قطر-جريدة الراية-الاربعاء 24 صفر 1433الموافق18 يناير2012

دعوة لتطويرالقوانين العربية الخاصة بمكافحة الاتجار بالبشر

د.الشطي : 27 مليون إنسان حول العالم يعيشون على عائدات الاتجار بالبشر
لقاء مكي : الإعلام العربي لا يوظف وسائله لمكافحة الظاهرة
كتبت - إيناس شري :

دعا منتدى الدوحة الثاني حول "المبادرة العربية لبناء القدرات الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر" ، الذي نظمته المؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر على مدى يومين تحت رعاية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، الجهات الحكومية المعنية بمكافحة الاتجار بالبشر في الدول العربية للمشاركة الفعالة في تنفيذ المبادرة العربية والعمل على مساندة مؤسسات المجتمع المدني المعنية بمكافحة الظاهرة لتقديم الخدمات والدعم للضحايا ، بالإضافة إلى بذل الجهود لإقامة تحالفات وطنية بين الأجهزة الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، ومساندة مؤسسات المجتمع المدني المعنية بمكافحة الاتجار بالبشر لتنفيذ أنشطة وبرامج بناء القدرات في الدول العربية، وإعداد وتنفيذ برامج التوعية حول مكافحة الاتجار بالبشر وإقامة المؤتمرات المشتركة لتبادل الخبرات.
وقد ركزت التوصيات الختامية لأعمال المنتدى على ضرورة دعم وحدة تنسيق مكافحة الاتجار بالبشر في جامعة الدول العربية وتعزيز قاعدة البيانات الخاصة بها، وبذل الجهود على مستوى الدول العربية للعمل عبر آليات وأدوات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ودعم الاستراتيجية العربية لمكافحة الاتجار بالبشر.
كما شددت على أهمية دعم وحدة تنسيق مكافحة الاتجار بالبشر بجامعة الدول العربية وفعاليات المبادرة العربية وتشجيع الدول العربية على الانضمام للاتفاقيات الدولية والإقليمية ذات الصلة .
كما أكدت التوصيات ضرورة العمل على بناء القدرات الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر وفقا للمعايير المحددة ضمن مشروع المبادرة العربية، وإقامة برامج متخصصة حول الآليات والأدوات الإقليمية والدولية لمكافحة الاتجار بالبشر، وإعداد تقرير سنوي عن حالة الاتجار بالبشر في الوطن العربي، ودعت إلى إعداد استراتيجية إعلامية عربية خاصة بمكافحة الاتجار بالبشر لدعم الجهود العربية، وحث وسائل الإعلام العربية على تغطية هذه الجهود وتنفيذ المبادرة العربية.
وكان المشاركون في المنتدى قد ناقشوا في اليوم الثاني عددا من المحاور المتعلقة بالاتجار بالبشر، منها دور الحكومات ومنظمات المجتمع المدني في تنفيذ المبادرة العربية ، حيث قدم المستشار عادل ماجد ، خبير بجامعة الدول العربية لشؤون مكافحة الاتجار بالبشر، عرضا شرح من خلاله الإستراتيجية العربية الشاملة لمكافحة الاتجار بالبشر موضحا أنها تقوم على عدد من المحاور منها تجريم كافة صور وأشكال الاتجار بالبشر وضمان كفاءة التحقيق والاتهام والمحاكمة في هذا النوع من الجرائم ، وتعزيز تدابير وإجراءات المنع بالإضافة إلى حماية الضحايا وتعزيز التعاون الإقليمي العربي والدولي في مجال مكافحة الاتجار بالبشر وبناء القدرات المؤسسية الوطنية اللازمة لمكافحة هذه الظاهرة وتحديث القانون الاسترشادي لمكافحة الاتجار بالبشر وضمان نشره وتطبيقه وضمان تنسيق جهود المكافحة في المنطقة العربية .
كما قدم د.بسام الشطي ، الأستاذ بقسم العقيدة والدعوة بجامعة الكويت ورئيس تحرير مجلة الفرقان عرضا تحت عنوان " التوعية بمكافحة الاتجار بالبشر بين الازدواجية والقواعد المهنية ومصالح المجتمع" موضحا أن الاتجار بالبشر يشكل مشكلة حقيقية، حيث أشار تقرير للأمم المتحدة قبل 6 أشهر فقط إلى وجود مخالفات واضحة في الاتجار بالبشر في عدد من الدول مثل الجزائر التي تشهد استغلالا جنسيا وتشغيلا للأطفال وتهريب المهاجرين، والسعودية حيث يوجد استغلال جسدي أو جنسي للعمال الأجانب والكويت حيث هناك مخالفات ضد فئات البدون والعمالة وقيود على حقوق عمال أجانب ، والبحرين حيث توجد أعمال شاقة واستغلال جنسي بالإضافة إلى إيران التي تشهد استغلالا جنسيا وبغاء وزواجا قسريا وملاحقات قضائية للضحايا ، وكذلك الحال في السودان بسبب الأعمال الشاقة والاستغلال الجنسي وتشغيل أطفال وتجنيدهم وخطف نساء وفتيات من بعض الأفراد وتحويلهم إلى رقيق.
ولفت د.الشطي أن هناك 27 مليون إنسان حول العالم ، 80 % منهم نساء وأطفال ، يعيشون على عائدات تجارة البشر التي أضحت اكبر تجارة غير شرعية في العالم ، حيث قدرت منظمة العمل الدولية في آخر تقرير لها أرباح استغلال النساء والأطفال جنسياً بحوالي 28 مليار دولار سنويا ، كما تقدر أرباح العمالة الإجبارية بحوالي 32 مليار دولار سنوياً، يتعرض حوالي 3 ملايين إنسان في العالم سنوياً للاتجار بينهم مليون و 200 ألف طفل.
كما ناقش المشاركون دور الإعلام في مكافحة جرائم الاتجار بالبشر ، حيث قدم الدكتور لقاء مكي العزاوي ، من قناة الجزيرة ، ورقة عمل تحت عنوان "نحو وضع استراتيجية إعلامية لمكافحة الاتجار بالبشر" أكد من خلالها أن الإعلام العربي لا يوظف وسائله لمكافحة ظاهرة الاتجار لاسيما عندما يتعلق الأمر بالموضوعات أو الحالات التي ينطبق عليها وصف (ما يشبه الرق)، إذ غالبا ما تكون هذه الحالات مظاهر لأنماط اجتماعية وليست إجرامية أو تكون نتاجا لأوضاع اقتصادية ضاغطة.
وأوضح الغزاوي أنه حسب تقديرات الجامعة العربية في العام 2010 يوجد هناك أكثر من 5000 صحيفة تصدر في البلدان العربية منها نحو 267 صحيفة يومية وأن عدد الفضائيات العربية يبلغ 620 قناة، 80% منها قنوات خاصة، موضحا أن حجم إجمالي الإنفاق السنوي لهذه الفضائيات يبلغ نحو 7 مليارات دولار، ويشاهدها ما يقرب من 200 مليون من إجمالي 320 مليون مواطن عربي، علما أن 70% من السكان في البلدان العربية يملكون أجهزة تلفزيون ووسائل استقبال البث الفضائي.
كما ناقشت جلسات اليوم الأخير للمنتدى دور المنظمات المدنية في مكافحة الاتجار بالبشر، حيث أكد الدكتور علي الإبراهيم ، مدير عام مركز قطر الدولي لدعم منظمات المجتمع المدني ، أن بناء القدرات الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر يستلزم تبني استراتيجيات وخطط وبرامج تتوافق مبادئها مع المعايير الدولية لمكافحة الجريمة المنظمة ، مضيفا أن بناء هذه الاستراتيجية يتطلب مشاركة جميع المؤسسات المعنية.