قطر - جريدة الراية-
الثلاثاء 08 جمادى الأول 1432 الموافق 12 ابريل 2011
أوصى بإنشاء اتحاد
لمصنعي الأدوية والمستلزمات الطبية
ختام ناجح للاجتماع الأول لمصنعي الأدوية بدول الخليج واليمن
طارق الشيخ:
دعوة بنوك وصناديق التنمية الصناعية الخليجية لتمويل الصناعات الدوائية
ضرورة إقامة صناعات دوائية خليجية مشتركة بمساهمة القطاع الخاص
في أول بادرة من نوعها عقدت منظمة الخليج للاستشارات الصناعية (جويك) يوم أمس
الاجتماع التنسيقي الأول لمصنعي الأدوية بدول الخليج العربية واليمن.
المؤتمر الذي انعقد بفندق شيراتون الدوحة حضره عدد من ممثلي الشركات الخليجية
والعالمية ومصنعي المستحضرات الطبية في المنطقة وحول العالم، وهدف لإيجاد منبر
لتبادل الأفكار والحوار بين شركات صناعة المستحضرات الدوائية في دول المنطقة،
ومعرفة مدى الحاجة لعمل دراسات فنية متخصصة حول مستقبل وسبل تنمية هذا القطاع.
وفي كلمة ألقاها نيابة عن سعادة السيد عبدالله بن خالد القحطاني وزير الصحة العامة،
الأمين العام للمجلس الأعلى للصحة أشار الدكتور فالح بن محمد حسين إلى الأهمية
الكبيرة التي توليها حكومة دولة قطر لصناعة الأدوية والمستلزمات الطبية.
وقال إن الاهتمام بصحة المواطن الخليجي يعني بالضرورة توفير احتياجات صناعة
المستحضرات الدوائية خاصة أن التصنيع المحلي الخليجي غير قادر على تلبية الطلب
المتزايد. وأضاف إن دول الخليج تستورد ما نسبته 95 % من احتياجاتها الدوائية من
الخارج . داعيا للنظر الى هذا الأمر من مختلف الزوايا التسويقية والبيئية ومن منظور
الأهداف الإستراتيجية للمنطقة.
وقال سعادة السيد عبدالعزيز بن حمد العقيل الأمين العام لجويك إن حجم سوق العقاقير
الطبية في دول مجلس التعاون الخليجي واليمن يقدر بحوالي 6 مليارات دولار أمريكي.
وتوقع العقيل أن يصل حجم السوق الخليجية إلى حوالي 10 مليارات دولار أمريكي وذلك
بحلول عام 2020، وذلك بمعدل نمو مقداره 6 % سنويا . واضاف إنه وبالرغم من هذا النمو
الكبير في حجم السوق فإن حجم التصنيع المحلي للدواء لايمثل سوى نسبة ضئيلة من
احتياجات السوق المحلي حيث ما تزال المنطقة تستورد نحو 90% من احتياجاتها من
الأدوية من الخارج " علما بأن هناك 46 منشأة صناعية تعمل في صناعة المستحضرات
الصيدلانية والعقاقير الطبية في دول مجلس التعاون الخليجي واليمن عام 2010 .
وبعد جلسات جرى خلالها الاستماع الى عروض قدمت شرحا مستفيضا للوضع الدوائي في دول
مجلس التعاون والوضع العالمي للصناعات الدوائية خلص الاجتماع التنسيقي الأول لمصنعي
الأدوية الى توصيات دعت الى إنشاء اتحاد لمصنعي الأدوية والمستلزمات الطبية في دول
مجلس التعاون واليمن .
وجاء في التوصية " أن الاجتماع التنسيقي الأول لمصنعي الأدوية بدول مجلس التعاون
الخليجي واليمن الذي عقدته منظمة الخليج للاستشارات الصناعية (جويك)، صباح أمس
الاثنين بفندق شيراتون الدوحة، تحت رعاية المجلس الأعلى للصحة بدولة قطر، دعا إلى
إنشاء اتحاد لمصنعي الأدوية والمستلزمات الطبية في دول مجلس التعاون واليمن بهدف
تطوير هذه الصناعات ورعاية مصالح المنتجين، والتعاون والتنسيق بين مصنعي الأدوية في
الدول الأعضاء ووضع آليات محددة لتقوية التواصل والتنسيق والتشاور المستمر".
كما دعا الاجتماع لتوحيد التشريعات الخاصة بالإجراءات المتعلقة بتسجيل المنتجات
الدوائية وفحصها وإقرارها ومواصفاتها بين الدول الأعضاء، ووضع برنامج زمني محدد من
قبل حكومات هذه الدول لدعم المصانع الدوائية القائمة لتمكينها من الالتزام
بالمواصفات والمقاييس المحدثة.
وأوصى الاجتماع بدعوة بنوك وصناديق التنمية الصناعية في دول مجلس التعاون واليمن
لوضع برامج تمويلية ميسرة لتشجيع الصناعات الدوائية، على أن يتم دعم هذه البرامج من
قبل دول المنطقة.
كما تضمنت التوصيات التركيز على قيام صناعات دوائية وطنية اعتماداً على الصناعات
الدوائية العالمية المنتهية مدة حمايتها طبقاً لقواعد منظمة التجارة العالمية، ودعم
وتشجيع قيام صناعات وطنية للمواد الأولية الطبية وخاصة الكيماوية المتوفرة بكثرة في
المنطقة، وكذلك صناعة مواد التعبئة والتغليف والمستلزمات الطبية، وإقامة مركز
إقليمي متخصص في مجال البحث العلمي والتطوير خاص بالصناعات الدوائية وكذلك لإجراء
دراسات حول التكافؤ الحيوي للأدوية بالتعاون والتنسيق مع الشركات الدوائية العاملة
في دول مجلس التعاون واليمن.
ودعا الاجتماع الدول الأعضاء إلى بذل الجهود لإقامة صناعات دوائية مشتركة يسهم في
إنشائها القطاع الخاص، والعمل على إقامة صناعات تكاملية تستفيد من مخرجات الصناعات
القائمة، ونشر الوعي حول المفاهيم المتعلقة بالحماية الفكرية لصناعة الأدوية
الجنسية وخاصة تلك المتعلقة بمفهوم السيادية، وخلق قواعد بيانات لبراءات الاختراع
المقدمة والممنوحة بحيث تكون متاحة للجميع.
كذلك تضمنت التوصيات قيام منظمة الخليج للاستشارات الصناعية بإعداد دراسة متعددة
العملاء في مجال الصناعات الدوائية تتضمن إعداد عدة فرص استثمارية واعدة في هذا
القطاع مع دعم ومساندة شركات الأدوية في المنطقة لهذا الجهد، وبإنشاء قاعدة بيانات
خاصة بصناعة الأدوية والمستلزمات الصيدلانية والرعاية الصحية بدول مجلس التعاون
واليمن بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية في هذه الدول مساهمة منها في تطوير
القطاع الصحي في هذه الدول.
وفي ورقة ضافية بعنوان " " التوجهات الحالية والمستقبلية للصناعة الدوائية بدول
الخليج واليمن " أوضح السيد أحمد ضيف الأمين العام المساعد لقطاع المعلومات
والدراسات الصناعية في جويك ان دول مجلس التعاون تنفق ما جملته 40 مليار دولار على
الأدوية والمستحضرات الطبية .
وان اجمالي انفاق دول الخليج العربية واليمن على القطاع الصحي يبلغ حوالي 21 مليار
دولار وذلك خلال الفترة بين 2009 – 2010 . مشيرا الى الزيادة في واردات المستلزمات
الطبية من أجهزة ومعدات طبية في الفترة بين 2005 – 2009 والتي ارتفعت من 95.3 مليون
دولار إلى 164.3 مليون دولار .
داعيا دول الخليج الى انتهاج سياسات داعمة للصناعات الدوائية وإزالة العقبات التي
تواجه هذه الصناعة وحمايتها لأجل قيام صناعات دوائية ناجحة بدول الخليج واليمن .
وقد ناقش المجتمعون أربع أوراق عمل قدمتها كل من منظمة الخليج للاستشارات الصناعية،
ومنظمة آي ام اس، وشركة بي آر تي ام، والشركة العمانية لصناعة الأدوية.
تناولت ورقة منظمة الخليج للاستشارات الصناعية، التي قدمها الاستاذ أحمد حسن ضيف،
الأمين العام المساعد، الاتجاهات الحالية والمستقبلية للصناعة الدوائية في دول مجلس
التعاون الخليجي واليمن. وناقشت أوضاع الصناعة الدوائية من حيث الاستثمار والقوى
العاملة والواردات والصادرات ومساهمة المنتجات الصيدلانية المحلية والمشاريع
المشتركة في الصناعات الدوائية.
وتطرقت ورقة منظمة آي ام اس، والتي اعتمدت على تجربتها وخبرتها المكثفة مع مصادر
بيانات السوق النهائية، إلى صناعة الدواء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،
وقدمت تحليلا تفصيليا لسوق دول مجلس التعاون الخليجي من حيث العلاج، والمنتجات
والشركات، وحركة السوق. وتناولت أيضا قضايا هامة مثل الوصفات الطبية مقابل المنتجات
الاستهلاكية، تعدد الجنسيات مقابل المنافسين على المستوى الإقليمي والمحلي،
والموزعين المتخصصين، والشركات المتكاملة عموديا.
وأشارت ورقة شركة بي آر تي ام، والتي جاءت بعنوان "فرص منتجي الصناعات الدوائية في
دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" إلى تزايد الطلب
العالمي والإقليمي للأدوية الجنسية، وكذلك النسبة العالية من الواردات وزيادة
النفقات على الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي، وما يخلق ذلك من فرص
كبيرة لمصنعي الأدوية في جميع أنحاء العالم، وللشركات الصيدلانية في دول مجلس
التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وهناك مجموعة من النماذج
التشغيلية الممكنة لشركات الأدوية والموزعين. وقدمت الورقة حقائق عالمية وإقليمية،
واستكشفت نماذج بديلة لتأسيس مثل هذه الأعمال.
وعرضت ورقة الشركة العمانية لصناعة الأدوية حقائق وأرقاما للكيماويات والمستحضرات
الدوائية العمانية، وذلك من منظور المنتجات المصنعة من قبل الشركة فيما يتعلق
بالطاقة الإنتاجية، وضمان الجودة، والتعرض للسوق، والتعاون مع مراكز البحث
والتطوير. وأكدت الورقة نمو صناعة المستحضرات الصيدلانية، ونمو العرض والطلب،الأمر
الذي يؤدي إلى توسع الشركة.
ثم استعرض الاجتماع الإطار المرجعي لدراسة متعددة العملاء لصناعة المستحضرات في
الخليج، وتناول بالبحث والدراسة القضايا الهامة المتصلة بأثر التكلفة، والمنافسة
بين الشركات متعددة الجنسية والشركات.
وعرض دراسات الحالة التي اضطلعت بها آي ام اس في هذه المنطقة، وناقش الآليات
المناسبة لضمان استمرار الحوار وتعزيز التعاون بين منتجي العقاقير الدوائية في دول
المنطقة والمستثمرين مستقبلا، وتنمية هذه الصناعة الهامة في المنطقة.
وكذلك استعرض الاجتماع تجربة الجمعية الأردنية لمصنعي المواد الصيدلانية والطبية
متناولا تاريخ وتطور وفوائد الجمعية في الحالة الأردنية.
