قطر - جريدة الشرق- الاربعاء 20 ذو الحجة 1432 الموافق16 نوفمبر2011
دعت
لصياغة تشريعات خاصة بالمسنين..
المفتاح لـ"الشرق": إعلان استراتيجية كبار السن قريباً
65 % من الكادر
الوظيفي العامل بمؤسسة المسنين من القطريين
خطة لحصر أعداد المسنين المتقاعدين بهدف رفدهم بمؤسسات الدولة
مسنون وضعوا على "الرف" بالرغم من خبراتهم.. مقابل استقطاب خبراء مسنين أجانب!
"الرعاية المنزلية" برنامج أطلقته المؤسسة بالتعاون مع حمد الطبية
25 مسنا ومسنة فى "المؤسسة" وقلة العدد يعود لعدة أسباب
العلاج الطبيعي خدمة تقدم لنزلاء المؤسسة وغيرهم من المسنين
برامجنا مع المدارس ضرورة لخلق تواصل بين الأجيال
هديل صابر:
أعلن السيد يوسف المفتاح — المدير العام للمؤسسة القطرية لرعاية المسنين — انتهاء
المؤسسة من صياغة الاستراتيجية الخاصة بالمسنين، التى تم الاتكاء فى اعدادها على
الاستراتيجية العامة للدولة 2011 — 2016، لافتا الى أنَّ استراتيجية المسنين ستكون
من 2011 — 2014، موضحا أنَّ الاستراتيجية تتضمن 7 محاور، وسيتم الاعلان عنها قريبا
بعد اعتمادها من الجهات المعنية..
وأوضح المفتاح فى حوار مع "الشرق" قائلاً " انَّ استراتيجية المسنين مستندة الى
الاستراتيجية العامة للأسرة التى دشنها المجلس الأعلى لشؤون الأسرة مؤخراً،
لاعتبارها من الاستراتيجيات التى تحدثت بالتفصيل عن الأسرة ككتلة واحدة، كما أنها
قامت بتفصيلها عن الأسرة بشكل فردي، ومن هذا الجانب تم استخلاص بعض القضايا، ولفت
المفتاح الى أنَّ الاستراتيجية المنتظر الاعلان عنها دعت فى بنودها الى ضرورة
استصدار تشريعات خاصة لكبار السن ليتم تفعيلها الى جانب التشريعات السابقة، على
غرار قانون ذوى الاحتياجات الخاصة الذي تم استصداره، مشيرا الى أنَّ الاستراتيجية
المعنية بكبار السن تركز أيضا فى محاورها على احتياجات كبير السن فى المجتمع،
وأهمية رعايته داخل محيط أسرته، وفى بيئته الأصلية..
وعن أعداد نزلاء المؤسسة أوضح المفتاح قائلاً " انَّ هنالك 25 مسنا ومسنة فى
المؤسسة، وهم ممن تنطبق عليهم مواصفات وشروط المؤسسة، لافتا الى أنَّ الأعداد أخذت
تنقص لأسباب أهمها أن هناك أعدادا من النزلاء ولظروفهم الصحية تم نقلهم الى مستشفى
الرميلة لاحتياجهم للرعاية السريرية، كما أنَّ عددا من المسنين قد توافهم الله،
ولهذا باتت الأعداد فى المؤسسة قليلة، وهذا يؤكد الهدف الذى من أجله خلقت المؤسسة
بأنها ليست دارا للايواء".
وأشار المفتاح الى أنّهَ مع قلة أعداد نزلاء المؤسسة لايعنى هذا أن الكادر العامل
من الممرضين تحديدا سيقل، لا، بل المؤسسة بحاجة لأعداد الممرضين هذه، لأن المؤسسة
فعليا تقدم خدماتها أيضا للمسنين من خارج المؤسسة، لاسيما فيما يتعلق بالعلاج
الطبيعي، مثنياً فى هذا الصدد على جهود مؤسسة حمد الطبية فى تقديم خدمات وتسهيلات
للتواصل مع النزلاء فى المؤسسة من خلال تقديم الخدمات الفنية، والتمريض والعلاج
الذى عادة ما يكون تحت اشرافهم.
وأكدَّ المفتاح أنَّ المؤسسة تعكف على تفعيل اداراتها، من خلال أيضا الكادر الوظيفى
العامل حيث ان نسبة القطريين الذين يشغلون الوظائف فى المؤسسة 65 % من الكادر
العامل..
تذليل كافة الصعوبات
وانتقل المفتاح فى حديثه الى البرامج والأنشطة التى تسعى المؤسسة لاحتضانها..موضحا
أنَّ هناك بعض البرامج الجارى تنسيقها مع عدد من الجهات فى الدولة، ليكون هناك
تواصل فى تقديم بعض الخدمات، — فعلى سبيل المثال — المؤسسة أطلقت برنامج الرعاية
المنزلية بالتنسيق مع مؤسسة حمد الطبية، التى نلمس منها تجاوبا وتواصلا فى تذليل
كافة العقبات، كما أنَّ المؤسسة تجمعها شراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وفى توجه
ليكون هناك شراكة بيننا وبين الشؤون الاجتماعية لتدريب الأشخاص الذين يتعاملون مع
كبار السن..
..وفيما يتعلق بموضوع مجالس الأحياء السكنية..قال المفتاح" انه خلال الزيارة التى
قام بها رئيس وأعضاء المجلس البلدى المركزى خلال عيد الفطر لمقر المؤسسة، طُرح
الموضوع ليكون هناك تواصل. وتم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لتفعيل موضوع المجالس
فى الأحياء السكنية، مؤكدا فى هذا الصدد أنه لا يمكن اغفال الدور الذى بذله المجلس
البلدى المركزى السابق وتحديداً عضو المجلس البلدى المهندس جاسم المالكي، الذى بذل
جهودا حثيثة فى هذا المجال، موضحا أنَّ بعض الأحياء السكنية قد تبنت الفكرة، بهدف
التواصل مع أبناء المنطقة، وتحديدا شبابها مع شيبانها.
خطط المؤسسة
وعرج المفتاح فى حديثه على خطط المؤسسة، وامكانية استضافة مؤتمر لمناقشة أوضاع
المسنين..موضحا أنَّ المؤسسة ترحب باستضافة المؤتمرات المتخصصة، التى من خلالها يتم
طرح ومناقشة وضع كبار السن، ووضع الحلول، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هو مامدى جدوى
هذه المؤتمرات؟ وكيف ستتم الاستفادة عما سيخرج عنها من توصيات؟، لأن الأهم فى هذا
الموضوع هو متابعة تنفيذ التوصيات والمقترحات وليس فقط التفكير بعقد المؤتمرات،
لاسيما أنَّ أعداد المسنين باتت بازدياد مضطرد بسبب التقدم فى فى الجانب الصحى
والاجتماعي، لذا لابد أن تتغير النظرة نحو كبير السن من أنه شخص عاجز، وغير قادر
على العطاء، لأن أغلب المسنين الآن باتوا من فئة المتعلمين، متطلعا لرفع سن
التقاعد، من خلال التشريعات.
أما بالنسبة للأنشطة مع المدارس..لفت المفتاح الى أنَّ المؤسسة وللعام الثانى على
التوالى تطرح جملة من البرامج من خلال جماعة جناح الرحمة مع قرابة 40 مدرسة بكافة
المراحل بنين وبنات.
وحول تحامل بعض شرائح المجتمع على المؤسسة..أوضح المفتاح قائلاً " انَّ المؤسسة لم
توجد لايواء المسنين، ولابد من التصدى لهذه النظرة، ولابد من تغيير مفاهيم المجتمع،
لأن انشاء مؤسسة كالمسنين بات أمرا ضروريا لأن الهدف من انشاء المؤسسة هو تقديم
جملة من خدمات الرعاية لفئة كبار السن وليس بالضرورة أن يكونوا نزلاء فى المؤسسة.
مشيرا الى أنَّ هناك خدمات المؤسسة تقدمها لعدد من المسنين فى منازلهم، فضلا عن
الخدمات التى تقدم مجانا للمسنين كجلسات العلاج الطبيعى حيث لا تقتصر على نزلاء
المؤسسة بل على أى مسن تتبين حاجته للعلاج الطبيعي، كما أن المؤسسة تقدم خدمات مثل
منح سرير طبى لكبير السن، أو الكرسى المتحرك، وفى بعض الحالات يتم تدريب أحد أفراد
الأسرة الذى يتعامل مع المسن على الطريقة المثلى لرعاية المسن، وفى أسر تتصل فقط
لأخذ المشورة والاستفادة من الخدمات التى توفرها المؤسسة، والمؤسسة ليست دارا
للايواء، ولكن هناك جزءا منها ايواء للحالات التى نصت عليها أهداف المؤسسة والحالات
الخاصة جدا، حيث هناك حالات لقطريين، وغير قطريين من الذين ليس لهم معيل..
حصر المسنين المتقاعدين ورفدهم بالمؤسسات
وحول استقطاب عدد من المسنين للاستفادة من خبراتهم فى المؤسسة..
أوضح قائلاً " انَّ استراتيجية المسنين تتضمن ضرورة الاستفادة من الطاقات المبدعة
من كبار السن الذين يحالون للتقاعد كمستشارين وخبراء فى مؤسسات وأجهزة الدولة،
لافتا الى أنَّ المؤسسة تعمل على صياغة خطة لحصر أعداد المتقاعدين من كبار السن
وتخصصاتهم لرفد الوزارات والمؤسسات بهذه الطاقات للاستفاده من خبراتهم، وهذا يهدف
لالغاء الصورة النمطية بأن المسن عاجز وغير قادر على العطاء، وهناك مثقفون ومتعلمون
فى سن كبيرة، فلابد أن نؤكد بأن العمر لا ينهى حياة الانسان، مؤكدا أنَّه لابد من
الاستفادة من الطاقات وعدم ركنها على "الرف"، لأنه فى مقابل الطاقات التى تركن يتم
استقطاب مسنين من الخارج للاستفادة منهم ووضعهم على كادر خبير أو مستشار!، فلماذا
لاتتم الاستفادة من الخبرات والطاقات المحلية التى تدرك طبيعة المجتمع..
رسالة المؤسسة
وحول الرسالة التى تسعى المؤسسة الى اصالها..أوضح المفتاح قائلاً " انَّ المؤسسة
القطرية لرعاية المسنين، لا تتخذ خطوات بصورة عبثية، لكن هناك تخطيطا وهناك رؤية
وهدفا بعيد المدى، ينبثق من أهداف المؤسسة الأصيلة التى ترمى الى ضرورة أن يبقى
المسن فى بيئته الطبيعية، لذا يجب أن يتواصل مع المجتمع، من خلال جملة من
الفعاليات، ونحن بدأنا تنفيذ برامج فى المؤسسة خلال شراكة مع المؤسسات داخل
المؤسسة، ونرفض الزيارات التى يُصور فيها المسن وكأنه قطعة أثرية".