قطر- جريدة الراية-السبت
05 ربيع الأول 1433 الموافق 28 يناير2012
تعريب الدراسة
بالجامعة يُثير جدلاً ساخناً على المنتديات
تباين الآراء حول قرار المجلس الأعلى للتعليم
المؤيّدون : القرار انتصار للهوية
في مواجهة غزو اللغات الأجنبية
المعارضون: للطالب حق اختيار لغة دراسته .. والإجبار تكرار للمشكلة
كتب - محمد النجار :
تباينت آراء روّاد المنتديات ومتصفحي مواقع الدردشة الإلكترونية حول قرار المجلس
الأعلى للتعليم الذي يقضي بضرورة أن تكون لغة التعليم في جامعة قطر هي اللغة
العربية .. فبينما أكّد المؤيّدون أن القرار الذي جاء متأخراً، يُعيد للغة العربية
مكانتها وتصدّرها في مواجهة غزو اللغات الأجنبية لمجتمعاتنا العربية، في إطار
مخطّطات لطمس الهويّة، أعرب معارضون للقرار عن قلقهم من تطبيقه، نظراً لاحتياج سوق
العمل إلى اللغة الإنجليزية بعد التخرّج من الجامعة، وهو الأمر الذى سيصعب تحقيقه
بعد اعتماد العربية لغة للدراسة .. مقترحين إعطاء الطالب حق الاختيار للغة التي
يُفضّل الدراسة بها.
ففي استفتاء أجراه منتدى "المهندسين العرب" وطرح القرار للجمهور، بلغت نسبة مؤيّدي
القرار 72% الذين وصفوا تعريب الدراسة بالجامعة بأنه بداية لمرحلة جديدة لتصدّر
اللغة العربية في مواجهة غزو اللغات الأخرى وعلى رأسها الإنجليزية. واقترح أحد
المشاركين بالاستفتاء تعريب جميع العلوم .. قائلاً: العزّة والكرامة لا تكون إلا
بكون العلوم باللغة الأم، لذلك أول ما فعله الأوروبيون للتخلص من ظلامهم هو قيامهم
بترجمة العلوم إلى لغاتهم. وأضاف أنه مهما بلغت براعة الشخص في اللغات الأخرى لن
تكون كبراعته فى لغته الأم. وقال آخر: إن الإنجليزية لغة جامدة، وأكثر تحديداً من
اللغة العربية الغنية بمفرداتها، إضافة إلى أن معظم المراجع والأبحاث التي جرت في
دول متقدّمة في مجالات الهندسة مكتوبة بالإنجليزية، وأن شرط الاستفادة والتعلم من
تلك الأبحاث يجب أن تُقرأ بلغة كتابتها.
وأضاف أحد المشاركين: إن العربية لغة القرآن الكريم وأكثر اللغات ثراءً واحتراماً،
لذلك يجب أن تكون الدراسة في الدول الإسلامية باللغة العربية وليس العكس ..
المسلمون حالياً وللأسف يهتمون باللغات الأجنبية أكثر من لغة القرآن، وهذا سبب
رئيسي في تأخّر الأمة الإسلامية .. الغرب كانوا يدرسون العلوم العربية بعد ترجمتها
إلى لغاتهم، فالأصل من العربية وليس العكس. وكتب آخر : كي نرتقي في فهمنا لمختلف
العلوم يجب أن نتعلّمها بلغتنا وإلا لن تبلغ درجة الاستيعاب عند معظم الدارسين
الدرجة المطلوبة، فأي شخص لن يفهم أي موضوع بلغة أجنبية بنفس المستوى الذي يُمكن أن
يفهمه بلغته مهما بلغت درجة إتقانه للغة الأجنبية.
وأضاف: العربية من أغنى لغات العالم بمفرداتها ولا يحتاج الأمر إلا لقليل من الجهد
من قبل الجامعة العربية لترجمة هذه المصطلحات ترجمة موحّدة (مع المحافظة دائماً بين
قوسين على اللفظ اللاتيني للمصطلح)، بحيث تستخدم نفس الترجمة في جميع الدول العربية
.. ويُمكن للعرب الاستفادة من التجربة السورية في هذا المجال وتطويرها مع إعادة
النظر في ترجمة المصطلحات لتوحيد الترجمة في جميع الدول العربية.
من جانبها قالت إحدى المشاركات على "شبكة الأسهم القطرية" إن القرار الصادر من
المجلس الأعلى للتعليم بشأن تعريب الدراسة بجامعة قطر وإلغاء البرنامج التأسيسى
بداية الغيث والعود الحميد، لما يترتّب عليه من عودة مقرّر نظام الفصلين واعتماد
الكتاب كمصدر أساسي للتعليم باللغة العربية في المدارس الإعدادية والثانوية، وإنه
بداية للعودة على استحياء إلى التعليم المعمول به في المدارس الحكومية قديماً.
وترحّمت مشاركة أخرى على اللغة العربية .. متسائلة : لماذا تأخّر صدور مثل هذا
القرار الذي يجعل الاهتمام باللغة العربية على رأس أولويات العملية التعليمية؟ ..
وألقت باللوم على المدارس المستقلة التي ساهمت في انتشار اللغة الإنجليزية وجعلها
في المقدمة عن اللغة العربية، وهو ما يُبرز التفاوت الواضح بين المؤسّسين لغوياً من
أبناء التعليم الحكومي وبين خريجي المدارس المستقلة.
أمّا منتديات جامعة قطر فطرحت الموضوع للاستفتاء العام تحت عنوان "أنت مع أم ضدّ
التدريس باللغة العربية"، وتساوت نسب المؤيّدين والمعارضين .. فبينما قال البعض: إن
القرار يأتي بسرعة وفي منتصف العام الدراسي، ما يُصيب بعض الطلاب بالتخبّط إضافة
إلى دراسة الطلبة لسنوات طويلة بنظام التأسيسي، وإن مسألة التطبيق بين يوم وليلة
وإلغاء النظام السابق في التدريس بشكل جذري، أمر يتطلب إجراءات عديدة وتفاصيل يجب
توضيحها للطلاب. وأيّد الكثيرون قرار الإلغاء باعتباره يقضي على اختبارات "الآيلتس"
التي وصفوها بالتعجيزية مقترحين حلاً وسطاً يُفيد ببقاء مستويات التأسيسي وإلغاء
"الآيلتس"، لكي تُصبح الدراسة طبيعية ومتيسّرة للطلاب.
وأبدى بعض المشاركين قلقهم من احتياج سوق العمل للغة الإنجليزية بعد التخرّج من
الجامعة، وهو الأمر الذي سيصعب تحقيقه بعد تطبيق الدراسة باللغة العربية .. رافضين
تحويل لغة الدراسة بشكل كامل.
وعلى منتدى "قطر فوتبول" الذي طرح الموضوع للنقاش، كتب أحد المشاركين: أنا مع
التدريس باللغة العربية، خاصة للطلاب المحرومين من دخول الجامعة بسبب الإنجليزية
والآيلتس والتويفل، لكنه قال إنه ضد تعميم القرار على جميع الطلاب، لأنه يجب أن
يكون التعليم في الجامعة باللغتين لاحتياجات سوق العمل ولمواكبة الدول المتقدّمة
بما أن الإنجليزية هي اللغة العالمية.
واقترح البعض وجود حق الاختيار للطالب في لغة دراسته، ليكون القرار بيد الطالب الذي
يُحدّد من خلاله احتياجاته العلمية وطموحاته المهنية، لأن فرض اللغة العربية
إجبارياً يُكرّر نفس مشكلة فرض الإنجليزية إجبارياً حتى لو كانت العربية اللغة
الأولى.
قانون
رقم (1) لسنة 2000 بتعديل بعض أحكام القانون رقم (2) لسنة 1977 بإنشاء جامعة قطر
-ألغي بنص المادة (18 ) من المرسوم بقانون رقم ( 34 ) لسنة 2004
«تعريب»
الدراسة وإلغاء «التأسيسي» بجامعة قطر
تفاصيل
اجتماعات قيادات الجامعة لتنفيذ قرار إلغاء التأسيسي