قطر - جريدة الراية- الأحد 11 ذو القعدة 1432 الموافق9أكتوبر2011 

المتقاعدون 25% من سكان الخليج بحلول 2025
د سيف الكواري : المشرع الدستوري القطري كفل جميع حقوق المسنين
د. ربيعة الكواري : طاقات كبيرة يتم هدرها بعد الخروج على المعاش

كتب – محمد عبد المقصود :

تحت رعاية سعادة السيد ناصر بن عبد الله الحميدي وزير الشؤون الاجتماعية ووزير العمل بالإنابة نظمت وزارة الشؤون الاجتماعية ندوة " المسنين بين الآمال والطموحات " في إطار احتفالها باليومين العربي والعالمي للمسنين.
حضر الندوة السادة أحمد النصر الوكيل المساعد للشؤون الاجتماعية وعبد الله الكبيسي الوكيل المساعد للإسكان وغانم الكواري مدير ادارة المسنين وذوي الاحتياجات وعيسى الكواري مدير ادارة الموارد البشرية وعبد الرحمن الخاجة مدير العلاقات العامة وعدد من مسؤولي الجهات المشاركة بالندوة.
في بداية الندوة تناول الدكتور محمد سيف الكواري المحور الأول والذي ناقش من خلاله قضية المسنين في أجندة التشريعات وحقوق الإنسان حيث قال يحظى موضوع رعاية المسنين بأهمية خاصة نظراً لمكانة هذه الفئة في جميع المجتمعات الإنسانية، ويرجع الاهتمام بهذه الفئة إلى كونها ذات تأثير واضح في التركيب السكاني للمجتمعات ولكون المسنين من الفئات الضعيفة في المجتمعات ولها قضايا ومشكلات صحية ونفسية واجتماعية واقتصادية وثقافية تمثل تحديات لا بد من مواجهتها ومعالجتها، لأثرها المباشر على الأسرة والمجتمع.
وأضاف لقد شهدت دولة قطر خلال السنوات الأخيرة من القرن الماضي والعقد الأول من هذا القرن تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة وكان من بينها التشريعات المتمثلة فى القوانين والأنظمة واللوائح التى تتعلق بكبار السن تطلباً لما تنادي به قيم العدالة الاجتماعية التى يؤمن بها المجتمع القطري وما تصبو إليه قيادة الدولة وشعبها الداعم لرعاية المجتمع القطري وتحقيق رفاهيته عامة ولشريحة المسنين فيه خاصة .
وعن حقوق المسنين في التشريع القطري قال الدكتور الكواري كرس المشرع القطري كفالة حقوق المسنين في كافة التشريعات الدستورية والعادية ، فقد كفل المشرع الدستوري القطري حقوق المسنين في النظام الأساسي المعدل ثم في الدستور الدائم للبلاد.
وقال ان الدستور الدائم للبلاد الصادر عام 2004م كرس حق المسن فى الباب الثاني تحت عنوان المقومات الأساسية للمجتمع حيث نصت المادة (21) من الدستور على أنه " الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن، وينظم القانون الوسائل الكفيلة لحمايتها ، وتدعيم كيانها وتقوية أواصرها والحفاظ على الأمومة والطفولة والشيخوخة فى ظلها ".كما ساوى الدستور بين المسنين وغيرهم فى الحقوق والواجبات العامة كذلك أقر الدستور المساواة أمام القانون للمسنين وغيرهم.
وقال ان قوانين الخدمة المدنية والموارد البشرية والضمان الاجتماعى اهتمت بتوفير حياة كريمة للمسنين كما أصدر المشرع القطري القانون الخاص بالمساكن الشعبية لتوفير المسكن على نفقة الدولة للعجزة وكبار السن من الذين يتوفر فيهم فى الوقت الذى اشار فيه الى صرف بدل خادمة (800) ريال قطري شهرياً للقطرين المسنين الذين لهم أسر ترعاهم ولا يحتاجون إلى رعاية طبية خاصة ومستمرة.
من جانبه تحدث الدكتور ربيعة الكواري في المحور الثاني عن نظرة الإعلام إلى قضايا المسنين ، مشيرا إلى أن هناك طاقات كبيرة يتم هدرها وعدم الاستفادة منها بعد الخروج على المعاش بدعوى أن القدرة على العطاء قد قلت .
وطالب الدكتور ربيعة الكواري بضرورة أن يكون لدينا مرصد إحصائي على المستوى الوطني وأن يتضمن جزءا خاصا بالمسنين ، وأن يتم العمل على توحيد الجهود العديدة من قبل الجهات المعنية بالمسنين ورعايتهم ليكون لها فائدة فعالة ، حيث أن توزع الجهود وتفرقها لا يجعل من النتائج المحققة هي ما نصبو إليه خاصة بالنسبة للمسنين .
واستطرد الدكتور ربيعة قائلا لا بد من القيام بدراسة التحديات والمعوقات التي تتعلق بالمسنين في قطر ومناقشتها والعمل على إيجاد حلول جذرية وفعالة لها ، مشيرا إلى من الضروري أيضا أن تتم مناقشة الأمور الخاصة بتمويل المسنين ، وأيضا التواصل مع الجمعيات الخيرية .
ولفت الدكتور ربيعة الكواري إلى مسألة هامة وهى ضرورة الانتباه إلى سوء معاملة المسنين والتنبيه عليها في وسائل الإعلام ، والعمل على تناولها بشكل يساعد على تغييرها وتعريف أهمية الأجيال الأحدث سنا بما قدمه كبار السن والمسنين من خدمات للوطن .
أما الدكتورة بتول محيي الدين خليفة فقد تناولت محور التوافق النفسي لكبار السن بعد التقاعد حيث بدأت كلمتها قائلة : تؤكد المؤشرات الإحصائية أن أعداد المتقاعدين ستبلغ في منطقة الخليج العربي في العام 2025م نحو25% من السكان ، ومع تلك النسبة العالية تبدومجتمعاتنا مهددة بكثير من الظواهر بل والأمراض المجتمعية والصحية، إذا بقي مستقبل المتقاعدين مرهونا بالمقاهي أوبجلسات قتل الوقت بلا فائدة بل تتعاظم الآثار الناجمة عن إهمال المتقاعدين في ضوء كم الخبرات الكبير الذي حصله المتقاعد عبر سنوات عمله التي أكسبته خبرات واسعة في شتى مجالات الحياة ، من غير المقبول إهمالها أوالتفريط بها.
وأشارت إلى أن الوصول إلى سن المعاش عند البعض ينظر إليه بنظرة إيجابية منها بداية حياة جديدة ، وفرصة لاكتشاف الذات والجلوس مع النفس وتقييم إمكاناتها بعد سنوات طويلة من العمل ومعاركة الحياة ، وكذلك يتفرغ فيها الشخص إلى حياته الخاصة وممارسة أوجه الحياة التي كانت زحمة العمل تعيقه عنها.