جريدة الراية -الثلاثاء17/8/2010 م

قطر حققت أقل نسبة لعدد الوفيات بسبب الحوادث المرورية

* التوعية الإلكترونية ساهمت في انخفاض حوادث الطرق
* البوعينين : مطلوب تعليم الشباب احترام قانون المرور في وقت مبكر

الدوحة - الراية:
شهدت الخيمة الرمضانية التي تقيمها وزارة الداخلية بجوار الاتحاد الرياضي القطري للشرطة حلقة نقاشية نظمتها الحملة الوطنية للوقاية من حوادث الطرق بالتعاون مع إدارة العلاقات العامة تحت عنوان (الشباب ثروة الوطن وعماد نهضته وتقدمه) ، شارك فيها العميد محمد سعد الخرجي مدير إدارة المرور والعميد محمد عبدالله المالكي منسق الحملة الوطنية للوقاية من حوادث الطرق والمقدم عبدالله خليفة المفتاح مدير إدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية ، والشيخ عايض القحطاني رئيس مجلس الأمناء والمدير العام لمؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية (راف) ، والشيخ أحمد البوعينين إمام وخطيب جامع صهيب الرومي بالوكرة ، وعدد من الأدباء والكتاب وأعضاء رابطة سائقي الدراجات النارية والصحفيين والمهتمين بالشأن المروري ، كما حضر الندوة عدد من السادة مديري الإدارات والضباط بوزارة الداخلية.
وفي بداية الحلقة النقاشية رحب المقدم عبدالله خليفة المفتاح بالحضور وشاكراً لهم تلبيتهم للدعوة التي وجهت إليهم للمشاركة في الحلقة النقاشية ، موضحاً أهمية الموضوع الذي تتناوله الحلقة كونه يتعلق بالسلامة على الطريق ، وتدارس الأمور التي من شأنها المساعدة على التقليل من الحوادث المرورية وبالتالي تجنب الكثير من الخسائر المادية والبشرية التي تتسبب بها تلك الحوادث المؤلمة ، بعد ذلك تم عرض فيلم تسجيلي من إنتاج إدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية حول الحوادث المرورية والجهود التي تقوم بها إدارة المرور والحملة الوطنية للوقاية من حوادث الطرق في مواجهة مخاطر الحوادث المرورية من خلال العمل على ضبط الشارع المروري وتنفيذ العديد من برامج التوعية المرورية الموجهة لمستخدمي الطريق ولاسيما الشباب الذين يشكلون الفئة العمرية الأكثر تضرراً من جراء الحوادث المرورية .
ثم تحدث العميد محمد سعد الخرجي مدير إدارة المرور حيث أعطى ملخصاً لنشأة الحملة الوطنية للوقاية من حوادث الطرق وأهمية ما تقوم به من دور هام وفعال في توعية أفراد المجتمع بآداب وقواعد المرور للمساعدة في وقايتهم من الحوادث المرورية المختلفة ، حيث قال : " .. في العام 2003م كان أول ظهور للحملة الوطنية للوقاية من حوادث الطرق وكانت حينها تتبع للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة وبعد عام من عملها تم إحالة الحملة لتتولاها وزارة الداخلية ممثلة بإدارة المرور ، ومن ذلك الحين وحتى الآن قامت الحملة بالعديد من الأنشطة والفعاليات التي تخدم السلامة على الطريق ، وقد بدأت تظهر نتائج تلك الجهود من خلال ما نشهده اليوم من انضباط للشارع المروري ، والتراجع المستمر للحوادث المرورية ، والمخالفات " ، مشيراً إلى أنه بعد العام 2006 م والذي شكل أسوأ عام في تسجيل أعلى نسبة للوفيات جراء الحوادث المرورية حيث بلغ عددها في ذلك العام 270 حالة وفاة ، بدأ مؤشر الحوادث بالانخفاض تدريجياً حتى وصل في العام الماضي إلى 222 حالة وفاة فقط .
واوضح أن هذا التقدم ما كان له أن يتحقق لولا تضافر الجهود من قبل المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والمؤسسات الخاصة ، وكذلك الإدارات الأمنية الأخرى وقوة الأمن الداخلي لخويا والتي تبذل جهوداً ملموسة مع إدارة المرور في ضبط الشارع المروري ، وتطبيق مفردات القانون للحد من وقوع المخالفات والحوادث المرورية ، وأضاف : " .. مما أنجزته الحملة مؤخراً ، وكان له دور ملموس في زيادة نشر الوعي المروري بين الناس ، الاتجاه إلى نشر التوعية المرورية إلكترونياً عبر المواقع الإلكترونية والمنتديات المختلفة ، وهذه خطوة نعد نحن السباقين فيها سواءً على مستوى دول مجلس التعاون أو الوطن العربي ككل ، وأثبتت التوعية عبر المواقع الإلكترونية نجاحاً كبيراً في توصيل المعلومة المرورية إلى أكبر شريحة من المجتمع ، وهذا ما نلمسه من خلال التفاعل مع المواضيع المرورية التي توضع في المنتديات ، وما يصلنا عبرها من رؤى وأفكار ، واستفسارات حول مختلف جوانب العمل المروري والسلامة المرورية ."
كما تطرق العميد الخرجي لحوادث الدهس مشيراً في هذا الصدد إلى أن إدارة المرور كانت تعاني من زيادة هذا النوع من الحوادث خلال الفترة الماضية ، و لكون غالبية ضحايا هذه الحوادث من العمالة الوافدة فقد وضعت إدارة المرور آلية خاصة لمعالجة هذه المشكلة من خلال البرامج التوعوية التي تخصصها للجاليات .
واشاد الخرجي بالتعاون الذي يبديه سائقو الدراجات النارية مع إدارة المرور من خلال الالتزام بآداب وقواعد المرور . هذا وقد عرض السيد مدير إدارة المرور إحصائية تبين حجم الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية في دولة قطر بالمقارنة مع ما يقع في دول المجلس والدول العربية الأخرى ، وقد بينت الإحصائية أن دولة قطر قد حققت أقل نسبة لعدد الوفيات بسبب الحوادث المرورية حيث بلغت ( 11 ) حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة ، وهي أقل بكثير عن بعض الدول العربية ، وقد أرجع العميد الخرجي هذا الانخفاض في عدد الوفيات جراء الحوادث المرورية إلى زيادة الوعي المروري لدى مستخدمي الطريق من سائقين ومشاة ، والتزامهم بآداب وقواعد المرور ، واحترام القانون .
ثم تحدث العميد محمد عبدالله المالكي حيث ركز على الحوادث المرورية التي يروح ضحيتها الشباب والتي تشكل نسبة 30-35% من إجمالي الوفيات الناجمة عن الحوادث التي تشهدها طرقات الدولة . موضحاً أن إدارة المرور والحملة الوطنية للوقاية من حوادث الطرق توليان أهمية خاصة في مجال توعية الشباب بقانون المرور وقواعد وآداب استخدام الطريق ، مشيراً إلى أن الحملة الوطنية وإدارة المرور من خلال الدراسات التي قامتا بإجرائها خلال الفترة الماضية حول الأسباب المؤدية لوقوع الحوادث المرورية فقد توصلتا إلى عدة نتائج ، منها استخدام كثير من الشباب لإطارات البالون ، وكذلك اللجوء إلى استخدام قطع الغيار المقلدة – غير الأصلية - موضحاً في هذا الصدد بأن إدارة المرور والحملة الوطنية للوقاية من حوادث الطرق توليان هذه المسألة أهمية خاصة حيث يجري الإعداد للتنسيق مع هيئة المواصفات والمقاييس بهذا الشأن .
بعد ذلك أعطيت الكلمة لرابطة سائقي الدراجات النارية حيث تحدث عنهم السيد محمد عبدالله قائلاً : رابطة سائقي الدراجات النارية رابطة حديثة المولد ، وهي تهدف إلى خلق نوع من العلاقة والتعاون بين إدارة المرور وهذه الفئة من السائقين " مشيراً إلى أن سائقي الدراجات النارية بحاجة إلى مزيد من التعاون مع إدارة المرور لاسيما في تنظيم بعض الدورات سواءً في جانب التعرف على قواعد وآداب المرور ، أو في الإسعافات الأولية ، وكذلك هم بحاجة للتعرف على آليات عمل إدارة المرور وخاصة في كيفية تلقي البلاغات والإجراءات التي تتبع عند وقوع الحوادث المرورية ، كما عرض جملة من الأفكار الرامية إلى تطوير عمل هذه الرابطة.
وتحدث في الحلقة النقاشية كذلك الشيخ أحمد البوعينين إمام وخطيب جامع صهيب الرومي بالوكرة حيث أشاد بالجهود التي تبذلها إدارة المرور والحملة الوطنية للوقاية من حوادث الطرق وما تنظمه من برامج وفعاليات تهدف إلى نشر الوعي المروري بين أوساط المجتمع بغية تجنب وقوع الحوادث المرورية المؤسفة التي تؤدي بحياة الناس ، متمنياً أن تتواصل هذه الفعاليات باستمرار وأن لا تقتصر على المناسبات ، واقترح أن يبدأ تعليم الشباب بآداب وقواعد المرور منذ وقت مبكر ما قبل مرحلة الثانوية ، كما توجه للسادة أولياء الأمور بالنصح مطالباً إياهم عدم السماح لأبنائهم بقيادة السيارات قبل بلوغهم السن القانونية وبالتالي حصولهم على رخصة القيادة .
وفي ذات الإطار تحدث الشيخ عائض القحطاني رئيس مجلس أمناء مؤسسة ( راف ) للخدمات الإنسانية مشيداً بالجهود المبذولة في مجال التوعية المرورية ، مشيراً إلى أن أهمية ذلك تكمن في أن الهدف من ورائها هو الحفاظ على حياة الإنسان الذي يمثل أغلى ثروات البلاد .
كما تحدث ممثل الجمعية القطرية لذوي الاحتياجات الخاصة منوهاً إلى ضرورة زيادة مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة ومقدراً الاهتمام الذي توليه إدارة المرور لهذه الشريحة من أفراد المجتمع سواءً من خلال تخصيص مكتب خاص بإدارة المرور لإنجاز معاملاتهم ، أو من خلال حماية المواقف المخصصة لهم ، وإصدار التصاريح الخاصة بذلك ، واقترح أن يتم وضع ساعة إلكترونية على الطرق الخارجية تبين درجة حرارة الجو ونسبة الرطوبة حتى يتمكن السائقون من تقدير السرعة المناسبة حسب حالة الطقس ، وأضاف بأنه من الهام جداً الإعلان عما يقع من الحوادث المرورية الخشنة عبر وسائل الإعلام وبالذات التلفزيون حتى يتخذ الناس العبرة منها .
كما تحدث الإعلامي حسن الساعي مقدم برنامج الدار بالتلفزيون القطري مشيداً بالحلقة النقاشية ، وطرح في مداخلته عدة مقترحات منها الدعوة إلى إقامة حلقة نقاشية ثانية يدعى إليها الشباب لمناقشة كل ما يتعلق بقانون وآداب وقواعد المرور . كما دعا أولياء الأمور إلى الحرص على عدم تعويد أبنائهم على العاب الفيديو وخاصة العاب السيارات التي تمتلئ بالمغامرات الخطيرة على الطرقات ، مشيراً إلى أن من شأن ذلك غرس مفاهيم خاطئة لدى الصغار حول قيادة السيارات ، وتصوير المخالفات والحوادث وكأنها نوع من البطولات التي يمكن التفاخر بها وسلوكها .
هذا وقد أثريت الحلقة النقاشية بالعديد من الآراء والمقترحات ، والملاحظات من قبل الحاضرين وتم مناقشتها والرد عليها من قبل السيد مدير إدارة المرور ، واختتم الحلقة النقاشية المقدم عبد الله خليفة المفتاح مدير إدارة العلاقات العامة حيث تقدم بالشكر لكل الحاضرين ولكل من ساهم فيها بالرأي والمشاركة المثمرة والتي تعزز من جهود إدارة المرور والحملة الوطنية للحد من حوادث الطرق وحماية المجتمع من آثارها الضارة.