قطر - جريدة الراية - السبت 23 ذو الحجة 1432الموافق 19 نوفمبر2011

توكل كرمان: قطر.. تحترم حقوق الإنسان قولاً وفعلاً

خلال حفل أقامه سفيرنا في باريس تكريماً لها
الكواري : دور كبير للمرأة في التحولات التاريخية الكبيرة التي تشهدها المنطقة العربية
الفوز بجائزة نوبل للسلام إنجاز يشرف كل مواطن عربي
باريس- الراية :

أقامت السفارة القطرية النشطة في باريس حفلا لتكريم الشابة اليمنية توكل كرمان ، الحائزة على جائزة نوبل للسلام بمناسبة زيارتها للعاصمة الفرنسية في إطار جولة عالمية تشرح خلالها انتظارات ربيع الغضب العربي ، وذلك بحضور حشد من الدبلوماسيين والمثقفين والإعلاميين العرب والفرنسيين ، ومسؤولين وأعضاء في مؤسسات المجتمع المدني بفرنسا.
وفي كلمة له بهذه المناسبة، شدد سعادة السفير محمد جهام الكواري ، سفيرنا لدى فرنسا، على أهمية أن تنال سيدة عربية مناضلة جائزة نوبل للسلام ، معتبرا مثل هذا الأمر إنجازا يشرف كل مواطن عربي.
مضيفا : " إن السابع من أكتوبر الماضي بات تاريخاً محفوراً في ذاكرتنا، وهو اليوم الذي حصلت فيه أول مواطنة عربية على جائزة نوبل للسلام، مع الرئيسة الليبرالية الين جونسون سيرليان والناشطة الليبيرية من أجل حقوق الإنسان أوليماه غبوي "، مشيراً إلى ما أعلنته توكل كرمان يومها من أن الجائزة تمثل تكريماً لكل العرب والمسلمين والنساء بشكل عام.
وشبه الكواري الناشطة اليمنية بـ "ماريان" رمز الجمهورية الفرنسية، التي تجسد قيم فرنسا.
وقال مخاطبا توكل كرمان : أنت "ماريان" الربيع العربي، إنك وحدك تمثلين قيم موجة الحرية التي تمتد من المغرب إلى المشرق، وهي موجة يعود الفضل فيها، بقدر كبير، للنساء والشباب والمدافعين دون كلل عن حرية التعبير. إن جائزة نوبل للسلام جاءت تكليلا لهذا الجهد الكبير".
كما شدد الكواري على أهمية دور المرأة في التحولات التاريخية الكبيرة التي تشهدها المنطقة العربية مؤكدا أن "الربيع العربي مدين بالكثير للمرأة ، التي تمثل الأم والشقيقة والتي كانت في مقدمة خطوط التحرك، وغامرت كثيرا وواجهت العديد من المخاطر".
وقال: "إن معركة النساء، أي معركتك أيتها الصديقة توكل، هي معركة كونية من أجل الحرية، والعدالة والمساواة، معركة من أجل كل النساء والرجال، معركة الذين اهديتيهم جائزتك ، أي كل ناشطي الربيع العربي".
وأضاف: "إن الربيع العربي مدين كذلك بالكثير للشباب.... قبل سنوات كنت على رأس تظاهرات طلاب جامعة صنعاء،ومنذ ذلك الحين لم توفري جهدا، إذ من خلال هذا الجيل الشاب الذي تجسدين، جاء التغيير. إن الطموح إلى الحرية والديمقراطية قد انتصر على مدافع الجيوش".
واستطرد: "إن شجاعتك وعزيمتك وطاقتك التي لا تنضب، تجعل منك مثالا ومصدر إلهام في العالم العربي، بل أبعد من حدود العالم العربي حيث هناك معركة تخاض من أجل الحرية والعدالة والمساواة".
وأوضح الكواري في هذا الصدد إن قطر قد استقبلت بفرح كبير فوز السيدة توكل بجائزة نوبل، وهو الفوز الأول لسيدة عربية. "على غرار الفرح الذي حظي به هذا الحدث في فرنسا، بلد حقوق الإنسان"، وتابع : "لقد تحققت من هذا الأمر بمناسبة تقديم جائزة "الثراء في التعددية" في الكثير من المدن والمناطق الفرنسية...حيث يحمل لك الشباب الفرنسي من ذوي الأصول العربية الكثير من الإعجاب".
وختم الكواري كلمته بالارتكاز إلى مثل فرنسي يقول: " حيث تفشل الدبلوماسية، لا يبقى إلا دور المرأة ".
في ردها على كلمة السفير الكواري ، توجهت الحائزة على جائزة نوبل لسعادة السفير الكواري بالشكر على هذا الاحتفاء ، قائلة إن قطر وفرنسا دولتان تحترمان حقوق الإنسان فعلاً وقولاً ، متوجهة ، نيابة عن نشطاء الربيع العربي وشباب الثورة اليمنية، بالشكر إلى دولة قطر التي كان لها فضل كبير في دعم كل ثورات الربيع العربي، كما قالت.
وأضافت : لم أكن أريد الاحتفال بجائزة نوبل، لكنني قبلت دعوة السفارة القطرية لهذا الاستقبال وهذا التكريم لأنني أعلم أنه يحمل مضامين عالية وحقيقية ، أهمها الاعتراف بالثورة الشبابية الشعبية السلمية ، كما أننا نعتبر، نحن شباب الثورة، أن سفارة قطر هي سفارتنا إلى أن يتم تحرير الأراضي اليمنية بشكل كامل.
في تفسيرها لاستحقاق جائزة نوبل قالت كرمان، نحن حقيقة في ثورتنا الشبابية الشعبية السلمية خرجنا باحثين عن الحرية والعدالة والمساواة، خرجنا باحثين عن الدولة المدنية الحديثة والديمقراطية، خرجنا ونحن نمتلك الحلم والإرادة وكذلك الرؤية والإستراتيجية، لأجل ذلك، نحن نمتلك العزيمة وقررنا بألاّ ننجر إلى أي عنف يحاول أن يجرنا إليه نظام صالح وقرر اليمنيون أن يحققوا أحلامهم وأن يصلوا إلى دولة الحرية والعدالة والمساواة، الدولة المدنية الحديثة وأن يتركوا جميع أسلحتهم وأن يستقبلوا كل رصاص وعنف علي صالح بصدورهم العارية. ولأجل ذلك، استحق اليمنيون جائزة نوبل للسلام.
اعتبرت الحائزة على جائزة نوبل للسلام أن الجائزة تكافئ كذلك المرأة العظيمة التي انتفضت في أهم بلدان الدكتاتوريات في تونس ومصر وليبيا واليمن. والتي حطّمت القيود الاجتماعية وخرجت من صورتها النمطية بأنها مجرّد ضحية، فصارت قائدة للمجتمع وقائدة لأهم أقوى أنواع الفعل السياسي أي قائدة للثورة.
أضافت إن الجائزة تكافئ كذلك الشباب العربي الذي قال "نعم، نحن نستطيع". هذا الشباب الذي كان ينظر إليه على أنه عاجز، لكنه استطاع إسقاط الأنظمة المستبدة وسيستطيع بناء دولته المدنية الديمقراطية الحديثة التي يريد.
وقالت، لأجل ذلك، منحت جائزة السلام للمرأة ولشباب الربيع العربي. جائزة نوبل للسلام هذا العام مُنحت لكل الشعوب المتطلعة للحرية وللكرامة وللديمقراطية، لكل الشعوب الحالمة بمستقبل أفضل. مُنحت لنشطاء حقوق الإنسان الذين وقفوا في الصفوف الأولى وتخطوا الخطوط الحمراء. قبل أن يقول لي أحد مبروك، أقول له مبروك لكم جميعًا.
تابعت الناشطة اليمنية، أنا أقول إنّ جائزة نوبل للسلام هي بداية جديدة لعهد جديد، عهد الشراكة بين الشعوب في هذا العالم، عالم خال من الصراعات، والحروب، عالم يحترم فيه الإنسان أخاه الإنسان، دون أن يصنّفه دينيًا أو مناطقيًا أو فكريًا أو مذهبيًا. نحن نعيش في عالم واحد، وكلنا إنسانية واحدة.
وقالت، سأختم بشيء مهم قاله سعادة السفير وهو أنه حين تفشل الدبلوماسية، لا يبقى إلاّ دور المرأة. أقول حين تنجح الدبلوماسية فأكيد أن هناك وجودا للمرأة. وأضيف المرأة التي تعمل يدًا بيد مع أخيها الرجل من أجل بناء مجتمع سوي، مجتمع شعاره المواطنة المتساوية".
واختتمت كلمتها بالقول، شكرًا سعادة السفير، شكرًا قطر، شكرًا لكم جميعًا. شباب الثورة في الربيع العربي مدينون لكل الدعم الذي قدمتم لتحقيق حلمهم بالحرية والكرامة. نعدكم بأننا لن نخذلكم. سترون كيف ستكون أوطاننا، أوطاناً مليئة بالسعادة والديمقراطية والحرية والكرامة. هذا وعد من شباب الثورة في جميع أنحاء الوطن العربي.



مرسوم بقانون رقم (١٧) لسنة ٢٠١٠ بتنظيم اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان
تفاهم قطري أميركي لتعزيز حقوق الإنسان بـ 60 دولة
ورشة عمل لتعزيز مفاهيم «حقوق الإنسان»
مشاركة قطرية فعالة بمجلس حقوق الإنسان
د.المري يجتمع مع مسؤولين بـ"حقوق الإنسان" البحرينية