قطر - جريدة العرب- السبت 18 ديسمبر 2010م – الموافق 12 محرم 1432ه  العدد 8224

متى يتوقف مسلسل الحوادث المرورية على طريق الشمال؟

الدوحة - العرب

لا يكاد يمر يوم دون أن ترد فيه أخبار عن حادثة أو اثنتين على طريق الشمال، وغالبا ما تكون الحصيلة قتلى أو جرحى في حالة الخطر، يتدخل الإسعاف الطائر على وجه السرعة لينقل المصابين إلى الطوارئ لتلقي العلاجات الأساسية, إن قدر لهم أن يظلوا على قيد الحياة.
وتطرح كثرة الحوادث القاتلة بمشروع طريق الشمال تساؤلات عدة حول مستوى الأمن والسلامة على هذا الطريق, الذي هو حاليا في طور التشييد والبناء، في انتظار الانتهاء منه بعد أقل من أربعة أشهر وفقا لما وعدت به هيئة الأشغال العامة «أشغال».
ورغم قيام «أشغال» بافتتاح الطريق الرابط ما بين الدوحة إلى الجسر المؤدي إلى مدينة الخور في وجه الحركة المرورية من دون تحويلات تذكر، فإن هذا المقطع ما زال يعرف حوادث سير خطيرة، آخرها ما حصل قبل ثلاثة أيام بسبب انقلاب باص صغير مخلفا ستة جرحى بعضهم في حالة حرجة.
أما بقية المشروع بعد مدينة الخور فما زال يعاني من ضعف وسائل الأمن والسلامة على مستوى التحويلات المرورية الموجودة، إضافة إلى ضيق مسارات الطريق من مدينة الخور إلى مدينة الرويس، والذي لا يتجاوز مسارين في كل اتجاه، علاوة على ضعف مستوى الطريق وانتشار الحفريات والتشققات.
وإذا كانت «أشغال تنحي باللائمة وتعلق هذا الكم الهائل من الحوادث الكارثية على السائقين وتهورهم وعدم احترام السرعة المقررة على طريق لا يزال في طور البناء والتشييد، فإن عددا من مرتادي طريق الشمال يرمون بالكرة من جهتهم في ملعب «أشغال», متهمين إياها بالتقصير وارتكاب أخطاء فادحة في المشروع, وهو ما يتسبب في وقوع هذا الكم الكبير من الحوادث».
وحول ذلك أشار كثيرون إلى أخطاء في تصميم الجسور التي تشكل مداخل للمناطق والقرى الواقعة على طول طريق الشمال، فمن يستخدم هذه الجسور يقف حائرا بين مسارات مختلفة، لا يدري أي طريق سيسلك لبلوغ وجهته، وذلك في ظل غياب اللوحات الإرشادية الكافية، إضافة إلى الاختلاف الشديد ما بين جسر وآخر، ففي بعض الجسور تجد أن الطريق المؤدي إلى مدينة الدوحة على سبيل المثال يكون على اليمين، بينما في جسور أخرى يكون على اليسار، وهذا يجعل السائق في حيرة وتردد خلال عبوره للجسر، مما يتسبب في وقوع حوادث.
بل إن البعض قد يجد نفسه سالكا للاتجاه المعاكس، حيث يفاجأ بشاحنة قادمة عكس الاتجاه لعدم إدراك السائق أن الجسر بمسارين, وغيرها من الأخطاء التي كان يجب الانتباه إليها خلال مرحلة التصميم.
ويشدد البعض الآخر على مشكلة غياب لوحات تحمل أسماء المناطق على طريق الشمال، أو عدم وضعها بمسافة كافية قبل المخرج, مما يسمح للسائق باتخاذ التدابير اللازمة لخروج آمن من الطريق، وأشار عدد من السائقين إلى أنهم اضطروا إلى قطع عشرات الكيلومترات بسبب عدم انتباههم للمخرج المناسب المؤدي للمنطقة التي يقصدونها.
هذا إلى جانب المشكلة الكبرى التي تتمثل في الانتشار الكبير لعشرات الشاحنات الضخمة على طول طريق الشمال، وما يشكله ذلك من خطورة على سائقي السيارات، خاصة في ظل انتشار بعض السلوكيات السيئة، مثل الدخول المباغت للطريق, أو انتشار الغبار الكثيف بسبب مرورها في مسالك ترابية محاذية للطريق الرئيسي وغيرها.
ويناشد مرتادو طريق الشمال, هيئة الأشغال العامة بالإسراع في إنهاء هذا المشروع الحيوي في مواعيده المحددة، ويطالبون إدارة المرور والدوريات بوزارة الداخلية بتشديد الرقابة على الطريق لضمان الأمن والسلامة للمواطنين والمقيمين