قطر- جريدة الشرق-
الاربعاء 27 ربيع الأول 1432 الموافق 2 مارس 2011
"الشرق" تحدثت إليهم
لمعرفة كيف يوائمون أوضاعهم الطبية..
العمالة السائبة: نطالب بزيادة المراكز الصحية المخصصة لعلاج العمال
معظم العمال الذين
يعملون بشكل حر لا يحصلون على رعاية صحية من الجهات التي يعملون بها
نلجأ إلى عيادات وأطباء لا يتقاضون مبالغ كبيرة.. وتعلمنا ذلك من العمالة الآسيوية
لا نعلم أن هناك قرارا وزاريا يلزم الشركات بتوفير الرعاية الطبية لنا
المركز الصحي للوافدين مزدحم بشكل مستمر.. وأحيانا نضطر للانتظار فترات طويلة
للحصول على موعد
يحيى عسكر:
تواصل الشرق استكمال ملف العمالة والخدم، وفي هذه الحلقة تستكمل الشرق بحث الأوضاع
الطبية للعمالة السائبة، وهل يتم توفير الرعاية والعناية الطبية لهم كما نص القرار
الوزاري رقم 16 لسنة 2005 بشأن تنظيم الرعاية الطبية للعمال بالمنشآت.
ونستكمل الحديث مع العامل "ف. هـ. أ" وهو الوحيد كما ذكرنا سابقا الذي تشجع ووافق
على التحدث معنا بالنيابة عن عدد من العمال الذين التفوا حولنا وساهموا أحيانا في
الإجابة على بعض الأسئلة.. وإلى تفاصيل الحوار:
* نريد أن نعرف كيف يتمكن الأشخاص الذين يقال عنهم من العمالة السائبة من الحصول
على الرعاية الطبية.. وهل الجهات التي يعملون معها توفر لهم ذلك أم لا؟
ــ العمالة السائبة في هذا الشأن لديها مشكلة كبيرة فهي لا تحظى بأي رعاية طبية يتم
توفيرها لهم في مواقع أو جهات العمل.. حيث ان معظمنا كعمالة سائبة يعملون بالاتفاق
مع شركاتنا أو كفلائنا بتركنا نعمل بصورة حرة بدلا من العمل معهم.. ولهذا فإننا لا
نحصل على أي رعاية طبية من قبل الجهات التي نعمل فيها رسميا وذلك نظرا لأن السواد
الأعظم منا ليس لديه جهة أو مؤسسة مسؤولة عنه بشكل ثابت يمكن أن تتولى توفير
الرعاية الطبية له.
الرعاية تكاليفها مرتفعة
* إذن كيف تقومون بمعالجة أنفسكم إذا مرض أحد منكم أو احتاج إلى رعاية طبية لأي أمر
طارئ؟
ــ معظم العمال في حالة المرض يتوجهون إلى بعض العيادات أو الأطباء الذين لا
يتقاضون رسوما مالية مرتفعة لقاء الكشف عليهم وإعطاء وصفات طبية صحيحة، حيث اننا
كعمالة رواتبنا قليلة وبالنسبة لوضعنا في العمل حيث لا نرتبط بعمل ثابت وفي أحيان
كثيرة قد نجلس بدون عمل لأيام أو فترة طويلة فليس أمامنا سوى هذه الطريقة التي
تعرفنا عليها من خلال بعض العمال الآسيويين الذين يقصدون بعض العيادات الطبية التي
لا تطلب رسوما غالية، وفي أغلب الأحوال يكون الطبيب أو الأطباء الموجودون من نفس
جنسية هؤلاء العمال.
واضطرارنا لهذا يعود إلى أننا أيضا نحاول البحث عن علاج يخرجنا من مشاكل المرض في
أسرع وقت ممكن حتى لا تزيد أيام جلوسنا بدون عمل لفترات طويلة وهو ما سيؤثر على
أوضاعنا المالية ويجعلنا غير قادرين على الوفاء بالتزاماتنا المالية هنا كإيجار
المنزل ومصروفات الحياة اليومية أو بالنسبة لالتزاماتنا تجاه ذوينا في بلادنا.
ازدحام مستمر
* ولماذا لا تقومون باستخراج بطاقات صحية لكم في مركز الوافدين أو مركز العمال
الصحي حيث ان هذا يوفر عليكم الكثير، ويؤمن لكم رعاية صحية جيدة؟
ــ المشكلة في مركز الوافدين الصحي أنه يوجد به بشكل دائم ازدحامات يومية تؤدى إلى
تأخر المراجعين في مقابلة الطبيب، وهناك أطباء وتخصصات قد تنتظر فترات طويلة قد تصل
إلى شهر أو أكثر مثل الأسنان أو العيون، وهناك العديد من الحالات التي تصاب بأمراض
مختلفة أو أحيانا نتيجة العمل أو عدم انتظام تناول الطعام وتحدث لديهم أعراض إجهاد
أو عدم توازن وعدم القدرة على العمل ولا يمكن أن يقوموا بالانتظار لفترات طويلة
ليعرفوا سبب الحالة الصحية السيئة التي يتعرضون لها.
وهذه أهم مشكلة بالنسبة للمركز الصحي للوافدين حيث ان المرضى يضطرون للانتظار
لفترات طويلة بسبب الضغط الكبير على المركز فالأعداد كبيرة جدا ولا يتحملها مركز
واحد وعدد العاملين به لا يتناسب بأي حال من الأحوال مع الأعداد الضخمة التي تتوافد
عليه.
الكل لا يلتزم
* هناك قرار وزاري صادر في 2005 ينص على توفير العناية والرعاية الصحية للعمال في
الشركات المختلفة ويلزمها بذلك بطرق متعددة منها مثلا توفير عيادة وطبيب وممرض إذا
زاد عدد العاملين في الشركة عن 500 عامل أو توفير صندوق إسعاف لكل 25 عاملا.. فمن
خلال تنقلكم للعمل بين الشركات المختلفة هل لاحظتم الالتزام بهذا القرار؟
ــ نحن لا نعرف أن هناك قرارا وزاريا يلزم جهات العمال بتوفير الرعاية الصحية
والطبية للعمال في أماكن العمل، ولكن في بعض الشركات بالفعل لاحظنا من خلال فترات
عملنا القصيرة من خلال التعاون معها في بعض المشروعات أن هناك بعض الشركات التي
توفر رعاية صحية للعمال لديها.. صحيح أنها تكون بسيطة في الغالب ولكن يوجد على
الاقل نوع من الاهتمام حتى لو كان قليلا، وهناك بعض الشركات الكبرى التي توفر فعلا
لموظفيها رعاية صحيحة جديدة من خلال وجود تأمين صحي لهم في مراكز طبية وصحية خاصة
أو تقوم بدفع مبلغ استخراج البطاقة الصحية لهم.. ولكن ليس كل الشركات تقوم بهذا
الأمر ولذلك فإننا كثيرا ما كنا نستغرب لماذا تقوم الشركات بتوفير الرعاية الطبية
والصحية للعمال لديها خاصة تلك التي توفر لهم رعاية في مراكز صحية خاصة، ولم نكن
نعلم أن السبب في ذلك هو صدور قرار وزاري في هذا الشأن وأن الشركات مجبرة على ذلك
ولا تفعل ذلك بمبادرة منها للحفاظ على العمال الذين يعملون لديها.
* ما هي أصعب المشاكل التي تواجهكم في مسالة الرعاية الطبية والمواقف الصعبة التي
تتعرضون لها نتيجة عدم وجود رعاية طبية لكم؟
ــ أن أصعب المشاكل التي نواجهها في هذا الشأن هو أن هناك الكثير من الحوادث التي
يمكن أن تقع أو تحدث في أماكن العمل نتيجة خطأ من أحد العامل أو سهو أثناء العمل
ويصاب على إثرها العامل، أو أن تحدث إصابة عمل لأحد الأشخاص ولا نتمكن من إسعافه
بصورة سريعة خاصة في ظل عملنا في أماكن بعيدة عن الدوحة خصوصا في حالات الجروح
الخطيرة أو الكسور، وتكون المشكلة هنا أنه في حالة تسبب هذه الإصابة له بحالة مرضية
أو مرض يجعله غير قادر على العمل لفترة أو لمدة طويلة وفي بعض الحالات يكون هذا
لسنوات فإن العامل لا يجد من يعوضه أو يصرف تعويض إصابة عمل نظرا لأنه كما شرحت لك
سابقا فإن عددا كبيرا منا يعمل بشكل حر، وكفلاؤنا أو مؤسساتنا التي نكون على
كفالتها لا تلتزم تجاهنا بأي التزام مادي أو قانوني.
زيادة عدد المراكز
* ما هي نظرتكم التي ترون من خلالها أنه يمكن أن يتم توفير رعاية طبية لكم؟
ــ نحن ننادي ونطالب بأن يتم زيادة عدد المراكز الصحية التي يمكن للعمال أن يتلقوا
فيها العلاج وتشخيص الأمراض بدلا من الانتظار لفترات طويلة من أجل الحصول على موعد
لكشف طبي، خاصة وأن العمال هم من أكثر الفئات عرضة للضرر أو الإصابة في خلال العمل
أو بالأمراض نتيجة التعرض لمواد ربما تكون مضرة أحيانا حال التعرض لها بشكل دوري أو
شبه مستمر، وهو ما نضطر له من أجل ممارسة أعمالنا والحصول على دخل يكفينا ويكفي
احتياجاتنا والتزاماتنا المختلفة.
قانون
رقم (13) لسنة 2002 بتنظيم وزارة الصحة العامة وتعيين اختصاصاتها
وزارة
العمل والشؤون الاجتماعية :شروط استقدام العمالة
اللجنة
الدائمة للسكان تقترح حلولاً عملية لمعالجة العمالة السائبة