«إمسام»: قطر تتمتع بنموذج مشاركة قائم على العلم والإدراك

يصادف اليوم الخامس عشر من سبتمبر اليوم الدولي للديمقراطية والذي يأتي فيما تتباين جهود البلدان في نشر الحريات وفسح المجال للمؤسسات المحلية في المشاركة والتعبير عن آرائها.
ويقول الدكتور نصير شاهر الحمود سفير النوايا الحسنة المدير الإقليمي لمنظمة «أمسام» المراقب الدائم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة إن قطر تمكنت على مدار السنوات الأخيرة من تعزيز المشاركة الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والخيرية، حين ساعدت عبر منظومة تشريعات في تسهيل دور هذه القطاعات في التنمية التي تشهدها البلاد.
وأكد أن أبرز ما تتطلبه المجتمعات الديمقراطية هو توافر درجات عالية من التعليم والإدراك بحجم تلك المشاركة وهو ما رسخته سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم سمو أمير البلاد المفدى عبر تواجد عدد من أرقى الجامعات والمعاهد في حرم مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، إذ يتطلب تقديم الآراء السديدة في مناحي الحياة المختلفة درجات عالية من الفهم العلمي وهو ما أفلحت قطر في تثبيت أركانه.
وتترأس سموها مجلس أمناء المؤسسة العربية للديمقراطية التي تأسست عام 2007 والهادفة لنشر الوعي وثقافة الديمقراطية في الوطن العربي.
ونوه في بيان صحفي من مكتب المنظمة الإقليمي بالدوحة بغرس سموها حب المشاركة في نفوس الأطفال من خلال تبنيها إطلاق قنوات تليفزيونية موجهة لهذا الجيل لمده بالمعارف والقدرات اللازمة لبناء مجتمعاته على أسس متينة.
وقال الحمود «المشاركة الحقيقية والبناءة في العصر الحديث تتطلب عناصر الفهم والإدراك بأهمية بناء المجتمعات على أسس علمية، وهو ما أدركته قطر قبل غيرها على مدار عقد من الزمن، حين هيأت جيلاً ذا معارف مرموقة سيكون عوناً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد».
وأكد الحمود أن الديمقراطية لا تكمن في الأصوات العالية التي تطالب بالتغيير من دون تواجد أسس رصينة تدعم ذلك على المستويين العلمي والإدراكي، لذا فإن المشاركة في المجتمع القطري تأخذ صوت المنتج الهادئ القائم على الفكر البناء، إذ يتآلف المواطنون والمقيمون في حب الوطن والحرص على خدمته والمشاركة في سلك السبل الكفيلة برقيه وازدهاره.
وتشجع الجمعية العامة للأمم المتحدة الحكومات على تعزيز البرامج الوطنية المكرسة لتعزيز وتوطيد الديمقراطية، بطرق منها زيادة التعاون الثنائي والإقليمي والدولي مع مراعاة النهج الابتكاري وأفضل الممارسات؛ وفقا للحمود.
وتعرض الحمود للتطورات المهمة التي تحققها دولة قطر على صعيد مؤشر التنافسية العالمية، حين حققت أعلى النسب من حيث جودة التعليم وكليات الإدارة ومقدار وصول الإنترنت للمدارس، ما يعكس السياسة الرامية لخلق أجيال قادرة على المشاركة المنتجة على أسس مدروسة.
وقد ساهمت مؤسسات المجتمع المدني بروح ديمقراطية عالية في مساعدة مناطق مختلفة من العالم على مدار السنوات القليلة الماضية، وهو ما يترجم السياسة العقلانية المسؤولة للديمقراطية في دولة قطر.
فقد لعبت مؤسسات عيد الخيرية وقطر الخيرية فضلا عن الهلال الأحمر القطري دوراً بالغ الأهمية في مساعدة شعوب تعرضت لأزمات ناتجة عن حروب أو اعتداءات فضلا عن الظروف الطبيعية، كتلك المساهمات المجزية في باكستان وهو البلد المسلم الذي تشرد نحو 18 مليونا من مواطنيه بفعل الفيضانات الأخيرة.
وتتحرك هذه المؤسسات انطلاقا من الرسالة السمحة والمحبة للسياسة القطرية التي قد لا تجد من يعارضها لأنها تعمل على نصرة المظلوم والفقير وإحقاق الحقوق.
وشاركت قطر مؤخراً في المؤتمر الثالث لرؤساء برلمانات العالم في جنيف، حيث أكد المشاركون من مجلس والمؤسسات الأخرى، وخلال تلك الفعالية المهمة اعتبرت دولة قطر أن إيمانها بتفاعلها ومشاركتها في فعاليات الاتحاد البرلماني الدولي يعكس انفتاحها على الأسرة الدولية ومنظوماتها المتكاملة والوحدوية في شتى المجالات.
وحينذاك قالت قطر إن عملها من خلال هذا المنبر يأتي في إطار سعيها إلى تحقيق واستتباب الأمن والطمأنينة والاستقرار، وبسط سيادة القانون، وتكريس الديمقراطية، ومكافحة الفقر، ومحاربة الإرهاب بكافة أشكاله.
واستذكر الحمود كلمة السيد محمد عبد الله السليطي رئيس وفد مجلس الشورى القطري أمام المؤتمر حين قال إن اهتمام دولة قطر والتزامها بالعمل مع المجموعات والمنظمات الإقليمية والدولية يأتي انسجاما مع مبادئ وأسس النهج الديمقراطي الرشيد الذي يتبناه حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى.
واستضافت قطر عدداً من المؤتمرات التي من شأنها أن تخدم المجتمع الدولي، فضلا عن أنها تتوافق مع اهتمامات وأهداف الاتحاد البرلماني الدولي حول حقوق الإنسان، ودعم الديمقراطية وتعزيزها، وبذل المساعي بلا كلل وبحيادية، لحل النزاعات والإصلاح بين الفرقاء.
وساهمت المنظومة القطرية في تعزيز مكانة المرأة القطرية التي باتت مشاركاً فعالاً في النشاطات المختلفة، إذ تؤكد السياسة القطرية على تمكين تلك المرأة باعتبارها نصف المجتمع.
فقد منحت دولة قطر المرأة مكانتها اللائقة، وفتحت أمامها أبواب العمل لتساهم بفعالية في مسيرة التنمية، لتضحي وزيرة، وقاضية، ورئيسة جامعة، وممثلة منتخبة في المجلس المركزي البلدي وغرفة تجارة وصناعة قطر، وطبيبة، ومهندسة، وفاعلة في بقية القطاعات.
وفي هذا الصدد، أشاد الحمود بتجربة الانتخابات الأخيرة لمجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة قطر التي اتسمت بأجواء تنافسية عالية الشفافية، كما نوه بالمشاركة النسوية البارزة في هذه الانتخابات من خلال ترشح 4 سيدات لتلك التجربة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالته بمناسبة اليوم الدولي للديمقراطية:
إن الديمقراطية قيمة عالمية تستند إلى إرادة الشعوب المعبر عنها بحرية في تحديد نظمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وإلى مشاركتها الكاملة في جميع نواحي حياتها.
وأضاف: رغم وجود سمات مشتركة بين النظم الديمقراطية، فليس ثمة نموذج وحيد للديمقراطية، فإن أنشطة الأمم المتحدة دعما لجهود الحكومات الرامية إلى تعزيز الديمقراطية وتوطيدها يضطلع بها وفقا للميثاق وبناء على طلب محدد من الدول الأعضاء المعنية فقط