قطر - جريدة الراية- الأثنين 21 جمادى الأول 1432 الموافق 25 ابريل 2011

يطبق العام المقبل.. ويوفر تعليماً عالمياً عالي الجودة
مجلس التعليم يُخضع المدارس الخاصة لنظام الاعتماد الوطني
الاعتماد المدرسي يهدف لرفع مستوى أداء المدارس الخاصة

كتب - محمد عبد المقصود:

قرر المسؤولون في المجلس الأعلى للتعليم تطبيق برنامج جديد على جميع مدارس دولة قطر الخاصة يعرف بـــ"الاعتماد المدرسي" لرفع مستوى أداء المدارس الخاصة بالدولة بكافة مراحلها - من مرحلة الروضة إلى الصف الثاني عشر - بغرض تقديم حماية للأسر التي تبحث لأبنائها عن مدارس خاصة عالية الجودة.
يأتي تطبيق البرنامج من منطلق حرص القيادة التربوية العليا على ضرورة بناء نظام اعتماد مدرسي قطري يوازي أنظمة الاعتماد المدرسية العالمية أداءً وجودة، ومن أجل تحقيق مبادئ نظام التعليم في قطر. وتقوم فلسفة الاعتماد المدرسي الوطني للمدارس الخاصة، الذي سيطبق العام الدراسي القادم (2011-2012)، على أهمية التركيز على التنمية الشاملة لكل طفل يعيش في قطر، واستيفاء جميع متطلبات التعليم من خلال توفير التعليم الأمثل للطلبة، كما تقوم على ضمان تأهيل الطالب للالتحاق بالتعليم العالي وبالتالي قدرته على التماذج والتكيف مع نظام العولمة.
وفي سياق التعريف بالبرنامج والحصول على التغذية الراجعة، عقد مكتب تقييم المدارس بهيئة التقييم مؤخراً، لقاء تنويرياً مع كافة مديري وأصحاب تراخيص المدارس الخاصة بالدولة، وخاطبت فيه د.حمدة السليطي مدير هيئة التقييم الحضور قائلة: "كما تعلمون فإن المجلس الأعلى للتعليم يبذل جهوداً متواصلة لتطوير التعليم والارتقاء به لتحقيق التنمية الشاملة والنهضة على جميع الأصعدة في هذا الوطن الغالي، كما يسعى لاتساق كافة أطراف العملية التعليمية وتوفير التعليم الجيد بكل مقاييسه، لذلك كان من الضروري بناء نظام اعتماد محلي قطري يوازي أنظمة الاعتماد العالمية أداءً وجودة، وأن يتحقق من خلاله تقييم جودة أداء المدارس في المجالات الأكاديمية والتعليمية والإدارية من قبل جهة مختصة وفقاً لمعايير محددة، ومنح المدارس الاعتراف بأنها حققت الشروط والمواصفات المطلوبة.
وأضافت أن هيئة التقييم تسعى من خلال تطبيق هذا النظام إلى أن تصبح جميع المدارس الخاصة في قطر معتمدة، كما سيتيح هذا النظام التحقق من جودة البرامج التي توفرها المدرسة، وبالتالي التأكد من أن كل طالب في الدولة يحظى بتعليم عالي الجودة .. وستكون المدارس الخاصة ـ بناءً على هذا النظام ـ مراعية لتطبيق مبادئ مبادرة تطوير التعليم، وبالتالي ضمان أن جميع المدارس بالدولة تحقق معايير الاعتماد التي تواكب معايير الاعتماد العالمية أداءً وجودة. وبحصول المدرسة على الاعتماد يجب أن تعمل على الاستمرار في تحسين وتطوير أدائها بشكل ثابت ومستمر.
وقالت لقد انطلقنا في هيئة التقييم نحو تأسيس نظام متميز للاعتماد المدرسي الوطني من خلال التركيز على توحيد الرؤى والأهداف والاستراتيجيات في المجتمع التعليمي، والتأكيد على التحسين المستمر للجودة والتحرك من الأداء الثابت إلى التحسين المستمر للأداء وصولاً للتميز، وتشجيع المدارس على الالتزام بالتميز في التعلم والقدرة على المتابعة والتقييم، كما راعينا في تأسيس هذا النظام التركيز على الطالب وعدم الاعتماد فقط على المخرجات النهائية للعملية التعليمية، وإنما الاهتمام بكل جوانب ومقومات تلك العملية، وتحقيق الجودة الشاملة والالتزام بالشفافية وتحقيق المرونة والتطوير والتركيز على النتائج قصيرة وطويلة المدى.
وأكدت د.السليطي مطمح المجلس من خلال تطبيق الاعتماد المدرسي الوطني، الرامي إلى تعزيز قدرة المجتمع على تنمية أجيال مستقبلية قادرة على المنافسة، ومواكبة التطورات الحديثة في عالم متغير يعتمد على صنع المعرفة والتكنولوجيا وتعدد مصادر التعلم وتنمية المهارات اللازمة للتعامل مع مجتمع المعرفة وتعزيز توظيف المعرفة ودعم قيم الإنتاج. كما نسعى كذلك إلى تشجيع المدارس على اكتساب شخصية وهوية مميزة بناءً على منظومة معايير أساسية تضمن قدراً وافراً من الجودة، والمساعدة على غرس مقومات المواطنة الصالحة والانتماء لدى المتعلم.
من جانبها قالت السيدة عائشة الهاشمي مدير مكتب تقييم المدارس ان البرنامج يهدف لضمان مشاركة جميع المعنيين في التقييم الذاتي والتشجيع على الالتزام بالتحسين المستمر والتحقق من جودة ما تقدمه المدرسة من برامج وتخطيط ودعم للسعي نحو التميز بالاضافة الى التركيز على تأثير البرامج المدرسية على تعلم الطلبة.
ونسبة للجهود الحثيثة التي تتبعها هيئة التقييم وفي إطار سعيها لجعل التعليم متميزاً في قطر، تم إنشاء برنامج الاعتماد المدرسي بهدف التحقق من جودة أداء المدارس الخاصة وضمان العمل المستمر لرفع مستوى المدارس الخاصة من مرحلة الروضة إلى الصف الثاني عشر، بجانب تقديم خدمة تعليمية عالية تحمي حقوق الطلبة في الحصول على تعليم جيد وتحفظ حق الأسر التي تبحث عن مدارس خاصة لأبنائها. ويقوم المجلس الأعلى للتعليم ممثلاً في وحدة الاعتماد المدرسي الوطني بهيئة التقييم، بمنح التراخيص والكوبونات المدرسية للمتقدمين بطلبات الترشح.
وأوضحت أن قطر تسعى إلى تحقيق الأهداف التي وصلت إليها الدول ذات المستوى التعليمي العالي فيما يتعلق بالتحقق من جودة التعليم في المدارس الخاصة، إذ تقوم منهجية التحقق لدى الدول المتطورة في مجال التعليم على واحد من نظامين هما نظام التفتيش أو نظام الاعتماد، ويتشابه النظامان في ثلاثة من الأوجه هي: الدراسة الذاتية والزيارة من قبل المقيمين - المناهج، التدريس، التسهيلات والإدارة - تطبيق نفس المعايير الخاصة بالتقييم.
وفي سبيل الحصول على الاعتماد والاستمرار في عملية تحسين المدرسة لتحقيق التميز المنشود لا بد لإدارات المدارس الخاصة من تطوير خطة تنفيذية وتطبيقها على الواقع المدرسي ومتابعتها عبر المراجعة والمراقبة المستمرة. ويلزم التحقق من الجودة والمراجعة الداخلية والخارجية معاً، حيث تكتمل المراجعة الداخلية بالدراسة الذاتية التي تعكس أداء المدرسة وفقاً لمعايير الاعتماد المدرسي الوطني من خلال المؤشرات التي تساعد المدرسة على تحديد نقاط القوة وتلك التي بحاجة إلى تحسين وتطوير. أما نظام المراجعة الخارجي يتحقق بزيارة فريق المقيمين المدرسة للمصادقة على جودة عملية المراجعة الذاتية للمدرسة.
وتتمثل مجالات الاعتماد المدرسي الوطني في خمس أوجه هي : القيادة والإدارة المدرسية الأداء التعليمي وبيئة التعلم، موارد الإدارة، تطوير وتحسين المتعلمين ومشاركة المجتمع.
وتشمل القيادة والإدارة المدرسية رؤية المدرسة ورسالتها والتخطيط الإداري وهيكلتها الوظيفية ونظم التحقق من الجودة فيها من مراقبة ومراجعة، بينما يشمل الأداء التعليمي وبيئة التعليم معايير المناهج والجودة والتطبيق وطرائق وأصول التدريس وبيئة التعلم وخدمات الدعم التعليمية.
ويقصد بموارد الإدارة الإشراف على توزيع الموظفين والتطوير المهني الخاص بهم ومواد البنية التحتية وتوزيع الموارد وتوفرها وتوزيعاتها.
ويتأتى تطوير وتحسين المتعلمين (وهم الطلاب) من خلال التحصيل الأكاديمي للطلبة وأوضاع الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة ونظم ضبط السلوك والانضباط العام. وتتم مشاركة المجتمع بإشراك أولياء الأمور والتواصل معهم وبناء علاقات للمدرسة مع المجتمع الخارجي.
من جهتها بدأت وحدة الاعتماد المدرسي بمكتب تقييم الطلبة بتسليم طلبات الترشيح للمدارس بغرض البدء في إجراءات الحصول على الترشيح بتعبئة النموذج واستكمال التقرير المبدئي لزيارة المدرسة وتقديمه للمجلس في الوقت المحدد. وتتطلب إجراءات الحصول على الاعتماد الوطني زيارة فريق من وحدة الاعتماد المدرسة لمدة يومين إلى ثلاثة أيام حيث يعمل الفريق على مراجعة تقارير المدرسة وتقييم الزيارة ورفع التوصيات بقبول الترشيح أو رفضه.
وتمهيداً للحصول على الاعتماد الوطني يتطلب الأمر من المدارس الخاصة القيام بالدراسة الذاتية بالتركيز على أربع ركائز أساسية تضم التعريف بالمدرسة ووصف مجتمعها، وتقييم مخرجات التعلم فيها، وتحلل بدقة معايير الاعتماد المدرسي الوطني بمجالاته الخمسة بالإضافة إلى خطة تطوير أداء المدرسة..
وللحصول على الاعتماد المدرسي الوطني هناك خطوات أربع على المدارس اتباعها حيث تبدأ الخطوة الأولى منها بالترشيح يليها العمل على إعداد المدرسة الدارسة الذاتية خلال 18 شهراً ثم تبدأ الخطوة الثالثة بزيارة فريق الاعتماد المدرسي الوطني للمدرسة لمدة 3 الى 4 أيام لتنتهي العملية بتوصية الفريق ومنح المدرسة الاعتماد لمدة ثلاثة أو 5 سنوات قادمة، حسبما تقضي التوصية.



مرسوم بقانون رقم (13) لسنة 1999 بتعديل بعض أحكام المرسوم بقانون رقم (7) لسنة 1980 في شأن تنظيم المدارس الخاصة