمع الدولي المتناظرة لها في عملها الإنساني؟
- شاركت هذه المؤسسة في العديد من المؤتمرات الدولية والعربية المعنية بهذه الظاهرة
وبالسكان ومشاكلهم وكان للدعوة الكريمة التي وجهتها اللجنة المنظمة لمؤتمر غرب آسيا
وشمال إفريقيا (الوانا) الذي عقد في عمان أثر كبير في إقامة علاقة تنسيق ما بين
المؤسسة وهذه المنظمة الدولية الإنسانية لأن هناك نقاط التقاء مشتركة بين الطرفين
مما يخدم بني البشر والإنسانية جمعاء وبخاصة في المنطقة الجغرافية التي هي ساحة عمل
(وانا) وفي مقدمتها الدول العربية الشقيقة ونحن نثمن دعوتنا ونبارك لمنظمي المؤتمر
وراعيه سمو الأمير الحسن بن طلال جهودهم.
مكافحة
الاتجار بالبشر
المؤتمر
الأول لمكافحة الاتجار بالبشر
الإعدام
للمغتصبين في قانون الاتجار بالبشر
قطر
حريصة على حماية ضحايا الإتجار بالبشر
تحديات
كبيرة أمام قانون مكافحة الاتجار بالبشر
تحديات
كبيرة أمام التوعية بمخاطر الاتجار بالبشر
إعلان
قيام المؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر
المكتب
الوطني لمكافحة الإتجار بالبشر يحدد أهم التجاوزات
الوطني
لمكافحة الاتجار بالبشر يبحث مشاكل العمالة المنزلية