قطر
- جريدة الراية - الأثنين 05 ذو القعدة
1432 الموافق 3 أكتوبر2011
نزلاء السجن المركزي
يعلنون التوبة
علي : أصدقاء السوء جعلوني مدمناً
وتاجراً للمخدرات
عادل : الشيكات بدون رصيد حبستني 21 عاماً
محمد : اكتشفت موهبة الرسم وأنتظر صفح المجتمع
كتب - نشأت أمين:
أعرب عدد من نزلاء السجن المركزي عن ندمهم الشديد على السير في طريق الشيطان مؤكدين
توبتهم وعزمهم الشديد على أن يعودوا الى المجتمع أفراداً صالحين بعد انقضاء فترة
عقوبتهم وخروجهم من محبسهم .وحذروا الشباب من رفقة أصدقاء السوء والسير في طريق
الإدمان مشيرين :إلى أن المخدرات والكحوليات نهاية صاحبها ضياع مستقبله وتدمير
حياته خلف القضبان.ودعوا الشباب إلى أخذ الموعظة من تجارب الآخرين وأن يسارع كل من
سقط في مستنقع الإدمان الى النجاة بنفسه قبل فوات الأوان.كما دعا النزلاء إلى ضرورة
العمل على إيجاد حلول تشريعية لمشكلة الشيكات مؤكدين أنها تحولت من أداة للسداد الى
وسيلة سريعة لدخول السجن مناشدين الجمعيات الخيرية مضاعفة جهودها في مساعدة الكثير
من الغارمين الذين تسببت الشيكات في سجنهم.أصدقاء السوءمحمد حمدون محكوم عليه
بالحبس لمدة 10سنوات في قضية مخدرات أمضى منها 7 سنوات يروي قصته فيقول: بداية أنا
أنصح أولياء الأمور أن يراقبوا أبناءهم جيداً ويضعوهم تحت أعينهم حتى لا يضيع
مستقبلهم مثلما ضاع مستقبلي ، ونصيحتي للشباب أنفسهم بالابتعاد عن أصدقاء السوء
الذين يقودونهم الى طريق تعاطي المخدرات والمسكرات فيجرفهم التيار ويسقطون في
مستنقع الإدمان كما حدث معي .ويضيف: كنت أعمل في إحدى الجهات وكان راتبي في تلك
الأثناء يوفر لي حياة كريمة الأمر الذي جعلني اعتاد على الإنفاق بلا حساب وهو ما
سبب لي معاناة شديدة عندما تم إنهاء خدماتي فقد افتقدت ذلك المستوى الرغد من الحياة
الذي اعتدت عليه فحاولت تعويض ذلك بالاتجاه الى تجارة المخدرات .ورغم أن معرفتي
السابقة بأصدقاء السوء وعلاقتي معهم إلا أنني اثناء وجودي في عملي لم أكن التفت
إليهم وكنت أرفض تمامًا مرافقتهم في جلساتهم إلا أن ذلك تغير تماماً عقب فصلي فبعد
أن كانوا هم من يسعون إلى ضمي إليهم سعيت أنا لمرافقتهم وفي أول فرصة أخبرتهم أنني
أريد الحصول على المال بأي شكل ، فكان أن أرشدوني إلى الطريق التي انتهت بي إلى
السجن وتسببت في ضياع 10 سنوات من عمري ، وكلما أتذكر ما حدث أذرف بدلاً من الدموع
دماً على حياتي التي تحطمت ومستقبلي الذي أصبح بلا ملامح ، حتى خطيبتي التي كنت على
وشك الاقتران بها فقدتها هذا ما جلبته علي تجارة المخدرات وأصدقاء السوء وما يمكن
أن تلحقه بأي شخص آخر يسلك الطريق غير المستقيم، وأملي أن يصفح عني المجتمع لمواصلة
حياة كريمة بعد انقضاء فترة العقوبة وخروجي من السجن ، لأجد وسيلة شريفة أعيش ،
وربما تكون هواية الرسم التي كانت لدي منذ الصغر واكتشفتها هنا في السجن الباب الذي
تهب منه رياح التغيير والخير على حياتي.ويقول: فقد أستطعت على مدى 6 أعوام من وجودي
في السجن اتقان الرسم من خلال رسم نحو 150 لوحة فنية أو أكثر حققت منها دخلاً
مادياً جيداً ، وفي هذا المقام يجب أن أتوجه بالشكر لإدارة المؤسسات العقابية
والإصلاحية لأن خطتها في تأهيل النزلاء وتعليمهم بعض الحرف تضع أقدامهم على بداية
الطريق الصحيح عقب خروجهم من السجن ما يساعد في إصلاح شأنهم، فلولا جهود الإدارة
وقيامها بتوفير مشرفين يدربون النزلاء على تعلم الحرف المختلفة ما كنت أنا على سبيل
المثال قد تعلمت الرسم.طريق الندمعلي عدنان 34 عاماً محكوم عليه بالحبس 14 عاماً في
قضية مخدرات يقول: أمضيت من فترة العقوبة 7 أعوام ومازال أمامي 7 أعوام أخرى ورغم
قسوة العقوبة إلا أنها كانت بلا شك درساً تعلمت منه الكثير وعندما أجلس أحياناً
بيني وبين نفسي وأنظر إلى ما فعلته والنتيجة التي آلت إليها حياتي تنهمر الدموع من
عيني رغماً عني وأندم أشد الندم على اللحظة التي تعرفت فيها على أصدقاء السوء الذين
قادوني إلى ما أنا فيه وهو وضع غاية في السوء وليس هناك إنسان على وجه الأرض يتمنى
أن يجد نفسه فيه، فقد كان عمري 9 سنوات عندما زين لي من كنت أظنهم أصدقائي تعاطي
المخدرات وما يمكن أن تجلبه لي من لحظات من السعادة الزائفة فصدقت كلامهم المعسول
عن حالة الانتشاء التي يشعر بها المتعاطي وما إن زلت قدماي في هذا المستنقع اللعين
حتى وجدت نفسي في تلك البئر السحيقة ورغم اقتناعي فيما بعد بكذب ما يروجه أصدقاء
السوء حول تلك السموم إلا أنني كنت قد وصلت إلى مرحلة اللاعودة ومن ثم لم تكن لدي
القدرة على الخروج من هذا المستنقع فبعد أن كان" الأصدقاء " في بداية الأمر هم من
يتطوعون ويمنحوني المخدرات مجاناً وجدت نفسي مضطراً لشرائها من مالي الخاص ، أو
بالأحرى مما أحصل عليه من أسرتي .ولأن بداية طريق المخدرات سوداء فلا يمكن أن تكون
نهايته بعيدة عن ذلك ، فقد تم القبض علي ضمن عدد من الرفاق وانتهى الأمر بإدانتي
بتهمة الاتجار في المخدرات وهاأنذا أفقد 14 عاماً من عمري خلف هذه الأسوار بسبب
لحظات طيش وفهم خطأ لمعنى السعادة.ويضيف : نصيحة أقدمها لكل من يفكر في الإقدام على
تعاطي تلك السموم أن ينظر إلى تجارب الآخرين ليعلم المصير الذي ينتظره إذا هو لم
يتراجع على الفور وينجو بنفسه قبل فوات الأوان ، فقد فقدت أنا على سبيل المثال كل
شيء نتيجة لحبسي الوظيفة واثنين من أشقائي " توفيا خلال فترة وجودي في السجن" كما
فقدت الزوجة التي كنت على وشك الارتباط بها قبل ضبطي بشهر واحد وقائمة أخرى طويلة
من الخسائر يصعب حصرها ولا أعرف بعد خروجي من السجن كيف سوف أواصل الحياة ، لكن
الأمل يحدوني في أن تكون حرفة صناعة السفن التي تعلمتها في السجن هي طوق النجاة
الذي ينتشلني من الضياع فلاشك أن الخبرة التي تولدت لدي نتيجة صناعة نحو 30 سفينة
منذ احترافي تلك الهواية وحتى الآن ساعدتني على اتقانها بشكل كبير .ويؤكد أن الوازع
الديني له دور كبير في حماية الإنسان من الوقوع في الذلل ، فإذا فرط الإنسان في
دينه ضاعت دنياه وأخراه وأن الدين هو الذي ينتقل بالإنسان من دائرة أصدقاء الخير
الى محيط أصدقاء السوء ويضيف : نسعى خلال وجودنا في السجن إلى التقرب الى الله
والتكفير عما ارتكبته أيدينا من آثام لعل الله يرحمنا ويتجاوز عن سيئاتنا .شيكات
بدون رصيدعادل عامر 45 عاماً متهم بالحبس 21 عاماً على ذمة قضايا شيكات بدون رصيد ،
أمضى منها 5 سنوات وما يزال أمامه 16 عاما أخرى ،ويروي عادل قضيته فيقول: كانت لدي
شركة تعمل في مجال التجارة العامة وبشكل خاص النقليات وكانت الشركة تضمم عدداً
كبيرا ًمن الشاحنات غير أنه في أعقاب الأزمة المالية العالمية التي حدثت في عام
2008 تأثرت أوضاع الشركة نتيجة توقف العمل في الكثير من المشروعات وبالتالي عدم
مقدرتنا على سداد أقساط الشاحنات ، فتعرضت الشركة لخسائر كبيرة اضطرتني الى بيع ما
لدي من ممتلكات لسداد ما تراكم علي من ديون بلغت 15 مليون ريال وقمت بسداد 7 ملايين
منها وتبقى 8 ملايين.ويقول : الشيكات مع الأسف تحولت من أداة سداد الى أداة للسجن
فهناك نزيل على سبيل المثال معنا في نفس العنبر عليه 2000 شيك ومحكوم عليه بسببها
بالحبس 400 عام وهي مشكلة كبيرة تحتاج الى حلول غير تقليدية للتعامل معها ، فما هي
الفائدة التي يمكن أن تعود على الدولة أو على أصحاب الديون من سجن المدين.بدون شك
الأطراف كلها لن تكسب شيئاً الأمر الذي يستدعي ضرورة التعامل معها بطريقة مختلفة
تعتمد على مساعدة رجل الأعمال على الوقوف على قدمه من جديد حتى يسدد ما عليه من
ديون ، فكيف أتمكن من سداد ديوني وأنا محبوس داخل السجن بين 4 جدران.وفي هذا الشأن
يمكن للجمعيات الخيرية أن تكون أحد الحلول التي تساعد في التعامل مع الغارمين ونحن
نناشد هذه الجمعيات أن تقوم بدورها في إيجاد حل لهذه المشكلة .ويقول علي عبود : 40
سنة محكوم عليه بالسجن 21 عاماً في قضية شيكات : أنا ضحية الأزمة المالية التي ضربت
الغالبية من الشركات على مستوى العالم ، فقد حاولت تطبيق ما تعلمته في الجامعة على
عملي في مجال المقاولات لكن آتت الرياح بما لا تشتهي السفن وحدثت الأزمة التي تسببت
في ضياع كل ما عانيت في سبيل إنجازه .فقد دخلت شركتي في العديد من مشاريع المقاولات
من الباطن وعندما حدثت الأزمة توقفت تلك المشاريع ومن ثم تراكمت علي الديون وقام
أصحابها بتقديم بلاغات ضدي الى الجهات المعنية حتى صدرت بحقي العديد من الأحكام
التي وصلت جملتها إلى 21 عاماً.وكم أتمنى أن تتم إعادة النظر في القوانين الحالية
فيما يتعلق بكيفية التعامل مع قضايا الشيكات على وجه الخصوص فحسب معلوماتي
القانونية المتواضعة فإن معظم القوانين تقول إذا تعددت الجرائم صار الجرم واحداً
فلماذا إذن لا يتم تطبيق ذلك على قضايا الشيكات؟فما يحدث الآن هو غير ذلك ،فعلى
سبيل المثال إذا تقدم شخص لاستئجار شقة فإن المالك في هذه الحالة يحرر للمستأجر 12
شيكاً بعدد أشهر السنة وفي حال ما إذا وقع أي خلاف بينهما فإن المالك يمكنه أن يلقن
المستأجر درساً قاسياً يكلفه حياته من خلال تقديم تلك الشيكات الى النيابة.الأمر
الذي يجعل المستأجر متهماً في 12 قضية قد تصل جملة الأحكام فيها إلى الحبس 60 عاماً
في حين أن القضية واحدة .
قانون
رقم (3) لسنة 1995 بتنظيم السجون
قانون
رقم (11) لسنة 2004 بإصدار قانون العقوبات
قرار
وزير الداخلية رقم (2) لسنة 1999بإصدار اللائحة التنفيذية للقانون رقم (3) لسنة
1995 بتنظيم السجون
قرار
وزير الدولة رقم (46) لسنة 2001 بتعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية للقانون رقم
(3) لسنة 1995 بتنظيم السجون الصادرة بقرار وزير الداخلية رقم (2) لسنة 1999
الأمير
يصدر عفواً عن عدد من السجناء
اعادة
تأهيل نزلاء السجن المركزي
د.
الرفاعي: القانون القطري هو الأفضل عالمياً في كفالة حقوق السجناء