قطر- جريدة الشرق -الاربعاء
05 ذو القعدة 1431 الموافق 13 اكتوبر 2010
لعدم
مساواتهم بزملائهم في مؤسسة حمد.. أطباء وممرضات: إدارة الرعاية الأولية تفتقر
لنظام الترقيات
حسام سليمان:
اشتكى عدد من أطباء وطبيبات وممرضات إدارة الرعاية الصحية الأولية من غياب العدالة
وعدم المساواة بينهم وبين زملائهم في مؤسسة حمد. وقالوا إن الإدارة ليس بها كادر
وظيفي معروف أو نظام محدد للترقيات مؤكدين أن من يتم تعيينه اليوم يتساوى في الدرجة
الوظيفية والراتب مع من يعمل في الإدارة منذ عشرين عاما. وأكدوا أن الزيادات التي
تم إقرارها على رواتب العاملين بنسبة 5 % لم يتم تطبيقها على الجميع، مؤكدين أنها
خضعت للأهواء الشخصية التي حرمت الكثير الاستفادة منها. وقالوا رغم مرور عام ونصف
العام بالتمام والكمال على تطبيق قانون الموارد البشرية على كافة مؤسسات الدولة،
الذي استفاد جميع الموظفين تقريبا من الزيادات التي اقرها القانون منذ بدء العمل
بالموازنة في ابريل من العام الماضي فإن جميع العاملات بإدارة الرعاية الأولية لم
يستفدن من قانون الموارد البشرية حتى هذه اللحظة ومازلن ينتظرن زيادة رواتبهن
وبدلاتهن أسوة بزميلاتهن من الممرضات العاملات في كافة الإدارات التابعة لمؤسسة حمد
الطبية. وطالبن الجهات المعنية بضرورة مساواة أطباء وطبيبات وممرضات الرعاية
الأولية بزملائهم في مؤسسة حمد، سواء كان ذلك في ما يتعلق بالرواتب أو الترقيات أو
الحوافز.
في البداية تؤكد إحدى الطبيبات الاستشاريات أنها تعمل في أحد المراكز الصحية منذ 20
عاما ورغم ذلك تقول إنها مازالت على الدرجة الـ12 وراتبها لا يزيد تقريبا على راتب
الطبيب الذي يتم تعينه اليوم، مشيرة إلى أن إدارة الرعاية الأولية ليس بها نظام
محدد للترقيات، كما أن الرواتب تعتبر ثابتة أو متجمدة وبالتالي فلا يوجد حافز يشجع
الأطباء على العمل. وتقول إن الترقيات لا تتم إلا في حالة السفر والحصول على شهادة
جديدة. وتتساءل هل يعقل أن يكون راتب الطبيب الذي يعمل منذ 20 عاما يساوي تقريبا
راتب الاستشاري الذي أفنى عمره في العمل داخل إدارة الرعاية الأولية.
وتضيف أن قانون الموارد البشرية رغم مرور عام ونصف العام على تطبيقه لم يصل إلى
إدارة الرعاية الأولية حتى الآن ولم يستفد منه كافة العاملين فيها سواء كانوا أطباء
أو ممرضات أو غيرهم من الموظفين الادرايين. وتقول نظرا لثبات الرواتب في إدارة
الرعاية الأولية منذ سنوات طويلة وعدم تناسبها مع الارتفاع الكبير في أسعار السلع
والخدمات فقد قرر المسؤولون زيادة رواتب جميع العاملين بنسبة 5 %. وتقول لقد استبشر
الجميع خيرا ولكن فرحتهم لم تتم حيث ان هذه الزيادات لم يتم تطبيقها على الجميع كما
حدث في مؤسسة حمد بل إنهم ربطوها بالتقييمات التي يتم على أساسها إقرار الزيادة من
عدمه. وأكدت أن التقييمات غير موضوعية وتتم بشكل عشوائي كما أنها تخضع للأهواء
ولذلك تم حرمان عدد كبير من الأطباء والممرضات من هذه الزيادة.
وتضيف مشكلة أخرى وهي أن إدارة الرعاية الصحية تتبع صوريا مؤسسة حمد الطبية ولكن
الواقع يؤكد أننا لا نتبع مؤسسة حمد وتدلل على كلامها بالقول: الأطباء في إدارة
الرعاية الصحية لا يعاملون على قدر المساواة مع زملائهم في مؤسسة حمد، سواء في ما
يتعلق بالرواتب او الترقيات، مشيرة إلى ان أطباء مؤسسة حمد على سبيل المثال يحصلون
على شهر مكافأة كل عام، بالإضافة إلى حوافز أخرى في حين أن أطباء الرعاية الأولية
لا يحصلون على مثل هذه الامتيازات. وتؤكد الطبيبة أنها كانت تريد أن تذكر اسمها
لأنها لا تكذب ولا تتجنى على أحد ولكنها تخشى على نفسها من العقاب نظرا لوجود تعميم
مكتوب صادر عن مسؤولي إدارة الرعاية الأولية يحظر على جميع العاملين بالإدارة
الحديث مع الصحافة، وتطالب الجهات المعنية بضرورة مساواة أطباء وطبيبات وممرضات
الرعاية الأولية بزملائهم في مؤسسة حمد، سواء كان ذلك فيما يتعلق بالرواتب أو
الترقيات أو الحوافز.
مزاجية التقييمات
وتتفق طبيبة أخرى مع الرأي السابق، مؤكدة أنها تأخرت أكثر من عامين حتى تحصل على
درجة الاستشارية رغم أن زميلاتها في مؤسسة حمد حصلن عليها في الموعد المحدد نظرا
لوجود نظام معروف ومحدد للترقيات هنا على عكس ما يحدث في إدارة الرعاية الأولية.
وتقول رغم حصولها على هذه الدرجة بعد عمر طويل من العمل فإنها حتى الآن لم تحصل على
أي امتيازات مادية أو أدبية تشعرها بأنها حصلت على هذه الدرجة.
وتشير إلى مشكلة أخرى وهي أن أطباء الرعاية الأولية يعملون بدون وجود ممرضات في غرف
الكشف، ولذلك فإن الطبيبة عليها أن تقوم بدور المعالج ودور الممرضة في وقت واحد.
وتؤكد أن التقييمات يحكمها المزاج وليس على الكفاءة او الجهد المبذول، مشيرة إلى ان
كثيرا من الأطباء يتغيبون عن عملهم بدون أعذار ويرفضون العمل في نظام النوبات ورغم
ذلك حصلوا على تقديرات مرتفعة نظرا لقدرتهم على نفاق رؤسائهم في العمل.
وتؤكد أن الراتب الأساسي للطبيب الذي يتم تعيينه اليوم في إدارة الرعاية الأولية
أعلى كثيرا من الراتب الأساسي لطبيب استشاري يعمل منذ 20 سنة، مشيرة إلى أن هذا
ينعكس في النهاية على إجمالي الراتب الذي لا يزيد كثيرا على راتب الطبيب المعين
حديثا. وتطالب بضرورة إعادة النظر في نظام الرواتب وأسلوب الترقيات المعمول به في
إدارة الرعاية الأولية، مؤكدة أن ذلك سوف يساهم في تطوير أسلوب العمل في المراكز
الصحية، كما انه سوف يشعر الأطباء بالمساواة، الأمر الذي سيساعدهم على العمل
والانجاز ومن ثم حصول المرضى على أفضل مستوى من الخدمة.
وتشير إلى نقطة أخرى وهي أن هناك مخالفات كثيرة لقانون العمل في إدارة الرعاية
الأولية فتقول إنها كانت تحصل على ساعة واحدة لرضاعة ابنها في اليوم لمدة ستة أشهر
رغم أن القانون ينص على منع الطبيبة ساعتين رضاعة يوميا لمدة سنتين.
ويؤكد طبيب آخر أن التقييمات تتم على أساس شخصي وليس على أساس موضوعي، مشيرا إلى أن
الطبيب الذي يستطيع أن ينافق رئيسه او يجامله يحصل على درجات نهائية في التقييم في
حين أن الطبيب الملتزم في عمله ولكنه لا يجيد المجاملات فهذا سوف يحصل على تقييم
دون المستوى. ويتساءل لماذا لا يتم احتساب سنوات الخبرة كمعادل للاختصاص في إدارة
الرعاية الأولية؟ ويقول إن هذا النظام معمول به في جميع أنحاء العالم ولكن في إدارة
الرعاية الأولية لا فرق بين طبيب يحمل 20 سنة خبرة وبين آخر تم تعيينه اليوم. ويقول
المفترض أن التقييم يتم على حسب سنوات الخبرة ولكن هذا لا يحدث، مشيرا إلى أن هناك
العديد من الأطباء المشهود لهم بالكفاءة فوجئوا بأن تقييمهم كان دون المستوى.
ويتساءل إذا كان تقييم الطبيب أقل من 50 % فكيف يتم الاحتفاظ به؟ وكيف يسمح له
بالكشف على المرضى؟ ويؤكد أن التقييمات أصبحت أسلوبا للتأديب وليست كوسيلة لتطوير
الأداء.
شكاوى الممرضات
هذا وقد تلقت "تحقيقات الشرق" العديد من الاتصالات من ممرضات في عيادات الرعاية
الأولية يتظلمن فيها من عدم تطبيق قانون الموارد البشرية عليهن حتى الآن.وأكدت إحدى
الممرضات في اتصال هاتفي مع "تحقيقات الشرق" أن رواتب الممرضات العاملات في هذه
العيادات كما هي ولم تزد ريالا واحدا رغم مرور أكثر من عام ونصف العام على تطبيق
قانون الموارد البشرية على كافة الممرضات العاملات في مؤسسة حمد الطبية، مشيرة إلى
أن رواتبهن ثابتة عند 6 آلاف ريال منذ سنوات طويلة رغم ارتفاع أسعار كل متطلبات
الحياة. وقالت إن دوام الممرضات في العيادات الخارجية يبدأ في تمام الساعة السادسة
صباحا وينتهي عند حلول الساعة الثالثة بعد الظهر ورغم ذلك لا نحصل على حوافز أو
بدلات تساعدنا على تحمل أعباء الحياة.
وقالت إن عشرات الممرضات في العيادات الخارجية يشعرن بالظلم الكبير الذي يتعرضن له
بسبب عدم استفادتهن حتى الآن من قانون الموارد البشرية الذي وضع لوائح جديدة لرواتب
جميع الموظفين في الدولة. وأضافت أن هذه اللوائح رفعت الرواتب بشكل كبير جدا بعد أن
استحدث العديد من البدلات التي لم يكن يحصل عليها الموظفون في السابق. وقالت إن
ممرضات الرعاية الأولية لا يعرفن متى تسري عليهن هذه الزيادات. وأشارت إلى أنهن
أرسلن شكاواهن إلى العديد من الجهات في الدولة دون أن ينظر إليها أحد ودون أن يتحرك
أي مسؤول لحل مشكلتهن.
وتطالب وزارة الصحة ببحث مشكلة عدم تطبيق قانون الموارد البشرية على عشرات الممرضات
القطريات العاملات في الرعاية الأولية ورفع الظلم الواقع عليهن، خصوصا أنهن يبذلن
نفس المجهود ويقمن بنفس العمل الذي تؤديه باقي الممرضات في الأقسام والوحدات الأخرى
قانون
رقم (14) لسنة 2002 بتنظيم مؤسسة حمد الطبية وتعيين اختصاصاتها
مرسوم
رقم (35) لسنة 1979م في شأن مؤسسة حمد الطبية
قرار
أميري رقم (24) لسنة 1996 بتعيين مدير عام لمؤسسة حمد الطبية
قرار
أميري رقم (74) لسنة 2003 بإعادة تشكيل مجلس إدارة مؤسسة حمد الطبية
قرار
رئيس مجلس الوزراء رقم (3) لسنة 2003 بتعيين مدير عام لمؤسسة حمد الطبية
قرار
أميري رقم (18) لسنة 1995 بتكليف ديوان المحاسبة بمراقبة حسابات مؤسسة حمد الطبية
قرار
مجلس إدارة مؤسسة حمد الطبية رقم (5) لسنة 2000 بإصدار لائحة شؤون الموظفين
بالمؤسسة
قرار
مجلس الوزراء رقم (9) لسنة 1997 بإدماج قسم التثقيف الصحي بمؤسسة حمد الطبية في قسم
التثقيف الصحي بوزارة الصحة العامة
قرار
وزير الصحة العامة رقم (28) لسنة 1996 بشأن تخويل بعض موظفي وزارة الصحة العامة
ومؤسسة حمد الطبية صفة مأموري الضبط القضائي