قطر - جريدة الشرق - السبت
٤ ديسمبر ٢٠١٠
طالب
بوقفة صادقة لمنع سكن العمال داخل المدن...المريخي: الدين الحنيف أوصانا بحق الجار
الدوحة – الشرق:
أكد الشيخ محمد بن حسن المريخي أن من محاسن ديننا الحنيف حثه على الإحسان إلى كل شيء
إلى الإنسان والحيوان والنعم يقول رسول الله "إن الله كتب الإحسان على كل شيء".. رواه
مسلم، ومنع الاعتداء على أي شيء يقول الله تعالى (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين).
وأضاف ان ممن أمر بالإحسان إليه الجار المجاور لك، يقول الله تعالى (واعبدوا الله ولا
تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى
والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم).
وقال: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه
سيورثه" رواه البخاري ومسلم.
ومن تتبع السنة المطهرة وجد النبي صلى الله عليه وسلم قد أكثر من الوصية بالجيران الأمر
الذي يدل على كبير مقام الجار وكبير الإحسان إليه وكبير جرم من أساء إلى جاره ويقول
رسول الله "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره" رواه البخاري ومسلم، وفي رواية
"فليحسن إلى جاره".
وهذا يدل على أن الإحسان إلى الجار من خصال الإيمان وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد
جيرانك" رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يمنع جار جاره
أن يغرز خشبة في جداره" رواه البخاري ومسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم "خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند
الله تعالى خيرهم لجاره" رواه الترمذي وقال حديث حسن.
وقال: أيها المسلمون: الجار هو من جاورك وسكن بجوارك، وأكد أن الإحسان إلى الجار يكون
بمواساته عند حاجته والسؤال عن حاله وصلته وتفقد حوائجه وتلمس متطلباته، والسلام عليه
وتهنئته والفرح له والحزن لما يلم به وبذل النصح له ودفع الغيبة عنه ورد الطعون عنه
وتذكيره والدعاء له.
وأضاف: أنه مثلما جاء الأمر بالإحسان إلى الجار فقد جاء التهديد والوعيد لمن آذى جاره
وأزعجه، وأساء إليه بأي نوع من الإساءة.
وقال: إن المرء لا يبلغ كمال الإيمان أو الدرجة الرفيعة من الإيمان ما دام يؤذي جاره
ويسيء إليه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها
ولو فرسن شاة" رواه البخاري ومسلم.
وعند الإمام أحمد والحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله إن
فلانة تصلي بالليل وتصوم النهار وفي لسانها شيء تؤذي جيرانها سليطة. قال لا خير فيها،
هي في النار، وقيل: إن فلانة تصلي المكتوبة وتصوم رمضان وتتصدق وليس لها شيء غيره ولا
تؤذي أحدا، قال: هي في الجنة.
وقال: إنه لمن المؤسف أن الجوار اليوم أهمل وهمش ففي دنيا المسلمين جيران متجاورون
لكنهم لا يعرف بعضهم بعضا ولا يتزاورون ولا يعود بعضهم على بعض لا في مرض ولا صحة،
ولا في عيد ولا مناسبة وخاصة في المدن الكبيرة التي أهمل الناس فيها حق الجوار، خاصة
في أيامنا هذه وأزماننا التي طغت فيها النفوس وقدم فيها الدرهم والريال على المعاني
والمروات.
وأعجب من كل هذا أن يتجاور الأرحام بالبيوت والسكنى ولا يكون بينهم التواصل ولا التقارب،
بل القطيعة والإساءة والإعراض عن تعاليم الشريعة بحق الجار وهذه والله هي المفسدة التي
تفسد المجتمعات والبلدان عندما يسود التقاطع ويذهب الود والتواصل ولا يلتفت إلى ما
نصح به الله ورسوله من أواصر القربى واللبنات التي تبنى بها النفوس وتربى بها الناس
لقد نسي الناس أو بعضهم تعاليم الإسلام في شأن الجار وما له من الحقوق، نسوا الوعيد
الشديد لمن آذى الجار وأزعجه.
وقال إن الأسف كله اليوم أن يتعمد البعض أذية جاره حتى يصرخ جاره مستنجداً ولا حياة
لمن تدعو وتنادي إن الدرهم والمال اليوم طغى على حال كثير من الناس حتى ضرب من أجل
الريال بالأخلاق والأصول عرض الحائط.
وأضاف: لقد تعدى البعض واعتدى وتطاول على الجيران فرفع عليهم جاره الإيجار إن كان جاره
يسكن داراً يملكها، وحاول البعض الآخر طرد جاره وإجباره على الخروج من دار يملكها طمعا
في المال وتجرأ البعض فألقى بجاره ومتاعه في الشارع ورضى أن يقف جاره مع نسائه وأولاده
في العراء.
والطامة الكبرى والأذية والبلوى ما يحدث اليوم بين الناس من استئجار مساكنهم للعمال
والشركات والمؤسسات يخرج من بيته ويؤجره لشركة تأتي بأربعمائة عامل وتلقى بهم بجوارك،
ويبتعد الأخ والشقيق والرحم الذي كان بجوارك بالأمس تاركاً جاره يتعذب من تصرفات العمال
وسلوكياتهم من الملابس ورفع الصوت والنظر المستديم والقهقهة والتشاجر والخلافات واستعمال
ما أسكر وخدر خاصة إذا كانوا غير مسلمين.
ياالله كم يعاني الناس من هذه البلية، ويزداد الألم ويأسف المرء عندما يكون السبب في
مقدم هؤلاء العمال من يزعم ودك ومحبتك ويفخر بأخوتك، إن هذا والله لهو الإثم الكبير
وسوف يتعلق الجيران بعضهم في رقاب بعض بين يدي الله وسوف يختصمون عند الملك العلام.
إن المؤجر لبيته للعمال وهو يعلم أنه يسبب أذية لجاره قد ارتكب إثما مبينا وجرما عظيما
ومخالفة صريحة لما أمر الله به ورسوله من رعاية حق الجوار والتحذير من أذيته.
وان المكاتب العقارية التي تسعى لتؤجر لهؤلاء العمال بجوار العائلات مشتركة في الإثم
والوزر لأن الله تعالى يقول (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)
وهذه المكاتب بتصرفها الأرعن وتأجيرها هذا تعاونت على الإثم والعدوان فلا بارك الله
لهم فيما يعود عليهم من وراء هذه الإيجارات.
حسبنا الله ونعم الوكيل، أعمت الريالات قلوب الناس وطمست بصيرتهم حتى ضربوا بأمر الله
ورسوله وتعاليم الشرع عرض الحائط.
إن على رجالات المجتمع أن يقولوا كلمتهم ويقفوا وقفة صادقة يمنعوا التأجير للعمال داخل
المدن والقرى التي يسكنها المسلمون بعائلاتهم وذرياتهم ونسائهم، كم من الأخطار المحدقة
والأضرار البالغة يتسبب فيها هؤلاء العمال من شرب المسكرات والسرقة والإجرام وما ليس
لنا به علم ولا معرفة من البلوى والأخطار، هل يجب على المرء أن يبقى يحرس بيته وأهله
وقته كله؟ هل يترك عمله وحوائجه من أجل مراقبة بيته وأسرته. لقد قدمت المصالح والمنافع
على ما أمر الله به، حسبنا الله ونعم الوكيل، فلنتق الله فيما أمر ونهى ولنحذر غضبه
وسخطه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا
يمكرون).
محمد بن حسن المريخي
الشورى
يفتح ملف سكن العزاب
لجنة
المرافق بالشورى تناقش مشاكل "سكن العزاب"
الشورى
يوصي الحكومة بالإسراع في إصدار قانون ينظم إسكان العمالة
حظر
سكن تجمعات العمال داخل مناطق سكن العائلات