قطر - جريدة الشرق-
الاربعاء 07 ذو القعدة 1432 الموافق5 أكتوبر2011
خلال
كلمة قطر باسم المجموعة العربية.. سلطان لرم: قطر تجدد إدانتها واستنكارها لكافة
أشكال الإرهاب
نيويورك-قنا:
جددت دولة قطر باسم الدول العربية إدانتها واستنكارها للارهاب بكافة اشكاله وصوره
ايا كان مصدره ومهما كانت دوافعه ومبرراته، مشددة على سعيها بصورة فردية وجماعية
لمكافحة هذه الآفة البغيضة.
جاء ذلك في كلمة للسيد يوسف سلطان لرم نائب المندوب الدائم لدولة قطر لدى الامم
المتحدة القاها الليلة قبل الماضية باسم المجموعة العربية بصفة دولة قطر رئيس
المجموعة لشهر اكتوبر الحالي، وذلك امام لجنة الشؤون القانونية حول البند 109
بعنوان "التدابير الرامية الى القضاء على الارهاب الدولي".
وقال السيد يوسف سلطان لرم ان الايام القليلة الماضية شهدت اجتماعين مميزين بشأن
مكافحة الارهاب هما الندوة رفيعة المستوى التي عقدها الامين العام على هامش
المناقشة العامة للدورة السادسة والستين للجمعية العامة وكذلك الاجتماع بمناسبة
الذكرى العاشرة لتأسيس لجنة مجلس الامن المنشأة عملا بالقرار 1373 عام 2001.. واشار
الى ما اجمع عليه المشاركون في هذين الاجتماعين حول التقدم الكبير المحرز في مجال
مكافحة الارهاب على مدى العقد الماضي سواء من حيث التشريعات الوطنية او تبادل
الخبرات واستمرار وجود بعض التحديات التي تواجه المجتمع الدولي في سعيه الى التخلص
من هذه الظاهرة الخطيرة.
* عمل جماعي
وشدد على ضرورة العمل الجماعي للتصدي للارهاب، ذلك ان أي دولة بمفردها لا يمكنها
التصدي لظاهرة كثيرا ما تتجاوز الحدود الوطنية وينبغي لذلك ان يتم التنسيق والتعاون
بين الدول سواء على المستوى الاقليمي او المستوى دون الاقليمي.. مشيرا إلى ان الدول
العربية وايمانا منها بأهمية العمل الجماعي فقد اعتمدت الاتفاقية العربية لمكافحة
الارهاب لعام 1998 كما انها تواصل تنسيق جهودها لمكافحة الارهاب على المستوى
الاقليمي من خلال آليات جامعة الدول العربية علاوة على التنسيق على المستوى دون
الاقليمي من خلال حلقات العمل والتواصل بين الجهات الوطنية المعنية بهذا الشأن.
وقال ان الدول العربية تؤمن كغيرها ان الجهود الدولية الرامية الى مكافحة الارهاب
ينبغي ان تكون على نحو يتفق مع مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية وان تراعي
حقوق الانسان والحريات الاساسية لأن مراعاتها لا تتعارض مع مكافحة الارهاب بل
تعززها وتؤيدها.
وطالب الامم المتحدة بلعب دور مركزي في الجهود الدولية الرامية الى مكافحة
الارهاب.. وقال "ولهذا فقد كان اعتماد الاستراتيجية العالمية لمكافحة الارهاب خطوة
ذات شأن كبير في هذا المجال"، مؤكدا على ضرورة تفعيل الاستراتيجية بجميع جوانبها
وركائزها الاربع كما ينبغي تطوير وتنسيق عمل الامم المتحدة في هذا المجال في اطار
ما تقوم به فرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة الارهاب.
كما اكد انه من الضروري في جهود التصدي للارهاب وجود الارادة السياسية اللازمة
وكذلك تيسير تبادل أفضل الممارسات والدروس المستفادة بين الدول وتقديم المساعدة
الفنية للدول التي هي بحاجة لها، مشددا على اهمية الاسترشاد بمبادئ التعاون
والشفافية والمعاملة العادلة بين مختلف الدول
* جهود دولية
واعرب السيد يوسف سلطان لرم في كلمة دولة قطر باسم المجموعة العربية عن الاسف ازاء
اكتفاء جانب كبير من الجهود الدولية الرامية الى مكافحة الارهاب برد فعل ضد الارهاب
واعراضه بدلا من مناقشة اسبابه الجذرية ومعالجتها وإزالة العوامل التي تغذيه.
وقال: وان كان للمساعي الدولية الرامية الى القضاء على الارهاب ان تفلح في ذلك، فلا
غنى عن التصدي لاسبابه الجذرية كما اقرت بذلك الاستراتيجية العالمية للامم المتحدة
لمكافحة الارهاب وقرارات مجلس الامن ذات الصلة ويشمل ذلك عدة نواح بما فيها تحسين
ظروف معيشة الفقراء والشباب العاطلين والشعوب القابعة تحت الظلم السياسي والتاريخي
وفي مقدمته الاحتلال الاجنبي".
واضاف:كما يجب منع التحريض على الكراهية بما في ذلك منع التحريض على العنف وعلى
كراهية الاقليات والاعراق والأديان والأجانب".. منوها بان محاولات ربط الارهاب بدين
معين او بجماعة عرقية معينة هو بحد ذاته عمل تحريضي ويساهم في نشر الارهاب.
وشدد على ضرورة وضع تعريف واضح وواقعي للارهاب كخطوة مهمة في مكافحته.. مشيرا الى
انه يجب التمييز بين الارهاب وحركات المقاومة الشرعية ضد الاحتلال الاجنبي كما انه
من الضروري عدم تسييس مصطلح الارهاب واستعماله حسب الاهواء لخدمة اغراض معينة، وهو
ما اكدنا عليه عند مراجعة استراتيجية الامم المتحدة العالمية لمكافحة الارهاب في
سبتمبر 2010 وسيكون التوصل الى مشروع توافقي للاتفاقية الشاملة بشأن الارهاب الدولي
الجاري التفاوض عليها في اطار اللجنة المخصصة والفريق العامل التابع للجنة السادسة
للجمعية العامة، خطوة مهمة في عملية وضع المعايير المتعلقة بالتدابير الرامية الى
القضاء على الارهاب الدولي".
واشار الى ان الاستراتيجية العالمية لمكافحة الارهاب خطوة مهمة وعليه تتعين بلورة
الخطوة التالية التي لا تقل اهمية الا وهي اعتماد اتفاقية دولية شاملة حول الارهاب
تراعي العناصر الاتية:
أولا: الاختلاف الواسع بخصوص تعريف الارهاب والحق المشروع للشعوب المحتلة في الكفاح
من اجل التحرر من الاحتلال وتقرير مصيرها.
ثانيا: تحديد الوسائل القانونية للتعرف على الارهابيين والقوانين المعاقبة لهم اذ
ان كثيرا من الدول لديها مفاهيمها وقوانينها الخاصة في هذا المجال.
ثالثا: تجنب الربط الخاطئ والجائر للارهاب بالاسلام والمسلمين سيما ان الواقع يثبت
خطأ ذلك الربط.
رابعا: اختلاف الثقافات بين الشعوب واهمية الحوار البناء بين الثقافات ونشر ثقافة
فهم وتقبل الآخر.