جريدة الراية
الاربعاء 28 يوليو 2010م
توقيع 8 اتفاقيات بين قطر والمغرب قريبًا
* اللجنة العليا القطرية المغربية
تجتمع بالدوحة قبل نهاية العام
* لا مناص من فتح صفحة جديدة في العلاقات بين المغرب والجزائر
* مفاوضات غير مباشرة بين المغرب والبوليساريو حول الصحراء
الدوحة - أنور الخطيب:
وصف سعادة السفير عبدالعظيم التبر سفير المغرب لدى الدوحة العلاقات التي تربط بلاده
مع قطر بأنها علاقة متميزة في جميع المجالات. وقال التبر الذي تحتفل بلاده بالذكرى
العاشرة لتولي الملك محمد السادس عرش المغرب، إن الاتصالات مستمرة ومتواصلة بين
البلدين على أعلى المستويات كما أن هناك تنسيقا وتعاونا بين قيادتي البلدين في
المحافل الدولية حول قضايا المنطقة.
وأضاف التبر في حديث لـ «الراية» إن الدوحة ستشهد قبل نهاية العام الجاري اجتماعات
اللجنة العليا المشتركة القطرية - المغربية والتي يرأسها رئيسا الوزراء في البلدين
حيث سيجري خلال هذه الاجتماعات التوقيع على ثمانية اتفاقيات بين البلدين في مختلف
المجالات الاقتصادية الاستثمارية والسياحية. ونوه بالاستثمارات القطرية في المغرب
وخاصة المشروع الفندقي الذي تقوم به شركة الديار في منطقة طنجة شمال المغرب، والذي
قدرت تكاليفه حين البدء بإنشائه قبل خمس سنوات بنحو 700 مليون دولار. وقال: إنه
يتوقع أن تزيد كلفة المشروع أكثر من ذلك بسبب الارتفاع في الأسعار معتبرا أن
الاستثمار القطري في هذه المنطقة سيعود بالفائدة على البلدين الشقيقين.
وحول الإنجازات التي حققها المغرب في عهد الملك محمد السادس قال السفير التبر: إن
هذه الإنجازات بادية للعيان ويلمسها المواطن في المغرب عن كثب.. فالمغرب شهد مرحلة
من الازدهار والتنمية في عهد الملك محمد السادس الذي شهد عهده أيضا تثبيت ركائز
الحياة السياسية باتجاه المزيد من الحرية والديمقراطية وباتجاه ترسيخ دولة القانون.
واستشهد بالتطور الكبير الذي تشهده البلاد خاصة على صعيد التنمية البشرية والتركيز
على بناء المواطن المغربي فضلا عن التطور الكبير في مجال البنية التحتية في البلاد.
وردا على تقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش» الذي يتهم حكومة بلاده بالتضييق على
الحريات الإعلامية.. قال السفير المغربي إن مثل هذه التقارير ليست جديدة، ونحن نسمع
مثلها من حين لآخر، لكننا نفتخر بسجلنا في مجال الحريات الإعلامية مقارنة بالعديد
من الدول العربية وغير العربية.. فالصحافة في المغرب تتمتع بالحرية ولكن تحصل هناك
تجاوزات والصحافة ليست فوق القانون .. فالقانون يسري على الصحافة، وقانون الصحافة
في المغرب الذي عدل بمشاركة الجهات الإعلامية المعنية قانون متقدم وليس له مثيل
بالمنطقة.
وأضاف السفير المغربي أن المحاكمات التي جرت لبعض الإعلاميين لم تكن بسبب أراء
لهؤلاء صدرت بل كانت بسبب مساسهم بحرية الآخرين من خلال السب والقذف.. وهذه قضايا
يعاقب عليها القانون في العالم كله وليس في المغرب فقط. وشدد على أن المغرب شهد
خلال السنوات العشر الماضية طفرة كبيرة في الفضاء السمعي والبصري .. مضيفا أن هناك
نحو 400 صحيفة ومجلة تصدر في المغرب وبعض الصحفيين ربما أفرط في التعامل مع الحرية،
وهذا باعتراف الصحفيين أنفسهم، حيث كان هناك نقد ذاتي من قبل بعض الصحفيين الذين
يقدرون مسؤولية الصحافة، ولكن للأسف فإن مثل هذه المنظمات لا ترى النصف الفارغ من
الكوب.
وبشأن مبادرة العاهل المغربي بفتح صفحة جديدة في العلاقات بين المغرب والجزائر
والرد الجزائري على هذه المبادرة قال السفير التبر: إن ذلك جاء في رسالة التهنئة
التي أرسلها الملك محمد السادس إلى الرئيس الجزائري بمناسبة اليوم الوطني لبلاده،
وقد زاد فيها فقرة تأتي في كل المناسبات عن رغبة المغرب بتحسين العلاقات وتطويرها
وفتح الحدود المغلقة منذ 15 سنة بين البلدين. وأضاف : لا مناص من فتح هذه الصفحة
الجديدة، طال الزمن أو قصر فالمغرب والجزائر جارين وشقيقين، ولدينا ماض وحاضر
ومستقبل .. أما بالنسبة للرد الجزائري فليس هناك رد صريح ولكن الإخوة بالجزائر
عودونا بمقابلة هذه الدعوات بنوع من التهرب من فتح الملفات وربطها بأشياء أخرى
ومنها قضية الصحراء رغم أن الجزائر كانت تدعو في الماضي لوضع هذا الملف جانبا
والاهتمام بتقوية العلاقات والتعاون بين البلدين، ولكنها الآن صارت تربط فتح الحدود
وتحسين العلاقات بإيجاد حل لقضية لصحراء حسب منظورها ومنظور الجماعة التي تحتضنها
في الوقت الذي تدعي فيه أنه لا دخل لها في هذا الموضوع وهي الإشكالية التي لا
نفهمها في المغرب ولا يمكن لأحد أن يفهمها، فهم يقولون أنهم لا ناقة ولا جمل لهم في
هذه القضية ثم تطالب بحلها قبل أن تمضي بأشياء أخرى.
وفي تعليقه على ظاهرة عودة العديد من قادة البوليساريو إلى المغرب وتركهم للجبهة
والذين كان آخرهم صهر قائد جبهة البوليساريو .. قال السفير: إن العديد من المؤسسيين
لجبهة البوليساريو رجعوا إلى المغرب على مدى السنوات الماضية وكان آخرهم ولد سويلم
الذي كان مستشارا لرئيس الحركة وتقلد مناصب عليا ومهمة في الجبهة وهم عندما يعودون
إلى المغرب يؤكدون رؤية المغرب لطريقة عمل البوليساريو وما يجري بعيدا عن الأنظار
في مخيمات اللاجئين واليد العليا للجزائر في تسيير الحركة، كما أنه من المؤسف أن
تلاحقهم من قبل رفاقهم السابقين تهم الخيانة .. فالبوليساريو لا تقبل أي صوت معارض.
وأضاف السفير التبر: أن أغلب من عادوا تسلموا مواقع مهمة في المغرب حيث عمل العديد
منهم في مناصب ولاة «محافظين» كما عين عدد منهم سفراء وأحدهم عين سفيرا للمغرب في
أسبانيا وهي أحد الدول الهامة في علاقات المغرب السياسية.
وعن آخر تطورات قضية الصحراء وملف المفاوضات بين الحكومة وجبهة البوليساريو التي لم
تؤد جولتها الأخيرة إلى نتائج ملموسة قال: إن هناك قرارا لمجلس الأمن يطالب الطرفين
والدول المجاورة ويعني بها الجزائر بالدرجة الأولى أن تنخرط في مفاوضات بدون شروط
وأن تدخل في مفاوضات مباشرة صلب الموضوع وتأخذ بعين الاعتبار التطورات الأخيرة، ولم
يعد أحد منذ عامين يطالب بتنظيم استفتاء بالمنطقة .. فالأطراف كلها مقتنعة أن خيار
تنظيم استفتاء في المنطقة تجاوزه الزمن وأصبح غير واقعي في الوقت الذي تصر فيه
البوليساريو والجزائر على تنظيم استفتاء وما يعنيه ذلك من قطع الطريق على أي تفاهم
أو أي حل وعلى كل حال الصحراء لمغربها وعندما يقتنع الطرف الآخر بالدخول في
المفاوضات لتطوير المبادرة المغربية المفتوحة والقابلة للتطوير والتفاوض، فنحن
جاهزون لذلك ونحن ننتظر زيارة المبعوث الخاص بقضية الصحراء للمنطقة وهو قام بزيارة
للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وأسبانيا مؤخرا ويبدو أنه يهيئ لاقتراح إجراء
مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين.