قطر -جريدة الراية-
الأحد 03 ربيع الأول 1432الموافق 6 فبراير 2011
اختتموا اجتماعهم
أمس بالدوحة
مكافحة السرطان وزراعة الأعضاء تتصدر مناقشات وزاري صحة التعاون
وزير الصحة: التبرع بالأعضاء هو الحل الناجع للكثير من الأمراض
كتب: علي بدور
انطلقت صباح أمس بفندق الريتز كارلتون
اعمال الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر السبعين لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس
التعاون لدول الخليج العربية تحت عنوان التبرع وزراعة الأعضاء. حيث ناقش المجتمعون
عدداً من القضايا المهمة التي تتعلق بتنمية التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء في
المجالات الصحية الوقائية والعلاجية، ونشر الوعي الصحي بين مواطني المنطقة، وتحديد
مفاهيم القضايا الصحية والعلمية المختلفة وترتيب أولوياتها، وتبني تنفيذ البرامج
المشتركة بدول المجلس، بالإضافة إلى تقييم النظم والاستراتيجيات ذات الصلة بالرعاية
الصحية وتعزيز التجارب الناجحة بدول المجلس وتعميمها على الدول الأعضاء.
وتتصدر قضايا مثل مكافحة الأمراض غير المعدية، وتسجيل ومكافحة السرطان، ومكافحة
التدخين، وزراعة الأعضاء، والتوعية والإعلام الصحي، وجعل شبه الجزيرة العربية خالية
من الملاريا، واستئصال شلل الأطفال، والشراء الموحد، ولوازم التأهيل الطبي، وغيرها
من الموضوعات المهمة في جدول أعمال المؤتمر الوزاري.
وفي مستهل الجلسة الافتتاحية نقل سعادة السيد عبدالله بن خالد القحطاني وزير الصحة
العامة الأمين العام للمجلس الأعلى للصحة تحيات سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي
العهد رئيس المجلس الأعلى للصحة وسمو الشيخة موزا بنت ناصر نائب رئيس المجلس
وتمنيات سموهما للمؤتمر التوفيق والنجاح.
واكد سعادته اهمية المؤتمر لتحقيق الأهداف المتمثلة فى تطوير النظم الصحية القائمة
والناشئة ومواكبة التطورات المتلاحقة في ميادين البحث العلمي بما يساهم فى الارتقاء
بنوعية الحياة وتوفير أعلى مستوى من الخدمات الصحية لأبناء هذه المنطقة.
وقال ان انعقاد المؤتمر يعكس مدى الاهتمام الذي يوليه أصحاب الجلالة والسمو
والفخامة زعماء دول مجلس التعاون من أجل إقامة مجتمع الصحة والعافية لكل المواطنين
والمقيمين وجعل قضايا الصحة من أهم أولوياتهم وتوفير كل الوسائل والإمكانيات
والمصادر البشرية لبلوغ هذه الغاية.
كما أشار إلى أن انعقاد مثل هذه المؤتمرات يعكس أيضا حرص وزارات الصحة بدول مجلس
التعاون على مناقشة وتدارس الأوضاع والمشكلات الصحية التى تواجه هذه الدول.
واعتبر سعادة وزير الصحة أن المؤتمر فرصة لتبادل الرأي والمشورة للوصول إلى أفضل
السبل لحل المشكلات وتذليل العقبات ووضع الخطط والاستراتيجيات واستمثار مخرجات
البحوث والدراسات العلمية من اجل تحقيق افضل سبل الرعاية الصحية وأكثرها تقدما الى
جانب متابعة التطورات الجارية على المستوى العالمي فى كافة المجالات الصحية والعمل
على توحيد المفاهيم والتوجهات بين كل دول المنطقة، مشيراً الى ان الموضوعات
المطروحة على جدول اعمال المؤتمر تعبر عن رؤية واضحة لمجلس وزراء الصحة بشأن
المشكلات الصحية والأمراض التى تهدد صحة المواطن وتؤثر سلبا على المصادر البشرية
لبلدان المنطقة وتعوّق بالتالي مسيرة نموها الاقتصادي.
واوضح ان المؤتمر سيبحث الخطط والبرامج التى سبق ان اعتم دها فى دورات سابقة من اجل
مكافحة الأمراض غير السارية والوقاية من السرطان واستئصال شلل الأطفال وزراعة
الأعضاء والتبرع بها وجعل شبه الجزيرة العربية خالية من مرض الملاريا الى جانب
القضايا الأخرى ذات الصلة بتوحيد نظم ولوائح الشراء بين دول المجلس فى مجال الأدوية
وكذلك نظم التسجيل والترخيص وتجهيز المؤسسات العلاجية وغير ذلك من القضايا ذات
الأولوية.
ونوه باختيار قضية زراعة الأعضاء والتبرع بها عنوانا للمؤتمر.. مؤكدا أن زراعة
الأعضاء تعتبر الحل الناجع لكثير من الأمراض التي تنتج عن الفشل التام لعضو من
أعضاء الجسم الحيوية كما أنها تعيد تأهيل الانسان وتمكنه من العودة الى حياته
الطبيعية.
وعرض سعادة وزير الصحة العامة للانجازات التى حققتها قطر فى مجال زراعة الأعضاء
والتبرع بها..وقال إن القانون القطري رقم 21 لسنة 1997 بشأن تنظيم نقل زراعة
الأعضاء سبق الاهتمام الدولي الذى نشط الآن في قضية مكافحة الاتجار بالبشر
والأعضاء.
كما لفت الى استضافة الدوحة مطلع العام الماضي عددا من الفعاليات والندوات العلمية
والاعلامية التى ركزت على حشد الاهتمام بتوفير امكانيات نقل وزراعة الأعضاء
والتشجيع على التبرع وتكريم المتبرعين.
ولفت الى صدور اتفاقية اعلان الدوحة مع المؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر
وجمعية زراعة الاعضاء العالمية لتكون تجسيدا لاعلان اسطنبول لعام 2008 الذي يهدف
الى الحد من تجارة الاعضاء كما تدعو الى تشجيع التبرع من الاحياء وبعد الوفاة بدون
اي بيع للاعضاء.
ونوه سعادته برعاية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر نائب رئيس المجلس الاعلى
للصحة حفلَ "الاحتفال بالحياة" الذي اقيم في شهر سبتمبر الماضي لتكريم المتبرعين
بالاعضاء اثناء الحياة وعائلات المتبرعين بالاعضاء بعد الممات وذلك في سابقة هي
الأولى من نوعها.
وذكر ان صاحبة السمو صادقت على اعلان الدوحة للتبرع بالاعضاء وهو اعلان اشتمل على
مجموعة من الافكار المشجعة على التبرع بالاعضاء وتستند جميعها الى المبادئ
الارشادية لمنظمة الصحة العالمية ومقترحات لجنة اعلان اسطنبول بخصوص مكافحة الاتجار
بالاعضاء والمتوافقة ايضا مع شرائع ومعارف ولوائح وقوانين دولة قطر النافذة
والمتعلقة بزراعة الاعضاء البشرية وحقوق الانسان.
واعلن انه يجري الان تنفيذ برامج التدريب والاعداد الخاصة بالهياكل الادارية
والفنية بالتعاون مع كبرى المراكز العالمية الشهيرة في هذا المجال. وأعرب سعادته عن
تطلعه ليكون هذا المؤتمر فرصة لتبادل الرأي والاطلاع على تجارب الدول فى مجال
التبرع بالأعضاء.. قال "نظرا للاهمية البالغة لقضية زراعة الأعضاء والتبرع بها
فإننا نتطلع الى ان تكون هذه الدورة من دورات المجلس فرصة كبيرة لتبادل الرأي
والمشورة حول هذا الامر وللتعرف على تجارب الدول الاعضاء".
وأكد ان المؤتمر فرصة أيضا لدعوة الجميع الى تفعيل ما سبق للمجلس اتخاذه من قرارات
في الدورات السابقة في هذا الشأن ومواصلة العمل من أجل مزيد من الانجازات المتميزة
في كافة مجالات العمل الصحي. وشدد سعادة وزير الصحة العامة الأمين العام للمجلس
الأعلى للصحة فى ختام كلمته على أهمية الموضوعات المطروحة امام المؤتمر.. وقال انها
تتصل اتصالا وثيقاً بصحة شعوب المنطقة التى تمثل اهم القوى المحركة لعجلة التنمية
الاقتصادية والاجتماعية.
كما نبه الى أن هذه الموضوعات تضع الاطار الصحيح للحياة التي ينبغي ان يعيشها
الانسان خالية من الأمراض والعلل التى تؤرق الحياة وتعكر صفو العيش..متمنيا ان يخرج
المؤتمر بالخطط والاستراتيجيات الكفيلة بتحقيق الأهداف الموضوعة لهذا المؤتمر
