قطر- جريدة
الراية-الأربعاء 1432/3/6 هـ. الموافق 09 فبراير 2011
فى محاضرة نظمتها
التنمية الأسرية بالخور د.موزة المالكي:
ضعف الحوار وراء 92% من المشكلات الزوجية
لقاءات بعض الأزواج تصبح للتحاور في المشكلات الأسرية
كتب - محمد عبد
المقصود:
أكدت الدكتورة موزة المالكى أن الدراسات العالمية أيضاً بيّنت أن 92% من المشكلات
الزوجية هي ضعف الحوار.
وقالت إن السبب الرئيسي وراء الطلاق هوالجهل وعدم معرفة كيفية التعامل مع شريك
العمر، مشيرة الى أن الكثير من الأزواج يتعاملون مع بعضهم البعض على أساس المحاولة
والخطأ.
وقالت فى محاضرة حول الحوار بين الزوجين نظمتها ادارة التنمية الاسرية بوزارة
الشؤون الاجتماعية بالخور أن الثقافة الأسرية شيء أساسي للنجاح في الحياة الزوجية.
وأضافت إن: الخلافات الأسرية تحتاج إلى تقنيات ومهارات لتحسين العيش المشترك مشيرة
إلى أنه ومن الأمور الخاطئة (عدم إظهار المحبة والمودة بين الزوجين ضمن حدود الأدب
واللباقة).
وقالت إن بعض الأزواج لا يعمدون إلى استثمار وقتهم في حوار ينعكس إيجاباً على
تفاصيل حياتهم الخاصة، بما يحول هذا الحوار إلى الأسوأ في أغلب الأوقات، إن لقاءات
بعض الازواج تصبح فقط للتحاور في المشكلات الأسرية بما يحول حياتهم إلى روتين ملل
تغمره الرتابة التي تمحي بينهما ملامح الحب والتفاهم ويسود الشقاق والبعاد في جو
خانق كئيب.
وقالت إن الأسباب في ذلك متنوعة ومتعددة بين جفاء أسلوب الحوار من أحد الطرفين أو
كليهما، أوالصمت القاتل الذي يطلق عليه السكتة الكلامية.
وأضافت: شخصياً أعتقد أن أخطر وأكبر أعداء الزواج هو انعدام الحوار الايجابي وعدم
إيجاد مساحة لهذا الحوار بسبب انشغال كل من الزوجين عن الآخر لظروف عمله أحياناً
ومشكلات الأولاد وأمر رعايتهم من قبل الزوجة أحياناً أخرى.
وقالت إن عدم وجود حب بين الزوجين من الأساس او وجود حب من طرف واحد , يؤدى الى
انعدام للحوار بينهما لعدم تقبل أحدهما الآخر, وهذا من أكثر الأمور المؤلمة للطرف
الشريك المحب.
وقالت في بعض الأحيان يتصور أحد الزوجين أوكل منهما أن الأفعال تغني عن الكلام
والحوار والنقاش.
واوضحت ان "الحوار" اصبح من أكثر المواضيع بحثاً، نظراً لأهميته في عملية الاتصال
والتواصل الإنساني ونجاح هذه العلاقات.
كما اعتبرت انعدام الحوار بين الزوجين من الأسباب الأولى المباشرة المؤدية إلى
الطلاق وفقا لما ورد في دراسات عديدة
ورأت د. المالكي ان الحوار بين الزوجين هو مفتاح التفاهم والانسجام، والقناة التي
توصلنا إلى الآخر.
وقالت عندما نتحاور إنما نعبّر عن أنفسنا بكل خبراتنا الحياتية وبيئتنا الأسرية
والتربوية، ونعبر عن جوهر شخصيتنا وعن أفكارنا عن طموحاتنا... مشيرة الى ان الحوار
ليس أداة تعبير "لغوي"فقط بل الحوار هوأداة التعبير الذاتي. فكيف لزوجين يرميان إلى
التفاهم والانسجام وتحقيق المودة والألفة من دون أن يُحسنا استخدام الحوار
استحداماً ايجابياً ؟
وقالت ان بعض الدراسات التي أثبتت أن انعدام الحوار بين الزوجين من الأسباب الأولى
المباشرة المؤدية إلى الطلاق.
واشارت الى ان دراسة (نُشرت في إحدى صفحات المواقع الإلكترونية) أقيمت على نحو مائة
سيدة، اخترن كعينة عشوائية، بهدف الكشف عن أبرز المشكلات الزوجية التي تواجه أفراد
العينة، توصلت الى ان اهم اسباب المشكلات الزوجية : بقاء الزوج فترة طويلة خارج
المنزل.
كما تتضمن الاسباب بحسب ما اشارت اليه الدراسة ووفقا للدكتورة المالكى الاختلاف
المستمر في الآراء ووجهات النظر، ورغبة الزوج في الانعزال عن الآخرين أوالاختلاط في
المجتمع المحيط، الى جانب انعدام الحوار!
وقالت عندما طُرح في هذه الدراسة ما هوالأسلوب الأمثل لحلّ هذه المشكلات الزواجية،
تبين أن ما يزيد على (87%) من إجابات أفراد العينة يفضلن الحوار المباشر لحل أية
مشكلات.
وفسرن ذلك بحسب المحاضرة بأنه أقصر الطرق لحل أي خلاف ينشب. كما أشارت نسبة (4%)
اللاتي قلن إنهن يلجأن لوسائل أخرى لحل الخلافات الزوجية أبرزها كتابة الرسائل
المتبادلة التي توضح وجهة نظرهن في المشكلة المثارة.
وقالت د. المالكى ان تعلّم "الحوار" وممارسته في الحياة الزوجية والأسرية من أهم
العوامل التي تحقق الانسجام والتفاهم الزوجي والاستقرار الأسري.
واشارت الى وجود العديد من المفاهيم الخاطئة التي يعتقد بها الأزواج تعيق عملية
الحوار والتواصل بين الزوجين بشكل غير مباشر. ونذكر أبرزها:
أ- مفاهيم سلبية خاصة لدى الزوج:
-يفترض الزوج أن الزوجة تتصرف كما يتصرف هو من حيث أسلوب التفكير والمحادثة.
-الاستهانة بشكوى الزوجة واعتبارها من أساليب الزوجة النكدية.
-التعامل معها بلغة العقل وإغفال الجانب العاطفي وذلك مقياسًا لطبيعة الرجل وأسلوب
حياته.
-الاستخفاف باقتراحات الزوجة لحل المشاكل المطروحة نظراً لعدم الثقة بقدرتها على
إيجاد الحلول المناسبة.
-إن الزوج قد وفّى بكل مطالب الزوجة وأدى واجباته المالية من حيث السعي والعمل
والإنفاق وهكذا يكون قد أدى دوره.
-إن الزوجة بطبعها كثيرة الثرثرة فمن الأفضل عدم اعطائها الفرصة للتحدث والعمل على
إيقافها عند اللزوم.
-على الزوجة فقط أن تبادر لتحادث زوجها وتؤمن له الراحة النفسية.
-لا يوجد وقت كاف للتحادث مع الزوجة نظرا لضغط الأعمال وضيق الأوقات وهي ستتفهّم
ذلك.
واشارت الى وجود مفاهيم سلبية خاصة لدى الزوجة: بينها
-أن تقارن الزوجة تصرفات زوجها بتصرفاتها.
-تتوقع من الزوج أن يقوم بما ترغب في أن يقوم به، لأنه يفكر بالأسلوب نفسه.
-تعتمد أسلوب الاستفزاز لكي تخرجه من صمته وتدفعه للحوار.
-تتوقع أن يبادرها في الحوار وأن يعبر لها عن مشاعره الرومانسية في كل حديث وساعة.
-أن تعاند الزوجة آراء زوجها لاعتقادها أن الرجل لا يأتي إلا بهذه الطريقة.
-أن الزوج عندما يصمت إنما يعبر عن غضبه عليها وعن فتور الحب بينهما.
وتناولت الماحضرة الفروقات النفسية والفكرية في طريقة استخدام الحوار عند الزوج
والزوجة:
وقالت إن الرجل لا يتكلم إلا لهدف معيّن، فهو لا يقصد الحوار بذاته أي لأنه يريد أن
يتكلم فقط، إنما يقصد الحوار لتحقيق غاية معيّنة مثال إثبات الذات، جلب المصالح،
المناقشة والمنافسة، كسب العلاقات العامة.
لذلك نرى الرجل يتكلم خارج المنزل أكثر من داخله، ويستعمل كل أسلحته خارجاً للفوز
ولتحقيق أهدافه.
وقالت ان الزوج يستهلك الكثير من الكلام ما يجعله يظهر بمظهر المتكلم والثرثار
خارجاً، وعند عودته إلى المنزل نراه قليل الكلام لأنه بذل مجهوداً كبيراً في الخارج
ولم تبق لديه الطاقة التي تعينه.
•كذلك فإن المنزل بالنسبة لمعظم الرجال هو المكان الذي لا يتوجب عليه الكلام فيه،
فهو قادم للراحة. فالراحة للرجل هي الابتعاد عن المنافسات والمناقشات الطويلة،
الراحة بالنسبة للرجل هي عدم الكلام.
وأكدت أن بعض الرجال يجد صعوبة قصوى في التعبير عن مشاعرهم وقد يشعرون بأن كيانهم
مهدد إن أفصحوا عن ذلك، وهذا ما يدفعهم للتعبير عن مشاعرهم بطرق أخرى مختلفة عن
الحوار.
ب- عند الزوجة:
• وقالت ان النساء يشعرن بقيمتهن الذاتية من خلال المشاعر ونوعية العلاقات التي
تقيمها مع الآخرين. ويختبرن الاكتفاء الذاتي من خلال المشاركة والتواصل.
واضافت: إن الحوار والتواصل بالنسبة للمرأة هي حاجة ضرورية وملّحة، هي حاجة نفسية
فإن لم تشبعها يحدث لديها اضطراب.
وقالت قد تلجأ المرأة إلى تصريف هذه الحاجة من خلال إقامة العلاقات الاجتماعية
والمشاركة في جلسات حوارية مختلفة خارج المنزل، وبالرغم من أنه يلبي حاجة في نفسها
إلا أن الزوجة لا يمكن أن تشعر بقيمتها الذاتية إلا من خلال إشباع حاجة الحوار
لديها مع زوجها.
وقالت إن كان الزوج من النوع الذي لا يحاور زوجته أو لا يصغي لحديثها، فإن الزوجة
تفسّر ذلك بأنه لا يحبها ولا يقدّرها، وهذا بالتالي يؤثر على نفسية الزوجة فتقوم
بردات فعل تجاه الزوج مسيئة للعلاقة الزوجية.
• اضافت الزوجة داخل المنزل تكثر الكلام وتتكلم في أمور شتى لأن المنزل هوالمكان
الأمثل الذي تشعر فيه بحرية الكلام وعدم خوفها من ملاحظات الآخرين، فتتكلم بأمور
كثيرة مهمة وغير مهمة.
وبعد انتهاء عرض أبرز الفروقات بين سعت المحاضرة الى اسباب وصف : الرجل بالصامت
والمرأة بالثرثارة.
وقالت بداية لابد من التفريق بين نوعين من صمت الرجل، الرجل الصامت دائماً أي من
سماته الصمت داخل وخارج المنزل، والرجل الصامت مع زوجته أوداخل المنزل.
وقالت. لماذا يصمت الرجل في المنزل وكيف تتصرف الزوجة مع هذا الصمت؟
وأكملت: الرجل يعتبر هو المسؤول عن حلّ مشاكله بنفسه ولا يحب أن يشاركه أحد في هذا
التفكير. فنراه يصمت لساعات طويلة لحلّ مشكلة ما بنفسه.
وقالت من الخطأ أن تصرّ الزوجة على أن يتكلم الزوج عما يزعجه، فهذا يزيد من توتره
لعدّم تفهّم زوجته حاجته النفسية للصمت والتفكير الذاتي. وهنا عندما تطرح عليه
الأسئلة الزوجة مثلاً:" ما بالك هل أنت متضايق؟ ماذا يشغلك؟؟"
وقالت الزوج لا يحب أن يشعر بأنه محط رعاية دائمة للزوجة فهذا يشعره بالضعف. ومن ثم
إذا رأته دخل في دائرة الصمت تستطيع أن تطلب منه تحديد وقت مناسب للتحاور بينهما
عندما ينتهي من تفكيره ويكون أكثر راحة،.
وقالت من أسباب صمت الزوج.
- سماع تعليق خاطئ واستهزاء من زوجته عندما يتحدث وفي كل مرة.
- مقاطعته كثيرا عند الكلام.
- إصدار الأحكام المسبقة على حديثه قبل الانتهاء من الكلام.
- الاتهام المباشر واللوم والتهكّم أثناء الحديث معه.
- تسخيف ما يطرحه من حديث أو يقترحه من حلول ومشاريع.
- أن تشعره الزوجة أنها تفهم أكثر منه في الموضوع الذي يحاورها فيه أو أن تلجأ إلى
تصحيح معلوماته أوتحقّره بذلك.
- ألا تبدي الزوجة اهتماماً لما يطرحه من حديث.
هنا يصمت الرجل غضبا أودفاعاً عن نفسه أو.....
وتساءلت: لماذا المرأة تثرثر وكيف يتصرف الزوج في هذه الحالة؟
وأشارت الى حاجة المرأة الدائمة للحوار، وأنها عندما تتحدث فهي تتواصل مع الآخرين
وبالتالي تشعر بقيمتها الذاتية.
-وقالت إن الثرثرة تتعالج بالمصارحة والاتفاق بين الزوجين، قد يعبّر الزوج لها أنه
باستطاعته أن يصغي إليها لفترة محددة وعندما يتعب يقول لها ذلك، ويستأذناها
للمقاطعة والاستراحة على أساس أن يكملا الحديث في وقت لاحق. وقد يتفق معها على أن
يدير الحوار، ويقسّما المواضيع المطروحة على أن ينهيا كل موضوع على حدة.
واكدت على ضرورة الاتفاق بين الزوجين على وسائل معينة للاستفادة من وقت الفراغ، ،
حيث يعد الزوج والزوجة برنامجاً من النشاطات والأعمال المفيدة التي تساعد الزوجة
على الاستفادة من وقتها وتفريغ طاقاتها. وقد يقترح الزوج على أن يتشاركا في أعمال
واحدة مشتركة يحققان فيها المزيد من التواصل بينهما.
وقالت :عن عملية الحوار البناّء والناجح بين الزوجين.
حتى تنجح عملية الحوار بين الزوجين علينا أن نصحّح المفاهيم الخاطئة أولاً ثم نتعلم
تقنية الحوار:
أ- تصحيح المفاهيم:
-ألا تضغط المرأة على زوجها ليتكلم، وألا تصبح دائمة الشكوى من أنه لا يكلمها، وألا
تسيء تفسير موقفه من عدم الكلام، وأن تتقبل صمته.
- أن يتفهم الزوج حاجة الزوجة للكلام والشكوى، ويفهم حاجتها لأذن صاغية. وأن يعرف
كيف يستمع لها دون أن يعطي الحلول.
-الصراحة التامة والمناقشة الهادئة الموضوعية.
-احترام رغبات وخصوصيات الطرف الآخر.
-عدم التصريح بالنقض وإظهار العيوب أثناء الحديث.
-الامتداح والتقدير واستخدام الدعم العاطفي المتبادل أثناء الحديث.
-أن يتفّهم الطرفان طريقة استخدام اللغة الخاصة بكل منهما، وأن يفهم ما يقصده الطرف
الآخر بمنظار المتكلم.
-عدم المقاطعة والسخرية أو الاستهزاء أو استخدام عبارات الشتم واللوم أثناء الحديث.
-عندما يتحول الحوار إلى شجار، الأفضل هو إنهاؤه والاتفاق على موعد لاحق للمناقشة.
-غيّر مكانك..إذا لم يهدأ الغضب.. حاول أن تبتعد عن مكان النقاش حتى تهدأ الأمور ثم
ليقبل أحدهما إلى الآخر وليقبّل رأسه.
-عدم الاستعلاء أثناء الحديث وإبراز تقصير الآخر أوضعف الآخر في النقاش أوالحوار.
ب- تقنية الحوار الناجح
قانون
رقم (22) لسنة 2006 بإصدار قانون الأسرة
مرسوم
رقم (55) لسنة 1992 بالتصديق على بروتوكول حماية البيئة البحرية من التلوث الناتج
من مصادر في البر
قرار
أميري رقم (23) لسنة 2002 بشأن المجلس الأعلى لشؤون الأسرة
قرار
أميري رقم (53) لسنة 1998 بإنشاء المجلس الأعلى لشؤون الأسرة