جريدة الراية - الخميس 12 اغسطس 2010م

انسياب مروري نهاراً وزحام ليلاً

* الزحام تركز في منطقة الأسواق وحول المجمعات التجارية

كتب- نشأت أمين:
تباين الوضع المروري في اليوم الاول من ايام الشهر الفضيل ، فرغم الانسياب الشديد الذي شهدته الشوارع خلال ساعات النهار الا ان العكس هو ما حدث في المساء ، فرغم النصائح والارشادات التي قدمتها ادارة المرور لقائدي السيارات بتجنب التوجه الى بعض المناطق الا ان الزحام كان هو السمة الغالبة خلال فترة المساء وتحديدا بعد صلاة العشاء في عدد من مناطق الدوحة ، وجاءت منطقة الاسواق كالعادة في مقدمة المناطق التي شهدت كثافات مرورية عالية حيث توافد المئات من المواطنين والمقيمين ليلا على المنطقة لشراء احتياجاتهم كما جذب سحر سوق واقف اعدادا غفيرة من الشباب من الجنسين حيث حرص الجميع على الاستمتاع بعبق الزمان الماضي الجميل الذي يفوح من مقاهي ومطاعم وشوارع السوق . وشهدت المناطق القريبة من المجمعات التجارية لاسيما مجمعي فيلاجيو والسيتي سنتر كثافات مرورية حيث خرجت اعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين لاسيما الشباب للتجول في المجمعات ولم يكن الشراء هو الهدف الرئيسي بالنسبة لاعدادا غير قليلة منهم وانما كان هدفهم التنزه والاستمتاع بأجواء رمضان داخل المجمعات.
وبذل رجال الدوريات المرورية التي انتشرت في مناطق الزحام جهودا كبيرا في التعامل مع تلك الكثافات ولعب التنسيق الذي تم بين المرور ولخويا والفزعه دورا كبيرا في منع حدوث اختناقات مرورية.
حيث كانت إدارة المرور قد استعدت بالتنسيق مع قوة الامن الداخلي لخويا وشرطة الفزعة لاستقبال الشهر الفضيل عبر خطة عمل استهدفت التصدي لحالات الاختناق المروري التي قد تحدث في بعض الدوارات والشوارع.
وتضمنت الخطة اتخاذ المزيد من التدابير والإجراءات الوقائية الكفيلة بالحد من الزحام المتوقع والعمل على فك الاختناقات وتسيير الحركة المرورية بسهولة .
وكانت مصادر مطلعة بإدارة المرور قد أوضحت للراية أنه في نفس التوقيت من كل عام وقبل حلول الشهر الكريم بوقت كافة تستعد الإدارة لمواجهة الزحام المتوقع خلال الشهر الكريم عبر خطة عمل تهدف الى تحقيق الانسيابية في الحركة المرورية، ومواجهة الاختناقات في مختلف الدورات والاماكن العامة ، من خلال وضع ترتيبات خاصة تضبط الحركة المرورية خلال فترتي الصباح والمساء.
وأشار المصدر إلى أنه يتم التنسيق مع قوة الأمن الداخلي لخويا ممثلة في مجموعة المواكب والدوريات بالاشتراك مع شرطة الفزعة للمساهمة والتعاون في هذا العمل، حيث يتم تغطية جميع مناطق الدوحة خاصة الأماكن التي تشهد زحاماً مرورياً كبيراً وبصفة خاصة منطقة الأسواق بالمزيد من دوريات الدراجات النارية
وكرر المصدر دعوته الى قائدي السيارات والموظفين بضرورة الخروج المبكر، وقبل الدوام الرسمي بوقت كاف وتجنب الاستعجال للوصول إلى مقر العمل حتى لا تحدث الاختناقات المرورية.
وشدد على ضرورة القيادة الآمنة وعدم الاستعجال في العودة إلى المنزل قبل الإفطار متمنيا السلامة للجميع.
مضيفا أن من أبرز الظواهر السلبية التي يشهدها الشارع المروري في رمضان ظاهرة عدم الذهاب مبكرا للعمل والاستعجال في العودة للمنزل والتجاوز من اليمين لافتا إلى أن الإدارة تعمل على التقليل من هذه المخالفة باعتبارها سلوكا غير حضاري يتمثل في استغلال المرافق الحضارية للتعدي على حقوق الآخرين بسبب الأولوية في المرور.
وأضاف المصدر أن الظاهرة السلبية الأخرى التي تحدث هي ظاهرة الدراجات النارية البانشي والتي تنتشر في فصل الصيف وخلال شهر رمضان لذلك نطالب أولياء الأمور المساهمة معنا للحد من هذه الظاهرة المتمثلة في استخدام البانشي على الطرق الخارجية، ما يشكل خطورة على قائدي هذه الدراجات، وخاصة أن قائديها معظمهم من الأطفال غير الملمين بقانون القيادة الآمنة ما يعرض حياتهم وحياة الآخرين للخطر، لذلك قمنا خلال فترة الصيف بعمل حملة مرورية للحد من هذه الظاهرة وسوف تستمر هذه الحملات خلال شهر رمضان.
ويضيف المصدر قائلاً إنه تم تكثيف التواجد المروري على الدوارات التي تشهد زحاما في الصباح أو المساء مع تنظيم دوريات مرورية على هذه الدوارات وذلك بالتنسيق مع دوريات لخويا بهدف فك أي اختناقات مرورية خلال الشهر الفضيل.
يشار الى ان العميد محمد سعد الخرجي مدير ادارة المرور كان قد شدد في مقابلات اعلامية سابقة على ان التراخي في تطبيق قانون المرور يسبب فوضى في الشوارع ومن ثم يصعب السيطرة على الوضع المروري بعد ذلك مثلما يحدث في بعض الدول ، لافتاً الى ان التزام قائدي السيارات بقانون المرور يعد مظهراً حضارياً تفتخر به الدولة وهو ما تحقق بالفعل بصورة كبيرة أفضل من الماضي حيث انخفضت نسبة المخالفات التي كانت تشوه المظهر العام سابقاً مثل قيام بعض الاشخاص بالوقوف فوق الرصيف والعبور من فوق الجزيرة الوسطى للطريق والتفحيص والاستعراض وهذة المخالفات تكاد تكون انتهت تماماً.
ونوه العميد الخرجي على أنه لا توجد أدارة خدمية تقدم عملها بصورة مثالية 100% فلابد أن يكون هناك هامش قليل من الخطأ يتم معالجته ، لافتاُ الى ان هناك مكتباً لتلقي شكاوي السائقين الذين يشعرون أن هناك مخالفة خطأ وقعت عليهم ، حيث يمكن لهؤلاء الاشخاص مراجعة مكتب الشكاوي سواء في الفرع الرئيسي لادارة المرور بمدينة خليفة أو لقسم مرور المعمورة .
وشدد العميد الخرجي على ضرورة عدم الوقوف في مواقف زوي الاحتياجات الخاصة مضيفا ان عدد تلك المواقف قليل ومن يخالف الضوابط الخاصة باستخدامها فهناك تعليمات وردت الينا بانه في حال تكرر ارتكاب الشخص لمخالفة الوقوف في مواقف زوي الاحتياجات اكثر من مرتين فانه يجب عدم التصالح معه بعد ذلك على الاطلاق واحالته الى القضاء لان هناك اشخاصا يكونون في امس الحاجة الى تلك المواقف وهم زوي الاحتياجات،
من ناحية اخرى نجحت الحلول الهندسية التي وضعتها اللجنة المشتركة المشكلة من هيئة الأشغال العامة وإدارة المرور خلال الشهور الماضية في فك الكثير من مواقع الاختناقات المرورية بالدوحة.
ومن ابرز تلك الحلول الهندسية مشروع ال slip roads الذي نفذته شؤون الطرق بالهيئة العامة للاشغال والذي حقق نجاحا ملموسا في الحد من الازدحام على الدوارات حيث تم عمل فتحات جانبية مساعدة للكثير من الدوارات الامر الذي ساهم بشكل إيجابي وملحوظ في تسيير وانسيابية حركة المرور .وقد بلغت قيمة المشروع ما يعادل (10) ملايين ريال قطري تقريبا ونفذته إحدي الشركات الوطنية الرائدة، حيث تم تنفيذ فتحات في كل من دوار الدفاع المدني، والدوار المائل، ودوار التلفزيون، ودوار المرخية، ودوار القوس، ودوار الجبيلات (يطلق علية سابقاً دوار كبار الموظفين)، وتقاطع الخوير الذي يقع بالقرب من مبني ديوان الخدمة المدنية، وشارع خليفة، ودوار الريان الجديد (يطلق عليه سابقاً محطة بترول العطية) والعديد من الدوارات الاخرى.