قطر- جريدة الشرق-السبت 27 صفر 1433الموافق 21 يناير2012

أكد أنها قضية يجب أن تسخر لها الطاقات والمؤتمرات ..
د. المريخي:السرعة الجنونية المتعمدة تعد قتلاً للنفس عمداً وإزهاقاً للأرواح قصداً

الدوحة - الشرق:

قال فضيلة الشيخ د. محمد بن حسن المريخي خلال خطبة الجمعة أمس إن الأمة الناجية والموفقة هي الأمة الجادة التي تنظر في شؤونها بجدية وتبحث عن الحلول والعلاج لما ينزل بها من مشاكل ومصائب ومحن.
ونحن اليوم أمام مشكلة وبلية ومصيبة تحتاج إلى حل فوري وبسرعة لا تحتمل التأخير، ولا التردد والانتظار.
إنها موت الشباب في حوادث السيارات، موت الأبناء وهم في ريعان شبابهم صغاراً لم تبصر أعينهم الدنيا إلا قليلا، في كل يوم نودع شاباً قضى عمره ونزل أجله في حادث سيارة.
لقد أخذت حوادث السيارات زهرة الشباب وأصابت الأسر والعائلات بالأحزان وألم الفراق ومصيبة الموت.
إن السرعة الجنونية المتعمدة تعد قتلاً للنفس عمداً وإزهاقاً للأرواح قصداً.
يقول الله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) ويقول (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدَّ له عذابا عظيما). وهذا لمن يأخذ معه مجموعة من الشباب في سيارته ثم يطير بهم في سرعة جنونية غير مبررة فتكون المصيبة حين تنقلب بهم السيارة فيموتون جميعاً أو يموت بعضهم.
أوجعتم الوالدين بحوادثكم وسرعتكم، وكم من والد مفجوع في ولده، وكم من أسرة مكلومة في حبيبها بموت رخيص، وإلقاء بالنفس إلى التهلكة، وفيات وموت بالعشرات، وكلهم شباب صغار في ريعان العمر والسبب واحد هو تعمد السرعة والولع بالسيارات وعدم تقدير نعمة الحياة.
إن هذه السيارات حديد يقطع كل شيء وقد قطع كثيرا من الأبناء وألقى بهم في وادي الموت المحقق، إن آمال الآباء فيكم كبيرة، فرحوا بكم ذرية تحيون ذكراهم من بعدهم وتواصلون المسير إلى المعالي والفضائل فإذا بكم تقلبون فرحهم بكم حزنا وبلاء بموتكم وفراقكم أو باستجلاب الأمراض لأنفسكم.
ألا تنظرون إلى من كان بالأمس صحيحا يتطلع إلى الحياة والمستقبل بإذن الله وفي لحظة إذا هو في المقابر مدفون ميت، أو معاق لا يتحرك فيه إلا لسانه، أليست هذه هي الخسارة الحقيقية والنهاية المأساوية أتحسبون أن آباءكم وأمهاتكم سعداء بكم وأنتم في هذا الإهمال والضياع، تقتلون أنفسكم وتلقون بها في مهاوي الردى.
اسألوا أنفسكم بأي شيء عادت السرعة على أصحابها وبأي حال باتت الأسر المكلومة المصابة. ارحموا آباءكم وأمهاتكم واشكروا ربكم الذي أنعم عليكم لتعيشوا وتحيوا مسلمين شاكرين له مقدرين نعمه ومننه.
إن الغرور والفرح الزائد ونسيان النفس وإهمال ما يستحق الاهتمام والرعاية طريق غير معبد، وسبيل قصير، ونهايته خسارة أكيدة أبدية.
إننا معشر الآباء والأولياء لا نبرئ أنفسنا من المسؤولية بل بعضنا يكون مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن المآل الذي آل إليه ولده وذلك عندما يسلمه السيارة وهو صغير لا قدرة له على تحمل الأحمال ولا طاقة له على الاطلاع على مقدرات وتحليلات وعواقب التصرفات الخاطئة، فهو يعلم أن ولده لا يملك رخصة أو إذنا لقيادة السيارة ويعلم طيشان ولده، ويدرك حقيقته ويعرف طبعه وولعه والغرور ثم إذا استلم الابن السيارة غض الوالد أو الولي الطرف عنه فلا يراقبه ولا يسأل عن قيادته للسيارة، ولا يعرف عنه شيئاً وفجأة في ساعة ولحظة ما حسب لها حسابها يأتيه الخبر بموت ولده في حادث نتيجة السرعة الفائقة فيعض أنامل الندم ويضرب بكف الخسارة وتكون الحسرة والندامة الدائمة.
فهذا الوالد أو الولي هو المسؤول عن موت ولده لأنه لما هيأ له السيارة الفاخرة وألقاه فيها ثم قطع علاقته به تماماً لا يعلم عنه شيئاً ولا يكلف نفسه السؤال عنه، فلا متابعة ولا مراقبة ولا حيلة ولكن إهمال وإعراض وترك الحبل على الغارب، وكم جاءت الأخبار المحزنة التي تقطع الأفئدة كم جاءت للآباء وكيف كان وقعها ونزولها على الآباء والأمهات.
إن العلاج بل أنجع العلاج لظاهرة إهمال الشباب لأعمارهم وحياتهم هو التربية أولاً، والتوجيه على الأدب وشكر النعم وتفهيمهم وزرع الشعور فيهم عمن ينتظرهم من الآباء والأمهات والأبناء والزوجات ويرجونهم سالمين يبرون ويصلون ويربون الأبناء ويحفظون الزوجات.
إن قضية السرعة في السيارات أزعجت الجميع، الأسر في البيوت، والمشاة في الشارع، والسائرين في حوائجهم، والنائمين في فرشهم، بالإضافة إلى أهليهم ووالديهم وما يأتيهم من الهموم والخوف على أولادهم في هذه السيارات.



قانون رقم (13) لسنة 1998 بشأن المرور
مرسوم بقانون رقم (19) لسنة 2007 بإصدار قانون المرور
قرار وزير الداخلية رقم (1) لسنة 1981م باللائحة التنفيذية للقانون رقم (10) لسنة 1979م بشأن قواعد المرور
مسؤولون ينتقدون تجاهل السائقين للقواعد المرورية  
تحديث مكتب المخالفات المرورية
المرأة بريئة من الحوادث المرورية
قانون المرور مرن.. ويهدف لحماية الأرواح والممتلكات
إدارة المرور تدعو سائقي المركبات لاتباع إرشادات السلامة المرورية