فطر -
جريدة الشرق - الأربعاء 1432/02/8 هـ.
الموافق 12 يناير 201
مركز أصدقاء البيئة
نظم ندوة "البيئة والمقاصد"..
الخيمة الخضراء تطالب بإدماج السياسات البيئية في السلوكيات والآداب العامة
الدكتور الحجري:
الندوة ترسخ الفهم البيئي عبر النقاش الهادف
البروفيسور سيف: الدول الصناعية تدفن المخلفات السامة في العالم الثالث
عبدالبديع عثمان:
نظمت الخيمة الخضراء بمركز أصدقاء البيئة وبرعاية قطر للبترول ندوة بعنوان: "
البيئة والمقاصد" قدمها البروفيسور سيف الدين عبد الفتاح الأستاذ فى كلية الدراسات
الإسلامية بمؤسسة قطر، قدمها الدكتور محمد سالم عامر الخبير بوزارة البيئة، وتناولت
الندوة: دواعي الحديث عن البيئة وأزماتها وضروراتها وما ستقدمه الرؤية الإسلامية
والمقاصد لقضية البيئة. وأجابت الندوة على التساؤل المطروح عما سيقدمه الإسلام من
بعض الحلول لقضية البيئة في عصر العولمة.. من ناحيته اكد الدكتور سيف الحجري رئيس
مجلس إدارة مركز اصدقاء البيئة ان تعامل الانسان مع البيئة تحكمه خمس حلقات متكاملة
من بينها العلاقة بين الانسان والخالق، وهذه العلاقة هي التي تبني الضمير الحي
بجانب العلاقات الانسانية، وعلاقة الانسان مع المخلوقات غير الحية مثل الماء
والهواء والتربة لافتا إلى أن الإنسان مطالب باستغلال الايجابيات لتحقيق السعادة في
الدنيا، لافتا الى اهمية الحفاظ على البيئة مشيرا الى ان مثل هذا النوع من الندوات
يسهم في ترسيخ الفهم البيئي عبر النقاش الهادف..
وأكد البروفيسور سيف الدين عبدالفتاح في محاضرته ان البيئة هى كل وضع استخلاف بشري
تنبني عليه علاقات خاصة بين مجموعة المكونات الحية وغير الحية، المادية والروحية،
المشاهدة والغيبية، وبين الإنسان وأخيه الإنسان، وبين الإنسان وخالقه فى أى مرحلة
من مراحل وجوده لافتا إلى ان البيئة تمثل كنف الوجود البشرى فى كدح الانسان الى ربه
ومطية ضروراته وحاجاته ومهد معتقداته ووعيه وآثاره وموئل سعيه فى دنياه وأخراه،
ورصيد رزقه من السماء والأرض كما تشكل البيئة سكة الإنسان نحو غاية خلقه.. المشي في
مناكبها يعبد ربه.. وهى مسرح خلافته فى طاعته ومعصيته ومستودع حضارته وآماله ومتحف
معارفة وساحته الحضارية الكبرى، مشيرا الى سنن العطاء والمنع لافتا إلى اهتمام
الاسلام بالارض، مشيراً الى مسجدية الارض، منوها الى العلوم الاسلامية الداعية الى
الاهتمام بالبيئة لافتا الى ان افقار البيئة يؤدي الى الفقر مما ينتج تعطيل
التنمية، ملمحا الى الميزان الكوني الرامي للمحافظة على البيئة، لافتا الى اسهام
الغرب في تلويث البيئة عبر دفن النفايات السامة في دول العالم الثالث، لافتا إلى ان
ضروب الافساد البيئي تكمن في عدم تقدير المآل وسوء الاستعمال ومجافاة مقصود الشارع
والإهدار والاستنزاف والتلوث.
التحدي البيئي
وقال البروفيسور سيف الدين: لقد انخرط الإنسان فى البيئة بمقتضى الخلافة فى الأرض
وواجب عمارتها وفى كل هذه الأجواء نشأت قصة الأزمة البيئية والتحدي البيئي لسفينة
الأرض بين إنقاذ لا يمكن أن يكون إلا بسنن مرعية ونواميس مقضية، لافتا الى إشكالات
النظرية البيئية، فالمشكلة تكمن في عدة عوامل من بينها صعوبة جعل المذهب البيئي
أيديولوجية عالمية، وقال: القيود التي تكبل الدول النامية قد سلبتها فرصة اللحاق
بركب الغرب، حيث تطورت الدول الغربية بالصناعات الكبيرة وباستنزاف الموارد المحدودة
والتلوث، وهي ممارسات يسعون الآن إلى إنكارها على الدول الساعية للتقدم. والغرب
الصناعي مثله مثل العالم النامي غير مهيأ لأخذ الأولويات البيئية في الاعتبار، حيث
يعني ذلك التخلي عن الرخاء الذي ينعم به بوصفه أكبر مستهلك للطاقة والموارد.
والمشكلة الثانية: تتمثل في الصعوبات التي تحف رسالة المذهب البيئي المعادية للنمو،
فسياسة النمو المستدام أو اللانمو قد تكون غير مشجعة للجماهير بحيث تستحيل عملياً
كخيار انتخابي.. وقال: لو أخذنا معالم نظرية البيئة لوجدنا الفقه الإسلامي القديم
والحديث قد تعرض لمكوناتها، ولكن في المواضع التي ترتبط بها في مجال العقيدة أو
العبادة أو التشريع القانوني بأقسامه، أي في مكانها من خريطة العقل المسلم في
تكييفه لها، فالرؤية الكلية تدخل في المكونات الإبستمولوجية (الثقافية) للنظرية
البيئية، وتدخل في المقابل في العقيدة الإسلامية التي ترى الإنسان سيداً في الكون —
لا سيداً للكون —، ومستخلفا من الله على الكون بكائناته ومخلوقاته، فلا هي مركزية
بشرية يستنزف فيها الإنسان الطبيعة، ولا هي مركزية للطبيعة تساوي بين الإنسان
والمادة والإنسان والحيوان، وتتجاهل خالق الكون ورسالة البشر وأمانتهم المسؤولة في
الدنيا.. واليوم الآخر.
*ميزان الضرر
وأكد البروفيسور سيف الدين أن الإنسان يحكِّم في كل موقف ميزان الضرر والنفع، في
الحال والمآل. والأمة توفر لسياسات البيئة التمويل عبر الأوقاف، وتضمن الالتزام
بالقواعد والنظم بالقانون، والأهم من ذلك عبر إدماجها في السلوكيات والآداب اليومية
العبادية والفردية والجماعية. وفي مقابل رؤية الأيديولوجيات للبيئة كدائرة حيوية
يجعلها الإسلام أمانة.. على الإنسان التعامل معها بمنطق العمارة، والإنسان هنا يحمل
قيمًا ربانية، ويستوي في حملها الرجال والنساء، فليست المرأة أقرب للطبيعة من
الرجل، ولا هو أكثر إفساداً لطبع فيه من النساء كما تذهب النسوية، بل المناط التقوى
والالتزام بالعدل والقسط، والرحمة صفة المؤمن وليست شيمة النساء فحسب، وهكذا في كل
قضية تندرج تحت نظرية البيئة وتجد لها في خريطة الفكر والفقه الإسلامي موضعاً يرتبط
بملامح تلك الخريطة المتأسسة على عقيدة التوحيد لله الأعلى الذي خلق الإنسان ويسأله
يوم لقيامة عما استرعاه.. وأشار إلى ان النظام البيئي يقوم على عدد من المبادئ
والمقومات، منها الاستخلاف والتفاعلية والتسخير والتعمير والانتفاع والتوازن
قانون
رقم (4) لسنة 1981م بإنشاء اللجنة الدائمة لحماية البيئة
مرسوم
بقانون رقم (30) لسنة 2002 بإصدار قانون حماية البيئة