قطر - جريدة العرب
- الأحد 01 ربيع الثاني 1432 الموافق 6 مارس 2011 العدد
8302
المريخي: الشرع لا يمنع المرأة من طلب الرزق لكنه يحرم الاختلاط
استطلاع لـ «العرب»: %80 من النساء يرفضن العمل المختلط مع الرجال
الدوحة –العرب
كافحت المرأة سنوات طويلة للوصول للمساواة بينها وبين الرجل في الحقوق والوجبات
والخوض في جميع المجالات العملية المختلفة، وقد أثبتت المرأة كفاءتها وتفوقها،
وبعدما حققت ما تريده عادت نسبة من النساء من جديد للدوران في دائرة فارغة، والصراخ
من مضايقة الرجل لهن في العمل، والمطالبة بعمل خاص بنون النسوة. «العرب» أجرت
استطلاعاً على عينة عشوائية قوامها 50 فردا من الرجال والنساء، أوضحت أن 80 % من
النساء يرفضن العمل المختلط، بينما 20 % منهن يؤيدنه، بينما يرفض 45 % من الرجال
العمل المختلط ويؤيده 55 % منهم.
وأجمع نحو 70 % من النساء على وجود مضايقة من قبل الرجال بالعمل و30 % منهن رأين أن
وجود الرجال في العمل ضرورة.
وأشار 65 % من عينة الرجال إلى أن عمل المرأة يعد خرقا لعادات وتقاليد المجتمع
الخليجي، وعلى النقيض أكد 35 % منهم أنه لا مانع من عملها في ظل التطور، والتقدم
وحصول المرأة على كافة حقوقها.
«عبدالوهاب» يرفض العمل المختلط، ويضيف «المرأة طالبت بحقها في العمل بكل المجالات،
وحاليا تطلب العمل بمفردها وتشكو من مضايقة الرجال لها، ودائما كانت تعزم أنها
قادرة على الصمود والتحدي للرجل في كل شيء، فعليها أن تتحمل المساواة بجميع
مميزاتها وعيوبها».
ويسخر «عبد الوهاب» من متطلبات المرأة العصرية، ويقترح حلولا وهمية، «الحل الأول أن
يترك الرجال جميع الأعمال للنساء، والثاني أن نعمل مع جميع المؤسسات والشركات، عفوا
فلا يعقل أن نستجيب هذه المرة لطلباتهن».
ويواصل حديثه مبتسما: «لا يوجد حل واقعي لعدم الاختلاط في العمل، فلا بد من التعامل
المشترك بينهما حتى لو العمل نسائي فقط، فكل عمل مرتبط بالمجتمع الخارجي رجالا
ونساء، ويتم التعامل معهم عاجلا أم آجلا، فالأفضل عليها الاختيار بين العمل وترك
العمل».
أسباب
تختلف نظرة الرجال لعمل المرأة، فالبعض يدين المرأة لخروجها للعمل ويعتبره نوعا من
التحدي للرجل، والبعض يعتبر عملها فرصة للزواج، ولكن قد يكون خروجها للعمل لتحقيق
ذاتها أو لأسباب اقتصادية، ومشاركة الأسرة، وتحمل جزءٍ من أعباء الحياة.
يؤيد «محمود كمال» عمل المرأة بقوله: «توجد أسباب عديدة لخروج المرأة للعمل، ورغم
اختلاف الأسباب فهو حق لها، وليس من حق أحد أن يسلبه منها، وعليها اتخاذ القرار
المناسب الخاص بحياتها العملية»، ويستكمل: «أرى أن العمل المختلط له سلبيات
وإيجابيات، فمن خلاله تستطيع الفتاة أن تتعامل مع كل فئات المجتمع لتكتسب خبرة في
الحياة، وتكوّن العلاقات الاجتماعية، وتكون لها شخصيتها المستقلة عن الأسرة والأهل،
وتستطيع أن ترسم مستقبلها، وتختار أيضا شريك حياتها (فما العيب من ذلك؟)، فالعمل
للمرأة هو الحل الوحيد للخروج من قوقعة الوحدة والانطوائية وقلة الخبرة وجهلها
بأبسط العلاقات الاجتماعية»، ويشدد كمال على أن المرأة قادرة على وضع حدود بينها
وبين زملاء العمل من الرجال من خلال طريقتها في التعامل وقوة شخصيتها وتبادل
الاحترام والتقدير.
عمل متاح
«جواهر» تشارك بقصتها العملية: «تخرجت من الجامعة بعد مشوار طويل من الدراسة، لأتجه
إلى سوق العمل، وأبحث عن عمل مناسب لدراستي، وفي نفس مجال التخصص، ولم أجد سوى
العمل المختلط، فماذا كنت أفعل؟ أرفض العمل لتضيع سنوات الدراسة أم أقبل بالعمل
المختلط؟ فالعمل المختلط هو العمل المتاح لمجال تخصصي، وحاليا من الصعب وجود عمل
خاص للنساء فقط، سوى بعض المؤسسات المحدودة جدا التي لا تناسب التخصصات العملية
المختلفة».
«أنت وحظك»
تضيف جواهر: «لا تعلم المرأة ما يحدث لها، فالحظ يلعب دورا كبيرا بالعمل المختلط،
فبعض الرجال يساعدون المرأة ويكونون بمثابة الإخوة لها ويشجعونها على الاستمرار
والعطاء في العمل، والبعض الآخر يضايق المرأة، وتختلف أنواع المضايقات طبقا لشخصية
الرجل والأسباب التي جعلته لا يقبلها في العمل».
تقاليد المجتمع الخليجي
ومن ناحيته يقول «حسن»: لا بد أن تتمسك المرأة بتقاليد وعادات المجتمعات الخليجية،
ولا تنظر إليها كعائق أمام طموحها، وأن تدرك دائما أنها تمثل صورة المرأة الخليجية
بكل فعل أو عمل تقوم به،
فإذا وجدت من عملها التخلي عن موروثات المجتمع فعليها تركه فورا؛ لأن عمل المرأة
ليس أساسا في حياتها، فالمرأة أم وربة منزل، وعليها تربية الأبناء على القيم
والأخلاق وتقاليد المجتمع الخليجي قبل كونها امرأة عاملة».
مساواة
ومن جهته يقول «محمد»: «أعمل بمؤسسة تديرها امرأة، ففي حقيقة الأمر لا يقبل الرجل
وخاصة الشرقي والخليجي أن تتفوق المرأة عليه وتكون رئيسته في العمل ويستقبل منها
الأوامر والتعليمات، أعتبره نوعا من أنواع الإهانة للرجل، فهذه ليست مساواة، ولكنها
تميز المرأة عن الرجل، فاليوم أصحاب مؤسسات العمل يفضلون عمل النساء عن الرجال».
وردا على حديث «محمد» تقول «عالية»: «المرأة بتفوقها وجهودها وكفاءتها تصل إلى
مناصب عليا، فالفرق هنا ليس بين الرجل والمرأة، ولكن الفرق بين التميز والكفاءة في
مجال العمل، وقد أثبتت المرأة أنها قادرة على العطاء والتميز في شتى المجالات وحتى
الأعمال المهنية الشاقة أثبت أنها تستطيع الصمود والتواصل. المرأة الناجحة في عملها
تستطيع أيضا أن تكتشف قدرات الرجل وتوظفها بما يفيد مسيرة العمل».
في حدود العمل
وعن سؤال «ماذا يمثل العمل بالنسبة للمرأة؟»، تجيب «أمل فؤاد»: «لا أستطيع الحياة
بدون عمل لتحقيق ذاتي، ولأكون عضوا فعالا في المجتمع، وفي الوقت ذاته أحافظ على ما
نشأت عليه من عادات وتقاليد المجتمع الخليجي، فأتعامل مع زملاء العمل من الرجال في
حدود العمل فقط، فعندما تنتهي ساعات العمل تنتهي معها علاقاتي بجميع أفراد العمل
ليصحبوا أشخاص غرباء لا صلة لي بهم، وبهذه الطريقة أجمع بين عملي وبين العادات
والتقاليد».
ومن ناحية أخرى تضيف: «لدي صديقات يجمع بينهم وبين زملاء العمل من الرجال علاقات
اجتماعية، ومناقشة بعض المشكلات الاجتماعية والمشكلات الخاصة بالأبناء وغيرها من
الأمور الحياتية، بل قد يصل الأمر إلى اختراق العادات والتقاليد وكسر الحواجز
بينهم، كتبادل الضحكات والنظرات، وإباحة الأسرار الشخصية، ولكن يرجع ذلك لسماح
المرأة بذلك، وغالبا ما تندم المرأة لحدوث العديد من المشكلات والأقاويل من جراء
هذه التدخل بينها وبين زميل العمل».
اختيار
تعلق «شيماء عبدالله»: «لا أستطيع الإجابة بالقبول أو الرفض؛ لأن حرية الاختيار
ليست بيدي، وإذا كانت لي الحرية، بدون شك، فسأختار عملا نسائيا بعيدا عن المشكلات
الناجمة عن العمل المختلط، كالمنافسة بينهما والمضايقة، وعدم الحرية، والاختلاط
المتزايد، ويصل الأمر إلى التحرش، وتواصل: «عندما أجلس مع الرجال أكون أكثر حذرا في
الكلام والضحك والملابس؛ لأنني أحس دائما أني تحت مراقبة نظراتهم وانتقاداتهم، ولكن
الأعمال النسائية الآن محدودة جدا ولا تناسب جميع التخصصات المختلفة، لذلك يصبح
العمل المختلط إجباريا على المرأة حتى تجد البديل».
ثقة
تعلق «إيمان حسن»: «الموضوع يتلخص في كلمة واحدة، وهي الثقة بين الزوج والزوجة،
فبعض الرجال يعملون «عملا مختلطا» ويرفض أن تعمل زوجته مع الرجال، والبعض يرفض أن
تعمل معه في نفس المؤسسة التي يعمل بها. وطالما أن الزوج يثق في الزوجة وأخلاقها
وأنها تتعامل بحدود العمل فقط فلا مانع من ذلك، فالثقة هي أساس التعامل في الحياة
الزوجية، فالأخلاق لا تتجزأ سواء تعاملت المرأة مع الرجال أثناء العمل أو في الحياة
الاجتماعية».
غيرة
الغيرة هي سبب عدم قبول «عادل أمين» عمل المرأة بمكان مختلط، ويضيف: «لا أوافق أن
تعمل زوجتي أو أي امرأة من أهل بيتي في مكان مختلط بين الرجال والنساء، فكيف أترك
زوجتي وسط رجال حتى لو بمجال العمل؟»
وعند المزيد من الأسباب أجاب: «الرجل الخليجي -بطبعه- إنسان غيور على زوجته وأهل
بيته، فلا أستطيع ترك زوجتي تتحدث مع الرجال وتجلس مهم ساعات العمل الطويلة، أشجع
عمل المرأة بين وسط نسائي فقط وفي دول الخليج توجد أماكن عمل كثيرة ومتوفرة للنساء
فتبحث المرأة على ما يناسبها ويتماشي مع العادات والتقاليد الخليجية المتوارثة».
حكم الشرع
بدأ الشيخ «محمد حسن المريخي» حديثه لـ «العرب» بقوله: «الإسلام يحافظ على المرأة
مما يعود عليها بالفائدة والنفع من طلب الرزق والحافظ عليها في نفس الوقت، ولا يمنع
الشرع من خروج المرأة للعمل، ولكنه يمنع الاختلاط بين الرجل والمرأة، وكان رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- ينهى على الاختلاط بقوله: «إياكم والدخول على النساء»،
ويضيف: «طالما أن هذا الرجل ليس الزوج أو الأخ أو أحد من المحارم فهو رجل أجنبي لا
يجب شرعا الاختلاط به لقوله: (عليه الصلاة والسلام) «إن ثالثهما الشيطان» للنهي عن
الخلوة بالمرأة الأجنبية، ويختلف الأمر بالنسبة للطبيب الذي يفحص المرأة، فهذا لا
يندرج تحت الاختلاط بينهما، ولكنها ضرورة لوجود المرض»، ويتابع: «أما العمل المختلط
فلا يجوز مهما اختلفت الأسباب والعلل؛
لأن الغريزة متواجدة بينهما، وميل الرجل للمرأة ولو بنظرة لبعضهم البعض؛ مما قد
يسبب الفتنة والفحشاء، وقد ثبت بالواقع الذي نعيشه الوقوع في كثير من المحاذير التي
نهى عنها الشرع، فالنظرة بداية لارتكاب الفحشاء والمعاصي».
ويواصل المريخي قوله: «على رب العمل أن يجعل مكانا مستقلا للمرأة لما لها من
خصوصية، وحتى لا تختلط بالأجانب من الرجال فعليه منع الاختلاط بتخصيص مكان محدد
وخاص بالمرأة، ولو بستار يحجب الرجال على النساء، ولعل البعض من أصحاب الأعمال
يعللون بأن الفصل بين الرجال والنساء يعطل العمل،
ولكن ثبت العكس في بعض المؤسسات والدول الإسلامية كالسعودية، وهو أن منع الاختلاط
لا يؤثر على مسيرة العمل، بل يحقق مزيدا من الإنتاج والتقدم، لأن هذا إرضاء للرب
وتمسك بالشريعة الإسلامية
القوانين أنصفت المرأة .. والتمييز في العمل مستمر!
مؤتمر الدوحة يدعو لتعزيز عمل المرأة بالمنازل
اجتماع لمجموعة عمل حقوق المرأة والمساواة بالدوحة
وكيل وزارة العمل:دراسة مع الأعلى لأسرة لإتاحة نظام العمل الجزئي للمرأة بالقطاع
الحكومي
الحمود يحث على تعزيز دور المرأة ومواجهة الفقر والبطالة