قطر - جريدة العرب- الأثنين 07 شوال 1432الموافق 5 سبتمبر2011
العدد 8485
قطر تجمع السلطة
الفلسطينية بقانونيين دوليين في لندن
وجه الدكتور صائب
عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس الوفد الفلسطيني
لمفاوضات الوضع النهائي الشكر لدولة قطر أميراً وحكومة وشعباً على الجهود التي
تبذلها لخدمة القضية الفلسطينية، قائلاً «كل الشكر للأشقاء في دولة قطر أميراً
وحكومة وشعباً على الجهود التي تُبذل معنا لخدمة التوجه إلى الأمم المتحدة».
وقال عريقات -في حوار مع وكالة الأنباء القطرية (قنا)- إن دولة قطر بذلت جهوداً
كبيرة جداً في مسار دعم القضية الفلسطينية بوجه عام والتوجه إلى الأمم المتحدة على
وجه الخصوص، كاشفاً أن «دولة قطر رتبت للسلطة الفلسطينية لقاء مع مجموعة من
القانونيين الدوليين في لندن بدعم شخصي من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل
ثاني أمير البلاد المفدى».
وأشار رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات الوضع النهائي إلى أن الجهد القطري هو جهد
مكمل لجهود كل الأشقاء العرب «والآن لدينا لجنة مشكلة برئاسة قطر وعضوية مصر
والأردن والمغرب والسعودية والجامعة العربية وفلسطين. نسعى بكل جهد ممكن ونتحدث
بلسان واحد لخدمة القضية الفلسطينية».
وبشأن تعليق السلطة على النقاشات الأوروبية الدائرة لتوحيد وجهة النظر الأوروبية
حيال التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة، أكد عريقات أن دعم الاتحاد الأوروبي
للمسعى الفلسطيني لعضوية دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967 عاصمتها القدس
الشرقية، سيشكل رافعة حقيقية للحفاظ على خيار الدولتين وعملية السلام.
وأشار عريقات إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة عن انهيار عملية
السلام وتدمير المفاوضات، وقال إنها اختارت الاستمرار في النشاطات الاستيطانية خاصة
في مدينة القدس الشرقية المحتلة وما حولها، وفرض الحقائق على الأرض، وتغليب سياسة
الإملاءات، إضافة إلى محاولات تغيير المرجعيات الدولية المحددة لعملية السلام،
مشددا على أن توجه منظمة التحرير الفلسطينية إلى الأمم المتحدة للحصول على عضوية
دولة فلسطين لا يشكل الاستراتيجية الفلسطينية وإنما يعتبر جزءا من هذه الاستراتيجية
التي يمكن تحديدها بإعادة دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967 عاصمتها القدس
الشرقية إلى خارطة الجغرافيا.
وأضاف أن هناك وفداً عربياً مكوناً من قطر والأمين العام للجامعة العربية سيتوجه
إلى أوروبا للاجتماع مع دول الاتحاد الأوروبي وبالتحديد مع فرنسا وبريطانيا
وألمانيا والمنسقة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون من
أجل دعم المسعى الفلسطيني، لكنه أشار إلى أنه «لا يمكن القول حتى الآن إن هناك
موقفاً أوروبياً ولكن هناك نقاشات أوروبية معمقة نأمل أن تتوج بعد اللقاءات العربية
القادمة إلى موقف أوروبي داعم للتوجه إلى الأمم المتحدة».
وحول أنباء تداولتها وسائل الإعلام بأن أوروبا عرضت على السلطة الفلسطينية عضوية
مماثلة للفاتيكان في الأمم المتحدة، نفى عريقات وجود أي عرض أوروبي رسمي، بخصوص
خيار «دولة الفاتيكان» الذي يتضمن الاكتفاء بقبول فلسطين دولة بصفة مراقب في الأمم
المتحدة، مشيراً إلى أن بمقدور فلسطين الحصول على صفة مراقب دون عرض رسمي، لأن
لديها الأصوات الكافية للحصول على ذلك في الجمعية العامة.
وأوضح عريقات أن أشتون قالت في آخر اجتماع للرئيس الفلسطيني محمود عباس معها في رام
الله «إن من يقرر ما تريده فلسطين هم الفلسطينيون أنفسهم وحينها طلب منها الرئيس
عباس دعمها ودعم الاتحاد الأوروبي لتكريس مبدأ الدولتين أمام الحكومة الإسرائيلية
التي اختارت الاستيطان والإملاءات ورفضت كل ما جاء في عملية السلام».
وعن خطط السلطة الفلسطينية في حال صدور فيتو أميركي ضد قرار قيام الدولة الفلسطينية
كاملة السيادة، قال عريقات «نحن نقوم بكل جهد ممكن مع الإدارة الأميركية من أجل
إعادة النظر في موقفها وتأييد المسعى الفلسطيني ولكن في نهاية المطاف السلطة لديها
خيارات أخرى، لأن منذ عام 1946 إلى الآن وفيما يتعلق بالحصول على عضوية الدول
استخدم الفيتو (59) مرة لم يكن في يوم من الأيام استخدامه يعود لأسباب قانونية أو
إجرائية، ولذلك نحن نسعى مع الإدارة الأميركية ونأمل أن تعيد موقفها من الدولة
الفلسطينية حتى نستطيع تثبيت خيار الدولتين على حدود الرابع من يونيو 1967».
وعن جدوى الزيارات الأخيرة التي قام بها الرئيس الفلسطيني لعدد كبير من دول العالم،
قال عريقات إن ثمار زيارات وجهود الرئيس عباس أدت إلى ارتفاع عدد الدول التي تعترف
بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 إلى 125 دولة، مشيراً إلى أن
عباس يبذل كل الجهود الممكنة في لقاءاته مع كافة زعماء العالم لحثهم على مساعدة
الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه المشروعة.
وعن دعوات ترتيب البيت من الداخل وتحقيق المصالحة الفلسطينية قبل التوجه إلى الأمم
المتحدة، أكد عريقات أن كافة أبناء الشعب الفلسطيني يرفضون استمرار حالة الانقسام
الحالية، قائلاً «ندرك أن الجرح العميق لدينا هو استمرار الانقسام الفلسطيني، وإن
لم نساعد أنفسنا في هذا المجال فلن يساعدنا أحد، وبالتالي سنكون أقوى إذا ذهبنا إلى
الأمم المتحدة موحدين، لذلك هناك مساع للمصالحة حيث لا توجد مصلحة عليا للفلسطينيين
سوى تحقيق المصالحة والوفاق الوطني».
ووجه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية -عبر وكالة الأنباء القطرية-
رسالة إلى حركة حماس، قال فيها «نحن أبناء شعب واحد، حماس حركة فلسطينية وجدت
لتحرير الأرض، وفتح أيضاً حركة فلسطينية وجدت لتحرير البلاد من الاحتلال، وفلسطين
والقدس أهم من كل أهدافنا الشخصية والفئوية، ويجب أن نحتكم لمصالحنا العليا وأن
نغلب الصالح العام على الخاص، وأن نغلب مصلحة فلسطين على المصلحة الفئوية، نحن الآن
على مفترق طرق لا يوجد فلسطيني ولد منذ عام 1948 وحتى اليوم إلا وأمامه هدف إقامة
الدولة وتحرير الأرض، ونحن شركاء في الكفاح ويجب أن نتعاون لتحقيق مصلحة شعبنا
وإعادة فلسطين على خارطة الجغرافيا».
وبشأن التقرير الذي صدر من الأمم المتحدة حول اعتداء إسرائيل على أسطول الحرية،
انتقد عريقات هذا التقرير الأممي، مشدداً على أن هذا القرار يخالف القانون الدولي،
كما أنه لم يتطرق إلى معاناة مليون ونصف المليون فلسطيني يعيشون تحت الحصار
الإسرائيلي في قطاع غزة منذ يونيو 2007.
وكان تقرير للأمم المتحدة قد انتقد استعمال إسرائيل القوة المفرطة خلال الهجوم ضد
النشطاء الذين قتل منهم ثمانية أتراك وأميركي من أصل تركي، لكن التقرير الدولي الذي
أصدره رئيس الوزراء النيوزيلندي السابق جيفري بالمر اعتبر أن الحصار البحري الذي
تفرضه إسرائيل على قطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس «جاء كإجراء أمني مشروع بهدف منع
دخول الأسلحة إلى غزة بحراً وأن تطبيقه يتماشى مع متطلبات القانون الدولي».
إصدار
الدستور الدائم لدولة قطر