قطر- جريدة العرب-السبت
14 ربيع الثاني 1432 هـ. الموافق 19 مارس 2011 العدد 8315
دعوة لتشكيل لجنة
لملاحقة ومقاضاة الجناة
«حقوق الإنسان» تعلن عن جائزة دولية باسم الشهيد الجابر
الدوحة - محمد
الشياظمي
أعلن الدكتور علي بن صميخ المري رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان عن تخصيص جائزة
عالمية سنوية باسم الشهيد علي حسن الجابر تمنح للعاملين في ميدان الإعلام، ممن
يقدمون أعمالا تسهم في الكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان ومرتكبيها.
وقال المري خلال حفل تدشين الموقع الإلكتروني للجنة الوطنية لحقوق الإنسان، والذي
يصادف الاحتفال باليوم العربي لحقوق الإنسان: إن الإعلان عن هذه الجائزة هو رسالة
إجلال وتقدير للرسالة السامية للإعلام، وتخليد لذكرى شهيد الإعلام والحقيقة الشهيد
علي حسن الجابر رئيس قسم التصوير بقناة «الجزيرة».
وأضاف المري خلال الحفل الذي حضرته شخصيات حقوقية وإعلامية ودبلوماسية، أن هذه
الذكرى الطيبة التي نحتفي بها اليوم، تتصادف هذا العام مع استشهاد علي حسن الجابر،
إثر تعرضه لعمل إجرامي غادر حال أدائه عمله بنبل وشجاعة وإقدام في تغطية الأحداث
الجارية بالجماهيرية العربية الليبية الشقيقة، سعيا منه لتحقيق الرسالة السامية
الرفيعة للإعلام الحر الصادق في إعلاء صوت الحقيقة، صوت الشعب الليبي الشقيق الذي
أراد أن يباشر حقه في حرية الرأي والتعبير التي تعد قيمة جوهرية تتخذ مكانا محوريا
في منظومة الحقوق والحريات باعتبارها من الركائز الرئيسية لبناء المجتمعات.
وأشار إلى أن كل هذا يندرج في إطار المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ذات الصلة، كحق
لكل إنسان، وفي مقدمتها الإعلان العالمي الذي أكد في مادته التاسعة عشرة على حق كل
شخص في حرية الرأي والتعبير، وشمول ذلك حرية اعتناق الآراء دون تدخل، واستقاء
الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة. وأضاف المري أنه نظرا لأن حرية
الرأي والتعبير أبلغ ما تكون أثرا في مجال الشؤون العامة، وفي ظل التطورات الراهنة
التي تشهدها الساحة العربية، فتهيب الجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالدول العربية
كافة ولا سيما التي صادقت على الميثاق العربي لحقوق الإنسان، باحترام وكفالة حق
الشعوب في التعبير عن الرأي وفي التجمع والتظاهر السلمي وحرية الإعلام واستقاء
الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين، كحقوق تؤكد المواثيق الدولية على
كفالتها، كما أكد عليها الميثاق العربي لحقوق الإنسان لعام 2004 في المادتين 24 و32
منه.
واعتبر المري أن حرية الصحافة تأتي كقيمة عظمى بدورها وبوصفها أحد أهم الأدوات
الرئيسية لحرية الرأي والتعبير، بما تتيحه من توفير الفضاء الرحب الفسيح لانطلاق
وتبادل الأفكار والرؤى كافة، في ظل ما يشهده المجتمع الدولي من عولمة وثورة
تكنولوجية هائلة في مختلف الميادين ولاسيما مجال الاتصالات والمعلومات، وهو ما أكد
على تعاظم الدور المهم والفاعل الذي يمكن أن يؤديه الإعلام في ميدان حقوق الإنسان
من خلال تأثيره وقدرته على التنوير التي بلغت حد تكوين القيم والمعتقدات، وتأثيره
المباشر على مناهج الفكر والقناعات وأنماط السلوك وقدرته على إحداث تطورات مستنيرة،
فضلا عن دوره البالغ الأهمية في الكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان ومرتكبيها أينما
وقعت.
وقال: إنه مما لا شك فيه أن الحادث الذي أسفر عن استشهاد علي حسن الجابر يشكل
اعتداء سافرا على حرية الإعلام والصحافة وحرية الرأي والتعبير وانتهاكا للقيم كافة
التي تؤكد عليها الشرائع السماوية ومبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي، ولا سيما
اتفاقيات جنيف المتعلقة بحماية المدنيين أثناء الحروب والنزاعات المسلحة.
واقترح المري باسم اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أن تتولى قناة «الجزيرة» توثيق هذه
الانتهاكات وإنشاء لجنة لدراسة الجوانب القانونية لها وتنظيم حملة دولية لمقاضاة
المتسببين في الاعتداء على طاقم «الجزيرة» ومساءلة مرتكبي هذه الجرائم وتحريك جميع
الآليات الدولية المتاحة أمامنا على صعيد الأمم المتحدة والوكالات الدولية
المتخصصة. ونبه إلى أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تعبر عن كامل الاستعداد لتوفير
المشورة والمساعدة اللازمة في هذا الشأن. وخلال الحفل جرى تكريم نخبة من المحامين
الذين أنفقوا جهدهم ووقتهم في مساعدة اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان لمعالجة القضايا
الحقوقية المطروحة عليهم كافة، والذي يدفعهم إلى ذلك حبهم وقناعتهم بحقوق الإنسان
وثقتهم الكبيرة في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان.
كما جرى تقديم عرض موجز للموقع الإلكتروني الجديد للجنة من طرف رئيس قسم الإعلام
السيد عبدالله المحمود الذي ظهر بشكل حديث يلبي أنساق البحث والتوثيق التي تهم
الفاعلين في المجالات الحقوقية والإعلامية، ويضع بين أيديهم كل التقارير والأنشطة
التي أشرفت اللجنة على إقامتها خلال السنوات الأخيرة
مرسوم
بقانون رقم (38) لسنة 2002 بإنشاء اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان