قطر - جريدة الشرق- الأثنين 10 شعبان 1432 الموافق11 يوليو 2011

دعوا إلى إيجاد ضوابط ملزمة لعملهم..
مواطنون ومقيمون: السماسرة سبب غلاء الأسعار في كل القطاعات

فهمي: السماسرة والوسطاء سبب في ارتفاع أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية
العمادي: عدم وجود أسواق جملة يفتح الباب على مصراعيه لدخول الوسطاء
عبد العال: استيلاء الوسطاء على عائد الزراعة يتسبب في عزوف المزارعين
حسن: قطاع العقارات من أكثر القطاعات تضرراً بوجود الوسطاء غير المرخص لهم
الهاشمي: بعض الوسطاء يتطفل على مقدمي الخدمات وورش التصليح
سجاد العياشي:

أكد مواطنون ومقيمون ان وجود الوسطاء والسماسرة في مجمل العمليات التجارية والخدمات وغيرها من اهم اسباب ارتفاع الاسعار واجور الخدمات ودعوا الى ضرورة ايجاد ضوابط لعمل السماسرة والضغط من اجل تحجيم دورهم، مشيرين الى ان تعدد الوسطاء كثيرا ما كان سبباً في حدوث الغلاء وأن وجودهم يضر بمنتجي السلع والبضائع وبأصحاب العقارات والمزارعين واصحاب المواهب الفنية والرياضية ومقدمي الخدمات التعليمية والصحية وغيرها مؤكدين أنه ليس هنالك مجال إلا وقد نفذ إليه مجموعة من الوسطاء والسماسرة.. وفي سعي المنتجين واصحاب المصالح الى تأمين مصالحهم وحقوقهم يقع المستهلك الاخير ضحية لكل ذلك.
الأدوية
يؤكد الدكتور أيمن مصطفى فهمي (صيدلي) أن وجود السماسرة والوسطاء في مجال تجارة الادوية والمستلزمات الطبية من اهم الاسباب التي تؤدي الى ارتفاع اسعارها والى تذبذب توافرها تبعاً لأهواء هؤلاء السماسرة داعياً الى احترام حق اصحاب الصيدليات المرخص لها والمستهلكين على حد سواء حيث يقول: نعم في مجال الادوية لا يخلو الامر من وجود سماسرة ووسطاء سواء ما بين الشركة المنتجة والمستوردين او ما بين المستوردين وجهات التوزيع او نقاط البيع، حيث ان الشركات المنتجة للأدوية والمستلزمات الطبية يهمها توزيع اكبر قدر ممكن من منتجاتها بغض النظر عمن يتولى هذا الامر شأنها شأن اي جهة انتاجية اخرى وكما في جميع القطاعات هنالك فئات تسعى الى الاستفادة والتكسب مما هو قائم من انشطة لجهات اخرى فكذلك هو الحال بالنسبة للادوية غير ان الادوية تأخذ بعداً دولياً حيث ان وجود السماسرة يكون في البلدان المنتجة لتلك الادوية والمستلزمات، كما ان الامر لا يخلو من وجود وسطاء بين الموردين والموزعين حتى يصل المنتج المعني للموزع بالمفرد المتمثل بالصيدليات المرخصة وفي هذه السلسلة من الوسطاء اذا وضع كل منهم لنفسه هامشا من الربح ولو كان بسيطا فان مجموعها يشكل فرقاً كبيراً يتحمل اعباءه الصيدليات والمستهلكون حيث ان الصيدليات يهمها كما يهم المستهلك ان تكون الاسعار بمتناول الجميع.
العقارات
ويشير السيد أصغر حسن (مكتب عقاري) الى ان قطاع العقارات من أكثر القطاعات تضرراً بوجود الوسطاء غير المرخص لهم وأنهم المسؤولون عن ارتفاع الاسعار والايجارات اكثر من باقي الاسباب الاخرى وأوضح يقول: عندما يشترط صاحب العقار مبلغاً معيناً لبيع عقاره او تأجيره فإن الوسطاء لا ينقلون رغبة صاحب العقار كما هي الى المشتري وانما يحاولون زيادة السعر المطلوب من اجل الانتفاع مع صاحب العقار من هذه الزيادة او التأثير على المالك باعتماد اساليب اخرى تسهم في رفع قيمة العقار، وخلال ازمة العقارات كان العقار الواحد يتناقل بين عدة وسطاء وكل منهم يضع لنفسه هامشا معينا من الربح حتى استفحلت الاسعار الى حد غير طبيعي وقد التفتت الدولة الى الامر واقرت بعض التشريعات التي نجحت في تحقيق الاستقرار بسوق العقارات لكن وجود السماسرة غير المرخصين مازال قائماً ولذا نتمنى ان يتم ايجاد ضوابط محكمة لعمل السماسرة ومنع التعدد بحيث تكون العلاقة مباشرة ما بين مكتب العقارات او الوسيط المرخص له مع البائع والمشتري، حيث ان وجود المكاتب المرخصة يسهل الكثير من الامور على كلا الطرفين من حيث توفير فرصة العرض لصاحب العقار وارشاد المشتري الى ضالته حسب امكانياته وشروطه وتفضيلاته، والوسطاء اصحاب التراخيص لم يبالغوا كونهم معروفين من قبل البائع ومن قبل المشتري ويعملون وفق القانون ويراعون العادات والتقاليد، بينما الوسطاء الدخلاء كل همهم ان يبرموا صفقة او اثنتين يحققوا منها مبلغا معينا ويتركوا السوق غير آبهين بأحد.
تجارة السلع والبضائع
وبدوره يؤكد السيد خليفة العمادي (تاجر) أن محدودية وجود اسواق جملة في البلاد تفتح الباب على مصراعيه لدخول الوسطاء وتعددهم وتلاعبهم بالسوق مشيراً الى ان البضائع والسلع التي لا تمر بسلسلة طويلة من الوسطاء تصل المستهلك باسعار مناسبة وذات البضائع القادمة من نفس المنشأ اذا ما تعاقب عليها الوسطاء فان اسعارها تبلغ أكثر من ضعف سعرها المعتاد، وأضاف: عندما يتوجه تاجر الى اي سوق خارجي ليستورد منه فانه يجد خيارات متعددة لنفس المنتج تبعاً للجودة وتبعاً لعلاقة الشخص الذي يتعامل معه بالمنتج الرئيسي للسلعة فان كان الشراء من نفس مكاتب الجهة المنتجة تكون الاسعار اقل بكثير من الشراء عبر موزع هناك والكمية التي يتم شراؤها قد لا يتمكن التاجر بعد وصولها من توزيعها كاملة لذا تجده يفتح المجال للموزعين المحليين للمشاركة بالتوزيع كل حسب الكمية التي يمكن له ان يصرفها مقابل نسبة وبعض هؤلاء الموزعين لديهم مندوبون وكل من في هذه السلسلة الطويلة يحاول ان يجني ربحا معينا وبالتالي فان المتضرر الاول والاخير هو المستهلك، واعتقد انه لو كانت هنالك اسواق جملة نشطة في البلاد وان تجار التجزئة يعتمدون عليها في تأمين احتياجاتهم فان ذلك سيقلل بل قد يلغي دور الوسطاء والسماسرة وما يذهب الى جيوبهم سيكون لصالح المستهلك الاخير.
الزراعة
ويشير المهندس احمد عبد العال (زراعي) الى ان اهم التحديات التي تواجه الزراعة في قطر هي عدم تمكن المزارعين من تحقيق اسعار تغطي كلف الانتاج بينما منتجاتهم تباع بالسوق باسعار تبدو -لمن لا يعرف السر- مشجعة جداً، حيث ان وجود الوسطاء في مجال الزراعة يجعل الوسيط يستولي على كل فائدة مرجوة من قبل المزارع ويثقل كاهل المستهلك وهذا الامر تسبب في عزوف الكثير من المستثمرين عن الاستثمار في مجال الزراعة وكثير من المزارعين قد غادروا المجال الى قطاعات اخرى اثر هذه الحالة، وأضاف: المنتج الزراعي المحلي لا غبار عليه من حيث الجودة والكميات المنتجة لبعض المحاصيل جيدة كما ان الجمهور يفضلها كثيراً على المستورد نظراً لكونها تصل طازجة وباعلى مستويات الجودة للمستهلك لكونها لم تتعرض للتبريد والنقل والتخزين الى جانب الاعتبارات الاخرى من حيث تشجيع المنتج الوطني وصلة الانسان بأرضه ووطنه، لكن القطاع الزراعي في قطر واجهته تحديات كثيرة منها ما هو مرتبط بالري واستصلاح الاراضي ومنها ما هو مرتبط بالوسطاء والسماسرة الذين يتناقلون المنتجات فيما بينهم لتصل الى اضعاف سعرها الحقيقي، واعتقد ان وجود المكتب الحكومي الذي يعنى باستلام منتجات المزارعين وتسويقها بشكل مباشر سيسهم في الغاء دور الوسطاء ولا ضير ان يخصص للموزع بالمفرد هامش من الربح يكون بحدود المعقول.
الرياضة والفن
ويشير السيد الطيب عمر (صاحب محل) الى ان الرياضة لم تنج هي الاخرى من سطوة الوسطاء والسماسرة ويوضح قائلاً: لم يقف دور الوسطاء والسماسرة عند حدود التجارة والخدمات وانما حتى في المجالات الابداعية هنالك فئة تنتفع من جهود الاخرين وتحشر نفسها بين المبدع والجهة التي تستفيد من ابداعاته فعلى سبيل المثال هنالك سماسرة يهتمون باللوحات الفنية وبالانتاج الفني وبالرياضة سواء عن طريق تشغيل الافراد بهذه المجالات بمقابل او عن طريق تسويق منتجاتهم الابداعية، فيما يتعلق بالرياضة تجد ان اسعار المستلزمات والاجهزة والملابس الرياضية من الماركات المختلفة ضعف اسعارها في البلدان الاخرى والسبب هو تعدد الوسطاء فالموزع المحلي ليست له صلة مباشرة بالشركة وانما قد يكون له تعامل مع وكيل توزيع او مع اشخاص يجلبون من ذلك الوكيل وحتى المنتجات التجارية المقلدة هنالك وسطاء يتناقلونها حتى تصل الى المستهلكين ولا يقتصر الامر على الماركات المعروفة.
التعليم
وفيما يتعلق بالتعليم اكدت إيمان أحمد عبد الله انها انتسبت الى احدى الجامعات الخارجية للتعليم عن بعد عبر احد المراكز التعليمية وقد اكتشفت ان الرسوم التي قامت بدفعها الى هذا المركز تمثل ضعف الرسوم التي تطلبها تلك الجامعة ولدى التحري عن اسباب هذا الفرق وجدت ان الزيادة في الرسوم جاءت بسبب تعدد الوسطاء ما بين الجامعة وطلابها حيث ان المركز المحلي ياخذ نسبة من الرسوم وهنالك جهة ثالثة في البلد الذي توجد فيه الجامعة يقوم بالتنسيق بين الجامعة وهذا المركز ياخذ نسبة ايضاً وهكذا حتى تبلغ الرسوم الدراسية في تلك الجامعات أكثر مما هو مقرر بمقدار الضعف، وينسحب هذا الامر على قيمة ورسوم كل الخدمات التي تقدمها الجامعة وليس على رسوم التسجيل فقط، مشيرة الى وجود وسطاء مزعومين يمارسون الغش والخداع ولا صلة لهم باي جامعة يستخدمون الانترنت للايقاع بضحاياهم، حيث تقول: ادعو جميع الراغبين بمواصلة دراستهم ان يقوموا بالتحري الدقيق عن الجامعة التي يريدون الانتساب إليها وان يتواصلوا معها بشكل مباشر ويتأكدوا تماماً بأنهم يخاطبون تلك الجامعة حيث ان هنالك وسطاء مزعومين يطلبوا اموالاً بشكل مسبق ومن يصدق منهم -وهذا نادر جداً- فانه ياخذ اضعاف ما تستوفيه الجامعة من رسوم.
الخدمات
وبدوره يؤكد السيد محمد الهاشمي ان بعض الوسطاء يتطفلون على مقدمي الخدمات حيث يزجون بانفسهم بين مكتب التنظيفات وزبائنه او ورش تصليح السيارات والمستفيدين من خدماتها وهؤلاء كثيراً ما يتواجدون قرب مكاتب الفحص الفني وشركات التأمين ويحاولون الانتفاع من التوسط بين الشخص المعني والجهة المقدمة لتلك الخدمات ولا يكتفون بما يقدم لهم من باب (البخشيش) او الاكرامية مقابل الجهد الذي بذلوه وانما يقوم كل منهم برفع اجور تلك الخدمة من اجل ان يحتفظ هو بالفرق لنفسه وبالاخص فيما يتعلق بتصليح السيارات فان كان التصليح يكلف على سبيل المثال 500 ريال يعرض الوسيط الف ريال، ومن لم يسبق له التعرض لمواقف مماثلة يقع فريسة سهلة لهؤلاء الوسطاء والجهات الرقابية تمنع وجودهم لكنهم يتخذون اساليب ملتوية للوصول الى الناس اما من خلال مواقف السيارات القريبة من مقرات شركات التأمين او على مقربة من مكاتب الفحص الفني.