قطر - جريدة الشرق- الاربعاء 12 ذو القعدة 1431 الموافق 20 اكتوبر 2010
وزير
العدل يفتتح مؤتمر الدوحة لحوار الأديان
الدوحة-الشرق:
أكد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم وزير العدل اهمية مؤتمر الدوحة للحوار بين
الاديان مشيرا الى انه بات معلما بارزا يمد جسور التعاون بين الحضارات انطلاقا من
ان احدى القواعد الاساسية للحوار تتجسد في العدل والعدالة . وقال لدى افتتاحه اعمال
مؤتمر الدوحة الثامن لحوار الأديان صباح امس الذى ينظمه مركز الدوحة الدولى لحوار
الاديان بعنوان "دور الأديان في تنشئة الأجيال" ان هذا الحدث السنوي اصبح واحة
للتفاهم والتسامح والتعايش بفضل الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن
خليفة ال ثاني امير البلاد المفدى وحماس ممثلي الاديان المختلفة المشاركين في
فعاليته. واضاف سعادته ان مؤتمر حوار الاديان بات معلما بارزا من معالم العالم
المعاصر الذي يسعى نحو خير البشرية ويمد جسور التعاون بين الحضارات ويسعى لتحقيق
المزيد من التفاهم بين الثقافات وتشجيع الحوار بين الاديان للوصول الى تأصيل مفهوم
"الاخوة الانسانية" الامر الذي تسعى اليه الاديان باعتبار ان الناس جميع خلق الله.
واضاف ان احدى القواعد الاساسية التي ينطلق منها الحوار بين اتباع الديانات
السماوية الثلاث تتجسد بالعدل والعدالة حيث ان العدل اسم من اسماء الله وصفة من
صفاته فكان وصية البارئ عز وجل الى انبيائه حين استخلفهم هي القضاء في الارض فقال
تعالى " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس
بالقسط .
وأكد سعادة وزير العدل ان الحوار بين الاديان يواجه اليوم تحديات صعبة في ظل
الاوضاع السائدة في العالم .. مؤكدا ان مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها لصالح
الانسانية واجب تنتظره المجتمعات البشرية ولا يمكن ان يتم هذا بدون تضامن حقيقي بين
الاديان جميعا.
وأشار سعادته الى ان الانسان رغم انه سيد الكائنات اصبح اليوم مسخرا عاجزا عن
التحكم في نفسه وفي "التكنولوجيا والعلم" اللذين اصبحا موجِهين للانسان بدلا ان
يكون هو الموجه لهما مما ادى الى خلل كبير في علاقة الانسان بالكون خاصة في مجال
البيئة وبالتالي الى خلل في التوازن بين علاقة الانسان والكائنات الاخرى.
ورحب سعادته باختيار موضوع "دور الاديان في تنشئة الاجيال" عنوانا لمؤتمر الدوحة
الثامن قائلا انه ينمّ عن احساس المشاركين بهذه المشكلة الخطيرة وحرصهم على ان
تتعاون الاديان جميعا في علاجها وتوجيه الانسان فيها.
واستعرض الغانم المحاور التي يتناولها المؤتمر وهي "دور الاسرة في تنشئة الجيل
الجديد" و"دور المؤسسات التعليمية في تنشئة الاجيال برؤية دينية" و"دور الاعلام
وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة في تنشئة الاجيال" و"أثر دُور العبادة في تنشئة
الاجيال". مؤكدا ان الاسرة تعتبر المؤسسة الاجتماعية الاولى والركيزة الاساسية التي
يرتكز عليها المجتمع في تشكيل ابنائه لما لها من دور فريد في عملية التنشئة
الاجتماعية والسياسية والدينية وهي المصدر الاول لاشباع حاجات الفرد النفسية
وبالتالي فهي المصدر الاول الذي يكتسب منه الفرد مشاعره الانتمائية بما تمنحه من حب
ورعاية ومكانة وامن.
وفي هذا الاطار حذر سعادة وزير العدل من التفكك الاسري واثره السيئ على تنشئة
الاطفال من خلال اضعاف القيم الدينية والاخلاقية لدى الابناء اذ تجعلهم عرضة
لاكتساب قيم وعادات غير حميدة عن طريق المجتمع الخارجي او تجعل منهم فريسة للتطرف
او التعصب الديني.
وحول دور المؤسسات التعليمية في تنشئة الاجيال برؤية دينية نوه سعادة الوزير الى
الدور الكبير للمدرسة في هذا المجال باعتبار انها تحتوي الطفل مدة اطول وتتيح له
فرصة الحصول على اقران الى جانب اهميتها في تكوين البناء الاجتماعي والبناء
الاخلاقي والاعداد الوظيفي.
وقال ان المدرسة وحتى تقوم بدورها يجب على المربي ان يعوّد ابناءه احترام المدرسة
والمعلم ويرتبط بذلك ارتباطا وثيقا بضرورة ان تسهم المناهج الدراسية في غرس القيم
الدينية السوي لدى الابناء من خلال تضمينها لقيم التسامح والاخلاق الحميدة واحترام
معتقدات الاخر وقيمه وتقاليده واعلاء قيمة الانسان.
وعن دور الاعلام وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة في تنشئة الاجيال اشار الى تأثير
الاعلام الواضح على بناء الانسان وعلى تنمية المجتمع وبشكل خاص على تربية الطفل
ونشأته كما ان للاعلام تأثيرا ايجابيا واخر سلبيا على بناء الاجيال من خلال المضمون
الاعلامي المنفتح بعد ان تطورت اساليب الاتصال والعولمة التي طالت مختلف مرافق حياة
الانسان مؤكدا ان الطفولة الناجحة تعد ضمانا لتطور وفاعلية الجيل القادم الذي يستمد
المجتمع منه تنميته وقوامه.
ونوه سعادته بأثر دُور العبادة على تنشئة الاجيال مشددا على ان هذا الدور لا يقل
اهمية عن دور الاسرة حيث ان دُور العبادة تساهم في التكوين الاجتماعي والسياسي
وترسيخ المبادئ الدينية السليمة.
واكد سعادته انه اذا كانت الاديان المشاركة في مؤتمر الدوحة تمثل غالبية سكان
العالم وتتفق في اصلها السماوي ونبعها الابراهيمي فان مسؤولية الاديان السماوية
الثلاث جسيمة امام الضمير العالمي ويجعل التضامن والعمل المشترك واجبا دينيا
واخلاقيا .
واعرب سعادته عن امله في ان تسهم جلسات المؤتمر في دراسة القضايا المطروحة واقتراح
خطوات عملية لتنشئة الاجيال وللدفاع عن كرامة الانسان وعن حقه في الحياة. ودعا الى
دراسة الكيفية المثلى لمتابعة تنفيذ التوصيات التي صدرت عن المؤتمرات السابقة وما
سيصدر عن هذا المؤتمر ليتحقق الهدف الذي من اجله تنعقد هذه اللقاءات.
يشارك في المؤتمر المنعقد بفندق شيراتون الدوحة اكثر من 160 شخصا من اتباع الديانات
الثلاث الإسلامية والمسيحية واليهودية يناقشون على مدى ثلاثة ايام في عدة مواضيع
تتعلق بدور الدين في تنشئة الاجيال ومنها "دور الأسرة في تنشئة الجيل الجديد من
منظور ديني" و"تأثير التربية الأسرية على النشء" و"أثر التفكك الأسري في إضعاف
القيم الدينية والأخلاقية عند الأبناء" و"تنشئة الأطفال على التسامح وقبول الآخرين
واحترامهم".
بن بية: نحتاج لروحانية الدين حتى نسترده من أيدي القتلة
الدوحة-الشرق:
وجه الشيخ عبدالله بن بية نائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين كلمة في
افتتاح المؤتمر أكد فيها اهمية تربية الناشئة تربية حسنة في بيئة عالمية ملوثة
فكريا ومرتبكة ثقافيا وقلقة اقتصاديا واجتماعيا. وقال في الكلمة التي ألقاها
بالنيابة عنه الدكتور حامد المرواني عضو مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار
الأديان: إن الأمر حاليا يتعلق بتلوث النفوس البشرية وخاصة لدى أولئك الناشئة الذين
غادروا حاضنة البيت والمدرسة ليرتموا في أحضان المجهول، ويسلكوا سبيل المتاهة حيث
مشاهد عنف وصراع وشواهد انحلال وضياع، وتساءل بن بية عن إمكانية استرجاع القيم التي
كانت سماوية ثم انتقلت إلى إنسانية ليصبح العالم المسيطر اليوم في النهاية بلا قيم
سوى القوة والجشع والأنانية وغيرها من القيم الهدامة. وقال هل نحن مستعدون لنعيش
الروحانية الحقيقية للدين حتى نسترده من أيدي الطغاة والقتلة وعصابات الإجرام؟ ودعا
إلى العودة إلى منابع الفضيلة والقيم الفاضلة والتعاون الصادق بين كل المهتمين
بحاضر الإنسانية ومستقبلها، وفي طليعتهم رجال الدين ومتخذو القرارات وأن يكون
المؤتمر بداية الطريق، متمنياً لدولة قطر المزيد من التقدم والازدهار.
حاخامات ضلوا الهدف من حوار الأديان
الدوحة-الشرق:
في حوار اعتبره حضور المؤتمر بعيداً كل البعد عن الهدف الرئيسي من انعقاد مؤتمر
حوار الأديان تعمد الحاخام مارك شناير بالجلسة العامة دَسَّ السمِّ بالعسل متخذاً
من مداخلته أمام الحضور فرصة لتأكيد مزاعم باطلة عن حق اليهود بالأرض الفلسطينية
وبالقدس عاصمة لهذه الدولة المزعومة، قائلاً "إننا نربي أطفالنا على الحب والتضحية
من أجل أرض اليهود ودولة إسرائيل وعاصمتها مدينة القدس التي تحتل الصدارة في وجدان
وأحلام اليهود منذ 2000 سنة عندما كانوا يتعبدون ويمارسون طقوسهم الدينية في مدينة
القدس".
وأكد الحضور استياءهم من هذا الطرح من جانب الحاخام موضحين انه بهذه العبارة الفجة
يكون الحاخام قد ضل الهدف الأساسي من انعقاد مؤتمر حوار الأديان، وسعى لاستغلال
المنبر ليتعدى على أحقية الفلسطينيين بالأرض وبالدولة، ليعلن أنَّ القدس عاصمة
لدولتهم المزعومة، دون احترام للمكان ولا للزمان الذي اتخذه ليبث أفكاره المسمومة
أمام الحضور. كما تعمد حاخامات آخرون طرح افكار تتعارض مع الحوار بين الأديان مثل
الغمز الى احقيتهم في بناء الهيكل المزعوم وبالخوض في قضايا خلق آدم وفي أحاديث
جانبية اكدوا دعمهم للحكومة اليمينية المتطرفة في اجبار العرب على أداء ولاء القسم
لاسرائيل دولة دينية، وهو ما يتعارض مع فكرة الحوار بين الأديان فيما يهم سعادة
البشرية. وانتقد الشيخ تيسير التميمي هذا السلوك من جانب الحاخامات قائلاً: إن
تعمده هذا السلوك يؤكد انهم لا يريدون سلاما ولا حوارا ويسعون لفرض رأيهم بالقوة،
وانهم عنصريون ومتطرفون ويعتمدون على القوة والدعم اللامحدود ليقوموا بالمزيد من
العنجهية والغطرسة في أن ينكروا الآخر.
نوه بحرص الأمير وولي العهد على رعاية ملتقيات الحوار..النعيمي: قطر ماضية فى طريق
الانفتاح على العالم بجميع ثقافاته ودياناته
الثروة البشرية محور اهتمام الأديان السماوية في مؤتمرها الثامن
المركز ينظم ندوة للجالية الهندية بجميع طوائفها ودياناتها بعنوان "من التعارف إلى
التقارب"
تابع المؤتمر-طه حسين-هديل صابرعبد البديع عثمان-الدوحة-الشرق:
اكد الدكتور ابراهيم صالح النعيمى رئيس مجلس ادارة مركز الدوحة الدولى لحوار
الاديان اهمية وعالمية المؤتمر الذى يبحث فى موضوع هام يعنى بسلامة الانسانية
والحفاظ على ثرواتها المتمثلة فى الثرورة البشرية. مشيرا فى كلمته خلال الجلسة
الافتتاحية الى ان المشاركين فيه سيستمعون الى بعضهم البعض ويحللون ويستقرئون
مستقبل الجيل الجديد ووجهة نظره ودورهم كعلماء واكاديميين ومسئولين عن تربية هذا
النشء.
وقال النعيمى ان موضوع المؤتمر وعنوانه (دور الاديان فى تنشئة الاجيال) لم يأت من
فراغ لاسيما وان جمعينا يعلم مدى ما يتعرض له ابناء هذا الجيل من تيارات وثقافات
وأفكار منها ما هو نافع ومنها ما هو غير ذلك.
واضاف: اننا نحاول من خلال مركز الدوحة الدولى لحوار الاديان ان نطرح هذا الموضوع
على اصحاب الرأى والدين والثقافة والمختصين من ابناء الديانات السماوية الثلاث لعرض
افكارهم ورؤاهم حول تأثير العوامل المختلفة على تنشئة هذا الجيل.
وقال انه تم اختيار اربعة عناصر رئيسية لتشكيل ابناء هذا الجيل اولها دور الاسرة فى
تنشئة الجيل الجديد من منظور دينى حيث ان الأسرة بقيادة الوالدين تعتبر صاحبة
التأثير الاول والاكبر والاكثر استمرارا "فتنشئة الطفل على الاعتزاز بالهوية وعلى
الشعور بالانتماء الحضارى والانسانى مع التسلح بثقافة التآخي والتسامح واحترام
الاخرين والانفتاح على المجتمعات الاخرى هو خير ما يمكن ان ينشأ عليه الانسان فى
هذا العصر".
والعامل الثانى هو دور المؤسسات التعليمية فى تنشئة الطفل وقبول الاخر منوها بدور
المدرسة والكلية والجامعة فى زرع القيم والاخلاق النبيلة لدى النشء وما اذا كانت
تقوم فعلا بهذا الدور وتعتبره رئيسيا فى تربية وتعليم هؤلاء النشء او تعتبره ثانويا
وتركز على المهارات والآليات والتخصصات وتهمل ما دون ذلك. اما العامل الثالث فهو
تأثير الاعلام المرئى والمسموع والمشاهد والمقروء حيث لا يخفى على الجميع دور
وتأثير الاعلام الاجتماعى مثل الفيس بوك والتويتر بالاضافة الى الانترنت واليوتيوب
فى تشكيل ثقافات ابناء الجيل الحالى.
وتساءل الدكتور النعيمى عما اذا كان ما يقدم وينقل للابناء اعلاميا يعزز من القيم
والثوابت والمعتقدات التى نشأوا عليها ام انها مغايرة لذلك ومدى تأثير ذلك على هذا
الجيل. والمحور او العامل الثالث يتمثل فى دور دُور العبادة من مساجد وكنائس ومعابد
فى غرس قيم الاديان السماوية فى عقول وتفكير النشء وما اذا كانت هذه المؤسسات
الدينية لا تزال تقوم بهذا الدور كما كان فى السابق.
واكد الدكتور النعيمى ان حرص دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة
ال ثانى امير البلاد المفدى وسمو ولى عهده الامين على رعاية جميع الملتقيات التى
تهتم بحوار الاديان وتحالف الحضارات، يعد دليلا قاطعا ان قطر ماضية فى طريق
الانفتاح على العالم بجميع ثقافاته ودياناته والقيام بكل ما من شأنه جعل هذا العالم
مكانا يملؤه الامن والامان والاستقرار والحياة الكريمة والشريفة لكل من يعيش فيه.
وقال ان المركز وضع نصب عينيه من خلال المؤتمرات والندوات والطاولات المستديرة
والرحلات الطلابية ومن خلال المجلة العلمية العمل على نشر ثقافة التعايش السلمي
والحوار مع الاخرين وصولا الى الهدف الاسمى وهو الحياة الكريمة لبني البشر.
واعلن النعيمي ان المركز سيعقد بعد هذا المؤتمر مباشرة ندوة محلية للجالية الهندية
فى قطر بجميع طوائفها ودياناتها بالتعاون مع "مركز الاصدقاء الثقافى" تحت عنوان (من
التعارف الى التقارب). كما يعقد في نهاية هذا الشهر ندوة فى مصر مع برنامج الدراسات
الحضارية وحوار الثقافات بجامعة القاهرة حول دور المرأة فى الحوار بمشاركة نخبة من
المختصين من الجنسين فى حوار الاديان والثقافات. وتوجه الدكتور النعيمى فى ختام
كلمته بوافر الشكر لمعالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثانى رئيس مجلس الوزراء وزير
الخارجية لدعمه المستمر لمركز الدوحة الدولى لحوار الاديان. كما شكر اللجنة الدائمة
للمؤتمرات بوزارة الخارجية وعلى رأسها سعادة السيد محمد بن عبدالله الرميحى مساعد
وزير الخارجية لشئون المتابعة رئيس اللجنة والسفير عبد الله فخرو نائب رئيس اللجنة
وكل المعنيين، على العمل الدؤوب الذي يقومون به من اجل ان يعقد هذا المؤتمر بالصورة
المطلوبة
قرار
أميري بإنشاء مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان