قطر - جريدة الشرق- الأثنين 07 ربيع الأول
1433 الموافق 30 يناير2012
ندوة إقليمية
تناقش اهتمام القانون القطري بتوفير بيئة آمنة للعمال
نظمتها وزارة العمل بالتعاون مع لجنة الصحة والسلامة المهنية.. ندوة
إقليمية تناقش اهتمام القانون القطري بتوفير بيئة آمنة للعمال
حسين الملا: نحرص على التوعية بمعايير السلامة والصحة المهنية والتعاون الأمثل بين
الحكومة وأصحاب العمل والعمال
الوريدات: قطر حريصة على حماية كل العمالة الموجودة على أراضيها
إصابات العمل تتسبب في خسائر هائلة تبلغ حوالي 4 % من الناتج المحلي الإجمالي
العالمي
قطاع الأعمال الأمريكي ينفق سنوياً 180 مليار دولار على الحوادث وإصابات العمل
يحيى عسكر:
تحت رعاية وحضور سعادة السيد ناصر بن عبد الله الحميدي، نظمت وزارة العمل ندوة
إقليمية عن "الصحة والسلامة في التشريعات الوطنية القطرية والاتفاقات الدولية"
بالتعاون مع اللجنة الوطنية للسلامة والصحة المهنية وبحضور ممثلين من قطر للبترول
وإدارة الدفاع المدني وعدد من أصحاب الشركات بالقطاع الخاص، حيث ناقشت اهتمام قانون
العمل القطري بضرورة تطبيق اشتراطات السلامة والصحة المهنية داخل أماكن العمل وسكن
العمل، وإلزام أصحاب الشركات بتنفيذ هذه الاشتراطات من أجل توفير بيئة عمل سليمة
صحيا ومهنيا.
وفي بداية الندوة قال السيد حسين الملا وكيل وزارة العمل رئيس اللجنة الوطنية
للسلامة والصحة المهنيتين ان دور اللجنة الوطنية للسلامة والصحة المهنيتين بالتعاون
مع وزارة العمل نشر الوعي بالمعايير والاشتراطات الخاصة بالسلامة والصحة المهنيتين
والحرص على تطبيقها بالشكل الأمثل.
وأضاف ان سياسة اللجنة القائمة على التعاون بين أطراف الإنتاج الثلاثة "الحكومة
وأصحاب العمل والعمال"، وقد تم التحضير لعقد هذه الندوة " السلامة والصحة المهنيتين
في التشريعات الوطنية والاتفاقات الدولية" لكي تكون أولى ثمار الخطة التي وضعتها
اللجنة للقيام بنشر التوعية الخاصة بالسلامة والصحة المهنيتين، وتكون مقدمة تتبعها
خطوات أخرى، وتوقع الملا أن تسهم بشكل قوي في تطوير هذا المجال في دولة قطر والوصول
به إلى أفضل المعايير المتعارف عليها دولياً.
ــ توعية القطاع الخاص
وقال الملا إن دولة قطر تشهد نموا اقتصاديا وتنمويا كبيرا، مما يفرض الاستعانة
بأعداد هائلة من العمالة الماهرة، خاصة أن دولة قطر قد أخذت على عاتقها الالتزام
بأعلى مقاييس الجودة في الإنتاج وتقديم الخدمات وفقا لمعايير العمل الدولية، مؤكدا
الاهتمام بحماية العمالة، التي ستسهم إيجابا في النهضة التنموية بدولة قطر.
وأشار إلى أن هذه الندوة تهدف إلى توعية مؤسسات القطاع الخاص بالدولة، واهم
المعايير والاشتراطات الخاصة بالسلامة والصحة المهنيتين، والتي يعد الالتزام بها هو
أحد الأسس الجوهرية لتحقيق الرخاء والتنمية ورفع قدرات الدولة الإنتاجية في القطاع
الخاص.
وفي ختام كلمته قدم الشكر الجزيل لكل من الشركة الوطنية للإجارة على رعايتها
الكريمة وشركة قطر للبترول ممثلة في إدارة إسناد الصحة والسلامة والبيئة، وزارة
الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للدفاع المدني ومنظمة العمل الدولية ممثلة في
الدكتور أمين الوريدات على مشاركتهم الفعالة في هذه الندوة.
ومن جانبه قال الدكتور أمين الوريدات خبير دولي في تفتيش العمل والسلامة والصحة
المهنية منظمة العمل الدولية ان هذه الندوة الخاصة بعمل السلامة والصحة المهنية
تكتسب أهمية بالغة لمناقشتها الأمور المتعلقة بصحة وسلامة العاملين والاهتمام
بتوفير بيئة عمل صحية
ــ استضافة مونديال 2022
وأشار إلى ان هذه الندوة تأتي في بداية المرحلة الحالية التي تمر بها قطر للتحضير
لاستضافة مونديال ونهائيات كأس العالم في عام 2022، ويتم تطوير الكثير من المرافق
والخدمات التي تتطلب استقدام أعداد كبيرة من الخبراء والعاملين من مختلف دول العالم،
والتي يصاحبها توسع كبير جدا في قطاعات العمل بشكل عام، وفي قطاع الإنشاءات بشكل
خاص.
وأضاف: الندوة في هذا التوقيت بالذات تحمل بين طياتها الكثير من الدلائل على حرص
الحكومة القطرية على حماية هؤلاء العاملين لتكون استضافة نهائيات كأس العالم مناسبة
سعيدة لا ينطوي عليها اي نوع من الألم والمعاناة لأولئك الذين يعملون بأي شكل من
الأشكال من اجل إنجاح هذا الحدث المهم وجعله مصدر فخر لعرب بشكل عام ولدولة قطر
بشكل خاص.
ــ الإصابات والخسائر
وقال الوريدات إن حوادث وإصابات العمل تتسبب في خسائر هائلة للاقتصاد العالمي حيث
تشير التقديرات إلى أن تكاليف هذه الحوادث والإصابات تبلغ حوالي 4 % من الناتج
المحلي الإجمالي العالمي بما يزيد على مبلغ 1251353 مليون دولار، أما قطاع الأعمال
الأمريكي وحده فينفق سنوياً حوالي 180 مليار دولار على الحوادث وإصابات العمل
والآثار المترتبة عليها، وفقا لما جاء في تقديرات إدارة الصحة والسلامة في الولايات
المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن التقديرات أن حوالي 270 مليون عامل يتعرضون سنوياً
لإصابات العمل، ومنهم حوالي 68 مليونا تعتبر إصاباتهم بليغة ومعقدة وتمنعهم العودة
إلى ممارسة مهنتهم السابقة وحوالي 360،000 من هذه الإصابات مميتة، ويفقد المصاب
حياته، كما يوجد 12000 طفل في هذا العام يفقدون حياتهم سنويا بسبب العمل.
ورأى أن الخسائر الناتجة عن الحوادث وإصابات العمل، سواء كانت بشرية أو مادية، لا
تمثل إلا قمة الجبل الجليدي، فغياب الآليات الفعالة لتشخيص الأمراض المهنية والتعرف
عليها خاصة في الدول النامية يجعل ما خفي من هذه الإصابات والأمراض أعظم.. كما ان
التكاليف والخسائر المادية غير المعلنة بهذا الخصوص في الواقع اكبر بكثير مما هو
معلن، خاصة أن التكاليف غير مباشرة لإصابات العمل لا تقل بأي حال عن أربعة إلى عشرة
أضعاف التكاليف المباشرة.
ــ خطوة في الاتجاه الصحيح
ونظر الوريدات أن هذه الندوة خطوة في الاتجاه الصحيح وكإحدى الأدوات الرئيسية
والفعالة للوصول إلى الأهداف المشتركة في توفير بيئة عمل صحية وآمنة وتحقيق العمل
اللائق للعاملين في كافة القطاعات والمهن الذي يعمل من اجل الوصول إليه في كل بقعة
من بقاع هذا العالم الواسع، من خلال التعاون المثمر والفعال مع الحكومات المخلصة
التي تعمل لمصلحة أبنائها ومن اجل رفاههم البدني والنفسي والمادي والاجتماعي.
وأكد أن الدراسات في مختلف دول العالم المتقدم تنفق جميع المبالغ على السلامة
والصحة المهنية وبالشكل المناسب وتوتي أضعافها وتعود علينا لاحقاً بالكثير من
الأرباح.
وفي ختام حديثه تقدم بالشكر والتهنئة الى وزارة العمل والشركات والمؤسسات المتميزة
في السلامة والصحة المهنية، وأكد أنه توجد انعكاسات ايجابية كبيرة على الاقتصاد
الوطني وعلى مسيرة النهضة والتطور التي تشهدها البلاد، وتمنى لهذه الندوة كل النجاح
ولدولة قطر الصغيرة في مساحتها والكبيرة في مكانتها كل التقدم والازدهار حكومة
وشعباً.
وفي نهاية الندوة تم تكريم عدد من الشركات هي شركة مواصلات "كروة"، شركة مدماك
للمقاولات، شركة المانع التجارية، شركة القط الأسود للهندسة والإنشاءات، الشركة
القطرية للأغذية، شركة جي 4 اس قطر، شركة أربيك للإنشاءات شركة العراب للتجارة
والمقاولات، شركة القمة الخضراء العالمية، شركة ألومكو قطر.
